العبادي يتغيب عن جلسة البرلمان «لأسباب طارئة» وسط انتقادات متصاعدة لجدوى إجراءاته الإصلاحية

بغداد ـ «القدس العربي»: اعتذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن حضور الاستضافة المقررة له في مجلس النواب، أمس الخميس، في وقت طالب العديد من أعضاء مجلس النواب بتوضيحات حول نتائج القرارات الإصلاحية للحكومة.
وذكرت مصادر مكتب رئيس الوزراء ان العبادي اعتذر عن حضور الاستضافة المقررة أمام مجلس النواب لأسباب وصفت بـ»الطارئة» رغم تأخير المجلس جلسته لمدة ساعة بانتظار حضور رئيس الوزراء..
وعقد مجلس النواب، الخميس، جلسته برئاسة رئيس المجلس سليم الجبوري وبحضور 220 نائبا. وكان مقررا استضافة المجلس لرئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، لمناقشة سير الإصلاحات التي أعلن عنها تلبية لمطالب المتظاهرين.
وقد واصل مجلس النواب بنود برنامجه ومنها استضافة وزيري الزراعة والموارد المائية حيث تمت مناقشة الشحة الحالية في المياه نتيجة انخفاض مناسيب المياه في الأنهار الرئيسية وخاصة نهر الفرات.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي أكد حرصه على ان الإصلاحات مستمرة وتشمل جميع جوانب الدولة وفق القانون والدستور ودون اي استثناء او تمييز حزبي او طائفي لتحقيق منهج العدالة ومحاربة الفساد والمفسدين والهدر في المال العام وتقليل الهوة بين المسؤول والمواطن.
وقدم خلال اجتماع عقده، أمس الأول، مع نائبي رئيس مجلس النواب ورؤساء الكتل النيابية وعدد من أعضاء مجلس النواب شرحا مفصلا عن مجمل الإصلاحات وأهميتها في بناء الدولة والمجتمع وما تواجهه البلاد من تحديات أمنية واقتصادية.
وتأتي استضافة العبادي بالتزامن مع مرور العام الأول لتوليه رئاسة الحكومة ومع تصاعد تظاهرات عارمة في المدن العراقية للمطالبة بإصلاحات وتقديم الخدمات ومحاربة الفساد في البلاد.
وشكك المتظاهرون ونشطاء وسياسيون ورجال دين بجدوى الإصلاحات التي أعلنها العبادي، وكونها ترقيعية ولم تلامس مطالب التظاهرات وخاصة في عدم محاسبة رؤوس الفساد الكبيرة التي لا تزال تتمتع بالرواتب والامتيازات، ومستمرة في نهب المال العام.
وكان رئيس مجلس النواب سليم الجبوري قد صرّح أن مجلس النواب لديه الصلاحية لسحب التفويض الذي أعطاه إلى رئيس الحكومة حيدر العبادي فيما يخص الإصلاحات، وذلك في إشارة إلى ضرورة أن تكون الإصلاحات على أرض الواقع وليس فقط إعلامية وتكون محددة بتوقيتات زمنية واضحة.
كما وجه المرجع الديني البارز آية الله السيد كاظم الحائري، رسالة وصف فيها الإصلاحات أنها لا تعدو مستوى الترقيع والترميم الظاهري لوجه الفساد الحكومي، ولم ترتقِ لمستوى تحقيق مطالب الشعب، منوها أنه لا يرى في الإصلاحات ما يمكن به إصلاح ما فسد. واستنكر الحائري الحرمان الذي تعاني منه قطاعات واسعة من الشعب برغم العائدات العظيمة.
ومن جهة أخرى، أكد عضو اللجنة القانونية النيابية سليم شوقي أن «هناك تواقيع كثيرة جمعت في البرلمان لاستضافة العبادي لتوضيح إصلاحاته وما تم منها فعلا»، مبينا ان «أغلبية النواب بدأوا يقتنعون بأن الإصلاحات قشرية ولم تصل اللُب ولم تعالج جوهر المشكلة الموجودة». وطالب شوقي ان تكون «الإصلاحات شاملة وعادلة ودستورية وقانونية حتى لاي ُطعن بها مستقبلا».
وضمن السياق، أشار النائب عن ديالى رعد الدهلكي أن «إصلاحات رئيس الوزراء حيدر العبادي لم تمس أو تتطرق لأزمة النازحين»، مؤكداً أن «أعداد النازحين تجاوزت الأربعة ملايين نسمة، والقادم سيكون سيئاً».
ويتهم المتظاهرون والمرجعية ونواب، حكومة حيدر العبادي بعدم الجدية في تنفيذ الإصلاحات التي وعدت بها وعدم التنسيق مع رئاسة الجمهورية ومجلس النواب لتوفير الأسس القانونية لتنفيذ تلك القرارات.

مصطفى العبيدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    ما لم تخرج الملايين بالشوارع فلن يتحرك العبادي
    وما لم يتم القبض على الفاسدين وأولهم المالكي فلن تكون هناك اصلاحات

    الحل هو بمحاصرة البرلمان والاعتصام السلمي حوله للضغط عليهم

    ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية