القاهرة ـ «القدس العربي»: كحب الفراشة للأضواء التي قد تدفعها للانتحار، يعشق الإعلام المصري بفضائياته وصحفه الرئيس السيسي، وللحد الذي سيؤدي حتماً لإهدار نجوميته في غضون فترة وجيزة.
ومن يطلع على صحف مثل «الوطن» و«الأهرام» و«الأخبار» و«الجمهورية» و«اليوم السابع» وفضائيات، لا يحتاج لبرهان كي يدرك أن الخطر الأكبر الذي يهدد الرئيس ونظامه هو تلك الأذرع الإعلامية التي تهيل صكوكها عليه كل صباح، بمناسبة وبغير مناسبة، ولأن التاريخ أجهز من قبل على أسطورة عشرات الحكام بالطريقة نفسها، التي يُستدرج إليها السيسي في الوقت الراهن، فإن أشد ما يحتاجه الرجل، وهو يسعى لإثبات جدارته في بناء وطنه، إعلام لا يدهن له الهواء، ولا يحيل له الخرائب جنات، تكون عملته الوحيدة الصدق. غير أن الأوضاع على الأرض تشير إلى عكس ذلك، فقد بدأ إعلام مبارك السابق المشوار مع السيسي بنفسية أبولمعة الشهير، فمن منا ينسى أخبارا من عينة، أسر قائد الأسطول الأمريكي السادس… وهددنا أوباما إذا لم ينسحب الأسطول بعيدا عن مصر؟ ماذا عن فضائيات ظلت تروج لجهاز الكفتة الخرافي؟ وكيف ينهض السيسي وفي مقدمة صفوفه إعلاميون يفتخرون بالعمل لصالح المؤسسات الأمنية مخبرين يتلقون الأوامر، ويقومون بعمل فخ للضيوف على الهواء مباشرة للقبض عليهم.. غير أن المأساة تبلغ ذروتها حينما نرى إعلاميين بغباء منقطع النظير يفسدون علاقة النظام بأهم داعم عربي، ويتمثل في المملكة العربية السعودية التي تعرضت على مدار الأيام الماضية لهجوم واسع من قبل بعض الأصوات، التي يمثل التهورعنصراً مهماً بين مكوناتها، للحد الذي جعلها لا تفرق بين «العدو والحبيب». دعكم جانباً من إعلام الضرب في المليان والرصاص الحي والتحريض ضد شركاء في الوطن، وأشقاء في الإسلام والعروبة حولهم المحسوبون على النظام إلى أعداء، لا لشيء إلا من أجل شراء ود مؤسسة الحكم.
وفي صحف أمس الجمعة 3 أبريل/نيسان، استمرت النغمة النشاز نفسها في الهجوم على من دعموا مصر منذ رحيل الإخوان عن سدة الحكم، وبدا جلياً أن أطراف داخل دوائر السلطة تبدو غير راضية عن ذلك الهجوم، الذي يمثل تهديداً للمساعدات الخليجية التي تتلقاها مصر، كما زادت وتيرة المعارك الصحافية وإلى التفاصيل:
بيد المصريين وحدهم تحديد مستقبل نظامهم
البداية مع مقتطفات نارية من حوار مع منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية وعضو هيئة الدفاع عن الرئيس محمد مرسي، أكد خلاله أن «المصالحة مع النظام الحالي خيانة، بعد قتله الآلاف من أبناء الحركة الإسلامية، مشيرا إلى أن النظام يضغط على الإخوان منذ فترة لإجراء المصالحة، ولم ينجح في ذلك، وأن الملك سلمان عاهل السعودية والولايات المتحدة يطلبان من السيسي إتمام هذه المصالحة لإنهاء الوضع المأساوي في مصر. وأضاف الزيات في حواره الذي أجرته معه صحيفة «المصريون»، أنه ليس لديه شك في عودة الإخوان ليمارسوا دورهم المجتمعي، مؤثرين ومتأثرين، فهم رقم مهم في الحياة السياسية والاجتماعية، وقد رحلت جميع الأنظمة وبقيت الجماعة مستمرة منذ 86 عاما. كما أوضح أن الوضع السياسي الحالي مرتبك ويشوبه الانقسام، وستبقى مصر معطلة نتيجة لذلك. والمصريون وحدهم بيدهم تحديد مستقبل هذا النظام. وأوضح الزيات أن الكثير من الشخصيات تصطاد في الماء العكر بإرهاب كل من له رأي معارض، فالجماعة الإسلامية قامت بمراجعات شجاعة، وانتهت إلى تحولات حاسمة في عدم اللجوء إلى السلاح والعنف لفرض آرائها، واندمجت في المجتمع وعادت إلى سيرتها الأولى في الدعوة والنشاط المجتمعي. وعن الوضع السياسي الحالي قال منتصر، إنه شديد الالتباس ومعقد جدًا، فلأول مرة المصريون ينقسمون بهذه الطريقة التي غلبت عليها الفوبيا، وواجب على الإعلام في هذه المرحلة أن يدعم روح الحوار العام بين المصريين وتجفيف منابع الانقسام، واتباع منهج هادئ يمتص الاحتقان ويفتح مجالات التحاور الموضوعي البناء، وطالما بقي الانقسام ستبقى مصر معطلة مستنزفة غير قادرة على الإفادة من طاقاتها ومواردها الطبيعية، أو من الاستثمار، أو السياحة. والمصريون وحدهم من يحدد مستقبل النظام الذي يحكمهم. وعن توقعه لمستقبل الإخوان المسلمين؟ قال الزيات جماعة الإخوان ضاربة في جذر التربة المصرية بما يصعب اجتثاثها».
