رام الله ـ «القدس العربي»: عاد المبعوث الأمريكي لعملية السلام جيسون غرينبلات، الى المنطقة من جديد للقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، حسب ما قاله مسؤول اسرائيلي ومسؤول في البيت الأبيض. وسيناقش غرينبلات خلال هذه الزيارة، وهي السادسة منذ تسلمه لمنصبه، المحاولات المبذولة لاستئناف العملية السلمية.
زيارة غرينبلات هذه تأتي بعد ثلاثة أسابيع من زيارته الأخيرة مع مستشار الرئيس الأمريكي الخاص بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني جارد كوشنر، والتي تم خلالها الاجتماع بنتنياهو وعباس بهدف تحديد الفجوات بين الجانبين وتقديم توصيات الى الرئيس دونالد ترامب، حول كيفية التقدم في العملية. وكان البيت الأبيض قد اعلن في أعقاب الزيارة ان الرئيس ترامب سيجري تقييما للأوضاع مع مستشاريه ومع وزير الخارجية ريكس تيلرسون، لكي يقرر كيفية محاولة دفع العملية خلال الأشهر القريبة.
وحسب مسؤول في البيت الأبيض فإن «زيارة غرينبلات هي زيارة مرحلية والنقاشات في البيت الابيض حول خطوات التقدم لا تزال متواصلة. الرئيس ترامب أوضح أن العمل على تحقيق اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين هو موضوع يطرح في مقدمة جدول أولويات الرئيس».
وليس من الواضح بعد ما هو جدول زيارة غرينبلات، لكنه سيتواجد في اسرائيل حتى الأربعاء، حيث سيلتقي نتنياهو عندها، لكنه ليس من المعروف متى سيلتقي بالرئيس عباس، فالموعد لم يحدد بعد. وقال المسؤول الأمريكي ان هذه الزيارة تهدف، الى جانب اللقاءات مع نتنياهو وعباس، الى التقاء السفير الامريكي لدى اسرائيل ديفيد فريدمان، بعد بدئه بشغل منصبه بشكل كامل.
وخلال لقاء غرينبلات خلاله بنتنياهو، سيعقد في القدس المحتلة لقاء بين وزير المالية موشيه كحلون، ورئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله. وتأتي زيارة الحمد الله ردا على الزيارة التي قام بها كحلون الى رام الله قبل شهر ونصف. ومن المتوقع ان يواصل كحلون والحمد الله محاولة دفع خطوات لتحسين الوضع الاقتصادي في السلطة الفلسطينية.
كما يتوقع اجتماع المجلس الوزاري السياسي الأمني الإسرائيلي في ذات اليوم لمناقشة خطة البناء للفلسطينيين في قلقيلية. وكان المجلس الوزاري قد صادق على الخطة في أيلول/سبتمبر 2016، لكنها تحولت الى موضوع مواجهة سياسية بين وزراء البيت اليهودي وعدد كبير من وزراء الليكود وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو ووزير جيشه افيغدور ليبرمان. وتشمل الخطة المصادقة على بناء 6000 وحدة إسكان للفلسطينيين بجانب قلقيلية في المنطقة المسماة «ج»، التي تسيطر عليها اسرائيل أمنيا ومدنيا، وذلك حتى عام 2035. مع ذلك عملت جهات في لوبي المستوطنين في الكنيست والحكومة ووسائل الإعلام على عرض الخطة وكأنها تتحدث عن بناء 14 ألف وحدة إسكان.
وفي أعقاب الضغط الذي مارسه الوزير زئيف الكين وعدد من وزراء الليكود والبيت اليهودي، قرر نتنياهو عقد جلسة خاصة لمناقشة الموضوع. وطلب وزير التعليم ورئيس البيت اليهودي نفتالي بينت من نتنياهو إجراء نقاش موسع يتناول أيضا خطة «العصا والجزر» التي طرحها الوزير افيغدور ليبرمان. وقال وزير رفيع في الحكومة ان نتنياهو استجاب لطلب بينت وان النقاش سيتناول كل الخطوات المدنية والاقتصادية التي تدفع بها وزارة جيش الاحتلال للفلسطينيين في كل الضفة الغربية وليس في قلقيلية فحسب.
أما في واشنطن، فمن المتوقع أن يشهد يوم الأربعاء ذاته نقاشا في لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي حول مشروع القانون الذي يدعو الى تجميد المساعدة الامريكية للسلطة الفلسطينية طالما واصلت دفع رواتب لعائلات الذين أدينوا بتنفيذ عمليات.
ومن المتوقع ان تستمع اللجنة الى إفادة اليوت ابرامز المسؤول في إدارة بوش السابقة، والذي أعلن عن دعمه لمشروع القانون، لأنه يعتقد أن الأمر لن يؤدي الى انهيار السلطة الفلسطينية وإنما سيجبرها على تغيير طريقها. مع ذلك لا يزال في الحزب الديموقراطي الكثير من الأعضاء الذي يقلقهم نص القانون المقترح ويطالبون بتخفيفه بحيث يتم استبدال طلب تجميد المساعدات بتقليص نسبة منها تساوي ما يدفعه الفلسطينيون للعائلات.
فادي أبو سعدى