الأنبار ـ «القدس العربي» اندلعت اشتباكات طاحنة، فجر أمس الثلاثاء، بين القوات الأمنية وعناصر «تنظيم الدولة ـ داعش» الإرهابي في منطقة الحوز مركز مدينة الرمادي، وسط دعم جوي من الطيران العراقي والدولي.
وذكرت المصادر الأمنية، أن القوات العراقية شنت هجوما من أربعة محاور على مركز الرمادي منذ فجر أمس الثلاثاء، وأن الاشتباكات تدور بينها وبين عناصر «تنظيم داعش» في منطقة الحوز الواقعة وسط مدينة الرمادي، وأن العشرات من عناصر التنظيم سقطوا قتلى إضافة الى تدمير العديد من العجلات والمعدات العائدة له، وما زالت المعارك متواصلة.
وأعلنت قوة مكافحة الإرهاب أنها دخلت مركز الرمادي وطردت عناصر التنظيم منها، وأنها تقوم بعمليات تطهير الشوارع والمنازل في العديد من المناطق المحررة، وخاصة بالقرب من المجمع الحكومي وسط المدينة.
وكشفت مصادر عسكرية لـ«القدس العربي» أن المعلومات المتوفرة أن عدد عناصر التنظيم الباقين في الرمادي حوالى 750 عنصرا، يتحصنون في الأحياء السكنية والأنفاق التي حفروها في الخطوط الدفاعية حول الرمادي.
وأكد المصدر ان القوات العراقية حققت نجاحات في تحرير المزيد من المناطق، ولكنها تتقدم ببطء في الأحياء القريبة من مركز المدينة بفعل المقاومة التي يبديها عناصر التنظيم وقيامهم بزرع العبوات الناسفة في الطرق والبيوت لعرقلة تقدم القوات المهاجمة، كما تحرص قيادة الجيش العراقي على تقليل الخسائر في صفوف الجنود والمدنيين.
وأشار المصدر الى مشكلة وجود الكثير من سكان المدينة في المركز الذين لم يتمكنوا من المغادرة بسبب منع التنظيم لهم من المغادرة لاتخاذهم دروعا بشرية، لذا فسيكون من الصعوبة استخدام النيران الكثيفة سواء بالمدفعية أو الراجمات أو القصف الجوي، مشيرا الى أن القوات العراقية ابلغت السكان برفع الأعلام البيضاء عند إمكانية الفرار من المدينة وذلك لتمييزهم عن عناصر التنظيم.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد قام بزيارة الى مقر قيادة العمليات المشتركة للاطلاع على سير المعارك في الرمادي، وذلك قبل مغادرته الى الصين.
كما أكد وزير الدفاع خالد العبيدي خلال لقائه برئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي، أن «مدينة الرمادي على أعتاب التحرير»، مشيرا الى «أن القوات العراقية تمكنت من تحرير معظم الأراضي والمدن من يد تنظيم داعش في الأنبار، ولم يبق لها إلا مساحات قليلة سيتم تحريرها قريبا». واعلنت قيادة العمليات المشتركة، الاثنين، عن قرب انطلاق الصفحة الثالثة من العمليات العسكرية الخاصة بتطهير مركز الرمادي.وذكر الناطق باسم قيادة العمليات العميد يحيى رسول الزبيدي ان «القوات الأمنية أنجزت الصفحتين الأولى والثانية من تطويق وتطهير أطراف مدينة الرمادي بنجاح»، لافتا الى ان «الأيام المقبلة ستشهد انطلاق الصفحة الثالثة من العملية العسكرية الخاصة بتطهير مركز الرمادي».
وأشار الزبيدي الى ان «القوات الأمنية مستعدة لاقتحام مركز المدينة».
الى ذلك نفذ طيران التحالف الدولي (13) طلعة قتالية في الرمادي أسفرت عن قتل عشرات الإرهابيين، وتدمير آلية لداعش و9 مواقع دفاعية ومواقع تجمع للعدو، ومركز اتصالات و8 أوكار و3 مواقع للسلاح الثقيل».
وذكر بيان لخلية الإعلام الحربي، أن «طيران القوة الجوية وبناء على معلومات وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية وجهوا الليلة قبل الماضية، ضربة جوية استهدفت موقعا لتنظيم داعش في منطقه القرية العصرية في الرمادي».
وأشار البيان الى أن «الضربة أسفرت عن تدمير مخزن آليات مفخخة لتنظيم داعش بالكامل وقتل عدد من الإرهابيين في المنطقة».
وضمن السياق، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية نصير نوري «أن مقاتلي تنظيم «الدولة» يمنعون المدنيين من مغادرة مدينة الرمادي، قبل هجوم الجيش العراقي عليها»، مشيرا الى أن «بعض العائلات استطاعت الفرار من عصابات داعش».
وكانت مروحيات طيران الجيش قد القت، الأحد، منشورات على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار تطلب فيها من السكان مغادرة المدينة خلال 72 ساعة والتوجه جنوباً عبر منطقة الحميرة.
وتخشى مئات العوائل العالقة في الرمادي مغادرة المدينة بسبب تهديد تنظيم داعش للمغادرين بعقوبات تصل الى الإعدام.
ومن جانب آخر، أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي، ستيف وارن، الاثنين، عن وصول قوات خاصة يبلغ تعدادها 100 جندي، الى العراق لتنفيذ عدة مهام سرية.وقال وارن في حديث لعدد من الصحافيين في بغداد، ان القوات الخاصة وصلت الى العراق بناء على دعوة من الحكومة العراقية، وإنها ستنفذ مهام سرية بالتشاور مع الحكومة العراقية.
وأكد ان هذه القوة ستتولى مهمة قطع الإمدادات عن داعش بين العراق وسوريا.
مصطفى العبيدي
داعش الى زوال و تنكمش