لهذه الأسباب علاقات مصر بالسعودية قد تنهار
يوم وراء الآخر يبدو أن المسافات تتباعد بين القاهرة والرياض، بحيث بدأ كثير من المعلقين يتحدثون عن مظاهر الجفوة بين العاصمتين، ويرى مسعد أبوفجر في مقال له في جريدة «التحرير» عدد يوم أمس الجمعة، أنه من الصعب أن تستمر العلاقات بين البلدين جيدة، لأن النظامين ذوا طبيعتين مختلفتين. نظام القاهرة أسسه الألباني محمد علي، بينما أسس نظام الرياض محمد بن سعود بالتحالف مع محمد بن عبد الوهاب. والأول خليط هوياتي، من الفرعونية وحتى الإسلامية. بينما الثاني وهابي صرف الهوية. تصادم النظامان من قبل، مما تسبب في تخريب الدرعية (عاصمة الثاني) واستحلالها، واقتياد زعمائها إلى القاهرة، حيث أجبروا على سماع الموسيقى، التي يحرم مذهبهم الاستماع إليها. وحين حطوا أصابعهم في آذانهم، قام نظام القاهرة بخرق آذانهم، ثم سيّرهم إلى الآستانة، ليتم تعليقهم على أعواد المشانق. ويتابع ابو فجر رصده لاسباب الخلاف: تجدد الصراع بين العاصمتين في ستينيات القرن الماضي، حين وقفت الرياض ضد مساندة مصر للثورة اليمنية، وهو ما تسبب في خروج مصر جريحة من اليمن، على الرغم من انتصار الثورة اليمنية، وتمكن اليمنيون من تحرير عدن من الاحتلال الإنكليزي.
لم يتوقف الصراع بين الدولتين عند هذا الحد، بل شاركت الرياض في حلف بغداد، الذي تطور في ما بعد ليصبح منظمة العالم الإسلامي، والهدف الرئيسي منه كان تطويق مصر، والوقوف في وجه طموحاتها القومية. ومن الاسباب التي يسوقها الكاتب عن صعوبة استمرار التقارب بين العاصمتين، أنهما بعقيدتين مختلفتين: أكاد أقول إنهما لا يمكن أن يلتقيا في طريق واحد، لكن مصر مضطرة إلى التقارب تحت ضغط الواقع الاقتصادي المتردي، والرياض تعي هذا تمامًا. لهذا تبدو الرياض كمن يحط إصبع القاهرة تحت ضرسه. وهو ضغط على الكرامة المصرية بدرجة من العسير على المصريين احتمالها حتى النهاية.. الموت ولا الذلة».
