الغزلية الكبرى

حجم الخط
1

خصّ الشاعر السوري «القدس العربي» بهذه المقاطع الاستهلالية من قصيدة طويلة بهذا العنوان، تصدر قريباً.
بقلوبٍ
أو
مِنْ
دونها يختلِسْنَ من اللهِ حظوظَ الهوى.
عاشقاتٌ هُنَّ،
بقلوبٍ
أو
مِنْ
دونها.
لا تشروحَ الشروحُ جُنَّت أنْ إلاَّ سْتوفى من أو بقلوبٍ، الهوى حظوظ من المُخْتَلَس هذا، الشأن في
الأرجحيْنِ؛ أرجحِ على يُعتَمَد سَبْكٌ ممكنٌ؛ ذا كل ممكنٌ.دونها. بالمعاني للنزوح الطُّرقِ الأديانِ في تعديلٌ
إلى شفيرِ لزومها. هُنَّ يتدبَّرنَ هذا تدبيرَ السُّحُبِ مجازفاتِها. وأنا؟ مالي؟ بقَلبٍ،
أو
من
دونه أختلِسُ من الله حظَّ العاشق بلا
تدبيرٍ يُعتَمَدُ إتقاناً، كي أرتجلَ الصعودَ مثلهن في قُبلةٍ إلى متاجِرِ الأبد وأسواقهِ.
بقلبٍ،
أو
مِنْ
دونهِ الآثارُ كلُّها تُحْتَوَشُ ـ الآثارُ القلوبُ طريحةً في مَعَاصِرها، والآثارُ الزَّفراتُ من أحمالِ المواعيد.
راهنتُ كما راهَنَّ. لا يخفى ذلكَ مُذِ المعجزاتُ هِيَ هِيَ كالمُراوَداتِ الصخبِ بقلوبٍ في الرهانِ على
مِلْحهنَّ. لكنْ ما الرهانُ إن كُنَّ جَمَعنَ الجيادَ كلَّها في أَرَقِ العاشقاتِ؟ بقلبٍ،
أو
مِنْ
دونه تُسْتدانُ زفرةُ العاشقِ. بقلبٍ،
أو
من
دونه، أحبهنَّ يتفهَّمن أعذارَ الحدائقِ،
ما أثناهنَّ، من قَبْلُ، نقدُ النباتِ مجازفةَ الزُّرقةِ بأحكامِ الأخضرِ،
وأعذارَ نوافيرها.
ولا توضيحَ توسَّلْنَه من انقسامِ الجبل على إرث السهلِ،
ومن مقاضاةِ السُّحبِ للرعدِ على نقْضهِ هدنةَ البرقِ،
ولا تلمَّسْنَ باعثاً على شَكاةِ النهر من حجارة المجرى تدقيقَها في أدبِ الماء.
يتفهَّمن إفراطَ المنخفضات في حيائها،
ورعونةَ المُحتجِب في حجابهِ،
ورصانةَ وصفِ المعقولِ بريئاً يتولاَّه العَدَمُ عن لسانِ التَّابلِ الأول في مأكولِ الإنسان.

أُحبهنَّ أَبْطَلْنَ نازعَ القَسَمِ بالحقائقِ،
لأنهنَّ تفهَّمنَ القُدسيَّ في الأعْذارِ،
والقدسيَّ في بُطلانِ الأعذار.
أُحبهنَّ تركنَ كلَّ شيءٍ على حالهِ في الوجود الصغير.
لم يبدِّلنَ إناءً،
أو خزْنةً،
لم يبدِّلن موضع التُّحفِ في أبهاءِ الوجود الصغير.
أريكةً، أو سريراً.
أبْقَيْنَ على عيوبِ الذهبِ،
وفوضى الملح منتثراً فوق موائد العرَّافين.
وتفاديْنَ أن يوقفنَ شِجارَ المغيبِ على أبوابهنَّ. أحبهنَّ:
والأكياسَ مثقوبةً على ظهور الأرواح.
تركْنَ الأحذيةَ مثقوبةً،
والكمالَ مثقوباً،
كلُّ شيءٍ على حاله،
مُذْ ألْزَمْنَ الشكَّ قناعَ الحَذَر في دخولهنَّ الوجودَ الصغيرَ من ممرِّ الطهاةِ إلى المطابخ.
لا يباليْنَ:
تركنَ جواربَهنَّ مثقوبةً،
وأقدارَهنَّ مثقوبةً،
وطباعَهنَّ مثقوبةً،
وأمانيَّهُنَّ مثقوبةً،
وعزائمَهن مثقوبةً،
ودِلاءَ حظوظهنَّ مثقوبةً.
لا يأبهْنَ:
كلُّ
شيءٍ
على
حالهِ
في
مديحي إلاَّ هُنَّ:
لقد بدَّلْنَ الوجودَ بفائضٍ من ثناءِ الذهول. (*)

سليم بركات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Abou bakr- Sydney:

    اعجاب يفوق الخيال بإتقان اللغة ـ ـ ـ ـ فسليم من الكرد، و البوصيري صاحب البردة من الأمازيغ ـ ـ ــ ـ

إشترك في قائمتنا البريدية