دبي – «القدس العربي»: كتب الكثير عن الدكتورة مناهل عبد الرحمن ثابت كمتخصصة في رياضيات الكم والهندسة المالية، الرياضيات، التي هي من أعقد العلوم كما يُقال، في صحف ومجلات عربية وأجنبية، خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث مقر إقامتها الدائم في دبي، وحظيت ومازالتِ على دعم كبير من القيادة الاماراتية ممثلة بنائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي. وقيل عنها الكثير كذلك باقلام زملاء وزميلات. لكن نأمل في حوارنا هذا أن يكون فيه الكثير من الجديد، الذي ينشر للمرة الأولى، والمختلف والمثير للاهتمام، اهتمام القارئ العربي على وجه التحديد.
■ هل لنا بداية الحديث عن سيرتك الذاتية؟
□ لدي درجتي دكتوراه، الأولى في الهندسة المالية، وأنا في سن الخامسة والعشرين، كأصغر امرأة في العالم تحصل على هذه الدرجة العلمية، ودكتوراه أخرى في رياضيات الكم، حينما كنتُ في الثامنة والعشرين من عمري، وأنا من مواليد مدينة عدن اليمنية 14 تشرين الأول/ أكتوبر 1981.
■ لا يختلف أحد حول أصلك اليمني، الذي تمسكتِ به رغم المغريات الكثيرة لم تتخلي عن الجنسية اليمنية ؟
□ نعم هذا صحيح رغم الكثير من المغريات، التي عرضت علي في المحافل الدولية، لكني تمسكتُ بوطني وأصلي اليمني، فكيف أفعل غير ذلك ودمائي يمنية؟
■ وهل كانت مناهل ثابت شقية في طفولتها، مشاغبة أو هادئة، وهل كنتِ تتوقعين تحقيق هذه الإنجازات المرموقة علمياً وحصد جوائز عالمية في تخصصك العلمي؟
□ في طفولتي كنت طفلة عادية جداً.. صحيح كنتُ أميل إلى العزلة، وحتى الآن أحب الهدوء والسكينة، ولم أكن أشعر أني سوف أحوز أي شيء، لكن كنت أحلم كثيرا، وأحلم أن أساعد الناس في أي مكان في العالم».
■ حسنا دكتورة مناهل، ماذا عن أمنية طفولتك؟
□ كان حلمي وأمنيتي آنذاك هي أن أقابل العالم البروفيسور توني بوزان، مخترع الخارطة الذهنية للإنسان، الذي أصبح الآن صديق لي، ومن أبرز الداعمين لمسيرتي العلمية، وتلك الأحلام أثبتت يقيناً أن المستحيل وجهة نظر لا أقل ولا أكثر، والحمد لله وأنا راضية بما قدمت.
نقلة نوعية
■ لكل إنسان ولكل ناجح ومبدع في الحياة نقلة نوعية في حياته، وأشخاص ومحطات ساهمت في بروزه، ترى ما هي نقلة الدكتورة مناهل ثابت، هل هي معادلتك القياسية للمسافات بين المجرات والنجوم في الفضاء، دون وجود الضوء؟
□ العلم شيء مستمر، لا بزوغ فيه ولا أفول، تتعلم كل يوم شيئا جديدا، ولا تعرف النقلة النوعية أين ومتى، وكيف تكون. أنا قست المسافات بدون الاعتماد على سرعة الضوء، وافترضت أن هناك جزيئات أسرع من الضوء، كيف ستكون حساباتنا الجديدة في ضوء هذه النظرية؟
■ من هم الأشخاص وكذلك العلماء الذين يمثلون القدوة بالنسبة لكِ مهنياً وأيضاً في الحياة بشكل عام؟
□ كثير هم الأشخاص الذين يمثلون قدوة لي، بدءاً بأبي الإعلامي السابق في إذاعة عدن وإذاعة «بي بي سي» اللندنية عبد الرحمن ثابت، وأمي الاستاذة نجاة القسامي، وشقيقتي الدكتورة نهاوند ثابت – عضو مجلس اتحاد أطباء أسنان مصر، نحن أسرة وعائلة مكافحة، لا نملك سوى سلاح العلم والسمعة الطيبة، والحمد لله وهي إرثنا الوحيد، الذي نفتخر به.. وهنالك علماء كثر أحترمهم، منهم؛ تسلا واينشتاين، ونيوتن وماري كوري، وماركس بلانك، ومنكاوسكي وستيفن هوكينجز، وغيرهم من العلماء الذين اقرأ لهم، وقدوتي المفضلة هو سيد الخلق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. بأخلاقه وقيمه ورسالته، التي ننعم بها والمنزلة من رب العالمين.
هجرة العقول العربية
■ بصفتك أكاديمية يمنية عربية دارسة في الغرب، في أمريكا وعضو في الجمعية العلمية للعلوم الاقتصادية في لندن، وسطع نجمك خارج بلدك اليمن وفي بريطانيا بالتحديد والإمارات العربية المتحدة، التي احتضنتك من قبل قيادتها وبدعم كبير حسبما عرفنا، ما هي الأسباب التي تجعل من وجهة نظرك الشباب العربي، أو بالاحرى العقول العربية تبدع خارج أوطانها العربية وفي الغرب تحديدا، بينما تكون محبطة أو راكدة، ولا تحقق البروز والنجاح العلمي داخل أوطانها ومحيطها العربي؟
□ سؤال جميل أشكرك عليه، سبب هجرة العقول العربية هي البيئة، قلما تجد في الوطن العربي البيئة المحفزة التي تشجع الشباب العربي، في الدخول في دراسة مجالات علمية معقدة، فالمسألة هي وجود منظومة علمية متكاملة، ابتداء من المنهج العلمي الحديث، وانتهاء بالتشجيع المعنوي. فالغرب – كما قال العالم العربي الراحل أحمد زويل – ليسوا عباقرة ونحن لسنا أغبياء، لكنهم يشجعون الفاشل إلى أن ينجح، ونحن نحبط الناجح إلى أن يفشل. العامل المعنوي مؤثر جداً، خاصة في المجال العلمي المعقد، لأنك لكي تصل إلى معادلة صحيحة ستفشل مراتٍ عدة، وإن لم تجد التشجيع والتحفيز. يمكن أن تقف ويقف كل شيء معك.
■ هل لكِ أن تذكري لنا أبرز التحديات التي تواجه المرأة العربية اليوم؟
□ بالنسبة للتحديات التي تواجه المرأة معظمها إجتماعية، لو استطاعات تجاوزها سيكون النجاح حليفها، لكن تظل المسألة نسبية، فقد نرى نساء تتوفر لهن الفرص والدعم، لكن لا يثابرن، ويردن كل شيء على طبق من ذهب، ونرى أخريات يقف العالم بأسره ضدهن، لكنهن ينجحن بسبب المثابرة والتحدي والصمود والإصرار.
«ملكة البورصة»
■ «وول ستريت جورنال» وصفتك بـ «ملكة البورصة»، فما هي توقعاتك لمستقبل شركات المال العربية وأسواق الأسهم، وهل هنالك آليات عمل تساهم في تطويرها على المدى القصير أو المتوسط؟ وهل من وجهة نظرك كمتخصصة وخبيرة في الهندسة المالية، لحقت أسواق المال العربية من حيث آليات العمل وتقنياتها الالكترونية بأسواق المال والبورصات العالمية مع ذكر الأسباب؟
□ الأسواق العربية ما زالت ناشئة، ومنذ نشأتها ما زال المستثمر العربي (أتحدث هنا بصورة عامة)، يفتقد للمعرفة السوقية لأسواق المال، فحسب مراقبين للأسواق المالية أرى أن سياسة القطيع طاغية في التداولات، وما زالت الشركات الكبيرة هي المحرك الرئيس لجداول الأسواق. نحن بحاجة لنشر وعي لدى المستثمرين الصغار الذين هم أول من يتأثر بنزول أو صعود أسواق الأسهم، كما نحتاج إلى إدخال المضاربة على الهامش لأنها تحصل، ولكن بعد ساعات من التدوال بشكل غير رسمي، كما يجب تغيير الكثير من قوانين التدوال والشروط، لكي تصبح هناك شفافية أكثر في التعامل، ولا ينحصر العمل على شركات المضاربة فقط، علينا أن نقطع شوطا كبيرا، خاصة في قوانين التدوال، وكيفية إنزال الاكتتاب، وطريقة المضاربة وعملية تثقيف المستثمر الصغير قبل الكبير.
