الخوخة (اليمن)-أ ف ب: وصلت تعزيزات كبيرة للقوات الموالية للحكومة اليمنية باتجاه مدينة الحديدة (غرب) التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، بحسب ما اعلنت مصادر عسكرية يمنية أمس الثلاثاء.
وبعد تراجع حدة المعارك الاثنين، بدأت القوى الثلاث التي تؤلف «المقاومة اليمنية» بإرسال تعزيزات من الرجال والمعدات إلى خط المواجهة الرئيسي الذي يبعد أربعين كيلومترا جنوب الحديدة، بحسب المصادر.
وكانت الأمم المتحدة سحبت في وقت مبكر الاثنين كل موظفيها الدوليين من الحديدة.
وتقدر الأمم المتحدة ان هناك نحو 600 ألف مدني يعيشون في الحديدة والمناطق القريبة.
ويعتبر ميناء مدينة الحديدة المدخل الرئيسي للمساعدات الموجهة إلى المناطق الواقعة تحت سلطة الحوثيين في البلد الفقير. لكن التحالف بقيادة السعودية يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر.
وتأتي هذه التعزيزات بينما قالت صحف اماراتية، بينها «ذا ناشيونال» التي تصدر باللغة الانكليزية، ان العد التنازلي بدأ لشن هجوم على الحديدة، مشيرة إلى ان الهجوم أصبح «وشيكا».
وبحسب الأمم المتحدة، فإن المبعوث الخاص لليمن مارتن غريفيث يجري «مفاوضات مكثفة» مع المتمردين والسعودية والإمارات من أجل «تجنب معركة شرسة ودامية في الحديدة».
وعقد مجلس الأمن الدولي الاثنين اجتماعا مغلقا استمع فيه إلى تقرير المبعوث الاممي مارتن غريفيث بشأن مساعيه لابقاء الميناء الحيوي مفتوحا أمام الشحنات الإنسانية والتجارية.
تواصل غريفيث مع أعضاء المجلس عبر الفيديو من العاصمة الأردنية عمان، بينما قال دبلوماسيون إنه يسعى لتطبيق خطة عمرها عام لتسليم ميناء الحديدة إلى طرف محايد.
وكانت الإمارات جمعت ثلاث قوى ضمن قوة واحدة تحت مسمى «المقاومة اليمنية» من أجل شن العملية في الساحل الغربي في اليمن باتجاه مدينة الحديدة.
وتضم هذه القوة «ألوية العمالقة» التي ينخرط فيها الاف المقاتلين الجنوبيين الذين كانوا في السابق عناصر في قوة النخبة في الجيش اليمني، و»المقاومة التهامية» التي تضم عسكريين من ابناء الحديدة موالين لسلطة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي.
وثالث هذه القوى هي «المقاومة الوطنية» التي يقودها طارق محمد عبد الله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتل على ايدي الحوثيين، حلفائه السابقين، في كانون الاول/ديسمبر 2017. وطارق صالح لا يعترف بسلطة الرئيس هادي.
وكانت الخارجية الأمريكية أبلغت الإمارات الاثنين بضرورة استمرار ايصال المساعدات عبر ميناء الحديدة في اليمن.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان ان الولايات المتحدة «تراقب التطورات من كثب» ولكنه لم يصل إلى حد تحذير التحالف الذي تقوده السعودية والامارات من السيطرة على المدينة.
ودعت مجموعة الأزمات الدولية واشنطن إلى عدم منح حلفائها الضوء الاخضر لبدء المعركة. وقالت المجموعة في تقرير ان المعركة من اجل الحديدة «من المرجح ان تطول وتترك ملايين اليمنيين بدون طعام او وقود او امدادات حيوية اخرى» مشيرة إلى ان «القتال سيثني (الاطراف المتحاربة) عن العودة إلى طاولة المفاوضات (…) وسيغرق اليمن اكثر في ما هو بالفعل اسوأ ازمة انسانية في العالم».
ودعا التقرير الولايات المتحدة إلى «عدم منح الضوء الاخضر لهجوم على الحديدة» مشيرا إلى ان عليها «الضغط على الامارات لوقف حركة العناصر الخاضعة لسيطرتها».
من جهتها، أكدت ممثلة منظمة الامم المتحدة للطفولة «يونيسف» في اليمن ميريتشل ريلانو في حسابها على تويتر ان المنظمة تستعد للأسوأ.
وكتبت «بينما عززنا الجاهزية على الأرض في الحديدة استعداداً للأسوأ، علينا أن نأمل في الأفضل. من فضلكم، دعونا نمنح السلام فرصة من أجل أطفال اليمن».
ويقول التحالف العسكري العربي ان المتمردين الحوثيين يستخدمون الميناء الواقع على البحر الاحمر لتهريب الاسلحة. وقال التحالف الاسبوع الماضي ان القوات اليمنية تقدّمت إلى حدود تسعة كيلومترات من الحديدة. ومنذ سنوات، يشهد اليمن نزاعا بين قوات موالية لحكومة معترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين. وتدخلت السعودية على رأس تحالف عسكري في 2015 لوقف تقدم المتمردين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014.
وأدى النزاع منذ التدخل السعودي في اليمن إلى مقتل نحو عشرة آلاف شخص واصابة نحو 53 الفا بجروح في ظل أزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حاليا.
واندلعت مواجهات عنيفة الجمعة والسبت والاحد في قرية الجاح الساحلية ومدن بيت الفقيه والتحيتا والدريهمي، جنوب الحديدة.
وسقط نحو 200 قتيل من المتمردين و30 من القوات الحكومية، بحسب مصادر عسكرية وطبية.
وذكرت مصادر عسكرية ان المتمردين تمكنوا خلال نهاية الاسبوع من استرجاع قرية الجاح، ولكن تم طردهم منهم.
وقال احمد غيلان، احد قادة القوى الموالية لصالح لوكالة فرانس برس ان «هذه محاولة لتأجيل معركة الحديدة»، مضيفا «انهينا الاستعدادات لدخول الحديدة وننتظر الساعة الصفر».