الطيار الأردني الأسير بـ«البرتقالي» على مجلة تنظيم «الدولة»: «صمت» رسمي وبحث إمكانية التفاوض حوله

حجم الخط
29

عمان ـ «القدس العربي» ـ من بسام البدارين: يخدم «التكتم» الأردني الرسمي على كل تفصيلات قضية الأسير الشاب الطيار معاذ الكساسبة عدة إسقاطات سياسية وأمنية هادفة، تجنبا للارتباك الذي يمكن ان تثيره ارتجالات العمل البيروقراطي في مسألة وقعت كالصاعقة سياسيا في حضن إدارة ملف واستراتيجية العمل مع التحالف الدولي.
بالرغم من استراتيجية التكتم المفهومة يمكن ترصد شغف الشارع الأردني في متابعة المسألة وتفصيلاتها، وسط حالة هوس شعبية تبحث عن أي خيار لإنقاذ الطيار الأسير عبر النمو الواضح الذي تعجز الحكومة عن التعاطي معه في التنديد بفكرة الانضمام للتحالف.
عملية أمنية وسرية معقدة للغاية تجري حاليا خلف الستارة بحثا عن أمل من أي صنف ألمح لها رئيس البرلمان عاطف طراونة، لكنها عملية لا تمنع تعبير الشارع برمته عن مشاعره تجاه مسألة هزت وجدان الشارع الأردني ودفعت بقصة التحالف والحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى واجهة السؤال، خصوصا مع ظهور العجز عن تقديم رواية صلبة ومتماسكة تحكي قصة سقوط الطائرة.
التساؤلات تتوالى في كواليس المشهد الشعبي والنخبوي الأردني عن حدود مسؤوليات منظومة التحالف الدولي، ليس فقط عن سقوط الطائرة الأردنية الأربعاء الماضي في حضن مناطق نفوذ تنظيم «الدولة الإسلامية» فقط وإنما عن دور التحالف في العمل على تأمين أو الحفاظ على حياة الطيار الأسير الذي أنتج وقوعه في الأسر أزمة متعددة الأطراف، خلقت تعقيدات كبيرة في الواقع الداخلي الأردني.
هنا حصريا تزايدت بصورة علنية التساؤلات «الفنية» عن الأسباب التي منعت التصرف في محاولة لإنقاذ الطيار الأسير بعد ثبوت بقائه لمدة ساعة في المياه بعد سقوط طائرته وفقا لروايته المباشرة للأحداث، كما وردت في مقابلة صحافية سجلها تنظيم «الدولة الإسلامية».
الأمريكيون حصريا وحتى الآن ووسط حالة التكتم الشديدة يحاولون إظهار مساندتهم اللوجستية والسياسية لكل الجهود الأردنية المعنية باستدراك عواقب الحادثة، لكن الساحة خالية تماما من المعلومات.
والأهم الساحة خالية من الاستراتيجيات التي يمكن استنباطها سواء فيما يتعلق باستحقاقات القضية أو تداعياتها الشعبية على الساحة الأردنية والعربية، خصوصا بعد إعلان «الدولة الإسلامية» عن إسقاط المزيد من الطائرات الحربية في الوقت الذي لا تتوفر فيه معلومات عن طبيعة الاتصالات والمفاوضات التي تجري لإنضاج صفقة تبادل لم يتضح أي من معالمها بعد.
الإنطباع الذي توصلت إليه «القدس العربي» من مصادر موثوقة يشير إلى ان الجهة الموثوقة لإجراء اتصالات استكشافية لاحتمالية التفاوض بالنسبة للأردنيين هي عبر مشايخ الأنبار أو بعض الأطراف في تركيا صاحبة التجربة السابقة في التفاوض مع تنظيم «الدولة الاسلامية» وتحرير رهائن لديه.
مرجح جدا أن اتصالات مع بعض رموز الأتراك والمؤسسة الأمنية التركية تجري في السياق، لكن المرجح بالتوازي أن هذه الاتصالات لم تقد لشيء محدد بعد، بدليل الامتناع الكبير للحكومة الأردنية عن الإدلاء بأي توضيحات أو تعليقات والصمت المطبق على الصعيد الرسمي.
وهو صمت أعقب المقابلة الفريدة التي نشرتها باللغة الإنكليزية مجلة «دابق» الناطقة باسم تنظيم الدولة للطيار الأسير، والتي سجلت بلغة إنكليزية لكاتب «بريطاني» حسب الخبراء وكانت منطلقة بوضوح من إطار حرب سيكولوجية ضد دول التحالف مبرمجة عبر مجموعة تساؤلات تنتهي بأجوبة لها علاقة بالطابع العسكري لغارات طائرات التحالف.
ظهور الشاب الأسير في البدلة البرتقالية وبعد تسجيل مقابلة مثيرة له عبر مجلة «دابق» الناطقة باسم الدواعش مشهد زاد من تعقيدات واقع معقد أصلا.
والسؤال الأخير في المقابلة التي لا يمكن بكل الأحوال التوثق من مصداقيتها كان يهدف حتى بالتحليل الأردني السريع إلى إلهاب المشاعر وإنتاج بلبلة في الأردن وهو الهدف الذي تحذر منه حاليا كل مؤسسات القرار الأردنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    داعش قد تفاوضت مع الأمريكان بطرق غير مباشرة
    وذلك لدفع فدية مالية مقابل مالديها من مختطفين
    ولكن الأمريكان رفضوا فقتل المختطفين

    لننتظر ونرى ما تريد داعش من فدية مقابل الطيار الأردني

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول حمد عامر الخولانى:

    لو اهل الاردن يسمعون
    يا اخوان يكفى انكم استضفتم الاف الاخوه السورين وهذا بالنسبه للاردن
    المحدود الموارد شىء كبير
    يا اخواننا فى الاردن لاتدخلون حرب لا لكم فيها ناقه ولا جمل
    والدول اللى تحاول الاطاحه بحكومة سوريا هى الدول اللى اطاحت بحكومة
    العراق وحكومة ليبيا
    يعنى اتعضو واعتبرو بعد سوريا يتجهون لهدف جديد حسب رغبات
    امريكا والناتو وربما يكون الاردن بعد سوريا لان مشروع اقامة دوله لفلسطين
    كوطن بديل هى هم الغرب وامريكا
    والدوله الاسلامه افسدت خططهم
    فكرو يا اهل الاردن
    اللهم احقن دماء دماء المستضعفين وعم السلام
    اللهم انتقم لنا لابيدنا خول ولا قوه ممن دمرو اوطاننا
    وحسبنا الله ونعم الوكيل

  3. يقول طاهر العربي:

    كان يقوم بعمله لخدمة وطنه، اللهم رده الى أهله سالما، ودمر داعش عملاء المخابرات وأعداء الدين ومشوهي الاسلام الحنيف أمين!!!!

  4. يقول حسناء سمير:

    لاتلعب بالنار تحرق أصابعك واللي يشتريك يرجع يبيعك٠

  5. يقول الحر- فلسطينى:

    خدمة وطنه؟؟؟؟
    خدمة النظام لا تعنى خدمة الوطن؟؟؟
    يا طاهر قد نتفق على أن داعش كما تقول ولكن الأنظمة العربيه التى تشارك فى حرب الدواعش تترك أهلنا فى سوريا يذبحون؟؟؟ أين الوطنيه هنا؟
    مئات الألوف قتلوا ويقتلون ولا أحد يحرك ساكنا بل يحاصرون الثوار الشرفاء فى سوريا الحبيبه؟؟ أين الوطنيه؟؟؟
    هذه الأنظمه أحقر من الدمى الواعشيه لأنهم لهم يد فى تلك العبة.

  6. يقول ابناء وصفي التل:

    لم تكن هناك مصداقية من الحكومة الاردنية عندما اعلنت انها غير معنية وليست طرف في هذه الحملة ، والحادثة اتت لتفضح المستور ولتؤكد ان التصريحات الرسمية الاردنية دائما بدون مصداقية . ربنا بالمرصاد

  7. يقول معتصم الخطيب:

    للهم فك اسره ، بالنسبة لي هو بطل ، الجندي فقط ينفذ الاوامر ولا مطلوب منه الافتاء والتحريم . موضوع داعش اكبر من انه نحكم عليه بآراءنا لانه كله اعلام لا نعرف صدقه من كذبه ، الموضوع هو فقط الطيار البطل هو ابن الاردن وبطل من ابطالها ، الموضوع بالانسبة للاردنيين الان هو موضوع البطل معاذ الكساسبة اللهم فرج كربه ورده الى اهله سالما معافى

    1. يقول تلفزيون ملون:

      ما شفنا بطولات هذا البطل في غزة !؟!؟!؟ :)

    2. يقول حسناء سمير:

      أسد علي وفي غزة نعامة٠

  8. يقول ألمانيا:

    اللهم احقن دماء المسلمين في كل مكان يارب العالمين وفك كرب اهل سوريا سوريا يامسلمين الشعب يهجر ويذل ونتكلم عن البطوله اي بطوله هذه السوري يقتل بيد المرتزقه العرب وتسما بطوله

  9. يقول نبيل:

    النظام الملكي هو المسؤول عن حياة الطيار الاردني بسبب دخوله في تحالف دولي ضد تنظيم الدولة . مالفائدة من مشاركة الاردن هل تمتلك القوة العسكرية أو القدرة المالية حتى تشارك أو أنها تريد اثبات تبعيتها وولائها لامريكا قبل ان نحمل تنظيم الدولة المسوؤلية اذا اصاب الطيار اي مكروه على الشعب الاردني ان يتسائل ماذا كان يفعل الطيار الاردني اليس كان يقوم بالقتل والتدمير وقد يكون من ضحاياه ابرياء

  10. يقول م حسن:

    الحرب هي قمة الإرهاب .

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية