سوتشي (روسيا) – د ب أ: خيمت أثار سقوط البرازيل في فخ التعادل أمام سويسرا في أول مبارياتها بكأس العالم، على حالة الفرح والتوهج الذي وصل بها منتخب «السامبا» إلى الأراضي الروسية قبل أيام.
وأظهرت البرازيل، التي فقدت نقاطا في مباراتها الأولى في دور المجموعات للمرة الأولى منذ مونديال 1978، وجهين مختلفين في المباراة، وكان الأول يمثل غزارة المواهب والقدرات الهجومية الكبيرة للفريق في مواجهة دفاعات المنتخب السويسري العنيد في الشوط الأول. وراح نيمار يلمس الكرة المرة تلو الأخرى بقدمه اليمنى التي تعافت من أثار الجراحة التي خضع لها مؤخرا وأبعدته عن الملاعب لثلاثة أشهر تقريبا، فيما تسبب ويليان وباولينيو وغابرييل بذعر كبير للدفاعات السويسرية قبل أن يسجل فيليب كوتينيو هدف البرازيل الوحيد في الدقيقة 20. لكن على الجانب الأخر، أظهر المنتخب البرازيلي وجها مغايرا يثير الشكوك وعدم الطمأنينة، بعد هدف التعادل للمنتخب السويسري الذي جاء من ضربة رأسية. وقالت صحيفة «فوليا دي ساو باولو» البرازيلية: «البرازيل غيرت من أسلوبها وعوقبت جراء ذلك»، فيما قالت صحيفة «لانسي»: «النتيجة مريرة». فيما سخر موقع «يو أو إل» البرازيلي من هزيمة منتخب «السامبا» أمام ألمانيا في نصف نهائي مونديال 2014، حيث قال في عنوان رئيسي: «سبعة ضد واحد»، ليشير إلى تمكن ستيفن زوبير، لاعب سويسرا، من تسجيل هدف التعادل لمنتخب بلاده وهو محاط بسبعة لاعبين من البرازيل. وهكذا، غابت الابتسامة التي لازمت لاعبي المنتخب البرازيلي خلال أيامهم الأولى في معسكر الفريق بمدينة سوتشي الروسية على شواطئ البحر الأسود، والتي كانوا خلالها عازمين على محو أثار هزيمتهم المفجعة أمام ألمانيا قبل أربع سنوات في مونديال 2014 من خلال التتويج بلقب المونديال الروسي. وعبر نيمار، الذي أكد قبل أيام أن طموحات المنتخب البرازيلي كبيرة للغاية في المونديال الحالي وأنه جاء لروسيا ليصنع شيئا عظيما، إلى غرفة خلع الملابس بعد المباراة وهو مطأطئ الرأس، فيما ظهر أدينور ليوناردو باتشي (تيتي)، مدرب «السامبا» وهو في حالة توتر ملحوظة. وقال: «القلق أضرنا كثيرا، شعرت بغضب شديد من الهدف الذي تلقيناه». وحاول المدافع ميراندا تبرير تعثر منتخب بلاده بالإشارة إلى حكم اللقاء الذي ادعى أنه تغاضى عن دفعة قام بها زوبير ضده قبل أن يسجل الهدف. وقال ميراندا: «لو كنت وقعت أرضا لكان احتسب الخطأ»، فيما أعرب تيتي أيضا عن امتعاضه من الحكم ولكنه أكد في الوقت نفسه أنه لا يرغب في تحميله المسؤولية لتبرير النتيجة. وأضاف تيتي: «كانت دفعة واضحة»، فيما أوضح لاعبو المنتخب البرازيلي أن مدربهم طالبهم بعدم التحدث عن هذا الموضوع، ولكنهم في النهاية انتقدوا عدم لجوء الحكم للاستعانة بتقنية «الفيديو». ومنحت الرقابة اللصيقة التي تعرض لها نيمار فرصة أخرى لتبرير سقوط المنتخب البرازيلي الليلة الماضية، حيث أكد الصحفيون البرازيليون في روسيا، أن نجم منتخب السامبا كان أكثر لاعب ارتكبت ضده مخالفات طوال البطولة. وقالت صحيفة «أوغلوبو» البرازيلية ساخرة: «لقد بدأ موسم الصيد»، مؤكدة أن نيمار (26 عاما) ارتكبت ضده 10 مخالفات من أصل 19 مخالفة ارتكبها المنتخب السويسري طوال المباراة. وتتبقى للمنتخب البرازيلي مباراتان في المجموعة الخامسة أمام كوستاريكا وصربيا، سيسعى من خلالهما لاستعادة البهجة التي صاحبت وصوله إلى روسيا.