الاتفاق النووي لا يلبي كل المطالب الإيرانية
بعد مفاوضات مكثفة طويلة تم التوصل إلى اتفاق لأمريكا ومجموعة الدول الأوروبية والصين وروسيا مع إيران.. الاتفاق هو مجرد اتفاق مبادئ أو أسس، أما الاتفاق النهائي فإنما تنتظره مفاوضات جديدة وصعبة، حدد لها أن تنتهي في 30 يونيو/حزيران المقبل، أي بعد ثلاثة أشهر مقبلة. يرى عبد القادر شهيب في «فيتو»، انه «رغم أن اتفاق المبادئ الإيراني ودول 5 + 1 لم يعلن كاملا، وأعلن عنه فقط بيان قرئ بالفارسية والإنكليزية معا، إلا أنه واجه اعتراضا داخل وخارج أمريكا، بينما التزم الزعيم الإيراني المرشد خامئني الصمت تجاهه حتى الآن. يضيف شهيب في داخل أمريكا، سارع رئيس مجلس النواب الجمهوري بإعلان رفضه هذا الاتفاق بقوة، وهذا موقف يتسق مع ما سبق أن اتخذه الجمهوريون من مواقف تجاه التوصل إلى اتفاق مع إيران حول مشروعها النووى.. بينما في خارج أمريكا فإن من يعنيهم أمر هذا الاتفاق، وهي الدول العربية بصفة عامة، والدول الخليجية بصفة خاصة، فإنها لم تؤيد هذا الاتفاق أو تعترض عليه، ربما لأن الاتفاق لم يعلن كاملا، وربما أيضا لأن أوباما سارع بدعوة قادة الدول الخليج لطمأنتها.. وبالنسبة لإيران يشير الكاتب إلى أن سكوت خامئني الذي كان يعرقل أي اتفاق إيراني مع أمريكا من قبل، لا معنى له سوى القبول بهذا الاتفاق، ولكنه قبول لا يرقى إلى درجة التباهي به، لأنه لا يلبي كل المطالب الإيرانية..».
لنتكاتف مع الفلسطينيين
في سعيهم لتقديم القتلة إلى العدالة
أصبحت فلسطين رسميا الدولة رقم 123 التي تنضم إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في هولندا.. مما يتيح للسلطة، وفق رأي فهمي عنبة رئيس تحرير «الجمهورية» التقدم بدعوى قانونية لملاحقة مسؤولين إسرائيليين واتهامهم بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني. «بالطبع لا يعبأ الصهاينة بهذه الخطوة.. ولم ولن يلتزموا بالعقوبات التي ستقررها المحكمة وما أكثرها بحق الفلسطينيين، حتى من قبل عام 1948 ومذبحة دير ياسين.. مرورا بحرب التدمير في غزة.. وصولا إلى اعتقال خالدة جرار النائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني، من منزلها في أريحا أمس.. يضيف عنبة: مازالت قوات الاحتلال تمارس الاعتداءات الوحشية على أبناء الشعب الفلسطيني، وعلى المقدسات المسيحية والإسلامية، وتنهب الأراضي وتطرد أصحابها وتقتل النساء والأطفال والشيوخ في كل مكان، ليس في القدس وغزة ورام الله والخليل فقط.. ولكن لها في كل دولة عربية اعتداء وضحايا أبرياء وشهداء مازالت دماؤهم تطالب بالثأر من النظام العنصري الوحيد المتبقي على وجه الكرة الأرضية.. لذلك يجب التكاتف مع الفلسطينيين في سعيهم لتقديم القتلة إلى العدالة.
الأخطر من كل ذلك، على رأي الكاتب.. ما قاله الشيخ محمد حسين، مفتي القدس وخطيب المسجد الأقصى.. الذي حذر من تهديد المستوطنين اليهود الدائم لثالث الحرمين الشريفين، خاصة بعد أن اقتحم الآلاف من المتطرفين منذ أيام ساحة حرم الأقصى وسط حراسة من جنود الاحتلال.. ودعوة جماعة متطرفة يطلق عليها «منظمة الهيكل» لإقامة شعائر وطقوس دينية يهودية في مسجد قبة الصخرة يوم (الجمعة) وبالطبع ستحميهم قوات إسرائيلية.. وبالتأكيد ستقع مواجهات مع المسلمين الذين يؤدون صلاة الجمعة في التوقيت نفسه.. وسيواصل الصهاينة هذه المناوشات والاعتداءات لإلهاء الجميع عما يقومون به من حفريات تحت المسجد الأقصى بحجة العثور على هيكل سليمان.. وسيستمرون كذلك في الحفر في محيط المسجد الإبراهيمي في الخليل بهدف إسقاط المسجدين والقضاء على كل المقدسات الإسلامية على أرض فلسطين».
