العرب والخليجيون من أبرز روادها… «السياحة العلاجية» تُدر المليارات وتخطيط لأن تصبح تركيا «مركزاً إقليمياً» لها

حجم الخط
0

إسطنبول – «القدس العربي»: تُدر «السياحة العلاجية» مليارات الدولارات على الاقتصاد التركي، بالتزامن مع ارتفاع أعداد السياح الوافدين إلى البلاد، حيث يشكل العرب ومواطنو الخليج العربي جزءا مهماً من رواد هذه السياحة الصاعدة والتي تخطط أنقرة لأن تصبح «مركزاً إقليمياً» لها.
وتعتبر السياحة أحد أبرز أعمدة الاقتصاد التركي الصاعد، واقترب عدد السياح القادمين إلى البلاد في السنوات الأخيرة من حاجز الـ 40 مليون سائح سنوياً، يُدرون على خزينة الدولة عشرات مليارات الدولارات.
وفي تقرير «الخطة الفعلية لبرنامج تطوير وتحسين السياحة الصحية» الذي تضمنته خطة الحكومة التركية للسنوات المقبلة، فإن تركيا تهدف إلى كسب قرابة 9 مليارات دولار من السياحة الصحية في عام 2018.
وجاء في التقرير الذي صدر مؤخراً، أن الحكومة تهدف إلى كسب 9 مليار و350 مليون دولار من السياحة الطبية، وجذب أكثر من 2 مليون و350 ألف سائح للعلاج في عام 2018، حيث أشار التقرير إلى أنه أتى إلى تركيا 188.295 سائح بهدف العلاج في عام 2013، وتم إدخال 543 مليون و204 ألف دولار ربح منهم. وتخطط وزارة الصحة لإنشاء «المديرية العامة للسياحة الصحية» ووضع أنظمة تعريف وخدمات، بهدف الوصول إلى عدد سياح يتجاوز الـ 750 ألف وكسب 7.466 دولار من السائح الواحد، وجذب 1.5 مليون سائح لسياحة المياه المعدنية 600 ألف منهم للعلاج، وكسب ألفين دولار من السائح الواحد، بالإضافة إلى جذب 150 ألف سائح في مجال سياحة المعمرين وكسب 750 مليون دولار منهم.
وقال اتحاد الشركات السياحية التركية «تورساب» إنّ عدد السياح القادمين إلى تركيا للعلاج قد بلغ 480 ألف سائح، وأن الدخل المكتسب منهم وصل إلى 2 مليار دولار. لافتاً إلى أن تركيا احتلت المرتبة 10 في مجال الجراحة التجميلية، وأن الأسعار المنخفضة كانت العامل الأول لجذب السياح.
وجاء في تقرير للاتحاد: «أصبحت تركيا مركزاً صحياً بالنسبة لأوروبا والشرق الأوسط، وهدفها المقبل في مجال الصحة أن يصل عدد السياح القادمين للعلاج إلى 2 مليون سائح أجنبي وأن يصل الدخل إلى  20 مليار دولار بحلول عام 2023».
وبحسب رئيس مجلس إدارة مؤسسة السياحة الصحية في تركيا كنان أجي كوك فإن البنية التحتية لتركيا في مجال الصحة والعلاج متناسقة مع المقاييس الأوروبية. وأن بلاده تحتل المرتبة الرابعة من بين الدول الأوروبية في هذا المجال، بعد إنكلترا وألمانيا وفرنسا.
واعتبر أن مجيء مليون سائح للعلاج في تركيا يمنح دخلاً يساوي دخل 30 مليون سائح في المجالات الأخرى، وإنّ تركيا ستشارك في أكبر معرض للسياحة الصحية في أوروبا «TEMOS 5»لرفع مستوى مجال السياحة الصحية وعرض ميزاتها وقدراتها في هذا الصدد.
وتتميز السياحة العلاجية في تركيا بإنخفاض أسعارها مقارنة بالدول الأوروبية والخليجية، يقول أجي كوك: «بالنسبة لأسعار العمليات والعلاج والمعاينات فهي أرخص في كثير من المجالات بنسبة تصل إلى 75٪ مقارنة مع الأسعار الأوروبية في المجالات نفسها. إن تكلفة عملية تبديل شرايين القلب في الولايات المتحدة الأمريكية تكلف 129 ألف دولار تقريباً، فيما تقوم المستشفيات التركية بإجرائها بسعر يتراوح ما بين 11 و15 ألف دولار».
وتبرز في هذا الإطار العمليات الجراحية وعمليات زراعة الشعر وعلاج وتجميل الأسنان، بالإضافة إلى عمليات جراحة العيون والليزر، وإزالة الشعر بالليزر، وتجميل الجروح والحروق، وتركيب الأطراف الصناعية.
رئيس جمعية الصناعيين ورجال الأعمال الأتراك في أنقرة باريش أيدن قال في مؤتمر «السياحة العلاجية» الذي عقد الشهر الماضي في العاصمة التركية أنقرة: «إن أنقرة مركز السياحة العلاجية في تركيا لغناها بالمياه المعدنية الطبيعية، وبإمكاننا جعل المدينة علامة تجارية لهذا القطاع على مستوى العالم كلّه».
وأشار إلى رغبة تركيا في تطوير أنقرة في كل النواحي وجعلها مركزاً رئيسياً للسياحة العلاجية والصناعة والمعارض والمؤتمرات والجامعات، وقال: «لأنقرة بنية تحتية قوية من ناحية السياحة العلاجية وتركيا دولة تتطور بسرعة كبيرة في هذا القطاع والقطاعات الاخرى المتعلقة به».
وأضاف: «تملك تركيا جميع المقومات الطبيعية اللازمة لقطاع السياحة العلاجية. لديها دول مجاورة على مسافة سفر لا تتجاوز الـ 4 ساعات. ولها علاقات قوية مع 62 دولة. يجب تحويل هذا الأمر إلى فرصة مربحة. للثروات المعدنية أهمية كبيرة للصحة».
وخلال الشهر الماضي، شهدت العاصمة أنقرة مؤتمراً ضخماً حول تطوير السياحة العلاجية في البلاد، وذلك قبل أيام من مؤتمر بعنوان «السياحة الصحية والتكنولوجيا والخبرة الطبية» نظمته وزارة الصحية التركية في مدينة إسطنبول.
وأكد وزير الصحة مؤذن أوغلو أن «قطاع السياحة الطبية يتطور بشكل كبير في تركيا إلى حد أنه وصل لدرجة من النجاح تدهش العالم كله، من ناحية جودة الخدمات والسهولة المتوفرة».
وأشار الوزير إلى تأثير هذا التطور على القطاعات المرتبطة بـ«السياحة العلاجية» كالصناعات الطبية وصناعة الأدوية وما شابهها، وقال: «ستكون لنا خلال 4 أعوام لا أكثر مراكز قوية على مستوى العالم تحوي علامات تجارية كبيرة وذلك ببنيتنا التحتية وساحات عملنا الواسعة».

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية