القاهرة ـ «القدس العربي» : عام جديد ومصر لازالت في مشاكلها القديمة، أهلها يبحثون عن رغيف خبز ونسمة حرية وعدالة اجتماعية، ومن المدهش حقاً أنه في اللحظة التي كان يودع فيه صناع ثورة 25 يناير/كانون الثاني العام الأشد بؤساً في تاريخ ثورتهم، كان وزير الداخليه محمد إبراهيم، يفتتح سجن الجيزة الجديد المركزي، مؤكدًا أنه مجهز لاستقبال النزلاء، من كافة مناطق المحافظة.. راهن المصريون على وردة فمنحهم النظام الوليد قيداً.. وحلم الشباب بفرصة عمل فاكتفي المشرف على تنفيذ أحلامهم بأن أهداهم زنزانة.. هو سوء طالع بالفعل أن يبدأ العام بقانون يحظر التظاهر ويغلظ العقوبة على الثوار وينتهي العام بسجن جديد يتسع لآلاف النزلاء من مختلف الأعمار.
ومن قبيل الكوميديا السوداء أنه في الوقت الذي لازال فيه الديكتاتور المستبد مبارك يتلقى التهاني بالبراءة من رجال أعماله وزمرته التي أهلكت الحرث والنسل، يستقبل الكثير من المصريين عامهم الجديد وبناتهم خلف غياهب السجون، بعضهن من الإخوان وأخريات من كافة ألوان الطيف السياسي، فيما كان يراهن بعض الرومانسيين على أن تعتري حاكمهم الجديد فيض رحمة عشية احتفالات رأس السنة ويسارع بإصدار قرار بالإفراج عن الفتيات.
وقد أوردت الصحف ما قاله اللواء كمال الدالي مدير أمن الجيزة، من أن إنشاء السجن الجديد جاء لاستيعاب المقبوض عليهم في أقسام الشرطة بمراكز محافظة الجيزة بشكل عام، بعد زيادة أعدادهم في الآونة الأخيرة (!)، والضرورة الملحة لاستيعابهم داخل سجــــن في المحافظة، مشيرًا إلى أن السجن جاهز لاستقبال النزلاء بدءًا من اليوم!
ورغم كآبة العام المنصرم على الكثير من المصريين، إلا أنه عام سعيد على الأقل بالنسبة لكلبة ضالة تدعى هاري، تعرضت للتعذيب، فقد أكدت مديرة جمعية سما الخيرية لرعاية الحيوانات أن الكلبة في انتظار تذكرة سفر إلى أمريكا، بعد أن أعربت المنظمة الأمريكية لإنقاذ وإعادة تأهيل الحيوانات ذوي الاحتياجات الخاصة، سنار، عن سعيها لجلب «هاري» إلى الولايات المتحدة للعلاج. وأكدت المنظمة أن هارت ستسافر مع كلبة مصرية أخرى تدعي «ياسمينا»، مصابة بالشلل وقرح في جسمها، لمقر المنظمة بولاية لويزيانا الأمريكية للعلاج، ثم طرحهما للتبني لأصحاب القلوب الرحيمة هناك. المنظمة ترفض نهائيا أن ترسل الكلاب بعد شفائها لمصر، وكم تمنى كاتب هذه السطور أن يكون مرافق الكلبتين سفراً لأمريكا ولو من قبيل السهر على راحة هاري وياسمينا لعله يعثر في بلاد العم سام على من يتبناه، غير أن الحظ لم يبتسم له فقرر ألا يقامر بالعصفور الذي في اليد، وها هو يقرأ لكم حصاد آخر أيام العام من معارك صحافية وتقارير.
