غزة ـ «القدس العربي»: أكدت حركة فتح على لسان نائب رئيس الحركة محمود العالول، أن القادة العرب أكدوا خلال لقاءاتهم الأخيرة بالرئيس محمود عباس تمسكهم بمبادرة السلام العربية، و عدم وجود أي نية للقيادة الفلسطينية لتقديم مشروع سلام جديد خلال القمة العربية التي تستضيفها الأردن، وذلك خلافا لتصريحات الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ورفضت في الوقت نفسه الانتقادات التي وجهتها حركة حماس للرئيس محمود عباس لمطالبته بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.
وقال إنه لا مخطط للقيادة لتقديم مشروع جديد وطرحه في اجتماع القمة العربية.وأكد في تصريحات أدلى بها لـ «تلفزيون فلسطين» على ثبات الموقف الفلسطيني ومطلبه الأساسي.
وقال «إن المطلب الأساسي الفلسطيني من القمة المقبلة هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي على أساس قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».
وشدد على التمسك بمبادرة السلام العربية كما هي، مشيراً إلى أن القادة والزعماء العرب الذين التقى بهم الرئيس مؤخراً أكدوا تمسكهم بالمبادرة.
وأوضح أن الرئيس عباس أكد خلال حراكه المتواصل في الساحة الدولية وإجرائه العديد من الجولات ولقائه عددا من الزعماء العرب على ضرورة التوافق العربي فيما يخص القضية الفلسطينية وتوحيد المواقف حيال الشأن الفلسطيني واستعادة الاهتمام به. وأشار إلى وجود تفاؤل من القمة العربية المقبلة. وأضاف «نسعى إلى استعادة الاهتمام العربي واستثمار طاقات الأشقاء العرب بالموضوع الفلسطيني».
وأكد على أهمية اتباع القمة المقبلة «اصطفافاً عربياً في وجه الإرهاب ومقاومته».
وقال «نحن في الجانب الفلسطيني سنكون في مقدمة محاربة الإرهاب، خاصة الإرهاب الإسرائيلي الذي يمارس ضد الأمة العربية وضد الشعب الفلسطيني». وجاءت تصريحاته في إطار النفي الفلسطيني لتصريحات الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، بعدما كرر من جديد أن الرئيس عباس سيقدم خلال قمة الأردن مشروعا جديدا للسلام، حيث قال أبوالغيط مجددا إنه في ظل التعنّت الإسرائيلي والتوسع في الاستيطان وتراجع المساندة الدولية لحل الدولتين، فإن السلطة الفلسطينية سوف تطرح آليات جديدة للتعامل مع القضية، وكيفية الوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وفي السياق قال أحمد حلس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ومفوض التعبئة والتنظيم في قطاع غزة، إن القيادة الوطنية ممثلة بالرئيس عباس «تخوض حراكا سياسيا ودبلوماسيا بحكمة واقتدار».
وفي سياق تأييد فتح لخطوات الرئيس عباس السياسية، رفضت الحركة الانتقادات التي وجهتها حركة حماس للرئيس حول موافقته على إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وقالت إن موقف حماس يندرج في إطار «مربع النفاق السياسي».
وقال أسامة القواسمي، الناطق باسم حركة فتح، في تصريح صحافي، وهو يرد على حركة حماس التي اعترضت على تصريحات الرئيس عباس الأخيرة خلال زيارته لألمانيا، إنها أي (حماس) «أبدت موافقتها على الأطروحات الإسرائيلية الرامية لإقامة الدولة الفلسطينية المزعومة ذات الحدود المؤقتة، والتي تستثني القدس وقضية اللاجئين وتسمح لدولة الاحتلال بضم 60% من مساحة الضفة الفلسطينية».
وأشار إلى أن الرئيس عباس رفض هذا المشروع، بالرغم من كل المحاولات والضغوطات التي مورست عليه عبر سنوات عدة، متهما حركة حماس بأنها تسعى لـ «فصل قطاع غزة عن الضفة الفلسطينية بعد أن تسببت في حالة الانقسام الراهنة، ومحاولة إقامة إمارة في القطاع على حساب الوطن ووحدته».
وكان الرئيس عباس قال قبل أيام في كلمة له في أكاديمية كونراد أديناور، خلال زيارته لألمانيا «نحن نطالب بـ 22% فقط من حدود فلسطين التاريخية، ونحن نكتفي بهذا ونطالب بهذا، وعلى إسرائيل أن توافق على ذلك، وأن توقف بناء المستوطنات التي يعترف العالم بأنها غير شرعية»، وكان يشير بذلك إلى دولة على حدود عام 67.
وأعلنت عقبها حركة حماس على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم أنها تنظر بـ «خطورة بالغة» لتصريحات الرئيس عباس حول مطالبته بنسبة 22% فقط من أراضي «فلسطين التاريخية»، والتخلي عن باقي الأراضي لصالح إسرائيل.
وقال القواسمي في رده أيضا على حركة حماس «إن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 67، وتطبيق الشرعية الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وخاصة القرار 194، هو الموقف الذي وافق عليه المجلس الوطني الفلسطيني عام 88 في الجزائر، وإن الرئيس محمود عباس كسلفه الشهيد الرمز ياسر عرفات، لم يحد قيد أنملة عن هذا الموقف».
وأضاف «من المعيب أن تخرج علينا حماس بمزايدات فارغة، وهي تعلم أن مواقفها السياسية الحقيقية التي توصلها سرا للغرب ولإسرائيل، وتنكرها أمام الشعب الفلسطيني والعربي، هي أقل بكثير من مواقف القيادة الفلسطينية اتجاه حقوق شعبنا».
أشرف الهور
تمسكهم ذاك تفاديا لسوقطهم من على سِددهم وليس حبا لفلسطين. من أراد فلسطين فهي ثابتة في مكانها.