الصحوة لا تعني هدم الدولة
وسط كل الأنواء والأوضاع الحرجة التي عصفت بـالمنطقة العربية في السنوات التي أعقبت ثورات الربيع العربي، إلا أن هناك ترحيبا عاما بالدعوة إلى تشكيل قوة عربية مشتركة، بناء على دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فهل هناك أمل في أن تكون القمة العربية التي انتهت مؤخراً في شرم الشيخ بداية استفاقة للأمة، محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير «الأهرام» متفائل، لكنه يرى أن «المعضلة الأكبر هي أن مقدرات الأمة العربية تصنع خارج حدود دولها، رغم أنها تملك الكثير من الأوراق التي يمكن التعويل عليها في صناعة قرار عربي موحد، لو كانت الرؤية صافية والنيات صادقة في الخروج من دائرة العبث الراهنة إلى واقع جديد يليق بما نحلم به من يقظة عربية جديدة.
ويشير الكاتب إلى أن القمة العربية الأخيرة كانت مهمة على مستوى الأمن القومي العربي، وقد كانت الهموم، التي طرحتها مصر بشأن المخاطر التي تهدد شعوب المنطقة، منسجمة مع التهديد الذي تشعر به كل دولة على حدة، سواء في المشرق أو المغرب. وفي إعلان شرم الشيخ اتفق القادة على تعرض مفهوم الدولة الوطنية للخطر الشديد: «إن بنيان الدولة وحماية أراضيها أصبحا محل استهداف… مفهوم الدولة الحديثة يصطدم في المنطقة العربية بمشروعات هدامة تنتقص من الدولة الوطنية». إذن الخطر كما يراه عبد الهادي أن نتعامل باستخفاف مع تلك التهديدات في مواجهة قوى الهدم حولنا، فالبعض باسم الثورة يسهم في تخريب مقدرات الدولة الحديثة، وهو ما حدث في مصر على مدى أربعة أعوام، قبل أن يفيق الشعب في الوقت المناسب، وتتمكن مصر من أن تقود تحركات عربية واعية لاستكمال تلك الصحوة، وتدعو شعوب المنطقة إلى مراجعة حاضرها، انطلاقا إلى مستقبل أفضل».
عبدالفتاح العواري: «الواد ابو
حمالات يتطاول على الأزهر»
ورغم أن يوم الجمعة الناس تعتبره يوما للتسامح، إلا أن المعارك الصحافية انتشرت بضراوة في الصحف قاطبة، وها هو إبراهيم عيسى، الكاتب الذي اشتهر بشنه حربا شعواء على مؤسسة الأزهر، وعلى ثوابت في الدين الإسلامي، ورموز لم يجرؤ أحد باستثناء قلة على الاقتراب منها، ها هو يجد نفسه في مواجهة حرب من قبل الغيورين على المؤسسة الدينية الرسمية، وقد شاع عن الكاتب أن يطلق عليه خصومه الواد أبوحمالات، كناية عن الحمالة التي اشتهر بارتدائها منذ أعوام، وقد تعرض لهجوم قوي من قبل أحد رموز التعليم الجامعي الأزهري، حيث نشرت جريدة «الفجر» ما قاله الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين في القاهرة في جامعة الأزهر، في لقائه مع الإعلامي عمرو عبدالحميد في برنامج «البيت بيتك» من أن مؤسسة الأزهر تتعرض لحرب من الانتقادات الحادة الموجهة إلى ثوابت الدين وأصوله تارة، ورموزه وقياداته تارة أخرى. وأنه يرفض بكل حسم وقوة، المؤامرات التي تحاك ضد مؤسسة الأزهر العريقة، التي حملت لواء الإسلام، منذ ألف عام. وأضاف أن الإعلامي إبراهيم عيسى، أول من بدأ هذه الحرب على مؤسسة الأزهر، واصفا إياه بـ «الولد أبو حمالات اللي اسمه إبراهيم عيسى»، وتشهد القاهرة حالياً وعواصم عربية هجوماً من قبل رموز التيار الديني بسبب هجوم عيسى على علماء أهل السنة والجماعة، وعلى رأسهم ابن تيمية، الذي أطلق عليه الكاتب أمير القتل. وكذلك صعد من هجومه ضد الإمام البخاري إمام اهل الحديث، مطالباً بضرورة تنقية كتابه المعروف بـ»صحيح البخاري». كما يواجه عيسى هجوماً واسعاً من قبل رموز سعودية بسبب هجومه على نظام الحكم السعودي، خلال الأيام الماضية، وقد وصلت الحملة لحد المطالبة بمنع ظهور عيسى في الفضائيات».
كيف يتسنى للسعوديين حب مصر والصحف تهينهم
وليس بوسعنا ونحن نتابع تلك الحملة التي تشن ضد المملكة أن نتجاهل رسالة محب سعودي لرئيس تحرير «المصريون» جمال سلطان، والمواطن المقيم في مكة المكرمة اسمه محمود بن محمدعلي وكتب معاتبا: «بالله عليك يا أخي كيف أستطيع أن اقنع ابني المهندس أو بنتي خريجة كلية العلوم بمصر شعباً وقضية، وهم يسمعون حقداً غير مبرر من رموز إعلامية شهيرة . بدءا من عادل حمودة وصولاً ليوسف الحسيني مروراً بإبراهيم عيسى ومحمود سعد وخالد صلاح، مع حفظ الألقاب للجميع. بالله عليك عندما يتم شتم رمز بلدي بأقذع شتيمة بالأم وعلى الهواء مع ابتسامة عريضة للمذيع رئيس التحرير، ماذا سيكون موقفي على الأقل أمام نفسي. أنا لا اخشى قطيعة دبلوماسية أو حكومية، وقد يكون هذا خياركم. ولكن ما أخشاه هو القطيعة النفسية مع هذا الشعب والبلد. يا عزيزي، كنا نزور مصر أكثر من مرة في العام، وكان العلم الباكستاني يرفرف فوق السفارة السعودية في القاهرة، من دون أن نشعر بغضاضة، كنا نعتقد أننا نحب هذا البلد وأهله، وهم يبادلوننا هذا الحب. ولكن يبدو أن خلف الأمور أمورا. ويشير محمود بن محمد إلى بعض مظاهر التأليب على السعودية بشكل مستمر، ومن ذلك اتهامها بأنها تدافع عن مبارك، ونشر أكاذيب في هذا الشأن منها، أن مبارك تم تهريبه إلى المستشفى العسكري في تبوك، وأموال المخلوع في السعودية، وكذلك من الاكاذيب التي نشرت أن السعودية عرضت مليارات مقابل عدم محاكمة مبارك».
إسلام البحيري يشعل
والأزهر يغلي والإعلام يحرق
هؤلاء الثلاثة «البحيري والأزهر والإعلام»، باتوا أدوات معركة لا منتصر فيها، حتى الآن، لنترك محمد الدسوقي رشدي في «اليوم السابع» يخرج ما في جعبته: «إسلام كممثل لنوع يحمل لقب «تنويري» مهمته تقليب الأرض وتنقيح وتحقيق القديم من الكتب المهملة، ولكن تخذله استنارته ويغلبه هواه، فلا يجيد اختيار الطريق الأمثل لخوض معركته، فيحركه الغرض الكامن في نفسه لاختيار السيئ من الألفاظ، وزيادة جرعة السخرية وإهانة كل قديم من فقهاء وعلماء وأئمة، بعضهم بذل في زمنه ما في وسعه، للجمع والتجديد، فلا يصح أن تأتيه طعنة السب والسخرية من باحث يدعو الناس لإعادة النظر إلى التراث، أو الخطاب الديني وفق تطورات العصر الحالي، ولا يصح أن يكون عموده الأساسي في الحرب على بعض الفقهاء المتطرفين، أو المدلسين، كما يقول هو، التشكيك القائم على السخرية والاستهزاء، لا العلم ورد الحجة بالحجة. الأزهر كطرف ثان، يشارك في جريمة وأد معركة تجديد الخطاب الديني، لأن المطلوب من المؤسسة الدينية الأزهرية أن تكون نبراسا للمواجهات الفكرية، لا مكتب شكاوى واتهام بالتطرف والتكفير، المطلوب منها أن تخوض معاركها كما العلماء والمفكرين، لا كأمناء الشرطة والمخبرين. والإعلام كطرف ثالث، مطلوب منه أن يكون طاولة لاستضافة الحوار وتحديد معاييره، لا أن يكون «بوتاجازا» يعلى من نار شعلته لتسخين الأجواء والحصول على «شو» يجلب عددا أكبر من المشاهدين. يضيف الكاتب: المخلصون إن أرادوا تجديدا للخطاب الديني وإنقاذا لسمعة هذا الدين، فستجمعهم طاولة واحدة، ستطفو الابتسامات وعلامات الإرهاق من شدة الجدل والنقاش والتفكير والبحث على ملامح وجوههم، بدلا من تلك العروق النافرة والوجوه المتعرقة والخدوش المتفرقة، التي لا يصنعها سوى «خناقات» الحواري».
الإرهابيون يلفظون أنفاسهم
أم يجمعون صفوفهم؟
العمليات الإرهابية التي تمت أمس الأول ضد أكمنة الأمن في سيناء، هي أعمال كانت متوقعة منذ فترة، وهي كما يرى عماد الدين أديب في «الوطن» تعبير عن يأس قوى الإرهاب وشعورها بالإحباط الشديد نتيجة النجاحات الاقتصادية والسياسية والأمنية في الشهرين الماضيين.. يضيف الكاتب: «قوى الإرهاب في مصر بوجه عام وفي سيناء بشكل خاص، تعاني من أزمة إحراز نتائج قتل وعنف وتخريب في الآونة الأخيرة.. يريدون من خلال هذه العمليات أن يزرعوا – مرة أخرى – في نفوس المصريين حالة من الإحباط وعدم الاستقرار، ويريدون أن يبعثوا برسالة إلى المستثمرين الراغبين في تنمية مصر، وأن يرسخوا مفهوم أن هذا البلد ليس آمناً للعمل والحياة والاستثمار. يتابع أديب عن الإرهابيين: يريدون أن يرسلوا للرأي العام المصري رسالة خبيثة مفادها، أنه إذا كانت أجهزة الأمن والجيش غير قادرة على تأمين أكمنة في سيناء، فكيف يمكن لها أن تسافر لليمن وتخوض حرباً على الحوثيين وأنصارهم في طهران؟ ورغم بشاعة ما يحدث إلا أن الكاتب يرى أنه فيلم إرهابي هابط، شاهدناه عدة مرات قبل ذلك يبدأ بمحاولة ترويع الآمنين، وينتهي دائماً بهزيمة المجرمين القتلة! المتابع لملف الإرهاب وأساليب تلك العصابات يمكن أن يكون مستغرباً لسبب تأخرهم في محاولة تعكير صفو الحالة الأمنية وتكدير مشاعر الرأي العام، الذي يعيش منذ فترة حالة فخر وسعادة بالضربة الجوية ضد الإرهابيين في ليبيا، والنجاح الباهر للمؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ، وانتهاء القمة العربية في شرم الشيخ بحالة من المصالحة والوفاق والاتفاق على مواجهة إيران في اليمن».
عندما يتباهى الإعلامي بأنه مخبر
في العصر الحديث كان الجهاد ضد المستعمرين وأذنابهم يمثل شرف الوطنية والانتماء إلى الوطن، وكان من يوالي المستعمرين والطغاة يوصم بالخيانة وعدم الوطنية، ومن يقدم إليهم معلومات عن الأحرار والمجاهدين يسمونه مخبرا وبصاصا يستحق الازدراء والاحتقار. أما اليوم، فعلى رأي حلمي قاعود في «الشعب»: «نشاهد ونسمع هؤلاء الأوغاد يتفاخرون بقربهم من الحكام الظالمين، وبجهودهم في الإيقاع بالأحرار والشرفاء عن طريق الوشاية أو الإبلاغ، أو تدبير الكمائن للإيقاع بهم وتقديمهم إلى طاحونة الظلم المهلكة التي يديرها الطغاة. ويستشهد الكاتب بأحد المذيعين «تامر أمين» في فريق «الطبل خانة» يفاخر أنه قدم ثلاثة من ضيوفه كانوا يتحدثون في برنامجه إلى جهات الأمن الفاشية بعد انتهاء البرنامج، ولا يخجل أو يرى غضاضة في ذلك، بل يعده ـ يا للمفارقة ـ وطنية وعملا جديرا بالثناء! من قبله دبر رفيق له كمينا عن طريق مداخلة تلفزيونية لأحد الدعاة كي تقتنصه أجهزة القمع والدم، ويلقى في قعر مظلمة لا تتوفر فيها أبسط حقوق الإنسان، فيعيش مريضا، وتلحقه الإصابة بجلطة فيفقد النطق والحركة معا.
