الشاعر فلاحٌ بساقٍ واحدة
ساقه الأخرى قطعها فأس من جرادٍ يهذي
حام في حقله فَنفَق
الساق المبتورة تنمو وهو باقٍ على العهد
٭
الشاعر شوكةٌ ناتئةٌ من غصن أجرد
قوّضه الصهد واحتباس المطر
بزغت الشوكة رغماً عن الغصن
في مجازفة لرأب الصدع بالقصيدة
٭
الشاعر مخمورٌ أدرد
نفدت زجاجاته ونقوده ويسكر بالدَّيْن
يتوضّأ ليصلي بقصيدة قبل النوم
وإن اشتبكت حروفها في فمه
٭
الشاعر سرخس نما بشراهة
في تراب محشوّ بالرماد وبلا فطريات
لغابة أبنوس التهمتها الحرائق
يُبرعم الموسيقى عنوةً عن الأدخنة والخراب
٭
الشاعرُ ليس رجل أمن
ببزة كاكيّة أو بيضاء أو زرقاء
وليس معلّماً من الستينات يكتب بالطباشير
ويمسك عصا خشبية
وليس جزاراً يدمي بساطوره اللحم
٭
مع ذلك ورغم أنف البومة
ثمة شاعرٌ يصبح سحاباً في حذاءٍ بعنقٍ طويل من كات CAT
أو رباطاً لحذاء كلاسيكيّ من ألدّو ALDO
تنوء به أذرعة الحياة
فتوارَى الأصنام في الأكفان
وتهبُّ الجنازة بقصيدةٍ واحدةٍ وألف شاعر
لكيلا تتفتّت السماء ويستطيل البرتقال ويصاب دوار الشمس بالعقم إلى الأبد
شاعرة من مصر
ديمة محمود
وتهبُّ الجنازة بقصيدةٍ واحدةٍ وألف شاعر
لكيلا تتفتّت السماء ويستطيل البرتقال ويصاب دوار الشمس بالعقم إلى الأبد