لعبت الشطرنج مع أستاذ كاسباروف
■ هل هنالك علاقة رياضية بين لعبة وقطع الشطرنج وبين علوم أو علم الرياضيات الكمية وهل تلعب مناهل ثابت الشطرنج؟
□ الشطرنج لعبة الملوك.. طبعاً هنالك صلة بين الشطرنج والرياضيات، لأن كل خطوة يجب أن تحسب، بمراعاة ما هي الخطوة المترتبة على الخطوة الاخرى.. أنا العب الشطرنج، وتتلمذتُ على يد غراند ماستر راي، مدرب نجم الشطرنج العالمي غاري كاسباروف، وقد كتب 199 كتابا في الشطرنج، وهو من أكثر الشخصيات التي أثرت في حياتي، وأتذكر أول يوم تعلمت فيه الشطرنج حولني غراند ماستر راي لأحد المدربين عنده، وهزمته بثلاث خطوات، فوعدني الماستر أن يضع تلك الخطوات في كتابه الـ 200، علماً أنه بطل القارات في هذه اللعبة، وقد لعب غراند مع 100 لاعب شطرنج وهزمهم في وقتٍ واحد، في زمن قياسي قدره ثلاث ساعات فقط، ويعتبر من قادة الفكر في هذه اللعبة المعقدة، وأفخر أني صمدت أمامه بـ 25 حركة.
■ يقال إن وراء كل رجل عظيم إمرأة، هل تؤمن مناهل ثابت بالعكس أيضاً؟ أي أن وراء كل إمرأة عظيمة رجل؟
□ أنا لستُ مع من يطالبون بالمساواة بين الرجل والمرأة، المرأة مرأة والرجل رجل، لكن مع المساواة في فرص العمل، وفي المجالات كافة، نعم أؤمن بتلك المقولة إذا توفر شريك يكون لحواء سندا وليس عائقاً بكل المقاييس في حياتها العملية والعلمية.
قصة الجمعية الملكية للعلوم لندن
■ عضويتك في الجمعية العلمية للعلوم الاقتصادية في لندن بالتأكيد أضافت إلى مسيرتك العلمية الكثير، هلا ذكرتي لنا جزءا من تجربتك ونشاطاته العلمية هناك؟
□ عضويتي في الجمعية الملكية للعلوم في بريطانيا جاءت نتاج عمل دؤوب لسنوات عدة، كما تعرف أن هذه العضوية تتم بالترشيح من علماء عملت معهم سنين عدة.. جلالة الملكة هي الراعي لهذه الجمعية العريقة ولا يستطيع أي أحد التقديم لها، لكن يتم الانتماء لها بالترشيح من علماء عدة لمن يرون فيه إضافة للجمعية من الناحية العلمية، والمشاركة الفاعلة كعضو في أبحاث في مجالات عدة وكل في تخصصه، لإثراء المحتوى العلمي العالمي لما فيه منفعة للبشرية جمعاء.
■ أبرز موقف طريف حدث لك في حياتك المهنية أو العامة؟
□ الالتزام بالزي الرسمي شيء أساسي في الجمعية الملكية للعلوم في لندن، وفي يوم ما كنت قادمة من اليابان إلى لندن، ومع فارق التوقيت وعدم النوم، ذهبت إلى الجمعية لألقي محاضرة، ووصلت قبل موعدها بساعتين، فذهبت إلى المكتبة، ومن شدة الإرهاق غلبني النوم، فأتى قيوم المكتبة (أمين المكتبة)، يوقظني ظناً منه أني من الباحثين، ولم يعرف أني من سيحاضر في القاعة الكبرى، وذهبت لإلقاء المحاضرة، وعندما انتهيت جاء ليعتذر مني قائلاً «عادة في القاعة الكبرى الشعر الأبيض هو إشارة الدخول، بينما أنتِ أصغر من ابنتي الصغرى، حفظك الرب، ومنذ ذلك الحين وأنا وقيِّوم المكتبة أصدقاء، علماً أن عمره تجاوز الثمانين عاماً.
■ اليمن.. اليمن.. ثم اليمن اسمٌ تردد كثيراً في جدول الأحداث ونشرات الأخبار الفضائية المتلفزة اليومية العالمية، وأخبار الصحف المقروءة كذلك، عند حدوث أعمال إرهابية حول العالم مرتبطة بتنظيم القاعدة والحرب على الإرهاب، لعودة جذور القاعدة وأصول الشيخ أسامة بن لادن مؤسس التنظيم إلى اليمن وجنوبه على وجه الخصوص، هل تشعرين كسفيرة للعلم وعبقرية يمنية مثلت اليمن وحملت علمه في المحافل الدولية، أنك ساهمتي بقدر كبير في تغيير الصورة النمطية السيئة عن بلدك، وأن اليمن لا يصدر إرهابيين وعناصر القاعدة المدربين، وإنما عباقرة وأذكياء؟
□ لكن اليمن لا يعرف عنه تصدير الإرهاب. اختلف معك في هذا السؤال أو الطرح اليمن مهد الحضارة، بلد الحكمة والشاعر الراحل عبد الله البردوني.
■ لكن ألا يوجد في أراضيه تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب، الذي يعد من أخطر فروع التنظيم. ويهدد أوروبا بأسرها؟
□ نعم صحيح، لكن إن شاء الله يعود لعافيته ويستعيد لقبه «اليمن السعيد». كما كانت من قبل إن شاء الله، الصحيح أيضا أنه كما توجد في اليمن بعض التنظيمات المتشددة دينياً، لكن هنالك مثيلاتها في بلدان عربية عدة.
■ أخيراً ماهي رسالتك لأهل بلدك داخل اليمن وخارجه؟
□ رسالتي: لقد قال عنكم الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يقله لأحد، فأنتم أرق قلوباً وألين أفئدة.. الإيمان يمان والحكمة يمانية.. ولن أزيد على ما قاله رسول الله الصادق الأمين.
عندما تبين لي أنها تقيم في دولة عربية (مجازاً) أصبحت أشك أنها عالمة! ثم من الأفضل لها أن لا تدلي بما لا تعرف وأنصحها أن تعود إلى بريطانيا إذا هي فعلاً عالمة وتريد أن تسهم في العلم والمعرفة بدل من الإقامة في بلد لا تعرف قيمتها أبداً لأنها ليست فنانة ذو خلفية تاريخية ومقدمة بارزة كمقدمة ابن خلدون وتضاريس جسدية أطلسية مغرية!
بصراحة شعرت بإعجاب شديد لامرأة عربية من اليمن وخاصة هذه القدرات الذهنية الكبيرة التي تتمتع بها وأنا باحث في الفيزياء النظرية وأدرك جيداً دراسة وعمل العالمة مناهل ثابت وأنها قدرات ذهنية كبيرة فعلاً. ولكن بالفعل شعرت بنوع من الحزن عندما عرفت أنها تعيش في الإمارات لأن العلماء العرب يضطرون عادة للتنازل عن الكثير ثمناً للعيش في ظل “سلاطين” الحكم العربي. مع العلم أيضاً أنني لا أعرف شخصياً إلى أي حد ينطبق هذا الأمر في هذه الحالة لأنني أعمل في المانيا. في النهاية تحياتي وكل تقديري واحترامي للعالمة مناهل ثابت وسأكون سعيد جدا أن ألتقي يوما بابنة اليمن السعيد والله يكتر من أمثالك.
@passerby, هي لا تحتاج مخابر متطورة او تجهيزات معقدة، في ميدانها تحتاج الى سكينة و هدوء، ورق ربما،
و حاسوب. ثم وسائل الاتصال تمكنها ان تحاضر و ان تشارك في اجتماعات و ندوات و هي في بيتها. ربما و جودها
في الامارات جيد جدا لارصاء خبرتها في عالم البورصات مثلا و هو في نشأته. و لا اضن ان هذه المرأة المقدام
سيدلس عليها، فلها من الذكاء و الفطنة ما يكفي لمعرفة احسن الطرق للوصول الى اهدافها.
.
قد يخطأ البعض في القول ان الامارات لا تعرف قيمتها، جل اصحاب القرار هناك (في الخليج عامة) تلقوا تعليما رفيعا
جدا في امهات الجامعات العالمية، و ان رأيتهم بزيهم التقليدي، و ليس بملابس غربية، فهذا لا يعني شيئا. انا اتكلم عن
معرفة، هنا في المانيا يحسب لهم الف حساب. خد على سبيل المثال، وزير الخارجية السعودي، في زيارة له الى المانيا،
فاجأ الجميع في ندوة صحفية باتقانه اللغة الالمانية بشكل رفيع.
.
و الخلاصة، وجود العالمة هناك فيه منفعة للطرفين.
لا تنخدع يا أخي ابن الوليد.المانيا وفقط كمثال بشار الاسد هو خريج جامعات بريطانيا العريقة وباختصار الشهادات والتحصيل العلمي شيء والسياسة شيء آخر!
اخ اسامة من المانيا، اوافقك الراي، قد اخطأت باعطاء مثل لسياسي، و انا ليس لي معرفة بسياسيين بقدر بعض التجارب
سابقا في احد محطات مشواري المهني، مع رجال من الخليج في عالم التجارة و الاعمال و خصوصا في عالم mobile communication و هنا ااكذ لك ان جلهم يعرفون فعلا ما يفعلون.و يرهقون الالمان. بمعنى فكرة ان الالماني سيضحك
عليهم بسرعة غير صحيحة بل مرات العكس.