ثالث كما يقول الكاتب كان أبوه كاتبا معارضا شجاعا في عهد جلاد هلك، لا يجد حرجا في الإعلان عن فخره بدعم عسكر قائد الانقلاب، وأنه «بيطبل» للانقلاب، ويضيف: «لو كان ده تطبيل أيوه إحنا بنطبل، وإنت عليك من ده بإيه، وإيه اللي مضايقكم، إيه اللي جايب ليكم هسهس في دماغكم محسورين أننا عندنا قناة السويس الجديدة، ومحسورين أننا هيكون عندنا عاصمة جديدة هو ده التطبيل من وجهة نظركم، لو سمحتم لموها شوية صدقوني لم تعد لكم مصداقية».
من أجل هذا تحارب مصر في اليمن
لماذا ذهبت مصر للحرب في اليمن سؤال يطلقه كتاب، بعضهم خوفاً من تكرار مأساة الحرب التي خاضتها مصر بقرار من جمال عبد الناصر هناك، والتي أسفرت عن مقتل العديد من جنودنا هناك، غير أن سحر جعارة في «المصري اليوم» لديها أسباب أخرى: «القضية ليست في تهديد «قناة السويس» أو احتلال مضيق باب المندب الذي تحميه اتفاقيات دولية، بقدر ما هي إدارة تحالف ضد قوى تتصارع على احتلال الوطن العربي.. فإيران تبسط نفوذها على «سوريا والعراق واليمن وجنوب لبنان».. والخليج، وفي مقدمته السعودية، يتم استنزافه لصالح شركات السلاح ليخضع بقوة الديون أو القواعد العسكرية الأمريكية «قطر نموذج».. ومصر في قلب المشهد تحاصرها «داعش» و«حماس» و«الحوثيين»!
وتؤكد الكاتبة أننا في قلب العاصفة أكثر منا في مركز القيادة، فالعمليات العسكرية تستهدف الضغط على الحوثيين لقبول الحل السلمي، وفي حال لم يتحقق الهدف يطول أمد الحرب، ويصبح التدخل البري محتملا، وهنا تكمن الكارثة. وتضيف سحر كاشفة عن مخاوف الكثيرين من الأيام المقبلة: المصريون لديهم خوف هستيري وتاريخي من التوغل برياً في اليمن، ويقيني أن «السيسي» لديه حسابات دقيقة وحساسة في تحريك القوات المسلحة. لكن رغم تشابك الخيوط، وتعقد الموقف المصري، ترى الكاتبة أنه ليس بوسعنا أن نتخلى عن دورنا الإقليمي.. ليس رداً للجميل للدول التي ساندت ثورتنا فحسب، بل لأن مصر درع المنطقة بالفعل، والجيش المصري هو رقم واحد عربيا وأفريقيا. وتتوجه سحر بسؤال للمعترضين على مشاركة مصر في «عاصفة الحزم»: هل تريدون أن تحارب مصر «الحوثيين» وحدها.. كما حدث مع «داعش».. أم أنكم ترفعون الراية البيضاء للإرهاب؟».
الإعلام المصري.. «الدبة التي قتلت صاحبها»
لم يكن رد فعل الكاتب السعودي جمال خاشقجي على أحد الإعلاميين المصريين أخيرا هو بداية الاستياء السعودي والخليجي من أداء الإعلام المصري خلال الفترة الماضية، حيث كتب الرجل محتدا عقب سخرية وهجوم الاعلامي المصري على السعودية «تجاوزات الإعلامي المصري على المملكة تستلزم تدخلا، لو كان الإعلام هناك حرا لما قلت ذلك ولكنه إعلام النظام» ويرى مصطفى النجار في «الشروق» أن «كلام خاشقجي القاسي هو امتداد لحالة غضب متزايد بين كثير من الأشقاء العرب بسبب ما يرونه في عدد من الوسائل الإعلامية المصرية من تجاوز وعدم مهنية وإساءة، وصفها أحد الإعلاميين العرب بأنها عملية ابتزاز تتم عبر الهجوم والتشويه، الذي يلاحق كل من لا يتبنى وجهة نظر السلطة في مصر، سواء كان مصريا أو عربيا. يضيف الكاتب: إذا نظرنا لمثل هذه التعليقات قد تأخذنا الحمية الوطنية وقد نندمج في وصلة هجوم ودفاع عن الإعلام المصري وقد نهيء لأنفسنا خيالات من نوعية (محدش يقول على إعلامنا كده) و(إعلامنا يمثل الريادة في المنطقة العربية)، ولكن إذا كذبنا على أنفسنا هل سيصدقنا الآخرون؟ ساءني للغاية كاريكاتير تم تداوله بشكل مكثف على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية والخليج لمذيع يمسك ميكروفونا، ويقف أمامه شخص برأس حمار وكان التعليق المكتوب (هكذا يحول الإعلام المصرى الناس) وقد شعر النجار بإهانة شديدة لكل المصريين مع هذه التعليقات، ولكنه سأل نفسه أليس إعلامنا هو الذي أوصلنا لهذا البؤس؟ أليس إعلامنا هو الذى جعلنا أضحوكة العالم؟».