تذمر الجماهير يدفع الرئاسة لتغيير وزاري
من التقارير التي تهتم بها الصحف في الوقت الراهن قرب تعديل وزاري، وقد اهتمت أمس أكثر من صحيفة بالقضية التي عزاها بعض الكتاب لشعور الرئيس بضيق الجماهير من بقاء الوضع على ما هو عليه. من جانبها قالت «المصري اليوم» إن رئاسة الجمهورية تجري مشاورات مع مجلس الوزراء لتغيير 8 وزراء، هم: عادل البلتاجي، الزراعة، وهشام زعزوع، السياحة، وجابر عصفور، الثقافة، ومحمود أبوالنصر، التربية والتعليم، والسيد عبدالخالق، التعليم العالي، وممدوح الدماطي، الآثار، وعادل عدوي، الصحة، بالإضافة إلى منير فخري عبدالنور، وزير التجارة والصناعة، الذي يرغب في التفرغ للعمل السياسي، مع وجود اتجاه لفصل قطاع الأعمال العام عن وزارة الاستثمار، واستحداث وزارة مستقلة له، والإبقاء على وزارة الاستثمار بوضعها الحالي، تتبعها الهيئة العامة للاستثمار. وتوقع المصدر إجراء التعديل بالتزامن مع حركة المحافظين التي يعكف المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، على الانتهاء منها حالياً، والتي من المنتظر أن تكون حركة موسعة، مشيراً إلى وجود اتجاه لإسناد حقائب وزارية لعناصر شابة تتمتع بالخبرة والكفاءة، والقدرة على إنجاز الملفات التي يتم تكليفهم بها. وبحسب الصحيفة نفسها فقد برر المصدر هذا التغيير إلى تراجع أداء الوزراء، ورصد بعض الأجهزة الرقابية انخفاض مستوى الأداء، خلال الفترة الماضية، وعدم إحراز أي تقدم يتوافق مع طبيعة المرحلة الحالية، التي تتطلب من الجميع معدلات إنجاز غير معتادة.
نبي الإسلام علّم البشرية معنى الرحمة
بالرحمة تسعد الدنيا، وتزدهر الحياة، وتظفر بالخير والنعمة والرقة والعطف والإحسان والسداد، وينتهى الضراء والمشقة والآلام، ولذا دعا الله ورسوله إليها لكونها سبيل النجاة والإنعام والأفضال والرشاد، كما يقول حامد شعبان في «الأهرام» بمناسبة ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه ربه «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» فكان الإسلام رسالة خير وبر وسلام، تنبذ الإرهاب والعنف، وتنقذ البشرية من دياجير الظلام، وعبادة الأوثان، وانحرافها عن شريعة الكبير المتعال. لقد كانت الإنسانية قبل بعثة المصطفي صلى الله عليه وسلم في أشد الاحتياج إلى رحمة واسعة، يحملها إلى البشر هاد رؤوف رحيم، ليخلص الناس من الباطل والظلم والقسوة والاستبداد والضلال، ويوقف شقاء معاناتهم من حضيض الذل والهوان، ويقهر سطوة الفسق والفجور، وعبث الخرافات والأوهام وتقديس الأصنام، فجاءتهم نعمة الرحمة على يد رسول الله، تفيض بالرفق والعدل والإحسان، وتقف بجانب المظلوم من دون النظر إلى لونه ووطنه وجنسه، وتقضي على بشاعة الأرجاس والأدناس، وشناعة التمادي في ارتكاب الآثام. وكانت رحمة عظيمة كريمة، اعتمدت على فضل الرحمن الرحيم، الذي سبقت رحمته غضبه، ووسعت رحمته كل شيء، كما وسع علمه كل شيء. ففي القرآن: «ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما». وفيه أيضا وفقاً للكاتب «ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي». ويبدأ سبحانه سور القرآن بـ«بسم الله الرحمن الرحيم»، للدلالة على سعة رحمته وجلالها، وتأكيد فضلها وخيرها، وينهى عباده عن القنوط من رحمة الله، وإن تورطوا في الذنوب والآثام. فيقول: «قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم». إن عظمة الرحمة عند رسول الله أتت ثمارها المباركة».
