الكنيسة المصرية تمهل الأديرة غير المعترف بها شهرا لـ«التقنين والخضوع»

حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: تخوض الكنيسة القبطية المصرية معركة لضبط أوضاع الأديرة والرهبنة، منذ مقتل الأنبا إبيفانيوس، رئيس دير أبو مقار، المعروف بانفصاله ماليا وإداريا عن الكنيسة القبطية، منذ عهد البابا الراحل شنودة، على يد اثنين من الرهبان داخل الدير.
آخر القرارات التي اتخذتها الكنيسة القبطية، كانت منح الأديرة غير المعترف بها، مهلة شهر لتقنين أوضاعها، والخضوع للكنيسة الأرثوذكسية التابعة لها، وإلا ستعتبر «عاصية وخارجة عنها».
وكانت الكنيسة تكتفي في السنوات الماضية بإطلاق تحذيرات للأقباط من زيارة الأديرة غير المعترف بها دون أن تطلب من القائمين عليها تقنين أوضاعهم.
وحسب بيان للمتحدث باسم الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، بولس حليم، أمس الجمعة، «ففي ثالث إجراء بارز مرتبط بضبط الرهبنة، دعت لجنة الرهبنة وشؤون الأديرة في المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، كافة الأماكن غير المعترف بها كأديرة، إلى تصحيح أوضاعها، من خلال الخضوع لإشراف البطريركية عليها في هدوء وسلام».
وأضاف : «سيتم البدء في تعمير هذه الأماكن رهبانيًا وروحيًا بطريقة صحيحة، ثم بعد ذلك يتم الاعتراف بها كأديرة».
لجنة الرهبنة وشؤون الأديرة أشارت إلى أن «الخطوات التي يجب أن تتخذها الأماكن غير المعترف بها كأديرة، أن تُسجل الأرض باسم بطريركية الأقباط الأرثوذكس، والخضوع لمن يرسله البابا تواضروس للإشراف، والرجوع لشروط الرهبنة».
وأمهلت «هذه الأماكن غير المعترف بها شهرًا من الآن، دون أن تحدد إحصاء بعدد الأديرة الرسمية أو غير المعترف بها، غير أنها وفق تقديرات غير رسمية تعد بالعشرات داخل مصر وخارجها».
وأكدت أن «من لا يقبل هذه الدعوة، فإنه يعلن العصيان على الكنيسة، وله نية أخرى لا علاقة لها بالرهبنة، بل لأغراض شخصية منحرفة عن الطريق السليم، وسيحكم على نفسه بالتجريد من الرهبنة والكهنوت».
وتضع الكنيسة القبطية 5 شروط للاعتراف بأي دير، هي «وجود تجمع رهباني، وأن يقام الدير على أرض مملوكة قانونياً له، ووجود مدبر إداري وروحي من قبل الكنيسة للدير، وأن يتم رفع تقرير من لجنة الأديرة والرهبنة في المجمع المقدس للاعتراف في الدير».
ومن أشهر الأديرة غير المعترف بها من الكنيسة المصرية، دير يقع في منطقة وادي الريان في محافظة الفيوم، وآخر يحمل اسم الأنبا كاراس في وادي النطرون في محافظة البحيرة، وثالث للفتيات اسمه دير عمانوئيل في المنطقة نفسها، وآخر يحمل اسم متاوس الفاخوري على طريق القاهرة ـ الإسكندرية الصحراوي، فضلاً عن دير يوحنا الحبيب في طريق الإسماعيلية، ودير الزيتونة في طريق العبور.
وكانت أشهر الأزمات التي دخلتها الكنيسة القبطية، مع الأديرة غير المعترف بها، عام 2016، بعد مواجهة رهبان دير وادي الريان في الفيوم، مع الأجهزة الأمنية ورفضهم السماح بهدم سور الدير من أجل مرور الطريق الدولي الفيوم ـ الواحات في أرض الدير، ما دفع الكنيسة لإصدار بيان تتبرأ فيه من الدير، وتعلن أن الدير « غير معترف به، ويضم 124 راهباً، منهم 8 تم تجريدهم من الرهبنة، فضلاً عن وجود 112 طالباً للرهبنة، وأن القس اليشع المقاري رئيس الدير لم يأخذ رأى البابا بقبول هؤلاء الرهبان».
ومنذ 29 يوليو/ تموز الماضي، تشهد الكنيسة القبطية محاولات لضبط أوضاع الرهبنة، بعد العثور على الأسقف إبيفانيوس مقتولا داخل دير أبومقار (شمال مصر) الذي يترأسه.
وعقب مقتل رئيس الدير بأيام اتخذت الكنيسة المصرية، 12 قرارا لضبط حياة الرهبانية داخل الأديرة، من بينها وقف قبول رهبان لمدة عام، وحظر الظهور الإعلامي وإغلاق صفحات التواصل الاجتماعي بالنسبة للرهبان، وأغلق البابا صفحته بالفعل آنذاك.
وتلى ذلك تجريد الراهب في الدير ذاته، أشعياء، من الرهبنة وطرده من الدير، في 5 أغسطس/آب الجاري، وبعدها بيوم أقدم الراهب فلتاوس على محاولة انتحار ونقل للمستشفى، قبل أن تتهمهما النيابة بقتل الأسقف وحبسهما على ذمة التحقيقات أخيرا.
ويقدر عدد الأقباط في مصر بنحو 15 مليون نسمة، وفق تقديرات كنسية، من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ قرابة 104 ملايين نسمة.

الكنيسة المصرية تمهل الأديرة غير المعترف بها شهرا لـ«التقنين والخضوع»
أبرزها وادي الريان والأنبا كاراس ومتاس الفاخوري ويوحنا الحبيب والزيتونة
تامر هنداوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية