القاهرة ـ «القدس العربي»: افتتح مؤتمر قصيدة النثر المصرية دورته الأولى، التي تستمر ثلاثة أيام، بمشاركة 30 صوتا شعريا مصريا من شعراء قصيدة النثر، بـ (أتيليه القاهرة)، وبرعاية الشعراء المُشاركين أنفسهم.
وهي تجربة لافتة لأنها تبتعد عن رعاية الدولة ومؤسستها الرسمية المتمثلة في وزارة الثقافة، التي لم تزل تنتهج نهجها القديم في ندواتها ومؤتمراتها، المقتصرة على أصوات تقليدية وشخوص مُتكررة وجوههم، مما أصاب هذه الاحتفاليات بالشيخوخة والعجز، وهي محاولة جيدة للتخلص من حالة الجمود التي تصر وزارة الثقافة على بثها في المناخ الثقافي العام، رغم كثرة المظاهر التي توحي بحراك ثقافي ما، إلا أن الأمر لا يعدو ـ ومنذ زمن ـ عبارة عن جعجة بلا طحن.
وبجانب التنوع الشعري الكاشف عما وصلت إليه قصيدة النثر المصرية الآن، دعّم المؤتمر النصوص الشعرية بدراسات نقدية تحاول تلمّس آليات وتباين قصيدة النثر، بما أنها الشكل الأكثر حداثة للحالة الشعرية في اللحظة الراهنة.
الفكرة والدافع
أشار الشاعر عادل جلال مُنسق المؤتمر في الكلمة الافتتاحية لبدأ الفعاليات إلى أن فكرة المؤتمر جاءت من خلال الرؤية الحرّة للشعراء المشاركين، من حيث المحاور وأسلوب التنظيم، هذه الحرية المُستمدة من كونها خارج المؤسسة الرسمية للدولة، المُمَثلة في وزارة الثقافة.
هذه الحرية هي التي أتاحت استعراض العديد من الأصوات الشعرية التي تكاد تشمل خريطة مصر الشعرية، وهو ما يتيح الاطلاع على مدى التنوع والتطور الذي وصلت إليه قصيدة النثر الآن. فلا يوجد إقصاء لصوت شعري أو تفضيل لصوت آخر، كذلك لا توجد أحكام جمالية مُسبقة تكون هي المُتحكمة في الاختيار.
فالذائقة الجمالية كمعيار اختيار تصبح قاصرة تماماً في مؤتمر أولى سماته أن يكون حراً ومتحرراً من قيود المؤتمرات والندوات الرسمية.
الشعراء والجلسات والإصدارات
يستمر المؤتمر لثلاثة أيام متوالية، بمشاركة 30 صوتا شعريا، منهم على سبيل المثال الشعراء… فتحي عبد السميع، محمود خير الله، سامي الغباشي، عاطف عبد العزيز، هبة عصام، غادة نبيل، شريف الشافعي، أسامة الحداد، فردوس عبد الرحمن، مؤمن سمير، جيهان عمر، بهية طلب، فاطمة ناعوت، علي عطا، أحمد شافعي، عزمي عبد الوهاب، أحمد المريخي، إبراهيم النحاس، وغيرهم.
وبالنسبة للدراسات النقدية، فيشارك بها عدد من الباحثين، منهم .. محمد السيد إسماعيل، ببحثه «جماليات المكان في قصيدة النثر المصرية»، وأحمد حسن، بدراسته المعنونة بـ»جدل الرؤى والأساليب في قصيدة النثر»، وعمر شهريار بدراسة بعنوان «القصيدة الإسفنجة.. قصيدة النثر وشعرية الامتصاص».
كما تم طبع الجزء الأول من «أنطولوجيا قصيدة النثر المصرية»، الذي يتضمن قصائد للشعراء المشاركين، ونبذة عن كل منهم.
ملامح مؤتمر العام المقبل
أوضح الشاعر محمود شرف أنه سيتم العمل على التمهيد لحراك ثقافي دولي، يكون بعيداً عن العاصمة، حيث تقام اللقاءات الشعرية في المدارس والنوادي والمقاهي والأمكنة المفتوحة، مما يتيح حضورا جماهيريا أكبر، وهو هدف لخلق مساحة من التواصل بين شعراء النثر والجمهور. من ناحية أخرى أشار الشاعر عادل جلال، أن قصيدة النثر الإنكليزية ستكون من أهم محاور العام المقبل، وهو ما سيكون بداية لمناقشة قصيدة النثر الإسبانية والمغربية، بهدف خلق حالة من الانفتاح على قصدية النثر في العالم.
إضافة إلى إمكانية إصدار كتاب أو عدة كتب تضم المحاور النقدية، وكذلك إصدار باقي أجزاء الأنطولوجيا الشعرية لشعراء قصيدة النثر المصريين.
محمد عبد الرحيم
كلام كبير لكن من يمول هذه النشاطات ومن يطبع الكتب.. مجرد سؤال