يارا الرقيقة بعيدة عن حنان والديها
يقيناً لم يذق الشاعر الجميل رفعت سلام ابرز مؤيدي السيسي طعم رأس السنة، كيف يطيب له هذا والثواني جمرات في دمه، وحنينه إلى ابتسامة ابنته يارا يكوي أضلعه، يااااه أي رأس السنة هذا يطل على أسرته، ويارا الرقيقة بعيدا.. بعيدا عن ناظريه، عن قلبه، في سجن بارد، حيطانه تضم أزهار البنفسج، ليه يا بنفسج بتبهج وأنت زهر حزين! ويتساءل حمدي رزق في «المصري اليوم» «من يرسمن البسمة على فم الزمان، هن الفتيات الجميلات، يااااه على قسوة الميلاد ويارا وأخواتها في ظلام السجن يقبعن، تحت رحمة السجان، ويؤكد رزق أنه لو كان يعرف هذا السجان لأوصاه بأن يقول لهن «سنة سعيدة يا بنات».. يبلغهن أن رأس السنة هذا العام حزين، حد يحتفل بالعام الجديد وبناته في السجن، كيف يكون جديدا وهن بعيدات، وأي سعادة تغمرنا وهن في الأقبية حزينات، حرمن من بهجة احتضان عام جديد؟ يتابع حمدي: يارا حبيبتي لا تحزني، قري عينا، سيجعل الله من ضيقكن فرجا، وسيمنحكن العام الجديد سعادة الحرية، أراها قريبا، ويرونها بعيدة.. الأم المحزونة على ابنتها المسجونة تتقلب على جمر النار.. وتتشرد ويا الأفكار، والنسمة تحسبها خطاها.. والهمسة تحسبها لقاها، تمر بهن الأيام ثقيلة حزينة، عيد.. بأي حال عدت يا عيد، قسوة السجن تبدد بهجة الأيام، وبرودة الوحدة تصهر الأبدان، لا هن مجرمات ولا قاتلات ولا سارقات، القتلة أحرار يحتفلون برأس السنة ويكسرون الصحون ويشربون الأنخاب في كؤوس مترعة بدمائنا، ولسن إرهابيات يسفكن الدماء في أعياد الميلاد، ولا نهابات سرقن الرمش من عيون المحروسة، يستغيث الكاتب بالسيسي: بناتك سيادة الرئيس في هذه اللحظة التي يعبر فيها الزمان من عام إلى عام، وتكر مسبحة رجل طيب بالأيام، يقبعن في الظلام».
شيخ الأزهر: الرئيس المعزول كان مهذباً جداً
وإلى تصريحات مهمة نشرتها جميع الصحف الصادرة أمس حيث قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إنه خاض حربا ضروسا لحماية الأزهر الشريف وجميع مؤسساته من محاولات جماعة الإخوان اختراقها والسيطرة عليها، خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، مشيرا إلى أن الأزهر يرفض تكفير تنظيم «الدولة الاسلامية» سابقا، ﻷنه يتبع المذهب الأشعري، الذي لا يكفر أحدا طالما نطق الشهادتين واتبع القبلة، وشدد على أن منصب شيخ الأزهر أو وكيله لم يخترق وأكد الشيخ الطيب، في لقائه الأول مع رؤساء تحرير الصحف القومية والمستقلة، بمشيخة الأزهر، أمس، في حضور ضياء رشوان، نقيب الصحافيين، إنه طالب بتعديل القانون 103 الخاص بتنظيم العمل في الأزهر، حتى يتم اختيار شيخ الأزهر عن طريق الانتخاب المباشر من أعضاء هيئة كبار العلماء، تفاديا لما حدث قبل ذلك من محاولات الإخوان ومرسي تعيين شيخ الأزهر الذي يختارونه. وحكى شيخ الأزهر واقعة تركه الاحتفال بتنصيب مرسي في جامعة القاهرة، قائلا: «كنت داخل صالة كبار الزوار، وتم منعي، وشاهدت الكتاتني وعمرو موسى والإخوان جالسين، فقلت لهم أنتم جالسون هنا وشيخ الأزهر واقف بره؟ وانسحبت، وهرولوا خلفي، ولكنني لم أحضر، وحملت استقالتي في جيبي بعدها». وأعرب الإمام الأكبر عن استنكاره لاتهام الأزهر بـ«الأخونة»، معتبرا أن هذا أمر محزن، وقال: «النظام الأسبق طلب مني عدم تأييد ثورة يناير/كانون الثاني ورفضت، وسابقنا الزمن لتعديل قانون الأزهر رقم 103، واستطعنا الحصول على موافقة المجلس العسكري قبل انعقاد مجلس شعب الإخوان، وحذرت الإخوان من المساس بقانونه وهددتهم بالاستقالة مضيفا: «محمد مرسي جاءنى قبل أن يكون رئيسا للجمهورية، وكان رجلا مهذبا معي». وتابع: «جامعة الأزهر كانت بلا نواب، وحاول الإخوان فرض نواب منتمين لهم أيام هشام قنديل، وكذلك اختيار المفتي، ورفضت، ولو لم يساند الأزهر ثورة 30 يونيو/حزيران لكان في قائمة الخزي والعار». وشدد الإمام الأكبر على أن الأزهر الشريف يرفض تكفير ما يسمى «تنظيم داعش».
