بغداد ـ «القدس العربي»: ضمن وعوده بتحقيق الإصلاح، أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي عن تشكيل حكومته الجديدة التي قال إنه قلصها إلى 18 وزارة. وقال إنه يأتي بوجوه جديدة في كل الوزارات عدا وزيري الدفاع والداخلية. وينتظر أن يبت البرلمان في التشكيلة النهائية في غضون 10 أيام.
وذكرت مصادر مجلس النواب، أن حيدر العبادي وصل عصر أمس الخميس إلى مبنى البرلمان وعقد اجتماعا على انفراد مع رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، في مكتب الأخير، حيث ناقشا أسماء الوزراء المرشحين للوزارة الجديدة وخطة تغيير الوزراء وتقليص عدد الوزارات إلى 18 وزارة.
وأشارت المصادر إلى أن رئيس الوزراء سلم رئيس مجلس النواب ظرفا مغلقا فيه سيرة ذاتية لـ14 مرشحا للحكومة الجديدة التي ينوي تشكيلها، مضيفا: «أترك القرار للبرلمان وقادة البلد».
وأفادت المصادر أن العبادي توجه بعد اجتماعه مع الجبوري إلى قاعة البرلمان، حيث ألقى كلمة أمام أعضاء مجلس النواب تتضمن شرحه للتحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه البلاد، كما قدم أسماء المرشحين للوزارات وسيرهم الذاتية.
وأكد للنواب أن الكتل لم تقدم مرشحين للوزارات. وقال: «لهذا السبب قدمت الأسماء التي اقتنعت بها، والأمر النهائي متروك لمجلس النواب». ووجه اتهاما إلى بعض الكتل قائلا: «أعرف أن البعض أراد أن يوصلنا إلى طريق مسدود والى انهيار العملية السياسية».
وأشار إلى أن البلد واجه، خلال عمر الحكومة، مخاطر جدية وتمكن من تحقيق انجازات مهمة على طريق هزيمة تنظيم «الدولة» (داعش)، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة. وقال: «سننتقم من داعش». وأشار العبادي إلى تخفيض الحكومة 40 ٪ من النفقات خلال عام 2015، وقال: «ومستمرون في هذا الاتجاه هذا العام أيضا». ووعد بأن تكون للحكومة المقبلة أولويات أهمها تحرير المدن المحتلة من تنظيم «داعش» ومعالجة أزمة النازحين والتصدي للفساد وحسم ملف المعتقلين وغيرها من القضايا المهمة.
وأكد لأعضاء مجلس النواب ان «تغيير رؤساء الهيئات المستقلة ووكلاء الوزارات سيكون خلال فترة تتراوح بين أسبوعين إلى شهر»، مؤكدا أنه سيتم الاستغناء عن 100 مدير عام.
وأشاد العبادي بدور مقتدى الصدر في الحفاظ على سلمية التظاهرات، قائلا: «إننا نشيد بالدور الكبير لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في الدعوة للإصلاح والانضباط الكبير للتظاهرات السلمية المطالبة بتنفيذ الإصلاحات الحكومية».
وشهدت الجلسة اعتراضات من الكثير من النواب على كلمة العبادي وتدخل رئيس البرلمان لوقفها. وحدد رئيس البرلمان، سليم الجبوري، مهلة عشرة أيام لمناقشة الوزارات وشهرا لحسم الهيئات والمناصب الأمنية. وأكد أن البرلمان «سيعمل مع الحكومة في سبيل إنجاز ذلك خلال المدة المحددة».
وقال في بيان له، إن «الإصلاح بنظر البرلمان يشمل ـ بالإضافة للوزارات ـ كل الهيئات المستقلة والوكالات، وإنهاء حالة إدارة الدولة بالوكالة». وأضاف أن «البرلمان سيعمل مع الحكومة في سبيل انجازها وتعديلها خلال شهر».
وتحدث النائب خالد المفرجي، في لقاء متلفز تابعته «القدس العربي» عقب جلسة مجلس النواب، فقال إن رئيس البرلمان الجبوري هو الذي اقترح منح العبادي مهلة 10 أيام لتقديم الكابينة الوزارية ومن أجل دراسة أسماء المرشحين.
وبرر عدم شمول وزيري الدفاع والداخلية بالتغيير بسبب حساسية الظروف الأمنية وخشية تأثير التغيير على الأوضاع العسكرية في ساحات المواجهة مع تنظيم «الدولة». وستتم دراسة السير الذاتية للوزراء خلال العشرة أيام حيث ستوزع على الكتل السياسية وستكون الأسماء معروفة لهم.
وأكد أن الجميع كان حريصا على مرور أحداث اليوم بسلام بعيدا عن المشاكل، لذا تقبلوا نتائج جلسة مجلس النواب، بمن فيهم نواب التيار الصدري. وأشار إلى إن رئيس مجلس النواب، الجبوري، أوفد مستشاره رشيد العزاوي للقاء بالمتحدث باسم المعتصمين الشيخ علي سميسم بغرض إبلاغ رسالة إلى زعيم التيار الصدري، لإطلاعه على ما ستتضمنه جلسة مجلس النواب حتى يكون على بينة.
وأطلعت «القدس العربي» على الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات الأمنية في المنطقة الخضراء والمناطق المحيطة بها، أمس الخميس، بالتزامن مع تقديم رئيس الوزراء تشكيلة حكومة التكنوقراط إلى البرلمان العراقي.
وشوهدت عناصر قوات الفرقة الذهبية منتشرة حول المنطقة الخضراء التي تضم المؤسسات الرسمية الحكومية وسفارات الدول الأجنبية في العاصمة العراقية، على خلفية احتمالات وقوع اي اقتحام للمنطقة من قبل المعتصمين.
وقامت القوات الأمنية بقطع الطرق المحيطة بالمنطقة الخضراء والجسور القريبة منها، كشارع الكرادة وشارع أبي نؤاس. كما أغلقت جسر الجمهورية القريب من المنطقة الخضراء.
وعبر الكثير من المواطنين، الذين التقتهم «القدس العربي» في بغداد بعد الإعلان عن تغيير الوزارة، عن ارتياحهم لإزاحة أسماء اعتبرت على نطاق واسع علامات مميزة في الفساد والفشل الحكومي طوال 13 سنة مرت على العراق، على أمل إكمال باقي بنود الإصلاحات التي وعد بها رئيس الوزراء.
مصطفى العبيدي
الخطوة القادمة أن لا ينتخب العراقيون كل من جاء مع الغزاة المحتلين
على ما اعتقد الفضل كله يعود إلى رجل الدين مقتدى الصدر الذي أصبح بنظر كثير من العراقيين بطل وهو يستحق هذا الاسم لو لم يقوموا الصدريون بالاعتصام وبعدها هددوا بالدخول إلى المنطقة الخضراء لتمادة الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة للتغيير الوزاري مبروك للعراق والعراقيين أجمعين
الفضل يعود لملايين العراقيين الفقراء اللذين هبّوا بصوت واحد ….و إن كانت مكانة الرجل محفوظة و لا أحد يقلل منها ……و لكن ما نحتاج هو بناء دولة المواطنة و القانون