القلق الأمريكي الاسرائيلي من انهيار السلطة الفلسطينية

حجم الخط
10

ليست هذه المرة الاولى التي يجري الحديث فيها حول احتمال انهيار السلطة الفلسطينية، وربما لن تكون الاخيرة. الا ان ثمة معطيات اقليمية ودولية تعطيه ابعادا جديدة هذه المرة، خاصة بالنظر الى ما قد يسفرعنه من عودة الى خيار المقاومة المسلحة كسبيل وحيد لانهاء الاحتلال الاسرائيلي.
وحسب التوقعات فان السلطة الفلسطينية قد تقرر حل نفسها او وقف التعاون الامني مع اسرائيل لدى اجتماع المجلس المركزي مطلع الشهر المقبل، مع استمرار الحصار المالي الخانق الذي تعانيه اسرائيليا وعربيا ودوليا.
وتلقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انذارين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بهذا الشأن، من الصعب التشكيك في جديتهما. وفي الوقت الذي أطلقت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرا مصحوبا بالاعراب عن القلق من احتمال انهيار السلطة، تقدم الجيش الاسرائيلي بتقدير للموقف مصحوبا بتنبيه للحكومة الاسرائيلية من خطورة العواقب حسب صحيفة «معاريف» أمس الجمعة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية جنيفر بساكي للصحافيين «اننا قلقون على قدرة السلطة الفلسطينية على الاستمرار اذا لم تتلق اموالا قريبا». واوضحت ان هذه الاموال تشمل استئناف التحويلات الشهرية للضرائب التي تجبيها اسرائيل لحساب السلطة الفلسطينية والسماح بوصول المساعدات من الجهات المانحة.
وبالطبع لم يرق التحذير الامريكي النادر الى ادانة حكومة اسرائيل لاستمرارها في حجز الاموال الفلسطينية، حيث ان القلق الامريكي ينصب على الاثار السلبية المحتملة على اسرائيل من انهيار السلطة، وليس على مصير الفلسطينيين الذين يواجهون خطر الموت جوعا.
وجمدت اسرائيل في كانون الثاني/يناير تحويل ضرائب بقيمة 106 ملايين يورو (127 مليون دولار) جمعتها لحساب السلطة الفلسطينية ردا على طلب الفلسطينيين الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية، وهي خطوة تجيز لهم مقاضاة الدولة العبرية امام هذه الهيئة ذات الصلاحية للنظر في قضايا جرائم الحرب. وهذه الاموال مورد حيوي بالنسبة الى السلطة الفلسطينية لأنها تشكل اكثر من ثلثي مدخولها وتسدد رواتب اكثر من 150 الف موظف.
وجاءت هذه الخطوة كعقوبة إسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية بسبب توجهها إلى محكمة الجنايات الدولية بشأن ارتكاب اسرائيل لجرائم حرب ضد الفلسطينيين في العدوان على قطاع غزة، والطلب الأممي بتحديد سقف زمني لحل القضية الفلسطينية بإنهاء الاحتلال.
اما الجيش الاسرائيلي فطرح على نتنياهو عددا من السيناريوهات اعتبرها الجيش محتملة فان أي حادثة مواجهة بين المستوطنين والمواطنين الفلسطينيين، او إلقاء زجاجة حارقة من شأنه أن يتطور ويؤدي الى تدهور سريع بالأوضاع وتصعيد شامل، وقد يشمل الجليل والمثلث.
واشارت هذه المصادر الى ان ضعف السلطة قد يؤدي الى سيطرة التنظيمات المتطرفة على الوضع مما يزيد من اشتعال الوضع.
وترى مصادر في جيش الاحتلال ان شهر نيسان/ ابريل المقبل سيكون مصيرياً على هذا الصعيد، وان الجيش و»الشاباك» يكثفان من نشاطهما في الفترة الاخيرة «لكشف ومصادرة اي وسائل قتالية او اموال للحيلولة دون استخدامها في حال تدهور الوضع الامني».
ان الحصار الجائر الذي تتعرض له القيادة الفلسطينية يخيرها بين حقها في ملاحقة اسرائيل جنائيا او حقها في الحصول على أموال الضرائب الفلسطينية. والواقع ان التخلي عن اي من الحقوق لا يجب ان يكون خيارا، حتى اذا ادى هذا الى انهيار السلطة حقا.
اما بالنسبة لكثير من الفلسطينيين، فانهم لا يشاركون المتحدثة الامريكية والجيش الاسرائيلي قلقهما من احتمال انهيار السلطة، حيث ان احوالهم لا يمكن ان تسوء أكثر مما وصلت اليه بالفعل، بل انهم يفضلون ان تعود القضية الى مربعها الاول: احتلال عسكري غاشم ومقاومة شاملة بكافة السبل المتاحة تكفلها القوانين الدولية والشرائع السماوية.
اما عربيا، فمن العار ان تتفرج الدول العربية على شعب شقيق يواجه خطر المجاعة، خاصة مع استمرار ازمة الرواتب للشهر الثالث على التوالي، الا ان المطلوب يبقى اكبر كثيرا من تقديم الاموال. اذ انه لولا هذه البلطجة الاسرائيلية لما تفاقمت الأزمة الى هذا الحد.
واخيرا فان القيادة الفلسطينية تبقى مطالبة بالصمود، والاصرار على الحقوق الفلسطينية، خاصة ان عودة القضية الفلسطينية الى الصدارة، وما قد تمثله من دعوة لتوحيد للصف، هو آخر ما تريده اسرائيل والولايات المتحدة وسط هذه المأساة العربية.
الا ان الاقتصاد الفلسطيني يعاني ايضا من نقص اموال المساعدات حيث فشلت الجهات المانحة في الوفاء بالتزاماتها بتقديم 5,4 مليار دولار للفلسطينيين.
وأعلن صندوق النقد الدولي الشهر الماضي ان الاقتصاد الفلسطيني سجل في العام 2014 انكماشا هو الاول منذ 2006، وذلك اثر الهجوم الذي شنته اسرائيل على قطاع غزة الصيف الماضي والتوترات السياسية «المتزايدة» في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين.
حذرت الأمم المتحدة الأربعاء الماضي من أن النزاع بين إسرائيل وفلسطين ما زال ينذر بـ «مزيد من التصعيد»، داعية الطرفين إلى عدم اتخاذ إجراءات من شأنها أن تفاقم الوضع الحالي.

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    لتنهار السلطة الفلسطينية فهي منتهية الصلاحية الآن
    فالدولة الفلسطينية قادمة وهي البديل – المهم انتخابات جديدة
    لقد فقد الفلسطينيين نصف أراضيهم منذ اتفاقية أوسلو قبل عقدين

    المقاومة بكل أشكالها هي الكفيلة باستعادة مافقد من فلسطين منذ سنة 1947

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم.عنوان رأي القدس اليوم هو(القلق الأمريكي الاسرائيلي من انهيار السلطة الفلسطينية).هذا القلق الامريكي الاسرائيلي ليس حبا في الشعب الفلسطيني؛بل خوفا من انفلات الوضع الهش في الضفة وتحوله الى انتفاضة جديدة اعنف واخطر من سابقاتها..ففي العقدين ما بعد اوسلو المشؤومة قفز عدد المستوطنين من 50 الفا الى اكثر من 650 الفا.وهذا السرطان الاستيطاني الملعون ماض بوتيرة متغطرسة ومتسارعة بالرغم من الادانات العربية والدولية الخجولة التي تحرص على عدم خدش الكرامة الاسرائيلية المتغولة.ويجب الا ننسى كذلك ان سلطة اوسلو ازاحت عن كاهل اسرائيل اعباء الاحتلال الثقيلة ،المادية منها والامنية
    وعلى السلط\ة الفلسطينية ان تدرك ان غالبيية الشعب الفلسطيني تفضل( ان تعود القضية الى مربعها الاول: احتلال عسكري غاشم ومقاومة شاملة بكافة السبل المتاحة تكفله القوانين الدولية والشرائع السماوية) .وبعيدا عن المناورات البهلوانية السابقة للسلطة فهي (مطالبة بالصمود، والاصرار على الحقوق الفلسطينية، خاصة ان عودة القضية الفلسطينية الى الصدارة، وما قد تمثله من دعوة لتوحيد للصف، هو آخر ما تريده اسرائيل والولايات المتحدة وسط هذه المأساة العربية.)

