الشرطة المغربية تعتقل «يونس التسولي» بعد عملية تفاوض استمرت 13 ساعة

حجم الخط
0

الرباط ـ «القدس العربي»: تمكنت الشرطة المغربية منتصف ليلة الخميس الجمعة من توقيف يونس التسولي الذي أضرم النار عمدا بمنزل والديه في مدينة الرباط والذي تحصن بأحد السطوح، مهددا المواطنين وعناصر الأمن بواسطة أسلحة بيضاء.
وأفاد بلاغ لوزارة الداخلية المغربية ارسل لـ«القدس العربي» ان الشرطة القضائية بالرباط تمكنت من توقيف المشتبه فيه بعد عملية تفاوض دامت أكثر من ثلاثة عشر ساعة، وشاركت فيها أخصائية في علم النفس تابعة لولاية أمن الرباط ونجحت في تجريده من الأسلحة البيضاء التي كانت بحوزته، بعد عملية إنزال آمنة فوق سطح المنزل الذي كان يتحصن به، حيث مكنت الاحتياطات الأمنية المتخذة بتنسيق مع باقي السلطات المختصة من تفادي تسجيل أية إصابات جسدية سواء بالنسبة للمعني بالأمر أو لباقي المواطنين أو لعناصر الأمن التي باشرت التدخل وتم ايداعه بمستشفى الأمراض العقلية والعصبية لإخضاعه لخبرة طبية.
وقضى يونس التسولي عقوبة سجنية في بريطانيا من أجل قضية تتعلق بالإرهاب والتطرف، قبل أن يتم ترحيله يوم الأربعاء الماضي نحو المغرب دون ان تكشف السلطات البريطانية للسلطات المغربية مدى خطورته وأصرت على أن يبقى طليقا، مهددا بذلك حياة الأشخاص وهو ما اثار استياء المغرب.
وعبر وزير الداخلية المغربي لنظيره البريطاني عن استياء بلاده من طرد السلطات البريطانية لمواطن مغربي أدين بـ«الإرهاب»، موضحا أن احتجاج بلاده جاء بسبب عدم قيام السلطات البريطانية بإشعارها بمدى خطورة هذا الشخص، وأصرت على أن يبقى طليقا.
وقال بيان لوزارة الداخلية المغربية، مساء اول امس الخميس، إن وزير الداخلية محمد حصاد «اتصل بنظيره البريطاني ليعبر له عن استياء السلطات المغربية على إثر طرد مواطن مغربي أدين بالإرهاب في بريطانيا».
وأوضح البيان أن المواطن المغربي، الذي طرد من بريطانيا أمس الأربعاء، «أضرم النار بمنزل والديه، الكائن بمدينة الرباط، ورفض تسليم نفسه لقوات الأمن مهددا إياهم بالسلاح الأبيض».
وتابع أن «وزير الداخلية، وعقب هذا الحادث، اتصل بنظيره البريطاني للتعبير عن استياء السلطات المغربية».
وأشار البيان إلى أن السلطات البريطانية «لم تقم بالإشعار بمدى خطورة هذا الشخص، وأصرت على أن يبقى طليقا، مهددا بذلك حياة الأشخاص».
ولفت البيان إلى أن هذا الشخص «لا يزال يهدد هذا بإلقاء نفسه من سطح مسكنه العائلي، أو الهجوم بالسلاح الأبيض على أي شخص يقترب منه».
وعادت قضية يونس التسولي أو المعروف بـ«الإرهابي 007» بعد سنوات قضاها في أحد السجون البريطانية، ، لتشغل الرأي العام المغربي، عقب محاولته الفاشلة للإنتحار، مباشرة بعد عودته من بريطانيا حيث لم يعرف يوسف بين جيرانه والمقربين منه في الحي الراقي أكدال في الرباط، سوى بذاك الشاب المنفتح، الذي درس في إحدى الشعب العلمية بالعاصمة المغربية، قبل أن يتوجه إلى الديار الإنكليزية من أجل إكمال دراساته الجامعية هناك في شعبة المعلوميات.
