بغداد ـ «القدس العربي»: عقبة واحدة تعترض طريق تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، التي ستتولى مهمة تشكيل الحكومة الجديدة، تتعلق بتحالفي «سائرون» بزعامة مقتدى الصدر، و«الفتح» بزعامة العامري.
مصدرٌ مطلعٌ على «ماراثون» المفاوضات بين التحالفات السياسية «الشيعية»، قال لـ «القدس العربي»، إن «الصدر لا يعارض التحالف مع ائتلاف العامري»، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى «فيتو صدري سابق على حركة عصائب أهل الحق، بزعامة قيس الخزعلي، لكن سرعان ما تم تسوية ذلك الخلاف».
وطبقاً للمصدر، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، فإن «الفيتو الوحيد للصدر هو على زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي»، مبيناً أن «تحالف الفتح يدعم كلياً المالكي، الأمر الذي يعرقل التحالف بين العامري والصدر».
رغم ذلك، رجّح المصدر، عدم قدرة تحالف «الفتح» إقناع مقتدى الصدر بسحب الفيتو عن المالكي، مشيراً إلى أن «العقبة الوحيدة في طريق تشكيل الكتل البرلمانية الأكبر بين الفتح وسائرون، تتعلق بـ«من سينضم إلى من».
المصدر لفت أيضاً إلى أن طرح المالكي كرئيس للوزراء في المرحلة المقبلة «أمر مستبعد جداً، وغير ممكن»، عازياً السبب إلى عدم قناعة أغلب الأطراف السياسية بأدائه السابق.
ويبدو أن المخاض العسير للتحالفات، سينتهي بانضمام «الفتح» إلى «سائرون»، مع بقية الكتل المتحالفة معهم لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، وتخلّي العامري عن المالكي.
وعن موقف زعيم «تيار الحكمة»، عمار الحكيم، والحزبين الكرديين الرئيسيين، أضاف المصدر قائلاً: «الحكيم يميل إلى كفة التحالف المشكّل للحكومة، وسينضم إلى أي طريف يُشكل الكتلة البرلمانية الأكبر».
أما عن موقف الأكراد، أوضح أن «الأكراد لديهم ثلاثة شروط للتحالف مع أي كتلة، هي تطبيق المادة 140 (بشأن المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل)، وإقرار قانون النفط والغاز، فضلاً عن تسوية أمر حصة الإقليم في الموازنة المالية».
أما عن موقف القوى السياسية السنّية، لفت المصدر قائلاً: «السنّة منشغلون في ترتيب أوراقهم الداخلية، ويحاولون توحيد صفوفهم تمهيداً للتفاوض مع بقية الأطراف»، مبيناً أن «القائمة الوطنية بزعامة إياد علاوي، خارج هذا الصف، والمفاوضات التي تجريها بمعزل عنهم (القوى السياسية السنّية)».
تدخل إيراني
المصدر تحدث أيضاً، عن دور قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، في المباحثات الشيعية ـ الشيعية، قائلاً: «سليماني أعطى الخطوط العامة للقوى السياسية الشيعية الفائزة بالانتخابات، ولا يتدخل بالتفاصيل».
نوه إلى أن سليماني «يسعى إلى وحدّة البيت الشيعي، وإعادة الحياة للتحالف الوطني كونه مؤسسة سياسية ترشح رئيس الوزراء المقبل، وتدعم أعضاء التحالف في الحكومة والبرلمان».
لكن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر «رفض» تدخل إيران في الشؤون العراقية الداخلية، وكذلك الحال بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.
وفي بيان بشأن موقف الصدر حول تصريحات بعض السياسيين عن عدم إمكانية تشكيل حكومة، إلا بموافقة لإيران وأمريكا، أكد أن «إيران دولة جارة تخاف على مصالحها. إننا نأمل منها عدم التدخل بالشأن العراقي».
وتابع «نرفض أن يتدخل أحد بشؤوننا»، لافتا إلى أن «أمريكا هي دولة محتلة لا نسمح لها بالتدخل على الاطلاق».
تصريحات الصدر جاءت بالتزامن مع «تأكيد» السفير الإيراني السابق لدى بغداد، حسن دانائي فر، دعم بلاده لتوجهات الصدر بالانفتاح على المحيط العربي وعدم التدخل في شؤون العراق الداخلية، لافتا إلى أن التيار الصدري هو أقرب تيار للمقاومة.
وكان الصدر، قد غادر أمس مطار النجف الدولي، جنوبي العراق، متوجها إلى الكويت، في زيارة غير معلنة المدة، تأتي تلبية لدعوة رسمية للقاء كبار مسؤولي الدولة.
وذكر مكتبه الإعلامي في، أن الصدر «توجه إلى الكويت في زيارة رسمية».
وأوضح أن «هذه الزيارة تأتي لتعزيز العلاقات بين البلدين».
مصدر سياسي مقرب من التيار الصدري، بين أن زيارة الصدر للكويت تأتي في إطار مساعيه لردم الهوة التي تشكلت بين العراق ودول الخليج العربي في أعقاب غزو النظام العراقي السابق لدولة الكويت (1990)، ومن ثم تولي الشيعة المقربين لإيران سدة الحكم منذ 2003.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الصدر سيدفع في اتجاه تحسين العلاقات مع دول الخليج من خلال الحكومة المقبلة بما يحقق التوازن في علاقات العراق الخارجية بين إيران والدول العربية.
وأشار إلى أن الصدر، يرى أن العراق يجب أن يحافظ على علاقات متوازنة مع الجميع بما يضمن حريته في اتخاذ قراراته بناء على مصالحه وليست مصالح دول الجوار. وذكر أيضا أن من المقرر أن يلتقي الصدر، أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، وقادة بارزين آخرين لبحث العلاقات المستقبلية بين العراق والكويت.
فضاء وطني
كذلك، يتفق زعيم تحالف «الفتح» هادي العامري، وزعيم القائمة العراقية أياد علاوي، على تشكيل الحكومة العراقية المقبلة ضمن «الفضاء الوطني» بعيدا عن التأثيرات الأجنبية.
وقال علاوي خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع العامري في مقر «تحالف الفتح»، «توافقنا في الرؤى بشأن المسار الذي يجب أن يكون، ليقرر المستقبل ويشخص من الذي يجب أن يكون في مواقع الحكومة المختلفة من رئاسة الجمهورية مرورا بالوزراء».
وأضاف «يجب أن تحصل كل الاتفاقات في الفضاء الوطني، وأن نمضي قدما وأن لا نبالي بالتأثيرات الاجنبية»، مؤكداً «سنسير مع الاخوان في الفتح والنصر وسائرون ودولة القانون والوطنية والقرار واخوة آخرين، إضافة إلى الكرد الذين هم جزء لا يتجزء من العراق».
العامري أكد على «ضرورة أن يتم عبور التخندق الطائفي وحسم الأمور في الفضاء الوطني وتشكيل حكومة قوية لإنقاذ العراق مما هو فيه، فنعتقد أن الفضاء الوطني هو الحل ونحن ماضون في تشكيل حكومة إنقاذ للعراق»، مطالباً، كل دول العالم بـ«عدم التدخل بالشأن العراقي، فرئاسة الوزراء والتحالفات شأن عراقي».
لكن القيادي في «ائتلاف الوطنية»، صالح المطلك، حذّر من تحكم مزاجيات الأنظمة الإقليمية والأحزاب المتسلطة والقوى العسكرية و«الميليشياوية» في تشكيل الحكومة المقبلة.
في كل إنتخابات يتم الحديث عن الوطنية, وبعد الإنتخابات تتجمع الطائفية ويتم تنفيذ أجندة خارجية!! ولا حول ولا قوة الا بالله