لندن ـ «القدس العربي»: تشهد أعمال القرصنة تطوراً متسارعاً وتمثل تهديداً يزداد خطورة يوماً بعد آخر، في الوقت الذي يدخل فيه الكمبيوتر الى كل شيء في حياة الإنسان يومياً، وهو ما يعني أن أعمال الاختراق والقرصنة قد تؤدي الى مخاطر تصل الى درجة تهديد حياة الانسان، كما تبين من أحدث تجربة للقرصنة على السيارات الذكية.
وتمكن خبراء إلكترونيون مؤخراً من اختراق سيارات ذكية بواسطة شبكة «واي فاي» مطلقين بعد ذلك تحذيراً مهماً مفاده أن تعرض هذا النوع من السيارات التي تغزو العالم الى القرصنة مستقبلاً قد يعرض حياة ركابها للخطر.
وتمكن الخبراء من إجراء «قرصنة تجريبية» نجحوا من خلالها في التحكم عن بعد بسيارة كهربائية من نوع «تيسلا»، واستخدموا مكابحها من مسافة تصل إلى 19 كيلومتراً، فضلاً عن فتحهم أبوابها والتحكم في مصابيحها وتعديل وضع مقعد السائق.
ونشر الخبراء وهم من أعضاء مجموعة «كين سكيوريتي» لأمن المعلومات في الصين، مقطع فيديو يوثق عملية اختراقهم للسيارة، على موقع «يوتيوب». وقالت تقارير إعلامية إن شركة «تيسلا» تحركت على عجل لتدارك الثغرات وتحصينها ضد الهجمات الإلكترونية.
وأوضحت الشركة في بيان لها أنها أطلقت تحديثاً لزيادة أمن سياراتها الذكية، قائلة إن الاختراق يحصل فقط حين تكون على مقربة من القراصنة الإلكترونيين، ولدى اتصالها بشبكة «واي فاي».
وأضافت أن احتمال تعرض سائقي السيارة الذكية لأذى على الطريق بسبب اختراق إلكتروني، ضعيف جداً، لكنها حرصت على أن تتفاعل وتقوي درجة الأمان.
ويثير اختراق السيارات الذكية مخاوف أمنية حقيقية، ذلك أن التحكم عن بعد في سيارة من قبل قراصنة، وإرباكهم السائق، قد يسفر عن حوادث سير مميتة.
وتعتمد السيارات الحديثة بصورة متزايدة على الاتصال بالانترنت، كما يوجد كمبيوتر داخل السيارة يدير كل شيء فيها بشكل الكتروني، وهو ما يجعل القرصنة عملاً خطراً بالنسبة للسيارة، إضافة الى أنه على الرغم من درجة الأمان العالية في السيارات الحديثة، إلا أن اختراقها قد يجعل أيضاً من الممكن سرقتها بشكل كامل ونقلها من مكانها الى مكان آخر.
يشار الى أن شركة «تيسلا» هي أكبر وأشهر منتج للسيارات الكهربائية في العالم، وتنجح في استقطاب ملايين الزبائن سنوياً بفضل المواصفات العالية لسياراتها، والامكانات التي تتوافر بها، وعدم حاجتها الى أي نوع من أنواع الوقود التقليدي.
وتشير الاحصاءات الى أنه تم بيع 1.2 مليون سيارة كهربائية خلال العام الماضي ليزيد الاهتمام بها إلى أبعد من مجرد الاعتماد عليها لكونها صديقة للبيئة وسط توقعات بأنها ستمثل ربع عدد السيارات في العالم بحلول عام 2040.
وتقدم بعض الدول على رأسها ألمانيا حوافز ودعما على استخدام السيارات الكهربائية حيث توفر برلين 600 مليون يورو حتى عام 2019، بينما لا تزال الولايات المتحدة في حاجة لزيادة الطلب عليها للتدخل.
وأتيحت حوافز لشراء سيارات كهربائية في عدة دول أوروبية والصين وتركيا وكندا في إطار برنامج لـ5 سنوات، كما تدرس بعض الحكومات توفير دعم على السيارات الهجينة أيضاً مثل الدنمارك.