غزة ـ»القدس العربي»ـ من أشرف الهور: قيل الكثير عن بشاعة المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه الذي لم ينته بعد، في معظم مدن وقرى ومخيمات قطاع غزة، لكن ما لم يقل هو لجوء جنوده الى الاعدامات الميدانية وقنص طفل وهو بين يدي امه، وكذلك قنص طفلة معوقة.
هذا ما اكتشفه مراسل «القدس العربي» خلال زيارته لبلدة خزاعة الواقعة الى الشرق من مدينة خان يونس جنوبي القطاع التي ذاقت ابشع المجازر.فأهالي هذه البلدة الحدودية الامنة التي لا يزيد عدد سكانها على 13 الفا، فقدوا اكثر من مئة شهيد في مجزرة واحدة فقط و الدمار الذي خلفه العدوان الاسرائيلي ولم يشهدوا مثيلا له في الحروب السابقة، طال حوالى 80٪ من منازلهم، و كما تمت عمليات اعدام ميدانية استخدم فيها السلاح الابيض والرصاص.
كان جل هذه المجازر والإعدامات الجماعية في «حارة النجار» التي لا تزال رائحة الموت والجثث المتحللة تنبعث منها ،رغم مرور الايام، من كل مكان وعلى وجه الخصوص من منزل يوسف النجار، الذي رافقنا الى منزله الذي كما يقول وجد فيه بقايا جثث 6 شبان.
سرنا في ممر صغير يصل إلى ساحة المنزل لنرى اثار سحل، ليتبين مع دخول المنزل وتحديدا حمامه، ان الضحايا كانوا ستة شبان سحلهم جنود الاحتلال مكبلي الأيدي إلى الداخل وبالتحديد إلى «حمام المنزل» قبل اطلاق الرصاص عليهم من مسافات قريبة، وآثار الرصاص على الجدران شاهدة، وكذلك فوارغ الأعيرة النارية المتناثرة في باحة المنزل وداخله.
ووصف النجار لـ «القدس العربي» ما رآه من مشهد، فقال وجدت جثة شاب متحللة ملقاة هنا، مشيرا إلى باب الحمام، ونظرت أكثر في المكان فوجدت خمس جثث أخرى وآثار ذبح على عنق احدهم، داخل الحمام، وأشار بيده إلى الأرض، وقال «كان هذا السكين موجودا هنا».
في الشارع الموازي لهذا المنزل، سرنا برفقة شبان من الحي في طريق غير معبدة كان ينتشر فوقها ركام منازل مدمرة. ابلغ الشبان «القدس العربي» خلال المسير عن حادثة إعدام أخرى لرجل في نهاية الخمسينيات اسمه محمد النجار، جرت أمام حشد من سكان البلدة، وعلى مرأى من نجله الأكبر.
تحدثت «القدس العربي» الى نجله سائد، وسألته عن الكيفية التي قتل فيها والده فقال «في بداية الاجتياح البري الإسرائيلي لخزاعة خرجنا من شدة إطلاق النار والصواريخ التي كانت تنهال علينا نرفع رايات بيضاء، في ركب من النساء والأطفال والشيوخ، بعد مسافة طالت او قصرت لا ادري، اوقفتنا دبابة إسرائيلية، صاح أحد افراد طاقمها طالبا الحديث مع أحدنا، فتقدم والدي». وتابع «رأيت والدي يسقط أرضا بعد سماع صوت رصاصة اخترقت قلبه، وأردته قتيلا.
ومن عائلة النجار كذلك تحدث خليفة، عن إعدام طفلة معاقة عند مدخل البلدة، برصاصة قناص اصابتها بالرأس، عند مدخل خزاعة. كما تحدث الاهالي عن قتل طفل وهو بين يدي والدته التي اضطرت الى تركه فيما بعد على قارعة الطريق لتنجو مع بقية اطفالها.
وعندما سالنا عن طريقة التدمير وهل تم بصواريخ الطائرات ام قذائف الدبابات؟ أجاب الشاب حسين قديح على الفور «لا قنابل برميلية».
البر لا يبلي والذنب لا ينسي والديان لا يموت يبن ادم افعل ما شئت كما تودين تودان.