المئات يشيعون جثمان الشهيد المقدسي معتز حجازي

حجم الخط
0

رام الله ـ «القدس العربي»: بعد حالة التوتر الشديدة التي سادت القدس المحتلة أول من امس، عقب محاولة اغتيال المتطرف اليهودي يهودا غليك، واغتيال الشاب المقدسي معتز حجازي، أعادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فتح أبواب المسجد الأقصى المبارك صباح أمس مع فرض إجراءات أمنية مشددة على الرجال الذين تقل أعمارهم عن الخميسن عاما، ما يعني حرمان آلاف الشباب من الصلاة في المسجد. 
وأكد الشيخ عزام الخطيب، مدير عام الأوقاف الاسلامية في القدس المحتلة، أن شرطة الاحتلال أبلغت الاوقاف رسمياً بنيتها فتح بوابات المسجد الاقصى اعتباراً من صباح أمس الجمعة، لكنه أوضح كذلك نية شرطة الاحتلال فرض قيود على دخول المصلين بتحديد الفئات العمرية، واعتبر أن قرار الاحتلال بإغلاق الاقصى «حتى اشعار آخر» غير مقبول بتاتاً ولن يسمح به.
 من جهتها، أعلنت الناطقة بلسان الشرطة الإسرائيلية، لوبا السمري، أن شرطة الاحتلال لن تسمح للرجال الذين تقل اعمارهم عن الخمسين عاماً من الدخول إلى باحات الأقصى، بينما سيسمح للنساء من جميع الأعمار بالدخول.
ونشرت شرطة الاحتلال وفق المصادر الإسرائيلية، ما يزيد عن ألفين وثمانمئة شرطي، وجندي من حرس الحدود، وهو اكبر رقم لانتشار شرطة الاحتلال منذ سنوات طويلة، عقب التوتر الذي شهدته القدس والمسجد الأقصى، وانتشرت القوات في مختلف أنحاء القدس المحتلة والبلدة القديمة، بحجة «منع اي محاولة للاخلال بالنظام» بحسب ما جاء في بيان الشرطة الاسرائيلية .
 وأعلنت شرطة الاحتلال أنها عقدت سلسلة من الجلسات الأمنية المتعاقبة بهدف التوصل الى قرارات بشأن طريقة التعامل مع الأحداث الأمنية التي تشهدها أحياء مدينة القدس، والاتفاق على خطة أمنية لمواجهة التطورات.
وكانت سلطات الاحتلال قد اغلقت المسجد الأقصى أمام جميع المصلين المسلمين، في سابقة تاريخية لم تقم بها منذ احتلال مدينة القدس في عام 1967، إثر محاولة اغتيال الحاخام المتطرف غليك، واتهام الشهيد معتز حجازي بتنفيذ الهجوم.
وكان الأردن قد هدد بأن يعيد النظر في كافة الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، في حال استمرت في إجراءاتها الاستفزازية في القدس المحتلة، وتحديداً في المسجد الأقصى المبارك، فيما أعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن قلقه من تصاعد التوتر في مدينة القدس، وحث إسرائيل على إعادة فتح الحرم القدسي للمصلين المسلمين.
وقال كيري في بيان رسمي صدر عنه «من الحيوي للغاية أن تمارس جميع الاطراف ضبط النفس وان تمتنع عن الاعمال الاستفزازية والسجالات، وأن تحافظ على الوضع التاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف بالاقوال والافعال».
 وفي القدس المحتلة أيضأ، اعتقلت قوات الاحتلال، أربعة فلسطينيين من حي وادي حلوة، في حي سلوان، حيث اقتحمت قوة اسرائيلية عددا من المنازل في الحي واعتقلت مدير مركز معلومات وادي حلوة جواد صيام، وابن شقيقه يزن صيام، ومحمود غيث، ومنتصر فرج، وتم تحويلهم الى مركز شرطة «المسكوبية».
وبحسب المعلومات المتوفرة لـ «القدس العربي»، فإن سلطات الاحتلال حولت المعتقلين للتحقيق في مركز شرطة «المسكوبية» في القدس الغربية، على أن يجري عرضهم على المحكمة الإسرائيلية لاحقا.
وكانت أحياء القدس المحتلة بأكملها قد شهدت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلية. وشملت الاحتجاجات إغلاق الأقصى، وادي الجوز، والطور، وسلوان، والثوري، ومخيم شعفاط، وجبل المكبر والبلدة القديمة بالمدين. ولم يسجل وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين.
ونجح مئات الشبان الفلسطينيين، في المشاركة بتشييع الشهيد المقدسي معتز حجازي، وسط مدينة القدس، في تحد واضح لقرار المحكمة الإسرائيلية، بخصوص تقييد عدد المشاركين في الجنازة بـ 45 من عائلته فقط، فاقتحم المشيعون الحواجز العسكرية الإسرائيلية، وشاركوا في تشييع الجثمان، حتى مقبرة المجاهدين وسط المدينة.
بدورها دعت القوى والفعاليات الوطنية والإسلامية في مدن الضفة الغربية، للمشاركة في المسيرات الحاشدة التي انطلقت من مختلف المساجد، نصرة للمسجد الأقصى وللانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحقه، خاصة بعد اغتيال الشاب المقدسي، وإغلاق المسجد بشكل كامل أمام المصلين.
على الجانب السياسي، حمل صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الأوضاع المتردية وإنهيار عملية السلام، كنتيجة لاستمرار النشاطات الاستيطانية، وفرض الحقائق على الأرض، وخاصة في مدينة القدس المحتلة، والاعتداءات على المسجد الأقصى، وتهجير السكان، والاستيلاء على بيوت المقدسيين، كما حدث في حي سلوان مؤخراً، إضافة إلى مصادرة الأراضي، وهدم البيوت، واستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، وعدم الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى.
وأضاف عريقات في تصريحات له عقب سلسلة من الاجتماعات عقدها، مع مدير عام وزارة الخارجية الفرنسية للشؤون السياسية والأمنية نيكولاس ريفري، يرافقه القنصل الفرنسي العام، ووفد من أعضاء البرلمان الألماني من الحزب الديمقراطي المسيحي، ورئيس الفيدرالية لحقوق الإنسان كريم لحادجي، أن الحكومة الإسرائيلية تسعى جاهدة لتدمير خيار الدولتين وفرض نظام «الأبرتهايد» القائم فعلياً في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ودعا عريقات المجتمع الدولي للإعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 وبعاصمتها القدس الشرقية، معتبراً قرار السويد الإعتراف بفلسطين نقطة ارتكاز في الأخلاق واحترام القانون الدولي، إذ أن على كل من يقول إنه يؤيد خيار الدولتين أن يعترف بالدولتين وليس بدولة واحدة فقط.
وأكد من جديد، أن عرض مشروع القرار العربي على مجلس الأمن وانضمام دولة فلسطين للمؤسسات والمواثيق والمعاهدات الدولية بما فيها محكمة الجنايات الدولية، حق يكفله القانون الدولي.

فادي أبو سعدى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية