ما يحدث اليوم في العالم من أعمال إرهابية يتبناها بسرعة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يدفع إلى الكثير من التفكير والحفر، لفهم ظاهرة شديدة الخطورة على السلم العالمي والإنساني، لا لكونها تتبنى الإسلام، فتبني الأديان كخلفية أيديولوجية حدث من قبل ومن بعد في الأديان التوحيدية الأخرى مع محاكم التفتيش المقدس أو الحركة الصهيونية، ولكن لكونها تعبيرا عن حالة غير مسبوقة من العدمية التي يتلاشى في داخلها كل شيء.
عندما يفقد الإنسان كل إمكانية للخلق والإبداع، ويحمل في داخله كيانا مهروسا مبنيا على الهزائم، لا يمكنه إلا أن يتصرف بهذه الطريقة. إن عودة تنظيم «داعش» إلى الإسلام بهذا المنطق العدمي جعله لا يختلف أبدا عن النازية في المحصلة النهائية، التي جيرت الإثنية والعرقية ونظرية تفوق الأجناس العنصرية، لمصلحتها.
من هذا الممارسات الكثيرة، أصبح تنظيم «داعش» حقيقة موضوعية لا يمكن القفز عليها، ويجب التعامل معها كما هي ميدانيا، لا كما يشتهيها بعض المحللين المنتمين للمخابر السياسية، الذين يظهرون فجأة كمختصين في قضايا التطرف الإسلامي، وهم في الأغلب الأعم بعيدون كل البعد عن ذلك، إذ سرعان ما يسطحون كل شيء ولا يتعاملون إلا مع الظواهر الشكلية التي تخفي جوهر الأشياء.
يذهبون نحو تحليل ما له وظيفة رسمية إعلامية وأيديولوجية وليس علمية، ويهملون جوهر الأشياء. يسحبون كل شيء إما نحو الرؤية الرسمية المهيمنة، أو نحو مفاهيم تحتاج حقيقة إلى بحث وتحليل. للأسف، فالانتصار لأطروحات أيديولوجية بعينها لا يفتح الجدل العلمي على مصراعيه من أجل الفهم، ولكن على رؤية خاصة ومحدودة الإقناع، لأنها غير علمية. تحليلات ليست في النهاية أكثر من اختزالات سهلة لقضايا شديدة التعقيد يشترك في الجميع بأخطائه وحساباته الضيقة. تدغدغ ما هو متسيد من ثقافات، ومتقاسم بين الناس.
لفهم الظاهرة الداعشية نحتاج إلى الإجابة عن سلسلة من الأسئلة التي ما تزال سرية إلى اليوم أو غير منطوق بها، وهي ما يمكن أن نطلق عليه الصندوق الأسود. أولاها كيف ولد تنظيم «داعش» كاملا وقويا ومالكا لكل الخطط الحربية التي لا تملكها الدول وقادته إلى تحقيق سلسلة من الانتصارات الخطيرة؟ من أين جاءته تلك القوة المدمرة التي غيرت منظور الجماعات الإسلاموية الذي كان يرتبط بمسألة إضعاف النظام وتهديمه من الداخل، إذ إن الأنظمة العربية هشة ويمكنها أن تنهار بسرعة وتتفكك بسهولة. يكفي فهم آليات سيرها وعناصر التناقض فيها والعمل على تضخيمها وجعلها قادرة على تفجير ما يبدو تسلطا نظاميا وجبنا جماهيريا. لم يكن بن علي في تونس يحتاج إلى أكثر من هزة عنيفة لينهار كليا.
ولم يكن سقوط النظام يحتاج أكثر من تحريك القبائل ليتفكك مثل اللعبة. ورغم النفخ الإعلامي قبل الخليج لم تمنح بغداد حق الدفاع عن نفسها كما كل المدن التاريخية. مع «داعش» تغيرت سياسة الخيارات السياسية، من نضال داخل الدولة إلى تدمير الدولة والاستيلاء على الأراضي وخلق الدولة الإسلامية المبتغاة. لكن ما مصدر القوة الداعشية؟ يسحبنا هذا باتجاه المكونات الداخلية لداعش.
فقد التقت العدميتان. العدمية الدينية المغلقة، بالبعثية التي تضاهي في أطروحاتها النازية العرقية التي لا تتعامل مع العروبة ثقافيا وكمنجز إنساني، لكن عرقيا، وهو ما أدى في النهاية إلى إقصاء كلما لا يستجيب للمعطى المفترض. كم قتل البعث من عرب وأكراد وقوميات أخرى، حينما ارتكن إلى هاجس قومي قد تكون له شرعيته في ظل الهزائم والحلم بتكوين قوة مضادة للمحو الاستعماري الغربي، لكن في النهاية تحول إلى آلة للمحو والقتل والجريمة الموصوفة. المشكل أن التطرف العرقي زاد وتضخم في الفترة البعثية. ندرك اليوم كم أعدم صدام من خصومه. كم أباد من الأبرياء في استعماله للكيميائي؟ فقد دخل في حالة من التعملق والتضخم الذاتي وهو يظن بأن العالم الرأسمالي الذي يعمل استراتيجيا على امتصاص خيرات العرب بأقل الأثمان، سيصمت على خروقاته.
عندما تم تدمير الدولة في العراق، وجد جيش من الحرس الرئاسي وجزء من الجيش النظامي نفسه في أعماق المجهول قبل أن تعاد هيكلته في سرية تامة بأن التقى مع حقد الحركات الإسلاموية التي تبحث أيضا عن وسيلتها الانتقامية من الغرب باعتباره في وعيها، مصدر كل الشرور. بوش الإبن لم تكن رؤيته تتجاوز معطيين، تدمير العراق لمنعه من تطوير السلاح النووي، وحماية إسرائيل نهائيا من التهديدات العربية المحتملة. حلمه الكبير هو تفكيك الأنظمة العربية القائمة وتكوين شرق أوسط جديد مع متعاملين جدد شديدي الضعف.
وتم إغراق العراق في طائفة قوت الطرف الآخر في حلبة الصراع العالمي، إيران، أكثر مما أضعفتها، وجعلتها قوة مرشحة لأن تكون دولة نووية. في ظل هذه التناقضات الخطيرة، التقت العدميتان لتشكلا نظاما جديدا سيدته الخبرة العسكرية والشرطية الدينية المتعصبة والدوغمائية، فأعطتا جيشا قويا وخبرة عسكرية ميدانية كبيرة وشديدة الخطورة وانضباطا دينيا لدرجة العمى.
من هنا غيرت العدمية مسالكها الصراعية، فوجدت غطاءها التاريخي ونموذجها في الحركات الإجرامية المتفرقة فوحدتها بواسطة الإقناع الديني والمال المتدفق، لتنتقل المعركة من مجرد تيارات محصورة في الزمان والمكان مثل «الإخوان» وحتى «القاعدة» إلى حركات تحررية؟ أي تحتل أرضا وتجيرها لصالحها وهو ما لم يكن من قبل.
فطردت النظام من أمكنة عديدة، وأصبح من الصعب إخراجها. ومن هناك بدأت عمليات الزحف والتخطيط للدولة المقبلة. مما زاد الطين بلا التبعية الأوروبية الكبيرة بعد 11 سبتمبر، فغرقت هذه الأخيرة في الخلافات الداخلية في ظل أزمات قاسية، ووجدت نفسها في سبخة من المياه والرمال المبتلعة، بينما حققت أمريكا ما شاءته في برنامجها: الاستيلاء نهائيا على منابع النفط العربي، وتفكيك البنية الاقتصادية الأوروبية ما جعلها رهينة صعود ونزول الدولار. وهو ما سيفتح المجال واسعا أمام تنظيم «داعش» لينظم نفسه بمال وأسلحة الدولة التي نهبها عندما تفككت هذه الأخيرة وباستيلائه على 60٪ من النفط العراقي و40٪ من النفط العراقي أمام العالم، ووفق مشهدية خطيرة دمر التنظيم وخبراؤه الأوروبيون والأمريكيون، الصورة العربية والإسلامية وخلقوا إيقونة دموية شديدة التشوه، لا يمكن رؤية العربي والمسلم خارجها.
واسيني الأعرج
لا يمكن محابة داعش إلا بتدمير منابع فكره
نعم هناك علاقة قوية بين داعش وحزب البعث بعد الاحتلال الأمريكي
فلقد أقصى الحكام الجدد للعراق منتسبي حزب البعث من الطائفة السنية فقط
وبعد عملية الاجتثاث والاعتقال والتعذيب والقتل اتحد هؤلاء البعشيين المهمشين والمطاردين بداعش كمصدر حماية ورزق
ولا حول ولا قوة الا بالله
أوروبا أصبحت رهينة أمريكا- وأستولت أمريكا على أبار البترول- .
عاشت ايديك يا ابن الجزائر الحرة ، جزائر الموقف الوطني والقومي النزيه .
“ووفق مشهدية خطيرة دمر التنظيم وخبراؤه الأوروبيون والأمريكيون، الصورة العربية والإسلامية وخلقوا إيقونة دموية شديدة التشوه، لا يمكن رؤية العربي والمسلم خارجها”
كلام شديد الخطورة والواقعية أيضاً، ولكن لماذا نجد استقصاءات اعلامية محترمة عن اشد المواضيع خطورة وحساسية مثل تفجيرات 11 سبتمبر ولا نجد استقصاء إعلامي عميق ومحترم عن داعش والنصرة وجيش الفتح وجيش علوش سواء عند الجزيرة أو العربية أو غيرهما من وسائل الاعلام العربية ولا في وسائل الاعلام الغربية أيضا ؟! الكل متستر لماذا؟ الكل لا يعرف كيف؟
حسبنا الله ونعم الوكيل
لفهم ظاهرة داعش سأضرب المثل التالي :
روسيا جاءت إلى سوريا تحت هدف واحد وهو القضاء على ” داعش” .
ولكن الروس يضربون أناسا آخرين ويدمرون مناطق بعيدة كل البعد عن مواقع تمركز ” داعش” .
بل ويتحرش عمدا بتركيا لجرها لنزاع كبير.
إذا داعش هذه وليد لقيط مشوه مكون من المجرمين والمرتزقة والمنحرفين من خريجي السجون وتجار المخدرات والمصابون بالهوس الجنسي .
إستحدثه هذا الغرب نفسه بالإشتراك مع قوى محلية لها نفس المصالح، لتحقيق الأهداف التالية :
_ تشويه صورة الإسلام عالميا وإظهاره كدين همجي.
_ ضرب القوى الإسلامية الحقيقية تحت شعار محاربة هذا التنظيم .
_وقف انتشار الإسلام في أوروبا.
_ وقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا بما يمنع تهديد الإخلال بالتفوق المجتمعي.
عربدة ابنظام الغربي وإحتلاله لأرض المسلمين ، وتدمير بناه التحتية والمجتمعية ودعم الدكتاتورية.
هذا الذي يسمى داعش ، ما هو في الحقيقة إلا مرتزقة من جميع الجنسيات ،من صنع الغرب الاستعماري ، الهدف منه هو إعادة احتلال الوطن العربي و الاستيلاء على الأرض و ما حوت من الثروات، و إبادة ما عليه من البشر العربان العاشقين للاستعباد والخنوع والذل والهوان . فمصير العربان هو مصير الهنود الحمر الذين كانوا أشرف وأنبل من العربان الذين يسعون إلى الذوبان في غيرهم لأنهم عاجزون عن إثبات الذات كباقي البشر على الأرض. لكن هيهات حتى الذوبان في الغير مرفوض ، فالحل الوحيد الذي توصل إليه الغرب في شأنهم هو إبادتهم عن بكرة أبيهم . فالله نسأل أن يجعل كيد هؤلاء المرتزقة وأسيادهم في نحورهم. و السلام على كل ذي عقل و لب.
“… بينما حققت أمريكا ما شاءته في برنامجها: الاستيلاء نهائيا على منابع النفط العربي، وتفكيك البنية الاقتصادية الأوروبية ما جعلها رهينة صعود ونزول الدولار. وهو ما سيفتح المجال واسعا أمام تنظيم «داعش».
أحترم راي الكاتب لكن لاأفهم معنى ” برنامج أمريكا في تفكيك الإقتصاد الأوروبي ” الإقتصاد الغربي برمته مترابط ومتشابك ويرتكز بعضه على الآخر. إقتصاد أمريكا نفسها إنهار في سنة 2008 بانهيار بنك ” ليمان برادرز ” هذا الإنهيارالذي سبب أزمة مالية واقتصادية كبيرة في أمريكا نفسها قبل أن يصل ضرره للعالم أجمع, فلا أرى أن ضعف الإقتصاد الأوروبي وراءه عملية مؤامرة أمريكية , أمريكا تبيع سلعها ومنتوجاتها في السوق الأوروبية فإن ضعفت الإقتصاديات الأوروبية وضعفت القدرة الشرائية للمستهلك الأوروبي بالطبع سيترك أثره على الصناعة وسوق العمل والإقتصاد الأمريكي برمته , ولو بوجود السوق الأسوية ومعها الصين تبقى السوق الأوروبية مهمة جدا.
الإقتصاد الأمريكي تعافى اليوم كليا من آثار الأزمة ومؤشرات نموه الإقتصادي تحقق أرقاما جيدة , بينما الإقتصادات الأوروبية لاتزال تتخبط في مشاكلها ” البنيوية ” عدا دول قلية منها.
نعم ، كل ما سبق صحيح ، ولا ننسى أيضا أن الهدف من خلق داعش هو الحفاظ على نظام الأسد ، حامي أمن إسرائيل ، ولا يمكن القضاء عليه جديا إلا بعد إطمئنان إسرائيل إلى من سيخلف نظام الأسد ” الممانع ” .
الجميع يتكلم عن داعش ومن خلقه ؟ ولماذا تتغاضى امريكا عن افعاله ؟! ويمول من قبل بعض الدول الخليجية!!! وتهريب المتسللين الراغبون بالانتساب الى داعش , بتسهيل وصولهم الى سوريا للقتال هناك !! نتكلم عن كل هؤلاء وننسى اللاعب الرئيسي الذي يتحكم في مجريات ما يدور داخل الملعب الشرق اوسطي والعالم العربي من المحيط الى الخليج الا وهي نعم…نعم اسرائيل , لذلك ان اي دولة لا تستطيع تقرير حق مصيرها فمصيرها يقرره الآخرون , وهذا ما يحدث في شرقنا العربي النازف والسلام .