إغلاق فضائية لا يستحق كل هذا الاحتفال
ألهذا الحد كانت الجزيرة تمثل صداعاً لرؤوس الأنظمة العربية؟ هذا ما يشير إليه الكثير من الكتاب وها هو حلمي محمد القاعود في صحيفة «الشعب» يرى أنه «يجب تهنئة آل سعود وآل زايد في انتصارهم المؤزّر في إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر، التي كانت تؤرق مضاجعهم بالحقائق التي تبثها عن الوضع المتردي في أم الدنيا، بعد الانقلاب العسكري الدموي الفاشي، الذي رعوه ودعموه امتثالا لأوامر السيد الصليبي. كما يجب تهنئة آل سعود وآل زايد بانتصارهم الكبير في تونس الخضراء على رمز ثورة الياسمين محمد المنصف المرزوقي، ونجاح رجلهم الذي بلغ من الكبر عتيا، والذي سيعمل على تلبية رغباتهم باستئصال الإسلام وسحق المسلمين، كما كان يفعل زعيمه الهارب في مرتفعات أبها – أعني زين العابدين بن علي.
لاشك أن آل سعود وآل زايد بذلوا جهودا جبارة في محاربة الإسلام والمسلمين في أم الدنيا، لدرجة مباركتهم لسفك دماء الأبرياء من المصريين، واعتقال عشرات الألوف من شرفاء العلماء والشباب والنساء والأطفال، وتكميم الأفواه، وإغلاق الصحف والقنوات ومصادرة الأموال، والتشهير بالفكرة الإسلامية ووضعها في خانة الإرهاب. والمفارقة التي تصدم الكاتب انه يقابل ذلك على جبهة العدو النازي اليهودي الغاصب، ودّ مفتوح، وتسامح بلا حدود، وتفاهم شبه معلن على التعاون المشترك ضد كل حركة إسلامية تسعى لإعلاء راية الإسلام، وتطبيقه في الواقع الاجتماعي العملي، وتنشيطه لتحرير المقدسات، وبالطبع فإن المقاومة الفلسطينية أبرز ضحايا هذا التفاهم الشيطاني بين الأعراب والسيد اليهودي المحتل، ولم يعد عيبا أن نسمع غَزَلا بين رئيس المخابرات السعودي السابق وبين الإرهابية القاتلة تسيبي ليفني، يتمثل في أمنيته أن يجد مكانا إلى جوارها في إحدى المناسبات مضيفاً: وكانت القناة القطرية «الجزيرة مصر مباشر» من أكبر المنغصات التي تذهب نشوة انتصاراتهم».
ما الذي دفع هيكل للقبول بمهمة أمنية؟
ونتوجه نحو مزيد من المعارك الصحافية وهذه المرة ضد الكاتب محمد حسنين هيكل، بسبب شعوره بالزهو لأنه يقوم بتقديم خدماته وإن كانت في مجال تكميم الحريات، وها هو محمود سلطان في «المصريون» يتولى فتح نيرانه على الرجل الذي يعد أبرز داعمي السيسي: «هيكل كشف بشكل بالغ الغرابة، أنه كان وسيطًا بين الأجهزة الأمنية المصرية وبين قطر، وأفاض في التفاصيل.. وهي مفاجأة صادمة، لأنها مهمة قد يقبلها صحافي صغير، في مقتبل العمر، يفتقر إلى المهارات وإلى الموهبة، ويبحث عن النفوذ والسلطة والتفوق، بطرق أخرى غير مهنية أو غير مشروعة مهنيًا.. بالعمل مع الأجهزة الأمنية.. وهو ما يطلق عليه في الوسط الصحافي بـ«الأمنجي»! وهيكل صحافي مرموق وموهوب، وصنع تاريخًا ومجدًا بلغ حدًا، من شأنه أن يجعله يتعفف عن القيام بمثل هذا الدور، ما يطرح عشرات الأسئلة بشأن الدافع الذي حمله حملاً على قبول هذه المهمة الأمنية. كلام هيكل يعتبر أول اعتراف منه، قد يفسر لصالح ما تواتر من أخبار وتقارير ومعلومات، تقطع بأنه عراب عملية الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي.. وهو الذي يقف وراء نقل الرئيس السيسي من «حقائق» عام 2014 إلى أجواء الستينيات الصاخبة، التي تجاوزتها حقائق التاريخ والجغرافيا والتطور المذهل في تكنولوجيا الاتصالات، والأجيال الجديدة التي تستعصي على التطويع بأدوات عبد الناصر القديمة. وللإنصاف.. فإن ثمة رأيًا آخر، يرى أن هيكل كصحافي من حقه أن يوسع من دائرة مصادره، بما فيها الأجهزة الأمنية على تنوعها واتساعها.. غير أن كلام هيكل لم يشر إلى أنه كان بصدد التعامل مع مصدر أمني.. ولكن الرجل كما يقول سلطان كان واضحًا تمامًا بأنه قبل العمل معه في «مهمة أمنية»: الضغط ـ بتكليف من المخابرات ـ على قطر لوضع حل لقناة الجزيرة مباشر مصر المزعجة».
ليس المهم ما تحتويه التسريبات لكن الأهم من يقف وراءها
القصة في رأي الكثيرين ليست من قال، أو ماذا قال، أو مدى صحة ما هو منسوب في التسريبات التي لها علاقة بكبار رموز الدولة وتبنتها فضائيات تدعم الإخوان وباتت مصدر اهتمام المصريين؟ ولكن السؤال الأهم على حد رأي عماد الدين أديب في «الوطن» حول الجهة التي تملك القدرة على خلق حالة التشويش المذهلة التي تصيب الرأي العام كلما تم الكشف عن تسريب صحيح أو كاذب؟ ويتابع تساؤلاته: ما هي الجهة القادرة على الاختراق لخطوط الهاتف والتسجيل لكبار موظفي الدولة أو كبار الشخصيات؟! وما هي الجهة القادرة على الحصول على البصمة الصوتية لكبار المسؤولين هاتفياً، وتزوير حوار بالكامل لهم ثم إذاعته وتسويقه ونشره بشكل واضح؟
ويقول عماد أن هذه التسريبات إما أنها صحيحة أو أنها مزورة، وفي الحالتين تلك ليست هي المسألة التي تقلقني، ولكن الذي يزعجني هو معرفة الجهة القادرة على اختراق خصوصية المحادثات، أو الجهة القادرة على تزويرها وترويجها. هناك «فعل» ولا بد له من «فاعل» والذي يعنيني هو معرفة «الفاعل» بصرف النظر عن محتوى المحادثات أو مدى صحتها أو كذبها. ويرى الكاتب أن الاختراق هو جريمة، والتزوير أيضاً جريمة. ويكشف عن أن التنصت في دول العالم المحترم مسموح به، ولكن بإذن مسبق من الجهات القضائية، ويتم في أضيق نطاق ممكن، ولا يستخدم كوسيلة للثأر السياسي، ولكن بهدف تعقب جريمة أو حماية أمن قومي.
وفي معظم الأحيان لا يتم الكشف عن محتوى التسجيلات أو إذاعتها إلا إذا تم التأكد من صحتها، أو ثبت أن ما جاء فيها يشكل دليل اتهام أو براءة لمن تم التسجيل له. ويؤكد عماد أننا بحاجة ماسة إلى معرفة حقيقة هذه التسريبات، ونعلم الجهة التي قامت بتزويرها وتسويق محتواها».
السيسي يحتفي بالإعلاميين ويتجاهل سواهم
لقاءات الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الإعلاميين والكتاب أصبحت ظاهرة جديرة بالملاحظة. كما يروي فهمي هويدي في «الشروق»: «قبل الحوار الذي أجراه مع رؤساء الصحف القومية الثلاث ونشر هذا الأسبوع، كان قد عقد لقاء مطولا مع مجموعة من الكتاب. وفي سفرته إلى الصين كما في رحلته إلى الولايات المتحدة، فإنه حرص على أن يلتقي الوفد الإعلامي المصاحب له. وقبل ذلك عقد سلسلة من الاجتماعات، أحدها مع رؤساء مجالس إدارات الصحف القومية، والثاني مع رؤساء تحرير الصحف كافة، القومية والمستقلة والحزبية، والثالث مع شباب الصحافيين، والرابع مع ممثلي الصحف الذين دعوا لتغطية مناورات القوات المسلحة، والخامس مع اتحاد الصحافيين العرب. ذلك كله بعد انتخابه رئيسا للجمهورية. أما أثناء حملته الانتخابية فإنه حرص على إجراء حوار مطول مع إحدى القنوات الخاصة، كما انه عقد اجتماعين أحدهما مع الصحافيين والثاني مع ممثلي الصحف ووسائل الإعلام الأخرى والتلفزيون في المقدمة منها. ويؤكد هويدي أنه في كل تلك اللقاءات حرص الرئيس على أن يطرح تصوراته وأفكاره، كما انه دأب على مصارحة الرأي العام بمختلف المشكلات التي تواجهه والتي وصفها في حواره الأخير بأنها أكبر من أي رئيس. وفي الوقت ذاته فانه ظل حريصا في كل مرة على طمأنة الناس وإقناعهم بأن الأمور تمضي بشكل جيد. ويرى الكاتب أن هذا الحضور الإعلامي المكثف له أكثر من دلالة، كما أنه يمكن أن يقرأ من أكثر من زاوية، إذ إلى جانب أنه دال على المكانة التي يحتلها الخطاب الإعلامي في أجندة الرئيس حتى يبدو وكأنه أصبح يعول على الظهير الإعلامي ليكون بمثابة حزب الرئيس مؤديا دور الظهير السياسي. وربما أراد الرئيس بذلك أن يعوض من خلال الإعلام غيابه عن اللقاءات الجماهيرية التي تجنبها لسبب أو آخر، ولا يستبعد هويدي أن تكون الاعتبارات الأمنية من بين تلك الأسباب».
الحكومة خطر على شعبية الرئيس
ونصل بالمعارك الصحافية لمكتب رئيس الحكومة التي يراها صبري غنيم في «المصري اليوم» أصيبت بالبرود حتى أصبحت لا تهش ولا تنش.. وأصبحنا بالتالي مطالبين بأن نشفق على الرئيس السيسي، لأن ضعف الحكومة يهدد شعبيته، مع أن الرجل وهب نفسه لخدمة المواطنين.. وكون أن تنخفض شعبية الرئيس فهذه كارثة لأنه أمل كل المصريين، كما يؤكد الكاتب، بسبب ضعف الحكومة نعطي فرصة للشامتين من الجماعة إياهم في أن يفرحوا فينا مع أنهم مصريون. لأجل ذلك يصرخ الكاتب بأعلى صوته مطالباً الأجهزة التنفيذية من وزراء ومحافظين بأن يخففوا عن الرئيس الأثقال التي يحملها وحده، ويكونوا إيجابيين في حل مشاكل الجماهير، لابد أن نكون واقعيين ولا نرمي كل مشكلة على الرئيس.. فالرئيس ليس مطالباً بأن ينزل إلى الشارع المصري ويتعرف على مشكلة كل مواطن، ثم أين المحليات ورؤساء الأحـــياء والمحافظون والوزراء الذين اعتادوا أن يمطرونا بتصريحات وردية على طريقة خد من حلاوة اللسان، وفي النهاية البلد بيرجع ورا بسبب غياب الحكومة عن مشاكل الجماهير. ولا يريد الكاتب أن يخرج علينا رئيس الحكومة ليلقي بيانا عن أعماله، فزياراته للمواقع والشوارع أصبحت أكثر من إنجازاته.. وحتى لا نظلم الرجل فهو ابن بلد أصيل تربى في المواقع كمهندس تنفيذي، فأصبح يعرف قيمة الوقت إلى جانب أنه اكتسب احترام الجميع له لالتزامه بالمسؤولية، وهذا الذي كنا ننتظره منه كصانع للقرار، فقد كان عليه أن يضع جداول زمنية للمشاريع التي يعلن عنها، ثم يخرج بها على الناس ليعلن عن الانتهاء منها ليكسب المصداقية ويصبح مختلفا عن رؤساء الوزارة الذين سبقوه، وعليه أن يعرف أن عصر الخواطر لم يعد مقبولا في هذا الزمن».
ملكة جمال إثيوبيا تروي عطش المصريين
وما دمنا بصدد المعارك الصحافية فليس هناك من سبيل لأن نغض الطرف عن معركة سد النهضة الذي يرى الكثيرون أنها أشد المعارك التي سيواجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي في المرحلة المقبلة، خاصة عند اكتمال بناء السد الذي يتخوف المصريون من أن يسفر عن نضوب المياه. ويسخر كتاب من معالجة النظام لتلك الكارثة التي وصلت فصولها لمستوى المجاملات فيما يلجأ الإثيوبيون لسياسة تضييع الوقت التي يستخدمها الفريق المنتصر في مباريات كرة القدم وهو ما يحذر منه كتاب من بينهم محمد ثابت في «الشعب»: «أرسل الرئيس الإثيوبي وفداً شعبياً إلى مصر.. وعلى رأس الوفد ملكة جمال إثيوبيا.. حياة محمد أحمد، لتطمئن الشعب المصري بأن السدود تبنى كما هي، ولكنها لمصلحة البلدين.. ويتساءل الكاتب: هل رأى عاقل في التاريخ من قبل، ملكة جمال تحل القضايا المصيرية لبلدين؟ ولتذهب الدراسات الاستراتيجية.. ومراكز البحوث الهندسية.. والملفات السياسية إلى الجحيم.. وليلتف الجميع حول قائد الانقلاب وضحكة أقل ما توصف به خرقاء على شفتيه. واحد يتصور عند صدره من اليمين والثاني من اليسار، وعاشر يشير للمصور الرئاسي كي يجعله في (الكادر) .. وقد حدث بالفعل وراجعوا الصور من فضلكم.. (مدعكة) من الطراز النادر الحقيقة! فالرئيس التشادي (متبغدد) في الكرسي، فيما هو منكمش أمامه، وكله على حساب الشعب المصري وفي القصر الرئاسي… ويتساءل الكاتب لكن ماذا عن مشكلة المياه؟ والعطش القادم.. هل تم حله بتسبيل العيون.. وتماسك اليدين؟».
المصريون خلعوا رئيسين وبوسعهم أن يدحروا الثالث
ومع مطلع العام الجديد نبقى مع أحد المتفائلين وهو ناصر عراق في «اليوم السابع»: «لست من المتشائمين، لا الآن ولا أمس ولا في المستقبل، فالظن عندي أن البشر منذ خلقهم الله يتحركون إلى الأمام دومًا، ويستهدفون تعمير الأرض والتمتع بالحياة، وبنظرة سريعة على التاريخ الإنساني المكتوب نكتشف بسهولة أن الإنسان كان عبدًا يملكه ويتحكم فيه إنسان آخر، فجاء بشر عظام مثل إخناتون وسبارتكوس وكونفوشيوس وبوذا والأنبياء الصالحين ليحرروا الإنسان من ظلم أخيه الإنسان، ويقودون البشرية إلى آفاق أرحب. صحيح قد تعترض طريق هذا التقدم البشري عقبات، مثل ألاعيب الطبيعة وغدرها، من براكين وزلازل وفيضانات، إلا أن ذلك لا يفت في عضد الإنسان نحو تحقيق حلمه في حياة أكثر أمنا وعدلا وجمالا، إذ سرعان ما تستنهض الهمم ليصلح ما أفسده الغضب السماوي ويعيد ترتيب الطبيعة بما يتوافق مع تصوراته، لكن أسوأ ما يعوق حركة التقدم هو حب السلطة والمال، وكم ذاقت الشعوب مرارات حكام نهبوهم وعذبوهم، ومع ذلك لا تركن الجموع إلى الانصياع طويلا لبطش هؤلاء الحكام وغبائهم، فسرعان ما تنتفض وتثور وتطرد الطغاة والخبثاء من عرين السلطة. في مصرنا الحبيبة كما يقول الكاتب طردنا رئيسين في أقل من ثلاثة أعوام، لأنهما كانا يمثلان أسوأ نموذج للحاكم الطماع الغبي، لكن الأحلام بدت أكبر من الإمكانات.. لا أتحدث عن الإمكانات المالية، وإنما عن حظوظنا من الخيال، ونصيبنا من الجرأة! أجل.. لا تقدم لشعب إذا لم يكن حكامه يتمتعون بخيال متدفق، ويمتلكون الجرأة لاتخاذ القرارات التي تحول الخيال السابح في السماء إلى واقع ملموس في الأرض نلمسه بأيدينا».