    1. يقول Hassan:

      أمر طبيعي أن تنهار السلطة الفلسطينية خصوصا بعد انهيار من كانت تستند إليهم. الفلسطينيون مطالبون بإعداد تركيبة سياسية جديدة تكون النقيض تماما لسلطة الضفة ولإخوانجية القطاع. لا بد من صيغة مقاومتية جديد تجمع ولا تفرق الفلسطينيين.

  3. يقول عربي-فلسطيني:

    دعم الشعب العربي الفلسطيني المحتل و المحاصر هو واجب علي كل عربي قادر علي الدعم.

    للسلطه اقول، اذا “فركه دان” مثل هذه كفيله باسقاطك باي حق تدعي القدره علي اقامة دوله؟

    عوده للنضال ولتذهب السلطه لل…

  4. يقول سامح // الامارات:

    * هذا ( نفاق ) أمريكي بامتياز ؟؟؟
    * أمريكا : تستطيع ( الضغط ) على ( اسرائيل ) الخبيثة قاتلها الله
    لتحويل ( أموال الضرائب ) الفلسطينية لخزينة السلطة .
    * أصلا : اسرائيل المجرمة لا تكترث ولا تهتم إلاّ لرأي أمها ( أمريكا ) .
    * نعم لصمود السلطة وصمود الشعب الفلسطيني الكريم الأبي
    وعلى الدول العربية تقديم كل ما تستطيع لأهلنا في فلسطين الحبيبة
    ودعم ( صمودهم ) أمام عدو غليظ وفاجر ولئيم .
    شكرا والشكر موصول لقدسنا العزيزة ( بارك الله فيها ) .

  5. يقول فيصل مرار الأردن:

    الى مزبلة التاريخ هذه السلطة البلا سلطه، على ماذا ناسف

  6. يقول عليان:

    القلق الأمريكي الاسرائيلي من انهيار السلطة الفلسطينية له مايبرره فهم الذين وضعوا السلطه الفلسطينيه لكي تكتم علي أنفاس سكان الضفه الغربيه وتكيل المؤامرات للثائرين من أبنأ الشعب الفلسطيني وبالذات حكومة قطاع غزه الشريفه الوطنيه…

  7. يقول أبو أشرف ـ تونس:

    ذلك يعني أن مصلحة إسرائيل وأمريكا في بقاء السلطة ( الوهميمية )،مما يجعل من المنطق الغير قابل للدحض أن مصلحة الفلسطيين تتناسب عكسا لاطردا مع مصلحة إسرائيل وأمريكا.

  8. يقول م . حسن .:

    القضية الفلسطينية لا مثيل لها علي وجة الأرض من حيث المظالم بحق هذا الشعب المنكوب بالإستعمار الإسرائيلي المدعوم غربيا , تمسك الفلسطينين بالنهج السلمي ليس بديلا عن المقاومة الشاملة ضد عدوان شامل لا يلتزم بأية قواعد دولية , محكمة الجنايات الدولية تفتح الباب أمام رفع قضايا ضد كل الجرائم التي يمارسها هذا الإحتلال الإستعمارى من أجل ضمان تطبيق العدالة الدولية لحفظ الأمن والسلم الدوليين .

  9. يقول علاء رام الله:

    جميلة هي دعوة الكاتب للسلطة الفلسطينية بالصمود في وجه الضغوط
    والواقع أن ما قلته ينطبق على جميع الحركات الفلسطينية دون استثناء وأولها حركة حماس، الأخت الصغرى لحركة فتح.

إشترك في قائمتنا البريدية