يعرف الإعلامي السعودي داوود الشريان سلفاً كل ما يريد ضيفه، الموقوف الأمني لدى المملكة السعودية خالد المولد، أن يقوله. عرف على ما يبدو أن أفكاراً كتلك التي يعتنقها المولد ستحقق مشاهدة إستثنائية لبرنامجه «الثامنة» على قناة «أم بي سي».
لم يأت الضيف إلى الاستديو، ذهب الشريان إلى مكان لم يصرح عنه، وبالتأكيد جرى الأمر برعاية ومباركة حكومية كاملة، إذ لماذا تريد السعودية أن تعرض على واحدة من أشهر قنواتها التلفزيونية، من يقول إنه «المسلم الوحيد في العالم منذ عهد عبد الملك بن مروان»، وإنه «يكفّر الدولة والشعب السعوديين»، بل وداوود الشريان أيضاً، وإنه «قاعدي»، يؤيد «القاعدة» ويبايع الظواهري، ويحرض على الجهاد، كما سبق له أن قاتل في أريتيريا، وحاول في أفغانستان، ويبدو أنه ما زال من سجنه يحرض ويحض ويكفّر العالم برمته؟
الجواب سيكون في الصورة التي سيبدو عليها هذا «المسلم الوحيد في العالم»، الذي يقول صراحة، جواباً لأسئلة الشريان، أنه تعاطى الحشيش عشرين عاماً بحالها، وتحرش بالنساء، وكان «داشراً». الجواب سيكون في تلك الصورة التي بدا عليها الموقوف، وهي أقرب إلى الاختلال النفسي.
ربما كانت تلك طريقة الإعلامي المرموق لدحض أفكار الإرهاب، لكن كيف رضي لنفسه أن يلعب دور المحقق الأمني، الذي راح يسخر من ضيفه وموضوعه كلما أتيح له، مستفيداً طبعاً من أن الضيف مجرد موقوف، وربما كان هناك، وراء الستائر، سيّاف ما جاهز لتأديبه في ما لو ثارت أعصابه.
دور الشريان هذه المرة كان صغيراً، أقرب إلى مذيع سوري (شرطي في واقع الأمر) قضى أخيراً، هو علاء الدين الأيوبي، كان يلعب الدور نفسه في إطار برنامج تلفزيوني حمل إسم «الشرطة في خدمة الشعب»، سوى أن الشريان هنا لن يتاح له أن يقول لموقوفه «ندمان يا سيدي».
الدجاج
يترقب العالم مشاهدة تقرير تلفزيوني يعرض لأول مرة من داخل المزارع التي تزود مطاعم كنتاكي في المملكة المتحدة بالدجاج، ومن المفترض أن يعرض التقرير دورة حياة الدجاج من لحظة دخوله للمزرعة إلى لحظة تجهيزه للتقديم في أفرع السلسلة العالمية، مروراً بوضعها في حجرة كبيرة ذات عدد قليل من النوافذ. حيث يتم تسمينها قبل قتلها بالغاز، ليتم بعد ذلك نقلها للمجازر لتنظيفها وتقطيعها وإرسالها إلى المستودعات.
يصعب أن ينظر المرء إلى اللغة المستخدمة في الخبر من دون إسقاطات بشرية، إن جاز التعبير، فالمورد يقول مثلاً «نهتم بالدجاج جيدًا، فيتم تنظيف الحظائر جيدًا»، وصولاً إلى عبارته اللامعة «ربما قد يكون لدى تلك الطيور حياة قصيرة ليعيشوها، ولكنهم لديهم حياة جيدة للغاية».
هنالك أيضاً ما هو أكثر إيلاماً في الجدل الإستباقي حول حياة، وموت الدجاج فقد «رفض عدد من نشطاء حقوق الحيوان الطريقة التي وصفوها بـ»القمعية» في معاملة تلك الطيور»، مؤكدين أن «أعداداً كبيرة منها تموت بسبب الجوع أو العطش»، ليختم التقرير بالقول «تلك الطيور محرومة من كل ما يجعل الحياة تستحق العيش، لتأتي الخطوة التالية بعد ذلك هي دفعهم في صناديق وإرسالهم إلى المجازر، حيث يُعانون من كسور في العظام خلال تلك العملية».