هل «داعش» على أبواب سيناء؟
لم يعد سرا أن الحرب المقبلة التي ينوى تنظيم «الدولة الاسلامية» شنها بعد إخراجه من العراق لن تكون في العربية السعودية، التي يزعم البعض أنها تعيش حال القلق والخوف من الغزو الداعشي المقبل، بل ستكون في سيناء، الخبر نقله موقع ديبكا الإسرائيلي الذي أكد وصول طاقم قيادي داعشي إلى سيناء وأن هؤلاء مكلفون بإعداد الميدان للمعركة المقبلة، وأن مصر ستجد نفسها محاطة بهذا العدو من الشرق ومن الغرب الليبي. ويرى المفكر الشيعي احمد راسم النفيس في «فيتو» أن الصهاينة يزعمون أن وجود «التنظيم» في سيناء يشكل تهديدا لهم، في الوقت نفسه الذي يحمل هؤلاء وهؤلاء السلاح في سوريا جنبا إلى جنب، ويشن الطيران الصهيوني غاراته على الجيش السوري لتخفيف الضغط العسكري على الدواعش. السيطرة على منابع النفط في سيناء والتحكم في حقول الغاز في الساحل الممتد للبحر الأبيض المتوسط هو على رأس الأهداف التي يسعى هذا (التنظيم الدولي) لتحقيقها… ويتخذ الكاتب الأمر فرصة للهجوم على الأزهر: يحدث هذا في الوقت نفسه الذي تقف فيه (المؤسسة الدينية) في مصر موقفًا تائها متحيرا ولا تتخذ موقفا فكريا صارما ينقض الفكر الوهابي الداعشي من الأساس، بل تذهب أبعد من هذا عندما تحاول أن تجد له مبررا في مواقف جماعات أخرى تستخدم ما يسمى بالعنف الطائفي! الأسباب التي روج لها بعض البلهاء أو العملاء، كما يقول النفيس لتبرير تحرك «التنظيم» في العراق، مثل التهميش المزعوم الذي تعرضت له بعض فئات المجتمع العراقي، لم تكن سوى خدعة وقع فيها هؤلاء عن حسن نية أو عن سوء طوية، ولا يمكن لها أن تفسر هذا التحرك المخطط والمبرمج في منطقة ترتبط ارتباطا مباشرا بأمن واستقرار الكيان الصهيونى الغاصب لفلسطين، ولا شك أنها تشكل جزءا من مخطط أكبر لم تتضح كل تفاصيله حتى الآن…».
من كان يظن أن النصر من عند الجزيرة فليحزن
ولازالت أصداء إغلاق قناة «الجزيرة مباشر مصر» تثير الكثير من الألم بالنسبة للعديد من متابعي القناة، وجلهم من أنصار الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي، وعلى الرغم من التأثير الواسع للفضائية إلا ان بعض الكتاب يرون أن حالة الحزن تلك مبالغ فيها، ومن هؤلاء حازم سعيد في «إخوان أون لاين»: «طالعت بعجب شديد فزع كثير من أنصار الشرعية وتمحور نقاشاتهم خلال اليومين الماضيين حول تغير سياسة قناة «الجزيرة مباشر مصر» ثم غلقها، وتابعت حالة الحزن التي انتابت كثيرين منهم. ويتفهم حازم في مقالته أن تدور النقاشات بين المختصين بالإعلام وبين مسؤولين عنهم وعن قيادة الثورة لتعويض خلل طارئ في منافذهم ومنابرهم، خاصة مع مهنية الجزيرة وحرفيتها، وأفهم أن يدور نقاش بيننا كأفراد ندعم الشرعية بأنفسنا ومالنا وفق بيعة بايعناها مع الله سبحانه، كي يقوم كل واحد منا بدور يسد الخلل الذي تركته ولو بقدم في مفازة أو بحبة رمل في بناية عالية.. ولكن أن يصل الأمر لانزعاج البعض وحزنهم وخوفهم، فهذا ما لا يتصوره ولا يفهمه ولا يستوعبه الكاتب: نعلم أنها مجرد منبر في النهاية، حتى لو تعاظم دوره، ونعلم أنه رغم وجود هذا المنبر فقد مرر الانقلابيون كثيراً من جرائمهم ومذابحهم وانتهاكاتهم، وفوق ذلك كله – وهو الأهم والأعظم – فإننا نعلم أن النصر لا يأتي من منبر الجزيرة، وإنما يأتي من عند الله العزيز الحكيم، وأنه هو القاهر فوق عباده، فكيف ننزعج أو نبتئس أو ننسى رب الكون المدبر للأمر؟!».
حسام عبد البصير
شكرا لك يا أستاذ حسام على هذا التقرير المنوع عن أخبار المحروسه
وان شاء الله تقدم ذكرى 25 يناير قريبا للمصريين الأحرار ليتحركوا معا
كل عام وأنت والجميع بخير
ولا حول ولا قوة الا بالله