وقال موقع فبراير ان كل الدلائل والقرائن تفضي لنتيجة واحدة، وهي أن هذا الشباب لم يكن يحمل أي فكر «جهادي» أو «متطرف» قبل بداية مساره الجامعي في لندن، حيث بدأت رحلته هناك سنة 2001، عندما اصطحبه والده، الذي كان يستغل كإطار في وزارة الخارجية والتعاون.
وجعلت قدرته الكبيرة على تحليل المعطيات المعلوماتية، ودراسته في إحدى اعرق الجامعيات البريطانية في هذا المجال، يونس من بين ابرز الأرقام الصعبة في خطط تنظيم القاعدة، على المستوى ترويج خطاباتها في شبكة الانترنت، إذ كان يشرف العديد من المواقع الإلكترونية للتنظيم، ليكون بذلك من أبرز الرؤوس المطلوبة من طرف الأجهزة الاستخبارات الغربية، خاصة، البريطانية والامريكية.
ولم يتوقف هذا النشاط الإلكتروني الذي كانت يقوم به «الإرهابي 007″، مع تنظيم القاعدة، وتحديدا مع فرعه في بلاد الرافدين، والذي كان يقوده بداية الألفية الحالية ابو مصعب الزرقاوي، عند هذا الحد، بل شمل أيضا قرصنة العديد من المواقع الإلكترونية الأمريكية، خاصة تلك الخاصة بعدد من الجامعات هناك، ولذلك كسب تقدير طيف واسع من فسيفساء الجماعات الاسلامية المتطرفة.
وبعد حملة واسعة، شنتها العديد من الاستخبارات الأوروبية، والتي تنسق في ما بينها في إطار التنسيق بين دول الإتحاد الاوروبي في هذا المجال، ألقي القبض على يونس خلال سنة 2007، ليحكم عليه بـ 16 سنة سجنا، بتهمة التعاون مع «الجماعات الإرهابية» والتخطيط لـ»أعمال تخريبية».
زاطلق سراح «ابن الدبلوماسي» نهاية العام الماضي، لكنه ظل متشبثا بفكره المدافع عن «الجماعات المسلحة المناهضة للغرب» لكن المفاجئة كانت هي عدم علم السلطات المغربية، لخبر إطلاق سراح يوسف، وهذا ما أكده بلاغ وزارة الداخلية الخميس، حيث استنكر المغرب عدم إخبار المملكة المتحدة، بهذا الخبر، خاصة ان قضيته كانت قد استأثرت باهتمام الرأي العام قبل إلقاء القبض عليه في 2007.
مباشرة بعد عودته إلى بيته الكائن بحي أكدال بالرباط، نشبت خصومة بين يونس وأفراد عائلته، خاصة أخاه الأكبر، وهذا ما جعله يضرم النار في بعض الأجزاء منه.
بحسب المعطيات المتوفرة، فقد دخل إلى بيته في حدود منصف ليلة الأربعاء، وبعدها بأربع ساعات، بدأ في تهديده بالإنتحار، مما تسبب في حالة من الإرتباك والخوف والهلع في أوساط عائلته وجيرانه، بالإضافة إلى الإستنفار الأمني الكبير الذي كان حي أكدال شاهدا عليه منذ الساعات الأولى لصباح الخميس.
ما زاد من تعقيد الوضع، هو حمل يونس لأسلحة بيضاء، كان يهدد بها كل من يقترب منه، إذ تجمهر العديد من السكان المجاورين للعمارة التي يقطن فيها المتهم وبعد أكثر من 16 ساعة من المفاوضات التي حاولت أسرته القيام بها، من أجل ان يسلم يونس نفسه، باءت كل هذه المحاولات بالفشل، بل إنه ظل يلوح بسكينين، مهددا بالإنتحار، ومرددا شعارات تندد بـ»الظلم» في حدود الحادية عشرة ليلا الخميس، تمكنت عناصر الأمن من اعتقال يونس.

محمود معروف

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية