الصراع المغربي ـ الجزائري على أنبوب غاز نيجيريا… القرار يبقى في يد أوروبا

حجم الخط
35

مدريد ـ «القدس العربي»: تراهن نيجيريا على كل من المغرب والجزائر من أجل مد أنبوب لنقل الغاز الى أوروبا، وهذا المشروع يحمل في طياته تحديات استراتيجية كبرى لأنه رهين بقضايا منها قرار أوروبا هل تريد الغاز النيجيري للتقليل من هيمنة الغاز الروسي ونسبياً الجزائري.
وخلال زيارته الى نيجيريا بداية الشهر الجاري، وقّع العاهل المغربي الملك محمد السادس اتفاقية رفقة الرئيس النيجيري محمد بخاري اتفاقاً يتم بموجبه إنشاء خط أنابيب للغاز ينقل هذه الطاقة عبر إفريقيا الغربية الى أوروبا كما سيكون عاملاً في التكامل الاقتصادي في غرب القارة السمراء.
وإنشاء أنبوب للغاز عابر للدول بل وبين قارتين هو قضية تتعدى التعاون الاقتصادي العادي الى الطابع جيوسياسي نظراً لدور الطاقة في العالم في الوقت الراهن. وتعتبر نيجيريا من الدول المنتجة والمصدرة للنفط، لكن بعدها الجغرافي عن القارة الأوروبية يجعل عمليات الشحن مكلفة ولا يجعل هذا القطاع يلعب دوره الحقيقي في التنمية.
ومنذ 2002، باشرت نيجيريا والجزائر مفاوضات لمد أنبوب للغاز من هذا البلد حتى الشواطئ الجزائرية وبعدها الى أوروبا، وتجددت المفاوضات سنة 2007، ولكن دون نتيجة تذكر. وكانت كلفته وقتها عشرة مليارات دولار.
ويبقى المثير أنه مع طرح المغرب إمكانية استقبال أنبوب الغاز خلال زيارة الملك الى نيجيريا ثم عقده لقاء الأسبوع الماضي في مدينة الدار البيضاء، استقبلت الجزائر نائب الرئيس النيجيري بيمي أوسينباجو وبحثت معه إعادة تحريك أنبوب الغاز عبر الأراضي الجزائرية. وتأخر إنشاء أنبوب الغاز عبر الجزائر لأسباب أمنية نتيجة وجود حركات مسلحة ومروره من أراضي دول غير مستقرة، كما يعود الى رغبة الجزائر عدم منافسة الغاز النيجيري لها.
وعملياً يبقى المحدد في إنشاء أنبوب الغاز عبر إفريقيا الغربية مروراً بالمغرب نحو أوروبا من القرارات التي ستحسم فيها أوربا وليس الدول الإفريقية. ويعود هذا الى أن الدول في إفريقيا الغربية التي سيمر منها أنبوب الغاز فقيرة ولا تمتلك مدن كبرى للاستهلاك كما أن الكثافة السكانية ضعيفة، وبالتالي كل استثمار سيتطلب على الأقل عشرة ملايير دولار لن يكون نهائياً له فوائد اقتصادية نظراً لضعف استهلاك هذه الطاقة. وسيكون الممول للأنبوب والمستهلك هي دول أوروبا أساساً.
وكانت المفوضية الأوروبية قد قدمت يوم 9 تموز/يوليو 2007 في بروكسيل أنبوب الغاز من نيجيريا الى أوروبا عبر الجزائر، وقالت بأنه سيدخل حيز التنفيذ سنة 2015، لكن لم يتم إنجاز الأنبوب بما في ذلك سنة 2016. ولهذا يريد المغرب أن يقدم نفسه بديلاً.
ويعتبر الغاز من الملفات التي تشغل أوروبا، فمن جهة، تعاني من توظيف روسيا للغاز في علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، ومن جهة أخرى لا تمتلك بديلاً قوياً لاسيما في ظل محاولات بعض الدول مثل روسيا والجزائر إنشاء أنبوب خاص بالغاز للتحكم في الأسعار والتوظيف السياسي مثلما يحدث مع أنبوب النفط.
وعندما يتم اتخاذ قرار ذي طابع جيوسياسي مثل أنبوب الغاز، يتم تجميد وتجاوز المشاكل الثنائية بين الدول لأن قرارات مثل الأنبوب تخضع للرؤية البعيدة. ومن ضمن الأمثلة، رغم توتر العلاقات المغربية-الجزائرية إبان التسعينات، فقد قررت أوروبا مد أنبوب غاز يمر من الجزائر والمغرب ومضيق جبل طارق ثم اسبانيا والبرتغال، وتم تنفيذ المشروع رغم أن الحدود البرية بين البلدين كانت مغلقة.