بالطبع سيبدو الخبر لقارئ عربي كأنه نوع من التهكم. لكن ربما هناك من يتذكر الآن فيلماً تسجيلياً جميلاً للسينمائي الراحل عمر أميرالاي بعنوان «الدجاج»، الذي صور في قرية صدد السورية في سبعينيات القرن الماضي، وقد درس البشر بلغة الحيوان. لا مناص، هذه المرة أيضاً، من خلط السياسة والطريقة التي يحيا بها البشر، مع دورة حياة الدجاج، ولو في مزارع كنتاكي.
الكوميديا المصرية
عرضت قناة تلفزيونية مصرية فيديو قديماً للفنان المصري عمرو دياب، هو أغنية من مسلسل تلفزيوني إجتماعي أثار موجة من السخرية والضحك، أولاً من كلمات أغاني المسلسل، خصوصا تلك التي حملت عنوان «البلهارسيا». كان لافتا السخرية من «الثانوية العامة»، وما تسببه من قلق وتوتر لأعصاب الطالب ولوالديه، كأنما هذا الأمر ركن من أركان الكوميديا المصرية.
أما دياب في «البلهارسيا» فكان غيره اليوم كلياً، بين شاب واقف بجمود على خشبة مسرح، وبين صاحب الأغاني المكتظة بالرقص وفنون العرض. لكن يصعب أن تنظر إلى قديم دياب بعين الحنين، كما هو الأمر مع قامات مثل عبد الحليم وفريد الأطرش وسواهما. ففي وقت يزيدك قديم هؤلاء إعجاباً، حيث الموهبة والعظمة لا تخفى، ينكشف مطربو الإستعراضات الضخمة والآلاعيب الصوتية على الفور في قديمهم.
تضامن تركي مع مرسي
تلفزيون تركي يقدم قصيدة سيد قطب «أخي أنت حر بتلك القيود»، تضامناً مع الرئيس المصري المحكوم محمد مرسي. فيديو آخر يصور إحتجاجات ممسرحة في شوارع تركية على أحكام الإعدام الرهيبة، التي نفذت أخيراً في مصر. إنها طريقة الأتراك في التضامن والتعبير، وهم لم يقصروا من قبل في تضامن رائع مع قضية الفلسطينيين في حروب غزة وسواها.
لكن ماذا عن بلداننا وكيف تتعاطى مع حُكم ظالم هنا، ومخفف هناك زوراً وبهتاناً؟ هي لا شك إحدى مظاهر الموت والقهر التي تعيشها الشعوب بعد انتفاضات وحيوية شعبية مذهلة. لقد توارت تلك الحيوية، هل باتت جزءاً من الماضي؟
كاتب من أسرة «القدس العربي»
راشد عيسى
ثورة ٢٥ يناير لن تكون جزء من الماضي ولن يضيع الله جهد الشعب المصري هباءً الذي رفض حكم مبارك المستبد ، فجاء مبارك صغير بانقلاب همجي على الشرعية وإرادة الشعب! لن تضيع ثورة ٢٥ يناير هباءً أبداً والويل لقطاع الطرق العسكر والمستغلين والانتهازيين صغار القامة والمقام أمثال السيسي وزمرته من العسكريين والقضاة والشرطة والإعلاميين! وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فعﻻ ضحكت لعبار ة : قمع الدجاج وتعرضها لكسور اثناء النقل لذبح… ﻻن العبارة تحزن اﻻنسان العربي فهو يشارك الدجاج معاناتها ..ولكن فعﻻ اليس لدجاج حقوق اثناء دورة حياتها القصيره اليس هناك معاناه والم …المدافعون عن حقوق الدجاج رغم سخرية العباره لكن اجد انها منطقيه جدا ولكن في مجتمع اوربي وليس عربيا