اللجنة العليا لـ«مسيرة العودة» تؤكد استمرار الفعاليات الشعبية..ودعوات لملاحقة مجرمي الحرب

حجم الخط
0

غزة ـ «القدس العربي»:استشهد مواطنان فلسطينيان في قطاع غزة، أحدهما طفل أصم، خلال الـ 24 ساعة الماضية متأثرين بجراح أصيبا بها قبل أيام، خلال المشاركة في فعاليات «مسيرة العودة الكبرى»، فيما استشهد رجل في الخمسينيات من العمر، في انفجار داخلي، في الوقت الذي تواصلت فيه الفعاليات الشعبية في تلك المناطق تحضيرا لـ «يوم الزحف».
وصباح أمس استشهد الطفل الأصم تحرير محمود وهبة (17 عاما) من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، متأثرًا بجراحه التي أصيب مطلع الشهر الجاري. وكان الطفل قد أصيب برصاصة قناص إسرائيلي أثناء مشاركته بفعاليات «مسيرة العودة الكبرى» على الحدود الشرقية لجنوب غزة، حيث كان الطفل يمكث طوال الفترة الماضية في إحدى غرف العناية المركزة ويعاني من آثار الإصابة الخطرة.
وسبق استشهاد الطفل وهبة بساعات أن أعلنت وزارة الصحة في غزة عن استشهاد الشاب عبد الله محمد الشمالي (20 عاما) من سكان حي البرازيل في مدينة رفح، متأثرا بجراحه التي أصيب بها يوم الجمعة الماضي.
وكان الشاب شمالي قد أصيب هو الآخر بجراح خطرة خلال المواجهات التي اندلعت الجمعة الماضية، «جمعة الشهداء والأسرى».
ومع استشهاد الطفل وهبة والشاب شمالي، يرتقع عدد الشهداء الذين سقطوا بنيران الاحتلال منذ 30 مارس/ آذار الماضي، الذي شهد انطلاق فعاليات «مسيرة العودة الكبرى» إلى 41 شهيدا، علاوة عن إصابة أكثر من أربعة آلاف آخرين بجراح وحالات اختناق.
يشار إلى أن قوات الاحتلال لا تزال تستخدم «القوة المميتة» في التعامل مع المتظاهرين السلميين الذين يشاركون في فعاليات «مسيرة العودة»، وبالأخص ضد تلك المظاهرات التي تشهدها الحدود أيام الجمع.
إلى ذلك استشهد محمد المقادمة (55 عاما)، وأصيب طفل، إثر إصابتهما بقذيفة سقطت شمال قطاع غزة. وقالت كتائب الجناح العسكري لحماس كتائب القسام، إن الشهيد سقط جراء إطلاق القذيفة من قبل «جهة مشبوهة خارجة عن الصف الوطني».
وفي اعتداء إسرائيلي آخر أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية النار عدة مرات، صوب مراكب الصيادين في بحر غزة وشمالها، وقال صيادون إنهم تعرضوا خلال رحلة عمل يومية معتادة لإطلاق النار من قبل البحرية الإسرائيلية، ما أجبرهم على ترك العمل والعودة إلى الساحل خشية على حياتهم.
إلى ذلك توغلت قوات الاحتلال داخل حدود بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، ترافقهاعدة آليات عسكرية وجرافات، وشرعت بأعمال تمشيط وتجريف في المنطقة.
وفي تقرير أصدرته مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، أكدت أن قوات الاحتلال «واصلت جرائمها  باستخدام  القوة المفرطة والمميتة في التعامل مع المواطنين أثناء مسيرات العودة السلمية».
وذكرت أنه وفقا للمعلومات المتوفرة لديها فإن المتظاهرين استمروا في الاعتصام والمسيرات للجمعة الرابعة على التوالي تأكيداً على «حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التي هجروا» منها وفقاً للقرار 194, واستناداً إلى حقهم الشرعي في التجمع السلمي.
وأكدت المؤسسة أن المتظاهرين توقفوا على بعد مئات الأمتار من الشريط الحدودي في تجمعات سلمية ودون تشكيل أي خطر على قوات الاحتلال، وأن قوات الاحتلال فتحت نيران أسلحتها الرشاشة تجاه المتظاهرين، ما أوقع ضحايا وإصابات.واستنكرت المؤسسة الحقوقية بشدة «الجرائم الإسرائيلية» التي تنتهك أبسط القواعد الأخلاقية والقانونية الدولية. وطالبت الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بالتحرك الفوري لضمان إلزام دولة الاحتلال الحربي الإسرائيلي باحترام نصوص الاتفاقية الرابعة وبشكل خاص القواعد القانونية والأخلاقية، لافتة إلى أنها تنظر بـ «خطورة بالغة» لحالة التصعيد المتواصل من جانب قوات الاحتلال.
وفي السياق تواصلت الفعاليات الشعبية في «مخيمات العودة الخمسة» المقامة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وشهدت تلك المخيمات توافد الكثير من السكان.
وشهد المخيم المقام على الحدود الشرقية لبلدة جباليا شمال غزة، حفلة فلكلور شعبي فلسطيني، علاوة على نشاطات شعبية أخرى، كذلك أقيمت في مخيم العودة شرق مدينة غزة وقفة إسنادية للأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال.
وشهدت المناطق الحدودية مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، التي أطلقت صوبهم الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
ودعت الهيئة الوطنية العليا لـ «مخيم ومسيرة العودة وكسر الحصار» الفلسطينيين إلى التواجد بكل قوة وفعالية في فعاليات الجمعة المقبلة، التي أطلق عليها اسم «جمعة الشباب الثائر».
وأكد بيان تلاه خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع لها على استمرار فعالياتها بـ «طابعها الشعبي والسلمي». وأكدت أن الشعب الفلسطيني سيواصل التصدي «لكل المؤامرات التصفوية للقضية الفلسطينية وفي مقدمتها ما يُسمى «صفقة القرن أو السلام الإقليمي أو السلام الاقتصادي».
ونددت بما تقترفه قوات الاحتلال من إطلاق النار «بهدف القتل وإيقاع إصابات خطيرة في المتظاهرين المدنيين»، ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان لـ «محاسبة الاحتلال، وملاحقة مجرمي الحرب من جنود الاحتلال وقيادتهم السياسية وتقديمهم إلى المحكمة الجنائية الدولية».
وأشادت بالتفاعل الكبير في الخارج مع فعاليات «مسيرة العودة»، كما أثنت على «أحراء العالم وأنصار الحق والعدل والحرية»، الذين قالت إنهم «وقفوا مع أبناء شعبنا وتنظيمهم للفعاليات التضامنية».

 

اللجنة العليا لـ«مسيرة العودة» تؤكد استمرار الفعاليات الشعبية..ودعوات لملاحقة مجرمي الحرب
استشهاد فلسطينيين أحدهما قاصر أصم متأثرين بجراحهما
أشرف الهور:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية