لندن ـ «القدس العربي»: في مقابلة أجراها مراسل صحيفة «إندبندنت» باتريك كوكبيرن، مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن الأخير خططه لإنهاء سياسة الرضا ببقاء إقليم كردستان شبه مستقل.
وفي سلسلة من المقالات التي بدأها كوكبيرن بمقابلة العبادي تحت عنوان «عراق يولد من جديد»، وصف الطريقة التي تحدث فيها رئيس الحكومة العراقية، بأنها «انتصارية» خاصة عندما وصف طرد القوات العراقية لتنظيم «الدولة» من غرب العراق « تقدمنا كان رائعًا» مضيفًا «نقوم بتطهير الصحراء منهم الآن قرب الحدود مع سوريا».
حسب كوكبيرن، «العبادي الذي تسلم السلطة بعد سقوط مدينة الموصل في أيدي الجهاديين وتنحي سلفه نوري المالكي عن السلطة ظل في عين نقاده شخصية ضعيفة، لكنه الآن يُمتدح من كل الأوساط بعد سلسلة من النجاحات التي حققتها القوات العراقية ضد تنظيم الدولة خاصة الموصل في تموز/ يوليو، وأخيرا كركوك في 16 تشرين الأول /أكتوبر التي انسحب منها مقاتلو البيشمركه من دون مقاومة».
ويبين أن «شعبية العبادي زادت في داخل العراق وخارجه بعد تحقيق انتصارين على تنظيم الدولة والأكراد».
وعبر الرئيس الوزراء العراقي، عن سروره من أن المواجهة مع الأكراد لم تكن دموية ولم يسقط فيها الكثيرون عندما سيطر الجيش العراقي والميليشيات المرافقة له على مناطق واسعة «متنازع عليها» كانت تحت سيطرة الأكراد.
وقال: «أصدرت أوامر للقوات الأمنية داعيا لعدم سفك الدماء» مشيرا إلى أن المصالحة كانت ستتعقد لو حصلت مواجهة مع الأكراد.
ويقول كوكبيرن، إن العبادي رجل تصالحي ويتحدث بطريقة هادئة ولكنه مصر على إنهاء الحكم شبه المستقل لحكومة إقليم كردستان التي تعود إلى أيام حرب الخليج عام 1991.
وأكد العبادي: «يجب أن تكون المعابر الحدودية من وإلى العراق تحت سلطة الدولة الفدرالية».
ويعتبر كوكبيرن أن العبادي في موقع قوي خاصة أن جيرانه الإيرانيين والأتراك يوافقونه على إعادة سيطرة بغداد على المعابر الحدودية الجوية والبرية.
وكشف رئيس الوزراء العراقي عن أن «الأتراك اعترفوا بارتكاب أخطاء» في الماضي عندما تعاملوا مع الأكراد بدلا من الحكومة في بغداد.
وأكد أنه لن يرضى بقبول المسؤولين العراقيين موقع «رمزي» على المعابر ولكن سيطرة شاملة.
وعندما سئل إن كان هذا يعني تأشيرات أجاب «هذا واجب». ويخطط العبادي أن يدمج البيشمركه بالقوات العراقية أو تحويلها لقوة محلية صغيرة. وشكك في عددها أي ـ 300 ألف مقاتل.
وأضاف: «قيل لي إن عددها صغير والبقية جالسون في البيت».
وذكر أنه عندما أصبح رئيسا للوزراء 2014، حاول معرفة السبب الذي أدى لانهيار القوات العراقية»، مشيرا إلى أن «السبب كان هو الفساد المستشري في الكثير من الوحدات. فنصف الجنود كانوا يحصلون على رواتبهم لكن لا يداومون في مواقعهم العسكرية».
وعبّر عن اعتقاده أن البيشمركه تدير نظاما فاسدا كهذا: «لِمَ فشلوا في الدفاع عن حكومة إقليم كردستان في عام 2014 وبحثوا عن دعم من الولايات المتحدة وإيران». وبرغم الخلاف حول عدد مقاتلي البيشمركه، إلا أن العبادي مصر على موقفه:» أنا مستعد لدفع رواتب البيشمركة إن كانوا تحت إدارة الحكومة الفدرالية وإن أرادوا أن تكون قوة مستقلة فيجب أن تكون صغيرة وعليهم دفع رواتبها».
وقال إن على حكومة إقليم كردستان أن لا «تتحول إلى بئر من دون قرار» كي تحصل على الرواتب من الحكومة الفدرالية.
وعندما سئل عن التأثير الإيراني عبر عن استيائه واحتقاره لما قيل عن الدور الذي لعبه قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في عملية كركوك: قائلاً «بالتأكيد لم يكن له دور عسكري على الأرض». وأضاف « أؤكد لك أن أثره كان صفرا في ما حدث في كركوك».
وعن دور الحشد الشعبي، وتصريحات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون التي دعا فيها الميليشيات الشيعية مغادرة العراق، علق العبادي إن «الوزير الأمريكي ربما أسيء فهم كلامه أو لم يكن عارفا أن الحشد الشعبي مكون من عراقيين وكان لديه فكرة أن الحرس الثوري الجمهوري يقاتل في العراق».
ويقول كوكبيرن إن العبادي في موقع قوي، لأنه أول زعيم عراقي يقيم علاقات جيدة مع الجيران: تركيا وإيران والسعودية والكويت وسوريا ولهذا السبب تبدو القيادة الكردية معزولة.
كما أن نجاح العبادي مرتبط في جزء منه بسوء تقدير بارزاني، ولهذا انتهز الفرصة.
«يقف المجتمع الدولي معنا» كما يقول رئيس الوزراء، مضيفاً: «كنا واضحين وقلنا إن وحدة العراق مهمة لمواجهة الإرهاب».
إبراهيم درويش
يبدو لي أن العبادي يولد من جديد ، عبادي آخر .
إن كان الأمر هكذا ، و هدفه دولة عراقية وطنية قوية ، فذاك أمر حسن، و السياسة فن الممكن ، و كل يوم هو في شأن …و عفا الله عمّا سلف