الصراع المغربي ـ الجزائري على أنبوب غاز نيجيريا… القرار يبقى في يد أوروبا

حسين مجدوبي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Karim france:

    الموضوع يتحدث عن الغاز و بعض المتأسلمين يقحمون الصحراء ظلما وعدوانا ويهتمون بتقسيم المغرب بينما الشعب الفلسطيني لا تجد له اي تعليق آآه مسلمين اخر الزمان ؛نسال الله ان يشتت شملهم و ان يجمع شمل كل من يريد تقليس الحدود انك سميع قريب مجيب الدعوات

  2. يقول عبد الرحمان:

    لقد تم استكشاف حقل كبير للغاز في المياه الاقليمية الموريطانية وهذا مصدر ازعاج كبير للمغرب

  3. يقول hassan:

    من سيمات الانسان الاوروبي ومن يعيش في اوروبا خاصة اوروبا الشمالية التي زرتها عدت مرات ليس لهم وقت يضيعونه اما الاخ اوالاخت الكروي داود يقول انه من النرويج وتضيع كل هذا الوقت للتعليق على كل شيء دون افادة انصحك بالعمل وليس العيش عالة على المجتمع فلو كان في بلدك الاصلي خير ما كنت غادرته

  4. يقول احمد سعيد:

    مجرد رأي طرحه الكاتب لايلزمه إلا هو،والجزائر لايمكنها أن تتصارع على الغاز النيجيري مع أي كان المغرب أو غيره لأن الجزائر وهبها الله سبحانه وتعالى أرض تحوي من الغاز الطبيعي ما يغنيها عن غازغيرها لمئات السنين قادمةإن شاءالله
    وبماأن نيجيرياعجزت عن انجازخط غاز تكون مسافته أقصروتكلفته أقل فكيف لها
    أن تنجزه بعد أن طالت مسافته وتضاعفت تكلفته
    طبيعي إذن يكون الحديث عن انجازالمشروع في الظروف الإقتصادية الراهنة هومجردكلام .

  5. يقول - طاطاوي صحراوي مغربي:

    ابن الوليد. المانيا.
    لعلمك عزيزي ابن الوليد دائما النظام العسكري في اي بلد يعتقد انه يتحكم في كل شي مثل كوبا وفنزويلا كانوا يظنون انهم ملوك امريكا الاتينية بغطرستهم العسكرية وتحكمهم في كل صغيرة وكبيرة وقمع الشعب وسرق الثروات حتى تركتهم شيلي والارجنتين والبرازيل بعيدا في تقدمهم الاقتصادي وبقت كوبا وفنزويلا من الدول المتخلفة التي ليس لها اي وزت سياسي او اقتصادي في امريكا الاتينية وهدا حال الجزائر في افريقيا فقد فاتها القطار من دول كانت امنحها مساعدات واصبحت اثيوبيا وانغولا ودول اخرى صاعدة تعيش طفرة اقتصادية بينما مازال حكام الجزائر يرددون اسطوانة الشيوعية والتحرر والشعوب الحرة وانهم يتحكمون في افريقيا بينما هم لا شي حتى نيجيريا فهمت ذالك وتحالفت مع المغرب وحلفاء المغرب في افريقيا اقوى سياسيا واقتصاديا والصدمة في القمة الافريقية المقبلة ستكون من نصيب الجزائر فبعد نيجيريا سياتي دور جنوب افريقيا في عالم الاقتصاد اصبح فيه اهم من السياسة وتحالف الاعداء وتبدلت الموازين .

  6. يقول - طاطاوي صحراوي مغربي:

    الكروي داود النرويج
    حقا هناك فرق كبير بين ملك درس في المدرسة المولوية وكبريات الجامعات وترعرع في القصور وعرف من اين تاكل الكتف , وبين شرذمة من العسكر كبيرهم فشل حتى في اجتياز امتحان الشرطة بوجدة , فشتان بين العقلين عقل راقي وذكي وعقل شيوعي لا يعرف الا الجنون ولغة الرصاص,
    الصين والهند تصارعتا في ما بينهما سنين لكن العولمة والمنافسة فرضت عليهما التوافق والاشتغال معا لان البناء صعب مقارنة بالهدم ولكم في نموذج الهند عبرة يااصحاب العقول المتحجرة , اصبح حكام افريقيا يضحكون جهرا وعلانية على كرهكم لنا بلا سبب

  7. يقول Karim france:

    شكرا لك اخي حسن ربمايعيشون عالة على المجتمع و يعلقون على مواضيع ليس لهم درة من العلم ألا يعلمون كل حرف يكتبوه سيجدونه في صحيفتهم يوم القيامة

  8. يقول Taha:

    الجزائريون يعيشون وهم الذهب الأسود… بعد زواله سيستفقون على الواقع الأبيض!!!

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية