«القدس العربي» تزور مقرّ «الأسيرات العلويات» في الساحل السوري

حجم الخط
17

اللاذقية ـ «القدس العربي» ـ من سليم العمر: قامت «القدس العربي» بزيارة مقر إقامة الأسيرات «العلويات» في الساحل السوري لدى إحدى كتائب المعارضة السورية المسلحة، واطلعت عن كثب على حال الأسيرات والأطفال الذين معهن ومجموعهم 54، وكن اعتقلن في نهاية أيلول/سبتمبر العام الماضي من قبل «غرفة عمليات المجاهدين»، إثر اندلاع معارك الساحل التي دخلت فيها المعارضة إلى عدد من القرى «العلوية» في جبل الأكراد.
وجاءت الدعوة لـ»القدس العربي» لزيارة المقر الذي توجد فيه الأسيرات بعد التقرير الذي أصدرته مؤخرا «هيومن رايتس ووتش» و تتحدث فيه عن وضع الأسيرات «العلويات»، حيث تم التواصل مع الجهة المسؤولة عنهن «غرفة عمليات المجاهدين» للتأكد مما جاء في التقرير.
وبعد أن تمت الموافقة على الزيارة، انتقل مراسل «القدس العربي» سليم العمر إلى الداخل السوري، وتم الاتفاق على مكان اللقاء في الريف المحرر.
وعند الوصول إلى الجهة المسؤولة عنهم، والتي طلبت بإصرار عدم ذكر اسمها، رحب الموجودون بنا من الجهة الخاطفة بحرارة، وطلبوا منا أن نبين للعالم كيف هو حال الأسيرات، وأن نوضح للنظام السوري تحديدا، ولنبين أيضا للطائفة العلوية، كيف هو حال الأسيرات، وكيف نتعامل معهن، وكيف يقوم النظام بالتعامل مع معتقلينا لديه.
في اليوم التالي بدأت الرحلة، تم عصب العيون كي لا يكشف المكان، وبعد نحو ساعة في السيارة وصلنا إلى الموقع، ساعدوني للنزول من السيارة، واعتذروا عن طريقة الحضور معصوب العينين.
امسكوا يدي وأدخلوني إلى بناء سكني، جلست في غرفة مغلقة، دخل شاب ملثم، وطلب تفتيش المعدات الصحافية التي بحوزتي، وأكد بأن هذا الإجراء روتيني، وبعد الانتهاء من التفتيش أخبرني أني في المكان الذي توجد فيه الأسيرات، وقال بأني سأبقى في الغرفة وهن سوف يحضرن.
بدأت الأسيرات بالدخول إلى الغرفة التي كنت موجودا فيها، واحدة تلو الأخرى، وكل واحدة منهن معها طفل أو طفلان، ويتراوح أعمار الأطفال بين عامين وعشرة أعوام، تفاجأت لأن بعضهن كان يضحك، سألتهن ما السبب؟ قالت إحداهن «لماذا تصورنا… الأسد مانو مفكر فينا ولا بغيرنا».
اعتلتني حالة من الاطمئنان على مصيرهن، وأنهن بخير وليس من ضغوطات واضحة تمارس عليهن، سألتهن إذا كانت إحداهن حاملا، فنفين ذلك.
وسألتهن عن عددهن فقلن»نحن عشرون امرأة و34 طفلا». وكان سؤالي لهن للتأكيد عما إذا كان هناك أسيرات لا يسمح لهن بالظهور ومقابلتي، وطلبت منهن التفصيل عن عددهن بالكامل، قلن كان عددنا 97 امرأة وطفلا، ثلاث نساء كبيرات في العمر أطلق سراحهن قبل عملية التبادل، وأربعون أخريات أطلق سراحهن منذ فترة، قالت إحداهن مع ابتسامة «بقينا نحنا».
سألتهن عن الوضع الصحي عموما فأكدن أنهن بخير، وخلال لقائي بهن في هذه الغرفة، دارت عدة نقاشات بيننا، عن مطالبهن في الحصول على الحرية، قلن كنا نتأمل خيرا في الدفعة التي خرجت منذ فترة وأنهن لن ينسيننا ولكن لم يحصل شيء ومضى على مغادرتهن لنا أكثر من ثلاثة أشهر.
هم أيضا بادروا بالسؤال عن الوضع وهل من إمكانية للخروج من المعتقل في ظل هذه الظروف.
اخبروني أيضا أن أهاليهم ليس بأيديهم حيلة، ويخافون بطش النظام السوري، كما بقية العامة، وليس لهم أي امتياز لكونهم من العلويين.
لم يكن واضحا عليهن أية علامة من علامات التعذيب، أو الكدمات الصحية على وجوههن، وسألتهن عما إذا كان هناك طبيب أو طبيبة، يقومون بمعاينتهن؟ فأخبرنني بالإيجاب، أن طبيبا يزورهن بين فترة و أخرى.
كن ثلاث مجموعات، كل واحدة تطلب أن تبعث رسالة إلى العالم مفادها أن نظام الأسد، وفي مقدمته بشار، قد تخلى عنهن، ولا يريد أن يطلق سراحهن.
روان شابة منهن، أنهت دراستها الثانوية قبل الاختطاف، قالت في رسالة إلى منظمة «هيومن رايتس ووتش» انها تريد الحرية، وأن يتم إطلاق سراحها، وتطالب المنظمة بالضغط على نظام الأسد كي يتم إطلاق سراحهن جميعا.»
لينا أم لثلاثة أطفال، قالت ان الحرية هي كل ما تطالب به الآن، وقالت «لا دخل لنا في هذه الحرب التي زجنا بها الأسد، وهو في قصره ولا يفكر إلا في نفسه».
وشددن جميعا في نهاية اللقاء على ضرورة الضغط على النظام السوري، من أجل إطلاق عملية مفاوضات، تفضي إلى إطلاق سراحهن، وأن يفرج النظام عن جميع المعتقلات في سجونه وفروعه الأمنية.
استغرقت المناقشات أربع ساعات معهن وفي نهايتها قادني الشاب الملثم المسؤول إلى خارج الغرفة وقال: نحن نتفهم بأنه لا علاقة لهم بحرب الأسد ولكن أيضا لدينا معتقلات في سجونه.تم عصب عيني ثانية وعدت إلى المكان الذي انطلقت منه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نمر ياسين حريري:

    للاسف هؤلاء المسكينات واطفالهنّ غير محظوظات لانه لا يوجد بينهنّ ايرانية واحدة لتعطيهنّ الحظ الفوري في بداية المفاوضات للمبادلة والتحرير المتبادل مع النظام في سوريا .

  2. يقول Pink Floyd:

    يعني الذي يريد أن يحرر شعبه من الظلم والجور والطغيان بيروح بيعمل بالناس مثل ما عمل النظام …بيعتقلهم والتهمة هي طائفته …وبيطلّعهم بأحلى حلّة على الكاميرات لينبذوا ربعهم ، يعني الثورة في سورية مابين السنّي والعلوي…. خرّبتوا ثورة شعب …الله يخرب بيوتكم يا تبعات وقال الله !

  3. يقول طرفة بن العبد:

    لم تعد الأريحية من شيمنا نحن العرب….سحقاً له من زمن…

  4. يقول عبدالرحمن العمري:

    الوصف غير دقيق بأن النساء أسيرات , بل هن إما مختطفات أو سبايا , فهل هن شاركن بالحرب ورفعن السلاح بوجه المسلحين أم أن الخطف كان على الهوية , هذه ليست أخلاق المسلمين في الحروب وهذا شيء شائن غير مقبول وغير أخلاقي .

  5. يقول عادل بندر الحوت:

    شو مسرحية . أصبحت المعارضة السورية رمزا لحقوق الإنسان!!
    عجبا !؟ واحترام الأقليات

  6. يقول Amjad us:

    أجرام المعارضة ليس له حدود. يختبؤن وراء النساء و الأطفال . ما هكذا الرجولة. بس يا عيب الشؤم

  7. يقول عاطف - فلسطين 1948:

    لم افهم لماذا هؤلاء النسوة والاطفال اسرى؟؟؟؟
    هل من اجل وسيلة ضغط على نظام الاسد يجب اعتقال النسوة والاطفال؟؟ نظام الاسد لم يقم احتراما لابناء طائفته عندما ازم الامر بالقصد على انه صراع طائفي فزج بابناء طائفته الى المذابح.لكي يقتلوا ويُقتلوا.
    انا افهم الان لماذا المعارضة السوريه فاشلة. تتبع نفس اساليب النظام وتريد ان تحرر سوريا؟؟؟
    كان من المفروض التواصل مع المعارضة داخل الطائفه العلويه والتعاون معا لاسقاط نظام بشار

  8. يقول المتفرج ، بولندا:

    لانفهم الحرب في سورية على ماذا ؟ نتمنى ان تعيدوا الحسابات مع هوؤلاء النساء والأطفال
    والطاغية لايهمهوا من يقتل او يأسر وكان الله بالعون لكم ولاسراكم .

  9. يقول Hanadi:

    هذا نموذج من حريات الارهابيون المجرمون يقتلون الاطفال نحرآ وشويآ ويسجنونهم هكذا يفعلون بالشعب وهم بدون حكم وماذا يفعلوا بالشعب لو حكموا سوف يقتلون كل الشعب . فيجب علي كل فرد من الشعب السوري ان يتعهد بقتل ارهابي في حياته .

  10. يقول Salim:

    كيف تأسرون اطفال ونساء ايها المجرمون يا احقر خلق الله ادعو الله ان الجيش السوري وشعبه ان يتمكنوا من كسر اعناقهم وتنضيف سوريا من نجسهم .

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية