المدارس الأوروبية تدرب الآباء والأمهات على كيفية حماية أطفالهم من الاستخدام غير الآمن للانترنت

حجم الخط
0

لندن – «القدس العربي»: رغم الانتشار المتزايد لاستخدامات الانترنت وفوائدها بين كافة أفراد الأسرة، فان الأطفال قد يواجهون أخطارا عديدة قد تتسب في إصابتهم بأمراض نفسية وانحرافات سلوكية، إلى جانب إمكانية تعرض سلامتهم الشخصية بل وحياتهم للخطر نتيجة للتصفح غير الآمن. هذا ما أوصت به دراسة أوروبية حديثة.
وأبدت المدارس في أوروبا مؤخرا اهتماما واسعا بتوجيه الأهالي والمعلمين والتربويين إلى ضرورة الوعي بكيفية حماية الطفل من مخاطر تصفح النت، وذلك بتنظيم دورات تعليمية وتدريبية لكل الفئات بمن في ذلك الأطفال كجزء من دراستهم، مايضمن عدم تعرضهم لتلقي مواد أو رسائل لا تتناسب وأعمارهم، أو تمثل وسيلة لاستغلالهم جنسيا بشكل خاص.
وحسب الدراسة التي فحصت أهمية الاستخدام الآمن للانترنت، بمشاركة ثلاثة آلاف وخمسمئة مستخدم بين 9-16 عاما في بلجيكا، الدنمارك، ايرلندا، ايطاليا، رومانيا، البرتغال، والمملكة المتحدة، وذلك باستخدام عينة عشوائية، وأجريت خلالها مقابلات مع 516 طفلا في المملكة المتحدة، فقد ثبت أن الأطفال في هذا العمر أصبحوا يعانون نوعا من الإدمان على الإنترنت وبالتالي يتعرضون إلى المضار المترتبة عليه، وأشارت إلى ان الهاتف المحمول أو الهاتف الذكي يفضله الأطفال أكثر من أجهزة الكمبيوتر الأخرى كـ «لابتوب أو الآيباد وغيرها» إذ ان الآباء لا يستطيعون السيطرة عليها كما يفعلون في أجهزة الكمبيوتر الأخرى.
واستنادا إلى الخبرة والمنهجية التي وضعتها شبكة الاتحاد الأوروبي للأطفال على الانترنت، أثبتت الدراسة أن الأطفال يستخدمون الهواتف المحمولة بشكل يومي بنسبة 56٪ و 47٪ من المستخدمين الأطفال تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 16 سنة.
وأكدت ان أربعين في المئة من الأطفال يستخدمون الانترنت في منازلهم عدة مرات في اليوم، أغلبها في غرف نومهم. وأثبتت الدراسة أيضا أن أكثر المواقع شعبية وزيارة من قبل الأطفال هي: مقاطع الفيديو، ومواقع التواصل الإجتماعي، والموسيقى. أما الهواتف الذكية فيستخدمها الأطفال في معظم الأوقات لأنشطتهم على الانترنت ولا يتم استخدامها كهواتف للمكالمات إلا قليلا.
وحسب الدراسة فإن الفيسبوك الذي يفترض ان يكون ممنوعا على الأطفال تحت عمر 13 سنة، هو الوسيلة المفضلة لديهم للإتصال مع الآخرين فعند تعبئة البيانات لفتح حساب على الفيسبوك يضع الطفل معلومات خاطئة حول سنه وشخصيته الحقيقية ليستطيع اقتحام هذا العالم الجديد. و18 ٪ تتراوح أعمارهم بين 9-10 سنوات و25٪ هم بين 11 و12سنة.
أما بالنسبة لتويتر أو التغريدات فهناك ما نسبته 14٪ من المستخدمين الأطفال تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 16 سنة.
وبالمقارنة بالسنوات الخمس الماضية، لوحظ أن حجم استخدام الأطفال للانترنت في الوقت الحالي يتضاعف من قبل الأطفال حيث أن جل نشاطاتهم تتمركز فيه.
وأصبحوا أقدر حاليا على التحكم في خصوصية تصفحهم للانترنت لكنهم لا يستطيعون التحكم في الرسائل غير المرغوب فيها.
وأشارت الدراسة إلى أن حوالي 15٪ من الأطفال في المرحلة العمرية بين 9-16 يشعرون بالغضب والإنزعاج من أمور شاهدوها أو إكتشفوها على الانترنت أو وصلتهم عبر البريد الإلكتروني.
أما الأمر الأخطر والأكثر إثارة للقلق لدى الأهالي فهو الرسائل الجنسية التي تصل للأطفال والبلطجة الإلكترونية التي تبتزهم وتؤدي إلى مشاكل اجتماعية وأخلاقية قد تعرض سلامتهم بل وحياتهم للخطر. إذ ان الأطفال يعتبرون أن كل ما يشاهدونه على الانترنت هو صحيح ويتم تصديقه وهنا تكمن الخطورة.
وأكثر هذه التجارب المؤلمة من الرسائل الجنسية من غرباء والتسلط والمتابعة حيث سجلت الكثير من الشكاوى من قبل فتيات في سن المراهقة كن أكثر من تعرض لهذه المضايقات.
وحسب الدراسة فإن 21٪ من الأطفال بين أعمار 9-16 تعرضوا للبلطجة من قبل غرباء، و18٪ غير راضين ومنزعجين من ذلك. وفيما يخص بريطانيا فإن الأطفال بين 11-16 سنة سجلوا أنهم وصلتهم رسائل جنسية أكثر من الدول الأوروبية بنسبة 4٪. ولابد من الإشارة هنا إلى أن هذه الرسائل لا تخلو من الكراهية والعنصرية التي تهدد وتستغل الأطفال والمراهقين
ويبقى السؤال ماذا عن الدول العربية؟ وهل يبدأ الإهتمام حقيقة بالأطفال خاصة وان الانترنت أصبح من أكثر الأنشطة استخداما بينهم مع غياب الرقابة الأسرية والتقنية في العديد من الدول العربية؟ وهل سيكون بوسعنا حماية فلذات أكبادنا من البلطجة الإلكترونية والإنحراف الأخلاقي أو التعرض لأفكار التطرف الديني الذي يتسبب في نهايات مأساوية قد تودي بحياة أطفالنا إلى التهكلة والضياع؟

وجدان الربيعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية