بيروت ـ «القدس العربي» : تباشر اللجان النيابية المشتركة اليوم درس مشاريع واقتراحات قوانين الانتخاب الـ 17 التي أحالها رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد تراجعه عن عقد جلسة تشريعية رغماً عن ارادة الكتل النيابية المسيحية. ويسود شعور أن اللجان لن تخرج بنتيجة مشجعة وستغرق في بحر النقاشات العقيمة إذا لم يتم حسم الأمور واللجوء الفوري إلى التصويت ولا سيما أن اللجان سبق وناقشت قانون الانتخاب وأحالته إلى لجنة مصغّرة وضعت تقريراً ولم تخرج بنتيجة.
وذكرت أوساط نيابية لـ «القدس العربي» أن طلب الكلام من أكثر من نائب في خلال جلسة اللجان سيحول دون الدخول في التفاصيل، وأن تعدد الاقتراحات سيحوّل الجلسة إلى سوق عكاظ طالما لا تنطلق اللجان من تقرير محدد كتقرير لجنة التواصل التي توصلت إلى تحديد الاختلافات والفروقات بين الاقتراح المقدم من الرئيس نبيه بري والاقتراح المقدم من تيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، واذا لم يتم ذلك فالوقت المتاح أمام اللجان ليس كافياً للبت بقانون الانتخاب قبل انتهاء الدورة العادية في أيار (مايو).
وكانت بيروت استمرت في عطلة عيدي الفصح والعمال فيما أجمع البعض على أن عمال لبنان في عيد ولكنهم ليسوا في عطلة. وانتقدوا عدم خروج مجلس الوزراء بقرار بالتعطيل اليوم الثلثاء أو بعدم تطبيق مرسوم التعطيل في اليوم التالي عندما يصادف العيد يوم أحد. ولم يستغرب عمال لبنان هذه المفارقة طالما ليست هناك محاسبة أو مجلس نيابي يجتمع ليحاسب فيما المفارقة ان الحكومة والمجلس معاً في عطلة وكذلك الاتحاد العمالي العام الذي غاب عن إحياء المناسبة التي إقتصرت على احتفال نظّمه الحزب التقدمي الاشتراكي وتظاهرة دعا اليها الحزب الشيوعي. فقد أقامت وكالة الداخلية في الحزب «التقدمي الاشتراكي» احتفالاً لمناسبة عيد العمال والذكرى 67 لتأسيس الحزب، في ساحة الشهداء في بيروت، في حضور رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، ممثل الرئيس سعد الحريري عدنان الفاكهاني، النائب غازي العريضي، مفوض الحزب للشؤون الإعلامية رامي الريس، أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر، رئيس النقابات العمالية الزميل ياسر نعمة، وعدد من الفاعليات النقابية والحزبية والسياسية.
وألقى وكيل الداخلية في مدينة بيروت باسل العود كلمة، قال فيها «إن للحزب التقدمي مع مدينة بيروت حكايات من النضال لا تنتهي»، معتبراً انه «في زمن الفساد المستشري على كل المستويات بات علينا، مقاربة العمل الحزبي بذهنية جديدة».
وأشار إلى أنه «منذ انطلاقة الحزب التقدمي الإشتراكي، كانت ولا تزال بيروت، هي بيروت الوطنية المتمسكة بوحدة لبنان وتطوره الديمقراطي»، مذكّراً ب»نضال الحزب في الدفاع عن عروبة بيروت في كل المراحل، حيث قدم من أجلها آلاف الشهداء».
وأكد أن «الحزب لن يسكت عن انتهاك الواجهة البحرية لبيروت»، داعياً كل الأحزاب والمجتمع المدني والمجلس البلدي إلى «العمل لكل ما يعود بالخير لمصلحة المواطن».