أوباما رفع الحظر
أم استدرج الرئيس لكذبة أبريل
أوباما اتخذ قرارا يرفع قرار تجميد الأسلحة لمصر، ما يعني أن مصر ستتسلم الأسلحة والمعدات التي كانت قد تعاقدت عليها قبل قرار التجميد، والتي تضم اثنتي عشرة طائرة إف 16 وصواريخ من طراز «هاربون»، بالاضافة إلى قطع غيار للدبابات، وفي التوقيت ذاته أعلن البيت الأبيض الخبر نفسه، وذكر في بيان له، أن الرئيس أوباما أبلغ الرئيس السيسي في اتصال هاتفي، رفع التجميد الذي كان مفروضا على المساعدات العسكرية منذ اكتوبر/تشرين الأول 2013.. وأن هذا القرار جاء استجابة للمصالح المشتركة، وفي اطار الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين. وبدوره يرى محمد بركات في «الأخبار»: «أن القرار الأمريكي سيلقى قبولاً، بل وترحيباً من الرئيس السيسي، بما هو معروف عنه من أدب جم وحكمة في التعامل مع البشر وردود الأفعال تجاههم… ويتوقع الكاتب أن يكون قد شكر أوباما على ما فعله. ويتابع بركات تقريعه للرئيس الأمريكي، أحمد الله أنني لم أكن مكان الرئيس السيسي في لحظة تلقي هذا الخبر، لأنني لو كنت مكانه لقلت للرئيس أوباما «إننا سبق وسمعنا مثل هذا الكلام من قبل عدة مرات، ولم يحدث، ونرجو أن يكون ما تقوله صادقا هذه المرة»، وربما تأخذني الحماسة كي أقول له أيضا «وأرجو ألا يكون ما تقوله الآن هو بداية مبكرة للأخبار التي تقال عادة مع بداية الشهر الحالي «كذبة أبريل». كنت سأقدم النصح للرئيس أوباما الأ تكرر أمريكا مثل هذه الأفعال والمواقف تجاه مصر مرة أخرى، ولقلت له إن الشعب المصري لا ينسى من يقف معه ويدعمه، كما لا ينسى أيضا من يقف ضده أو يتخلى عنه وقت الشدة».
حسام عبد البصير
انا لله و انا اليه راجعون.
تخيلوا لو كان من يهينهم من الإخوان المسلمين كيف سيكون رد فعلهم ولكن طالما أن من يهينهم من إعلام السيسي الذي دعموه بملياراتهم فلا بأس في ذلك
يستحق حكام السعودية هذا التصرف من زنادقة الأعلام المصري. الكارثة ليست هنا، بل عندما ينقلب السيسي نفسه على السعودية.
هذا الاعلام ( المصري) هو الذي وضع حاجزا نفسيا كبيرا إلى اليوم بين شعبي الجزائر ومصر في سنتي 2009 و2010 ( واقعة كرة القدم في القاهرة و أم درمان في كرة القدم) وترك جرحا كبيرا نحاول كثيرا ( نحن في الجزائر) مداراته بيأس وألم، عندما وصف شهداء الجزائر باللقطاء ، والجزمة..موضفا اكاذيب مرعبة ومسرحيات مفبركة ( بممثلين) لتأكيد مايراه حقائق ( من الخيال) ورغم اعتذار الذين شتموا والذين فبركوا وقائع الاعتداء إلا أن الحاجز النفسي يكاد يكون حديث العهد…. وا اسقاه
القبة الإعلامية التي تحمي العدوان السعودي لضم اليمن اليها بالقوة العسكرية بعد تدمير ثورتها تقدر بمليارات الدولارات .