العراق بين صراع الارادات والعامل الدولي

حجم الخط
5

مصطفى العبيدي
بغداد – «القدس العربي»: حفل الشأن العراقي هذا الاسبوع بتطورات مهمة على مختلف الأصعدة . فمع تواصل الحراك المحموم للقوى السياسية نحو محطة تشكيل الوزارة الجديدة تشتد معركة الإرادات بين القوى السياسية الكردية والسنية المصرة على تثبيت الشروط والضمانات لعدم تكرار تجربة الديكتاتورية وإنهيار الأوضاع الحالية، وبين تركيز التحالف الوطني الشيعي على عدم الإلتزام بشيء وضرورة الاهتمام بتشكيل الوزارة أولا وبعدها مناقشة المطالب بحجة العمل وفق التوقيتات الدستورية، وهو الأمر الذي أثار ريبة القوى الأخرى التي لا ينقص تجربتها مع الحكومة السابقة إنعدام الثقة وإنكار الاتفاقيات والاستفراد بالسلطة.
وقد جاء أول مؤتمر صحافي لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي ليثير المزيد من الشكوك بين القوى السياسية عندما أعلن رفض سياسة لي الأذرع من قبل القوى الأخرى في تشكيل الحكومة، ورفض سقف المطالب العالية محذرا من وجود مخاطر جدية تواجه العراق. كما نفى العبادي وجود القصف العشوائي على المدن المنتفضة مع اعترافه بوجود أخطاء وقوى غير منضبطة في القوات المسلحة والمتطوعين المساندين لها، مبديا استعداده للتعاون مع أعداء داعش.
وخرج المراقبون من المؤتمر بالعديد من المشتركات المتوقعة بين توجه الحكومة المقبلة وبين نهج حكومة سلفه المالكي وهو الأمر الذي جعل القوى السياسية أكثر إصرارا على ضمانات مكتوبة ومصدقة من مجلس النواب وجهات دولية قبل تسمية مرشحيها للوزارة المقبلة.
ومجددا أثبت العراق هذا الأسبوع أنه ما زال محط اهتمام دولي متزايد ظهر من خلال زيارة وزير خارجية ايران جواد ظريف للعراق ولقاءاته مع القادة السياسيين والدينيين لاعطاء رسالة بأن ايران موجودة في عملية تشكيل الحكومة المقبلة وللتأكيد على استمرار حكومة العبادي في الإلتزام بالاتفاقيات المعقودة في عهد المالكي الذي مدح ظريف انجازاته كثيرا وأكد على دوره المستقبلي!.
وأكدت إيران متابعتها لدورها في العراق عندما سحبت ملف العراق من الجنرال قاسم سليماني رغم كل الإنجازات التي حققها في العراق وتسليمه الى اللواء حسين همداني مسؤول ملف سوريا، الذي ساعد النظام السوري في مواجهة عاصفة المعارضة والعزلة عبر التعامل بمنتهى القسوة مع المدن السورية وهو ما جدد قلق العراقيين من تكرار السيناريو السوري وتصعيد العنف وقصف المدن وفسح المجال أمام الميليشيات أكثر من السابق، وبناء المزيد من معسكرات النازحين في كل مكان.
ولعل أخطر ما في التحرك الايراني الجديد، تصريحات وزير داخلية ايران رحيمي عن اصدار الرئيس الايراني حسن روحاني التعليمات بالتدخل العسكري في العراق اذا تعرضت المراقد الشيعية الى الخطر دون الإكتراث برفض دول العالم، وهو ما يعبر عن حقيقة النوايا الايرانية.
ومن جهتها أظهرت أمريكا نيتها استهداف «الدولة الاسلامية» ليس في العراق فقط بل وفي سوريا أيضا، كما كرر نائب الرئيس الأمريكي بايدن دعوته القديمة لتقسيم العراق الى ثلاثة أقاليم لحل مشاكل البلاد وهي الدعوة التي لقيت ترحيبا من القيادات الكردية بالطبع.
وتعززت آمال نوري المالكي وتمسكه بدوره في السلطة عقب لقائه وزير خارجية ايران جـــواد ظــــريف الذي وعده بدور في الحياة السياسية المقبــلة مما زاد تحركات المالكي الذي قام بجــــولة في قاعدة سبايكر في تكريت وزيارة القــوات الحكومية في منــاطق أخرى، كما عقد لقاءات مع أهالي آمرلي المحاصرة من قبل داعش.
أما الملف الأمني وكنتيجة للإحتقان السياسي والصراع على تشكيل الحكومة، فقد شهد تصعيدا من خلال عشرات الإنفجارات والاغتيالات وعمليات الخطف التي تقوم بها الميليشيات والعصابات.
ويعتقد الكثير من العراقيين ان المقبل من التطورات في أحداث العراق لا يخلو من القلق والمخاوف من سيناريوهات يجري الإعداد لها في الخفاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامي حداد.العراق:

    لعبة تقسيم العراق الامريكيه وصلت مراحل حاسمه ..فقد ااستقرت دولة كرتستان بحدودها واليوم اوربا تجهزها بالاسلحه اللازمة للحفاظ على حدودها .. وبقية حدود الاقليم السني غامضه وتركيا التي تريدلها حصه من كعكعة العراق وايران التي القت بكل ثقلها للحفاظ على مغانمها من وسط وجنوب العراق كتعويض عن ماستفقده في سوريا فلذلك سيشدت الضغط على مدن الاقليم السني حتى تحصل طهران على اكبر مساحه من الارض ومقابل ذلك حركة السعوديه جيشها على حدود العراق في سبيل لعل وعسى لان امريكا لم تعطي لها الضوء الاخضر لنجدة السنه..ونحن العراقيون نشكوا امر ظلمنا الى القوي العزيز ..ونسأله ان يغيثينا ممن يريد يقطع اوصالنا اربا اربا ويحرقوننا بنارهم ظلما باسم الاسلام تارة واخرى باسم الحريه والديمقراطيه

  2. يقول مهند الناصر.المانيا:

    هي باقية وبتمدد ماهمنا من تردد

  3. يقول ابراهيم الجزائر:

    إلى مهند الناصر المانيا
    البقاء لله ياخارجي ولاه لن تجدو فيبلاد العرب والمسلمين إلا الحديد والنار واعواد المشانق ياخوارج

  4. يقول ابراهيم الجزائر:

    البقاء لله
    باقية دولة الشرك والخوارج
    إلى مهند الناصر المانيا
    البقاء لله ياخارجي ولاه لن تجدو فيبلاد العرب والمسلمين إلا الحديد والنار واعواد المشانق ياخوارج

  5. يقول يوسف وهران:

    الخوارج ليس لهم إلا أعواد المشانق
    والبقاء لله أما الإجرام فقد سبقهم اليه كثير من المجرمين الذين كانت نهايتهم في جهنم

إشترك في قائمتنا البريدية