وألقى النائب جنبلاط كلمة دعا فيها إلى «العودة إلى برنامج الحركة الوطنية، الذي وضعه المعلم كمال جنبلاط»، متوجهاً بالتحية إلى «الأحزاب الوطنية والإسلامية من حركة «أمل» إلى «حزب الله»، إلى «الجماعة الإسلامية»، وكل الأحزاب التي ناضلت من أجل القضية الفلسطينية، ولبنان الأفضل». وشدد على «ضرورة العودة إلى البرنامج الذي وضعه ياسر نعمة، الذي هو في الأساس البرنامج الذي طرحه منذ أكثر من خمسين عاماً كمال جنبلاط، وناضل واستشهد من أجله، فالمطالب الاجتماعية والسياسية، التي رفعها الزعيم كمال جنبلاط في الستينات، لا تزال هي ذاتها، ولم يطرأ عليها أي تغيير، ولم يتغير شيء منذ الخمسينيات والستينيات إلى اليوم».
وقال: «لذا ومن أجل اطلالة على المستقبل، وأتحدث هنا عن الحزب التقدمي الاشتراكي، لا بد من إطلالة جديدة، وحركة تغيير في الحزب، لقد آن الأوآن لندخل في حركة تغيير في الحزب، في القيادات الوسطية، وفي القيادات العليا، وربما في رئاسة الحزب، من أجل الاستمرار والتمسك بالبرنامج المرحلي للحركة الوطنية، وبالمطالب الاجتماعية والشعبية والمطلبية المحقة».
وأضاف: «لقد بدأنا بالتغيير في الشويفات ونجحنا، وبدأنا بالتغيير في بيروت ونجحنا، وسنستمر بالتغيير في كافة القطاعات، وفي حزيران (يونيو) أو تموز (يوليو) ستعقد جمعية عمومية للحزب سندرس فيها مختلف أوجه التغيير في الحزب، وربما نصل إلى تعديل دستوري، لأن لا نستطيع أن نبقى بهذه الحالة من الجمود، التي أصابتنا نتيجة الظروف السياسية».
وتابع: «نعم عملنا وعملت معكم، كل جهد من أجل الوحدة الوطنية، وتدوير الزوايا، وسأبقى على تدوير الزوايا، لكن المطالب المطروحة اليوم، التي طرحها الحزب الاشتراكي، وطرحها ياسر نعمة هي مطالب الجميع، لا فارق بهذه المطالب لا عند «حزب الله»، ولا عند «الجماعة الإسلامية»، ولا «الاشتراكي»، ولا «الشيوعي»، ولا «المستقبل»، كلها مطالب شعبية محقة، وواجب ان نواجه المستقبل بهذه المطالب».
واختتم جنبلاط: «نحن هنا في بيروت، فليست بيروت ناطحات السحاب، ويجب المحافظة على أهل بيروت، ويجب أن نبعد عن أهل بيروت شبح تهجير الفقراء من بيروت، وهذا هو مطلبي، ونتمنى على البلدية الجديدة، أياً كانت، ونحن نلتزم بالبلدية الجديدة، وهناك مرشح من الحزب مع الاستاذ عيتاني، لكن هذا مطلبنا كي تبقى بيروت هذا التنوع، وهذا الخليط، وهذا النسيج الاجتماعي، بعيداً من التهجير وشبح التهجير».
وتزامناً نظّم الحزب الشيوعي اللبناني تظاهرة من الكولا إلى رياض الصلح تقدمها الأمين العام الجديد للحزب حنا غريب الذي شدد على أن « ما قبل الأول من أيار هذا العام لن يكون كما بعده»، مؤكداً انهم اليوم في الحزب «أكثر وحدة وتماسكاً من أي وقت مضى فهم ليسوا حزباً اقطاعياً ولا وراثياً بل حزب ينتج قادته من قبل الشارع»، كما أكد أنهم « سيتابعون المسيرة لبناء دولة علمانية ديموقراطية مقاومة».
وتطرق إلى موضوع الانتخابات البلدية، قائلاً: «اننا نخوض الانتخابات البلدية ضد الطبقة المهيمنة الفاسدة وضد الثنائيات الطائفية الفاسدة ولتمثيل الطبقات الشعبية»، مشيراً إلى «أنهم مقاومون ضد الاحتلال وضد الإرهاب التكفيري». واختتم قائلاً: «نقول لحيتان المال آتون إليكم».