انشغل العالم أو أجزاء منه بمرور كوكب عطارد من أمام الشمس ظهر يوم الإثنين، والحقيقة أنني غفلت عن الانتباه للكسوف، فقد اعتدت الإطراق بالأرض، أو البقاء في البيت، وفي كل مرة يتحدثون عن كسوف أو خسوف أقول لنفسي هذه المرة سوف أنتبه، ولكن تمر الظاهرة مرة أخرى دون انتباهي، ويبدو أنني من الشعوب المكسوفة والمخسوفة، فماذا سيضيف لي كسوف شمس وخسوف قمر!
لا وقت لدينا لهذا الترف ومراقبته بشرائح زجاجية، رغم أن ظاهرتيّ الكسوف والخسوف ذُكرتا كثيرا كعلامات لاقتراب الساعة، ثم أنني على يقين بأن العلم مهما بلغ من التقدم، لن يسيطر على حركة الكواكب، مع التقدير لكل الجهود وعدم التقليل من أهميتها! نعم قد يسيطر البشر على شُهيب هنا أو هناك، قد يستطيعون تحطيم نيزك أو حرفه عن مساره، ولكن لا بد وأن يأتي اليوم العظيم، ويفرح فيه المؤمنون، وينتهي كوكبنا كما تُلقى علبة سجائر فارغة في موقد مشتعل، فلا يبقى منه ومن البشرية سوى ذكرى، لن يذكرها سوى العدم.
كثيرون لن يصدّقوا أن البشرية على وشك الزوال، سيمارسون طقوسهم اليومية من تنظيف وغسيل وطهو وقراءة أو كتابة أو سباحة، أو كرة قدم وغيرها من الهوايات! وسوف يتمسكون بقطع النقود الصغيرة في جيوبهم، ويحجزون بطاقة لحضور مسرحية أو للمبيت في فندق.
المهم أن العلماء طمأنوا البشرية بأنه لاخطر على كوكبنا الجميل، وبأنه سيتخطى هذه الظاهرة مثلما تخطى الكثير من قبلها، فيكاد لا يمر شهر إلا ويخبرُنا العلماء عن مذنّب أو نيزك سيمر من فوق رؤوسنا، ويرعبوننا بأنه إذا ارتطم بالأرض لا قدر الله، فسوف تمسي بلاد كثيرة قاعا صفصفا. ولحسن الحظ أن هذه الكوارث لم تحدث بعد، ربما حصلت منذ زمن بعيد، ولكن ليس مستبعدا أن يختل شيء ما في هذا التوازن، فتتعانق الكرة الأرضية الحسناء من بين الكواكب مع كوكب شرير آخر، فتذهب كل نشاطات الاحتلال الكولونيالي في فلسطين أبراج المجرة، وتتلاشى أمريكا وروسيا وإيران والسعودية وتركيا وإسرائيل وداعش، ولن تجتمع الجامعة العربية بعد هذا أبدا، ولن تبقى وكالات فضائية، ولا انقلابات عسكرية، ولا إعدامات ميدانية، ولا إدانة لطفل مقدسي في الثالثة عشرة من عمره بمحاولتي قتل لمستوطنين وجنود، الأمر الذي يعني سجنه حتى كهولته، هذا ما حكمت به محكمة القدس المركزية يوم الإثنين الأخير، ولا قصف برميلي لمستشفى شبه خال من الأدوية والعتاد في حلب في يوم مرور عطارد أمام الشمس، وأهم من كل شيء، أن بان كي مون لن يعبّر عن قلقه بعد نهاية البشرية، لأنه لن يكون موجودا.
في جولة الكسوف هذه، لفت انتباهي الخبر على الشريط الإخباري لفضائية تابعة للنظام السوري تطمئن المشاهدين بأنها «ليست نهاية البشرية»، وهذا يعني أنه ما زال أمام شعبينا السوري والفلسطيني مزيدا من الوقت للاستمتاع بالنظام وفضائله.
لو كان مرور عطارد يعني النهاية، فماذا بيد البشرية المسكينة أن تفعل سوى انتظار ما جاء في الآية الكريمة» يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش»!
أفظع ما في هذا الحدث، أنه لن يبقى هناك من يفرح أو يحزن أو يقلق لحدوثه، وأن هذا الحدث العظيم، لن يتصدر نشــــرات الأخبار وعناوين الصحف، لأن الصحف لن تصدر بعد نهاية العالم والفضائيـــات لن تبث، فلن يبقى هناك من يصنع الإعلام ولا من يشاهد أو يسمع!
ستضيق المعابد بالناس، وسوف يصلون في العراء تحت المطر وتحت أنياب الشمس كلٌ بلغته وعقيدته، وقلائل هم من لن يتخلوا عن لحظات حب وغرام أخيرة، ومتع صغيرة مثل تناول قطعة من المثلجات، والبعض سيركض ويغني ويرقص في الشوارع والميادين جذلا لأن الخلاص أتى أخيرا!
ستنشغل الأكثرية في البكاء على النفس وطلب الرحمة والغفران، وسيعرب الرئيس بشار الأسد ابن الرئيس حافظ الأسد عن أسفه الكبير، سيتحدث في خطاب أخير للأمة، سيعتذر لأن الحياة الدنيا ستنتهي قبل أن يتمم دورته الجديدة في رئاسة البلد، وسيحكي بأسف كيف كان سيثبت للشعب السوري وللعالم، أنه كان على وشك إجراء تغييرات جذرية لولا نهاية العالم، وكذلك انتخابات رئاسية جديدة، كان سيثبت من خلالها أن الشعب السوري يُحبّه حبا متبادلا، ويريده رئيسا مرة رابعة وخامسة وسادسة سواء اتفقــــت أمريكا وروسيا على بقائه في الكرسي أم لا، وسيثبـــت أنه كان على حق عندما اختار الحل الأمني في مواجهة «أمة الإرهاب»، وسيتوجه في نهاية خطابه ويقول «إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، وإعمل لآخرتك كأنك تموت غدا»، فمن كان بيده برميل من المتفجرات أو صاروخ أو قذيفة أو أي جسم متفجر فليلق به على أهل حلب حتى ولو رأى القيامة قد قامت بالفعل..
سهيل كيوان
روى البخاري عن المغيرة بن شعبة قال: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم، فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي “.
وقد روى مسلم في ” صحيحه ” عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الساعة لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم ) .
ولا حول ولا قوة الا بالله
الأمر الوحيد الذي سيقلق الجزار ..بشار ، هو انه سيكتشف رأي العين حين يحين الموعد ، انه خدع و انه لن يبقى للأبد كما يقول الشعار سئ الصيت ، و لكن بعد ان حرق البلد عن بكرة ابيه و امه !
تحياتي : السّيد سهيل كيوان…مع الفجرقرأت مقالك وهومن نوع المضحك المبكي.لكن أريد الربط بين عنوانك ( 24 ساعة ) وشيء آخرله علاقة بنهاية الحياة الدنيا ويوم القيامة الأكبر.وأعني به حديث ( أبيت ).حينما سئل النبيّ الكريم من قبل أبي هريرة عن الفرق بين يوم الساعة والقيامة الأخير.فقال : أربعون.فقال أبوهريرة : أربعون يوماً…أربعون شهراً…أربعون عاماً ؛ والنبيّ في كلّ مرّة يردّ عليه بلفظة :{ أبيت }.أيْ ليست هي كذلك.وليس معقولاً أنْ يكون أربعون قرناً ( 4000 سنة ) فلم يبق إلا أربعين عقداً.والعقد اليوم عشرسنوات ؛ وفي عهد النبيّ الخاتم
كان ثمانية أعوام.فإذا كان الأربعون من العقود فهي بين 320 سنة و400 عام المدة بين الساعة ويوم القيامة.والساعة بدأت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية…فكم المتبقي ؟ لن تزيد على القرن 24 الميلادي.فلا تستعجل علينا ياأخ سهيل بأربع وعشرين ساعة ؛ راح الكثيروبقيّ القليل.
– تحدث الدكتور مصطفى محمود -رحمه الله- لما رأى أنواع وأشكال القتل الذي يقوم به الصرب ضد المسلمين في البوسنة في أوروبا ، أن هذا القتل سيأتي يوماً إلى ديار العرب المسلمة ، لأن ثمّة من يؤمن في هذا العالم ، أن بلادنا العربية رأس الأفعى الذي يجب أن يُهشّم .
– لما دعا نوحٌ ربّه ” أني مغلوب فانتصر” تفجرت عيون الأرض وانهمر ماء السماء ، وكان ما كان .. أما وقد دعا الشعب السوري ربّه “ما لنا غيرك يا الله ” .. فلتنتظر البشرية العقاب الإلهي ، قبل يوم القيامة .
أخطر كارثة ناجمة من عواقب إصطدام كوكب أو حتى كويكب بأرضنا هو عدم تمكن الجامعة العربية من الإجتماع بعد ذلك. لقد صدق الكاتب في ذلك ولكن أعيب عليه عدم ذكر فاجعة عجز الجامعة العربية عن الإجتماع مرة أخرى كأهم وأكبر الكوارث الناجمه عن دمار كوكبنا الأرضي وليس فقط واحدة من بين الفواجع الأخرى. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
بل ان اجتماع الجامعة العربية هو كارثة اكثر ضررا علي اﻻمة من ارتطام كوكب شرير بكوكبنا الوديع المسالم .
الكاتب الرائع سهيل كيوان …حقيقة مقال اكثر من رائع كانت لي وقفة طويلة في ضيفة التبانه الاسديه بشتى مجراته وكان لي كل العجب منك ان تعد نفسك بالتحديق للعلى لاصطياد نيزك او شهاب وانتظار حدث كوكبي ليتسنى لك الحظي بخسوف وكسوف..على اثره يصل قارعة انتظارك وجه اسود الظلام كان منتظر …
وفي مجرة الكون الاسديه النيازك البرميليه والشهب المشتعله والقدائف والطياران هنا وهناك تنير سماء الكون ..لا يسعنا سوى ان نولي وجوهنا حدب كوكبنا في دائرة الوطن العربي لنحظى بكل هذه الشرائط ..
وقفة اخرى جميله كانت لي على متن حروفك على متنها اضحكتني حتى وجدتني ارددها ..(فعلا شر البلية ما يضحك) أخذتني الى مسرح الحياة وامتعتني بمشاهدة حضرة حضور القيامه بوجه قد رسمته للبطل (الاسدي ) بالشكل الكاريكاتيري الضاحك ..حقيقه كانت قيامه بأبواق تثير صوت الضحك معلنة سخرية القدر على هؤلاء السفاحين السفهاء اعدتني على اثر خيالي المشدود حدب المشهد الى الزمن الغابر ..زمن فرعون الذي طغى في البلاد و قال انا ربكم الاعلى وقوم نوح وعاد وثمود ..وتركتني بكل الاستغراب ارددها ..حقيقة ما اعظمك ايتها الحياة بعين السفهاء …
استغفر الله العظيم من كل جبار اثيم…
والله ماجائنا الهوان والزل وتكالب الأمم علينا الأ من وراء جامعة الدول العربية وبتوطؤ منها مع المعتدي علينا
حسبنا الله ونعم الوكيل
وأردد مع أخوتي في سوريا ما لنا غيرك يا الله
مجرد سؤال من مواطن عادي : ولكن هل داعش أو النصرة أو الجيش الحر أو جيش الإسلام أو جيش الفتح أو الآخرين وما أكثرهم وما أكثر من يدعمهم وبشتى الوسائل لا يقتلون أحدا أبدا؟
ما نتيجة ارتطام كويكب بكوكب حقير مثل الارض ؟؟!! ان الطامة الكبرى هي الخوف الذي يلازمنا من اقتراب هذه الدفيئة الكونية( الكرة الارضية ) من حدود الثقوب السوداء الصهيونية !!! ساعتها لن نتذكر ولن يذكرنا احد اننا كنا قرناً من الزمن في مدار حراس العدم , كان الله في عوننا نحن العرب من وجودنا ومن عدم وجودنا , فالوجود والعدم لمثلنا سواسية .
اخي سهيل : الكلمة هي مطية لا يتقن تطويعها الا فارس مثلك , تنطلق باستقامة الشهب الكونية , دون ازورار او انطواء والسلام