بيروت ـ قال المبعوث الأممي الخاص لسوريا، ستيفان دوميستورا، امس الخميس، إن «المجتمع الدولي قلق جدا على الاستقرار في لبنان، الذي يتحمل أعباء جراء الصراع الدموي الدائر في سوريا»، مشيرا الى أنه «واثق» من أن اللبنانيين سيستطيعون تجاوز هذه المرحلة.
وفي مؤتمر صحافي بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، في مقر الحكومة في وسط بيروت، قال دوميستورا إن «المجتمع الدولي قلق جدا حول استقرار لبنان الذي يدفع ثمنا باهظا على حدوده نتيجة الصراع المستمر في سوريا»، مؤكدا أن المجتمع الدولي «يقف بشدة إلى جانب لبنان».
وأضاف «نحن نعي بشكل كامل الأعباء التي يتحملها لبنان والشعب اللبناني في هذه المرحلة»، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي «واثق أن لبنان سيستطيع تجاوز هذه المرحلة».
وشدد دوميستورا على أن استقرار لبنان مهم جدا للمنطقة والمجتمع الدولي، وقال «طبعا هذا يعني ان المحيط السياسي في لبنان يجب ان يكون مستقرا في أسرع وقت ممكن من أجل لبنان قوي».
وأشار إلى أن «الامتحان سيكون برأيي في مواجهة مرحلة مصيرية والتي نأمل ان تؤدي الى حل سياسي في سوريا لذلك أتت زيارتي اليوم الى لبنان».
يذكر أن مجلس النواب اللبناني فشل على مدى 13 جلسة بانتخاب رئيس جديد للبلاد منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 أيار/مايو الماضي.
وأشار الموفد الأممي إلى أن هذه هي جولته الثانية في المنطقة، والتي ستشمل أيضا طهران وتركيا ودول أخرى، كما يخطط لزيارة موسكو.
وقال دوميستورا «نحن نحاول تسريع مسار فهمنا للمتغيرات في المنطقة في إطار متابعتنا للمسار السياسي للأزمة السورية نتيجة عوامل جديدة طرأت على المنطقة خصوصا داعش».
وحول العبء الذي يشكله النازحون السوريون على لبنان، دعا دوميستورا المجتمع الدولي الى مساعدة لبنان، وقال إن «هناك حدود لهذه المسألة، ولهذا فإن المجتمع الدولي عليه ان يساعد لبنان لمواجهة هذه الأزمة الصعبة من ناحية أعداد وتجمع النازحين فيه».
وكان رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام طالب هذا الاسبوع الاتحاد الأوروبي بإطلاق برامج لنقل «أعداد كبيرة»من اللاجئين السوريين من لبنان الى بلدان أخرى.
يذكر أن عدد النازحين السوريين، بحسب إحصاءات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فاق المليون ومئتي ألف نازح، ورجّحت المفوضية أن يتجاوز عددهم المليون ونصف المليون في نهاية العام الحالي.
ودفع هذا الوضع بوزير الشؤون الاجتماعية اللبنانية رشيد درباس الى دق ناقوس الخطر مرارا، والتحذير من تداعيات هذه الأزمة ما لم يسارع لبنان الى إقامة مخيمات لهؤلاء في مناطق آمنة على الحدود من جهة لبنان، أو من الجهة السورية بحماية أمنية من الأمم المتحدة.
وتحاول الحكومة اللبنانية الحالية التخفيف من وقع النزوح السوري على البلاد من جراء اتخاذ إجراءات جديدة تحد من تدفق المزيد من اللاجئين إليه وتشجيع النازحين المتواجدين على أراضيه والمخالفين لشروط الإقامة على العودة إلى بلادهم عبر اعفائهم من رسوم المخالفة.(الاناضول)