غزة ـ لندن ـ «القدس العربي» من أشرف الهور: رغم إعلان فصائل المقاومة عن وقف قصف المستعمرات الإسرائيلية في غلاف غزة، بعد ليلة ساخنة تعتبر الأعنف منذ حرب 2014، استأنف جيش الاحتلال أمس عدوانه على قطاع غزة، فأغارت طائراته الحربية على مبنى مؤسسة سعيد المسحال الثقافية في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة بأكثر من 10 صواريخ، مما أدى إلى تدميره بالكامل، ما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين بجروح مختلفة.
وردت فصائل المقاومة على تدمير مؤسسة المسحال التي تعتبر أكبر مؤسسة ثقافية في قطاع غزة، بإطلاق عدد من الصواريخ على مستوطنات غلاف غزة.
وحسب مراسل وكالة فلسطين اليوم، فإن طائرات الاحتلال استهدفت المبنى الذي يضم مكتب الجالية المصرية في قطاع غزة ويرتفع فوقه العلم المصري، بعدد من الصواريخ، بدأ بإطلاق طائرات الاستطلاع صاروخا على محيط المبنى قبل ان تقوم الطائرات الحربية بقصفة. وأشار إلى أن المكان تحول إلى غيمة سوداء كثيفة من شدة القصف الذي أدى إلى وقوع أضرار مادية في منازل المواطنين.
وقال الدكتور أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة إن 18 فلسطينيا أصيبوا، من بينهم أطفال ومصور صحافي.
جاء ذلك بعدما أعلنت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة، أمس الخميس، أن جولة من التصعيد قد انتهت من طرفها وأن استمرار الهدوء مرتبط بسلوك الاحتلال. وقال مصدر في غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة: «إن المقاومة ردت على جرائم العدو التي كان آخرها قتل عنصرين من المقاومة أثناء التدريب». وأضافت: فصائل المقاومة تعتبر أن هذه الجولة من التصعيد قد انتهت من طرفها.
وصدرت الأوامر لجيش الاحتلال بالاستعداد لكل الاحتمالات، رغم تأكيد مصر على أنها لا تزال تعمل من أجل التوصل إلى تهدئة، بينما ألغى المبعوث الأممي نيكولاي ميلادينوف زيارة إلى غزة.
واستؤنف العدوان الجديد بعد أن قصف جيش الاحتلال الليلة قبل الماضية، 150 موقعا في قطاع غزة أسفر عن استشهاد 3 فلسطينيين من بينهم امرأة حامل وطفلتها البالغة عاما ونصف عام. وردت المقاومة بإطلاق 180 صاروخا وصل أحدها إلى بئر السبع، ما أسفر عن إصابة 6 إسرائيليين، جراح أحدهم خطيرة، حسب ما ذكرت صحيفة «هآرتس».
وفي السياق قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن الأحداث الأخيرة أظهرت أن هناك حاجة ملحة لإيجاد حل سياسي دائم بشأن قطاع غزة.
جاء ذلك في بيان صادر عن الوزارة، حيث نددت «بتصاعد العنف بين إسرائيل وقطاع غزة، وإطلاق قذائف صاروخية باتجاه إسرائيل». ودعت الخارجية كلا الطرفين إلى الالتزام بالتهدئة، للحيلولة دون وقوع خسائر بشرية جديدة في صفوف المدنيين. وأردفت: «هذه الأحداث أظهرت الحاجة الملحة لإيجاد حل سياسي دائم بشأن غزة، والتعاطي بشكل فاعل مع الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان فلسطين».
وذكرت أن هذه الحاجة يمكن تلبيتها فقط عبر رفع إسرائيل حصارها عن غزة، وعودة الحكومة الفلسطينية إلى غزة بصورة تامة.
(تفاصيل ص 6)