المدينة المقدسة تصرخ ولا مجيب والانتفاضة عرفت طريقها للجامعة الأمريكية في القاهرة

حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي» : بدون أن يقصد تسبب الرئيس الأمريكي في إحراج بالغ لأصدقائه من الحكام العرب، إثر قراره الذي فتح أبواب الجحيم على أمريكا وأصدقائها في العواصم العربية، المشغولين بإقامة قصورهم في الهواء، أو كما روي عن المسيح مخبراعن أهل الدنيا «إنما يبنون قصورهم على الماء».
قبل ساعات وبينما القدس ترتدي العباءة الإسرائيلية اشترى محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، أغلى لوحة في التاريخ بمبلغ 450 مليون دولار.
في الوقت الذي نصحه كتاب ومسؤولون أجانب أن يكف عن شراء المقتنيات والقصور الفارهة، ويهمس رجال دين في المدن المسلمة الفقيرة أن يتوقف عن اقتناء القصور الفارهة. كما يصرخ معارضون في وجه الحكام إرفعوا قبضتكم عن الشعوب واسمحوا بالتظاهر غيرة وحزنا على المدينة المقدسة، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
الصحف المصرية الصادرة صباح أمس الجمعة 8 ديسمبر/كانون الأول، تناولت عددا من الأخبار المحلية التي تشغل الرأي العام، ويأتي على رأسها، «الإعدام» لـ13 من ميلشيات الإخوان. العادلي يخضع للعلاج داخل مستشفى السجن. شرارة انتفاضة فلسطينية جديدة. خلال جلسة «ريادة الأعمال» في منتدى إفريقيا 2017.. السيسي: شبابنا هم الأمل والطموح والقدرة والدولة تضعهم على رأس أولوياتها. وزير الري: مصر الأكثر تضررا من سد النهضة. ورفضنا طلب إثيوبيا مناقشة «الاستشاري» منفردا.. ولدينا سيناريوهات بديلة. أبرز بنود قانون التصالح في مخالفات البناء. تطبيق منظومة التموين الجديدة أول يناير/كانون الثاني. بدء ماراثون الدعاية للانتخابات الطلابية. المالية تطرح أذون خزانة بقيمة 13.7 مليار جنيه. الصحة: انفراجة في أزمة البنسلين.. و«الحق في الدواء»: المشكلة مستمرة.

مدينة مباركة

«هذه المدينة المباركة أيقظت أجمل ما فينا، وها هو أنور الهواري في «مصر العربية» يتجاوز الخطوط الحمر مغردا: يكفي – السيسي – عارا وخجلا، أن المصريين في عهده لا يستطيعون التظاهر كأبسط الحقوق وأضعف الإيمان، للتعبير عن غضبهم من قرار صديقه ترامب. غاضبون من عدوان ترامب على فلسطين، خائفون من بطش السيسي في مصر. هذا هو الوضع باختصار شديد. وحذا عادل صبري في «مصر العربية» أيضا حذو الغاضبين: شكرا لأعدائنا ، الذين يتطوعون بين الحين والحين ، لتذكيرنا بكل إهانة وغطرسة وقسوة أنهم أعداؤنا، شكرا لكم جزيلا.. شكرا لحكامنا الذين لا يخجلون في السر ولا في العلن، لتذكيرنا بأنهم نقطة الضعف في وجودنا، ضعفاء أمام الأعداء وجبابرة على الشعوب، شكرا لكم جزيلا. لحظة تاريخية كاشفة، تزيح الأقنعة عن الوجوه، وتفتح الأبصار والبصائر على ما يتهدد وجودنا من تحديات ومخاطر. لا نامت أعين الجبناء. فيما قال جمال سلطان: «لما طلبة الجامعة الامريكية يتظاهروا ضد قرار ترامب وطلبة الجامعات المصرية ممنوعون من التظاهر والخوف مالئ قلوبهم.. نقول أيه؟ نقول لترامب شكرا لأنك أكدت شكوكنا. فيما هاجم علاء مبارك ثورة يناير/كانون الثاني التي أطاحت بوالده الرئيس المخلوع حسني مبارك، قائلا: «الربيع العبري مزق الأمة العربية»، حسب قوله. ومن الغاضبين بقوة حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، مؤكدا أن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن مدينة القدس، مهين وعدواني، داعيا الحكام العرب إلى الاختيار بين أن يكونوا مع شعوبهم، أو مع ترامب».

لماذا فعلها ترامب؟

«ما الجديد، كي يتجرأ ترامب باتخاذ مثل هذه الخطوة التصعيدية، التي لم يكن هناك أي حاجة أو ضغط للقيام بها؟ يعتقد محمد المنشاوي في «الشروق» أن الإجابة هي غياب أي تكلفة أو ثمن تدفعه واشنطن من جانب الدول العربية والإسلامية. فقد نجحت جهود تهيئة منطقة الشرق الأوسط خلال الشهور الأخيرة كي تصبح القضية الفلسطينية، بما فيها مستقبل مدينة القدس غير ذات أهمية للحكام العرب. وتم إقناع النخب العربية الحاكمة أن الخطر الأهم والوحيد في هذه الفترة من التاريخ العربي هو إيران، وأن إسرائيل يمكنها الوقوف بجانب العرب.. تم تجهيز الساحة السعودية واستخدام قانون «جاستا» ومعناه العدالة في مواجهة رعاة النشاط الإرهابي، لامتلاك أدوات جديدة يمكنها دفع حكام السعودية لتبني أي سياسات تراها واشنطن وحليفتها إسرائيل. وتم الضغط على الفلسطينيين بورقة إغلاق بعثتهم في واشنطن، وتم استرضاء الحكومة المصرية بما يرونه صداقة نادرة وقوية مع الرئيس ترامب، كذلك سمحت توازنات الأوضاع السياسية الداخلية في السعودية أن تضغط الرياض على الفلسطينيين للقبول بكل ما تعرضه عليهم وتقدمه لهم واشنطن وإسرائيل.
وشجع ترامب على اتخاذ خطوته هرولة الدول العربية للتطبيع العلني والسري مع إسرائيل. من هنا يعتقد ترامب أن الحكام العرب سيقبلون الاعتراف الأمريكى بأن القدس عاصمة لإسرائيل والذي لا يتعدى إلا أن يكون اعترافا بالواقع التاريخى والواقع الحديث كما يعتقد ترامب.

ما العمل

«ما هو الدافع الأكثر خطورة وأهمية الذي يجعل ترامب يقدم عليه مضحيا بكل ذلك؟ ما هي الحسابات التي أسس عليها توريط بلاده في هذا التحدي الاعتباطي والمجاني؟ يتساءل جمال سلطان في «المصريون»، أقرب التفسيرات أن ترامب يشعر بقرب سقوطه، وأراد أن يحصن نفسه قدر الإمكان بمجاملة اللوبي اليهودي في أمريكا، وأيضا هناك إدراك صهيوني بأن أيام ترامب في البيت الأبيض معدودة، وقد تتم محاكمته بتهمة الخيانة العظمى، وهذه فرصة تاريخية لا تعوض لكي تقتنص التوقيع على القرار الذي رفض التوقيع عليه أربعة رؤساء سابقين للولايات المتحدة، استشعارا منهم أنه يمثل خطرا على مصالح بلادهم في العالم، حتى إن كان قد حصل على تمرير الكونغرس في حسابات انتخابية داخلية، العالم لا تهمه تلك الحسابات، والحسابات الدولية هي الأهم، وهي التي يقدرها ساكن البيت الأبيض وإدارته، عندما ينظر إلى المصالح العليا لبلاده في الشؤون الخارجية، وهنا ترامب لم ينظر لتلك المصالح، نظر فقط إلى نفسه، ومصيره ومصالحه فكان «صيده» سهلا للوبي اليهودي ولإسرائيل، بأرخص ثمن، بل بلا ثمن أصلا. المراجع الإسلامية في العالم كله، وفي مقدمتها الأزهر الشريف، علقت محذرة من أن هذا القرار يدعم الإرهاب ويغذي التطرف ويفتح أبواب الجحيم على العالم الغربي قبل الشرقي، وهو كلام صحيح ولا يحتاج إلى شرح، كما أن ردود فعل العالم العربي والإسلامي الرسمية المتباينة في قوتها جيدة نسبيا، لكن الأهم الآن الانتقال إلى خطوات عملية، لأن واشنطن لا تحترم إلا ما يكتب في الواقع وليس في الميكروفونات وصفحات الصحف».

لوموا انفسكم

وليس ببعيد عن الكارثة ما كتبه أكرم القصاص في «اليوم السابع»: «إذا كان العربي يرى نفسه ضعيفا، فكيف يريد أن يتخذ موقفا، مع الأخذ في الاعتبار أن تحرك الجمهور على مواقع التواصل وإعلان الغضب واعتراضات وتحذيرات عالمية، أدت بدورها لتراجع جزئي لترامب وتأجيل تنفيذ القرار، لأسباب أمنية. ما بالنا لو نجحت جهود تنظيم مواجهات سلمية في فلسطين وتسليط الضوء عليها، مع وجود فعاليات عربية، بشرط تجاوز حالة شتم الذات والمزايدة التي بلا طائل. المزايدات تتجه رهانا على آخرين، كل طرف يبحث عن شماعة يعلق عليها اتهامه لآخرين، هناك دول لها علاقات وتنسيق وتعاون مع إسرائيل، لكنها تزايد على مصر مثلا، وتثبت التجارب أن مصر كانت في كل أحوالها أكثر الدول دعما للفلسطينيين، وبوجه واحد وليس بازدواجية وانتهازية. هناك حاجة للاعتراف أيضا بأن المزايدة والصراخ واللطم، كلها وقتية وموسمية، لم تؤد لشيء، وأن السنوات الأخيرة شهدت أكبر حالة من الارتباك والتخبط، عربيا، وأن القضية الفلسطينية لأسباب كثيرة تراجعت في أولويات الاهتمامات، لأسباب تتعلق بالفلسطينيين أنفسهم، فقد كانت أحداث 2006 أول انقسام وصراع معلن فلسطيني/ فلسطيني، بعد أن ظلت وحدة الفلسطينيين خطا أحمر طوال وجود الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. مع الأخذ في الاعتبار أن الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي سميت انتفاضة الحجارة كانت أقوى فعل سلمي أدى لنتائج، وبعدها الانتفاضة الثانية، وكانت التحركات الفلسطينية هي التي حركت تعاطفا عربيا ودوليا، وأي تحرك فلسطيني موحد يقود لنتائج أقوى وأكثر تأثيرا».

«روشتة» للمواجهة

كشف محمد عصمت سيف الدولة الباحث المتخصص في الشأن الصهيوني ومؤسس حركة «مصريون ضد الصهيونية» الروشتة الشعبية العربية والإسلامية لمواجهة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بجعل مدينة القدس الفلسطينية عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل سفارة بلاده إليها. وقال سيف الدولة وفقا لـ»الشعب» في روشتته التي تكونت من 4 خطوات، أن الشعوب العربية والإسلامية، إذا اجتهدت وناضلت وتعبت يمكن أن تُجبر الحكام على اتخاذ مواقف حازمة ضد الولايات المتحدة، عقب إعلان الأخيرة نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، لكنه بدا متشككا: «ولكن هل تفعل»؟ وأوضح سيف الدولة، أن هناك حزمتين من ردود الفعل والمواقف التي يمكن أن تتخذها الشعوب العربية، الأولى هي المواقف العاجلة والآنيّة التي يجب اتخاذها فور تأكيد القرار الأمريكي. أما الثانية، فهي المواقف التي يجب أن تتخذها في المدى المتوسط والبعيد وهي الأهم. وأشار إلى أن المواقف الآنية، تكون عن طريق انطلاق التظاهرات في الشوارع والميادين العربية، وعلى الأخص في الأرض المحتلة، وكذلك في الدول العربية التي وقعت ما يسمى بمعاهدات السلام مع إسرائيل، أي في مصر والأردن. وتابع قائلا، ثانيا، تنظيم مسيرات ووقفات أمام مقار السفارات الأمريكية ومقرات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. أما ثالثا، فتنظيم أكبر حملة توقيعات من القوى السياسية والشخصيات العامة تنديدا بهذا القرار».

لا تصدقوا حكامكم

«من السذاجة كما يؤكد محمود خليل في «الوطن»، أن تصدّق ما يردده حكام العرب من أن القرار الأحمق سوف يؤدي إلى نسف عملية السلام وتوقف أي مفاوضات مستقبلية في هذا السياق. هذا الكلام يضحك به الحكام على الشعوب، لأن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل خطوة من خطوات مخطط السلام، الذي استقرت عليه الولايات المتحدة الأمريكية وفصّلته على «مقاس إسرائيل». كثير من الحكام العرب يعلمون ذلك، ولا أريد أن أشتط في القول، وأقول لك إنهم يشاركون فيه. سرقة «القدس الشرقية» من فلسطين خطوة أولى في مسلسل «سرقة الأرض»، وهو النهج الذي تأسست عليه الدولة العبرية، وسوف تعقبه لعبة إمساك السكين وتقطيع أوصال وأراضى الدول المجاورة لإسرائيل، لتحل المشكلة الفلسطينية بعيدا عن مطامع إسرائيل والخريطة التي رسمتها لدولتها الاستيطانية المغتصبة. من العبث أن ننظر إلى خطوة إعلان القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل بعيدا عن مخططات «صفقة القرن». الأمريكان والصهاينة يرون أن العرب سيرغون ويزبدون لبعض الوقت ثم يتقبلون الأمر الواقع، ومن يرضى بالتفريط الكامل في القدس سوف يرضى بتقطيع الأراضي في غيرها. اعلم أن في يد الحكام العرب الكثير من الأوراق للرد على (الأمريكي/ الصهيوني). كل الدول العربية والإسلامية ترتبط بعلاقات دبلوماسية واقتصادية وسياسية مع الولايات المتحدة، وبعضها له علاقات مماثلة مع الدولة العبرية، لديهم البترول، ولا يزال هذا السائل الأسود أداة يمكن اللعب بها مع الأمريكان والدول الداعمة للقرار الأمريكي، لديهم أيضا مليارات الدولارات التي يسيل عليها اللعاب الأمريكي والإسرائيلي. في يد الحكام العرب أوراق كثيرة للضغط، لكن الجميع يتوقع أن استخدام أي منها غير وارد بالمرة، لأن هؤلاء الحكام لا يهمهم وضع الولايات المتحدة وإسرائيل عند حدهما، قدر ما يحركهم حماية كراسي الحكم التي يجلسون عليها».

مصر «تخلجنت»

أسبوع مليء بالمفاجآت يتأمله عبد العظيم حماد في «الشروق»: «الفريق أحمد شفيق يعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية المقبلة، وما هي إلا ثمان وأربعون ساعة حتى يأتي بصورة غامضة إلى القاهرة. وفي يوم ترشح شفيق يصدر الرئيس الأسبق حسني مبارك بيانا ينفي فيه أنه وافق على توطين الفلسطينيين في سيناء، وبعد ثلاثة أيام تعلن وزارة الداخلية العثور على حبيب العادلي. وفي العالم العربي يفاجئنا الرئيس اليمني المخلوع ـ والمقتول لاحقا ـ علي عبدالله صالح بإذاعة وثيقة تثبت تحريض ملك السعودية الراحل فيصل البيت الأبيض الأمريكي على تشجيع إسرائيل على غزو سيناء واحتلالها، لإجبار الرئيس المصري جمال عبدالناصر على سحب قواته من اليمن. وبعدها بأيام ينشق صالح على حلفائه الحوثيين الذين يقتلونه. وسط ذلك كله يمضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (أحب الرؤساء الأمريكيين إلى قلوب معظم الحكام العرب) قدما في خطة الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها. ثم لا تجد الدول العربية ردا غير بيانات التحذير، ما الذي يربط بين هذه الأحداث من القاهرة إلى أبوظبي وصنعاء، وواشنطن وبقية العواصم العربية؟ للإجابة نبدأ بنسبة الفضل لصاحبه، وهو السفير فتحي الشاذلي سفير مصر في الرياض (في تسعينيات القرن الماضي)، فهذا الدبلوماسي المثقف الشجاع هو القائل من قلب الرياض مركز خدمته «إن أخوف ما يخافه على مصر هو خلجنتها». وقد كانت هذه العبارة أو النبوءة أو التحذير هي سبب إنهاء خدمته بأمر مباشر من حسني مبارك شخصيا. لعل الشاذلي كان يقصد بحديثه عن خلجنة مصر سيادة القيم الخليجية على ثقافتها، أو سيادة قانون السلطة هي مصدر الثروة، باعتبار أن الحاكم هو «ولي النعم»، وربما كان يقصد أيضا نزول مصر عن مكانتها الريادية في الإقليم، واستمتاعها بالتبعية لمركز ريادة أو قيادة جديد في السعودية على وجه الخصوص».
الحرب مقبلة

هل أعلنت أمريكا الحرب على فلسطين.. يجيب أحمد فرغلي في «الأهرام»: «نحن بلا شك أمام جريمة سياسية بحق الدين والأمن والسلم، والمجرم الذي يرتكبها رئيس أكبر دولة في العالم، الذي ألقى بكل الأعراف والمواثيق الدولية في قاع المحيط… سنوات طويلة ونحن نتابع تصرفات وأفعال ومواقف أمريكا تجاه القدس ومزاعم السلام الكاذب، وكذلك ما يتعلق بقرارات مجلس الأمن والعودة لما قبل 67.. لكن أمريكا تثبت في كل مرة أنها تعادي شعوبنا. فمنذ صدور قرار للكونغرس الأمريكي عام 1995 بالموافقة على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، الذي كان يتم تأجيله، وهناك عرقلة مستمرة لمنع إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس. ما هذا الجبروت؟ أمريكا الآن تصبح شريكا علنيا وتمارس العدوان على طريق الصليبيين. وللتدليل على هذا يكفي ما قاله رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو الذي وصف الحدث بالمهم جدا للشعب اليهودي، وأشار إلى أن الهوية التاريخية الوطنية للشعب اليهودي تتعزز يوميا، إلا أنها ستحصل اليوم على دفعة جوهرية.. وأن لديهم تحالفا فريدا وقويا مع الولايات المتحدة. الذي يقرأ التاريخ يتأكد أن القدس واحدة من أقدم مدن العالم تعود إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، وحملت العديد من الاسماء وكانت خاضعة للنفوذ الفرعونى ودخلها الخليفة عمر بن الخطاب في العصر الإسلامي الأول، وشهدت نهضة علمية. وفي عام 682 ميلادية بدأ عبد الملك بن مروان بناء مسجد قبة الصخرة بها، ثم أعيد بناء المسجد الأقصى عام 709 ميلادية وسقطت القدس بعد خمسة قرون من الحكم الإسلامي في يد الصليبيين الذين قتلوا قرابة 70 ألفا، ودنسوا المقدسات الإسلامية حتى جاء صلاح الدين الأيوبي ليسترد القدس من الصليبيين ويعيد تعميرها ثم يعود الصليبيون مرة أخرى».

ما علاقة حماس بالموضوع؟

رغم أن ترامب هو الذي تسبب في الكارثة غير أن خالد صلاح في «اليوم السابع» يغير بوصلة الهجوم: «لقد أسهمت حماس في شق الصف الفلسطيني، وبدلا من أن توجه سلاحها للعدو وجهت رصاصها لفتح والقيادات الفلسطينية، ولقد أسهم الإخوان في سوريا في إسقاط بلادهم وتدمير جيشهم ليخرج نهائيّا من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي، هذا بالضبط ما جرى في اليمن والعراق وتونس وليبيا، كل هؤلاء الذين يلومون الأنظمة السياسية اليوم هم أنفسهم الذين حاصروا هذه الأنظمة بالإرهاب والعنف، والاستقواء بالخارج، وشق صف الأمة العربية بالكامل، وإثارة الفتن، والعمل على إضعاف الجيوش العربية، وإرباك الدولة الوطنية في كل ربوع العالم العربي. الآن، هذه القوى الخبيثة نفسها تحاول أن تغسل أيديها من هذه الجريمة، وتعيد طرح الأسطوانة القديمة حول جدارة الأنظمة بالمواجهة، وحول دور الجيوش العربية في الحرب المقدسة، أي حرب مقدسة أيها الأغبياء بعد أن دنستم كل ما هو مقدس، وطعنتم جيوشكم في الظهر في خيانة كاملة للقضية المركزية في العالم العربي؟ هذه القوى الخائنة تقول الآن: أين الجيوش العربية؟ هل نسيتم ماذا فعلتم في جيوش سوريا والعراق وليبيا واليمن وتونس؟ هل نسيتم كيف تآمرتم مع كل قوى الغدر لتتورط هذه الجيوش في حروب داخلية لا نهاية لها، إن جاز اليوم أن نجري محاكمة تحدد المسؤولية عن ورطتنا في قضية القدس، فعلينا أن نحاكم حماس وحزب الله والحوثيين والقوى السورية التي تآمرت على بلادها، و«القاعدة» و«داعش» وغيرها من القوى المزيفة الخائنة التي زعمت أنها تناضل من أجل المسجد الأقصى، في حين أنها ناضلت لتسلم الأقصى والقدس على طبق من ذهب لإسرائيل».

عار العرب

«بضربة قاضية، كما يصف صبري الموجي في «الأهرام» تجرّد صاحبُها من معاني الرحمة وأخلاق الفرسان ـ أصاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفاوضات السلام بين الدولة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية في مقتل، والحقيقة أن قرار ترامب الأخير ومُطالبته بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس هو ترسيخٌ عملي لنظرية (العصا والجزرة) التي تحكُم سير العلاقة بين الولايات المتحدة والعرب من جهة، وبينها وبين إسرائيل من جهة أخرى، حيث تُبارك أمريكا وتؤيد – استنادا إلى هذه النظرية – كل ما تصنعه قوى الاحتلال الإسرائيلي في حق فلسطين، من قتل للأبرياء، وتدمير للأرض وهتك للعرض، وترويع للآمنين، وتهجير للمُستضعفين، وغيرها من أعمال إجرامية لا تخفى على ذي بصر، في حين أنها ترفض ردود الأفعال من الفلسطينيين، مُعتبرة أن دفاعهم عن أنفسهم هو صورةٌ من صور التطرف الذي لابد أن يُعامل أصحابُه كمجرمي حرب، ويخضعوا لمساءلة المُجتمع الدولي. إن قرارا كهذا الذي خالف فيه ترامب رؤساء أمريكا السابقين، هو طعنةٌ نافذة في قلب مفاوضات السلام، أضافت إلى جراحات القضية الفلسطينية جُرحا جديدا لن يكف عن النزيف. إن قضية فلسطين التي بدأت تقرع آذاننا منذ وعد بلفور 1917 الداعي لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، هي تجسيدٌ حي لأقسى درجات الظلم والعدوان من قبل الكيان الصهيوني، في مقابل أشدِ أنواع التخاذل والهوان من قبل العرب، الذين نسوا أنهم ودولة فلسطين المحتلة أشبه بقطيع الثيران الذي أمن هجمة الليث بتعاضده وتآزره، وبمجرد أن طالته يدُ الفرقة لم يأمن غدر الليث الذي مزقه أشلاء! إن ضياع فلسطين هو جريمةٌ في حق العرب جميعا، ووصمة عار في جبين الأمة العربية من أقصاها إلى أقصاها».

لم يتحرك أحد

«قرار ترامب لم يصدر فجأة، بل سبقه كما يؤكد عبد الناصر سلامة في «المصري اليوم»، تمهيد واسع، كان آخره تصريحات أمريكية رسمية بأن الرئيس سوف يصدر يوم الأربعاء (الماضي) قرارا بهذا الشأن. قبل ذلك كان هناك للأسف تمهيد في عدد من العواصم العربية، على المستويات الرسمية أحيانا، والإعلامية أحيانا أخرى، ومستويات النخبة في أحيان كثيرة، فيما بدا أن هناك تنسيقا بين هذه العواصم، وربما ما هو أكثر من ذلك. في مصر على سبيل المثال خرج من يقول أن المسجد الأقصى الموجود في القدس ليس هو أولى القبلتين وثالث الحرمين، ليس هو المذكور في القرآن الكريم، حتى وصل التشكيك إلى ثوابت الدين المتعلقة بهذه القضية، ومن بينها حادثة الإسراء والمعراج. في إحدى دول الخليج نشطت الكتائب الإلكترونية في الآونة الأخيرة تُروِّج لأهمية العلاقات مع إسرائيل، ولتذهب القضية الفلسطينية إلى الجحيم. مصادر أمريكية كشفت أيضا عن ضغوط من إحدى العواصم على الرئيس الفلسطيني محمود عباس للقبول ببلدة أبوديس، الواقعة على أطراف القدس، كعاصمة للدولة الفلسطينية. في الوقت نفسه أصبحت معظم البلدان العربية تزحف نحو إسرائيل سرا وعلنا. القرار الأمريكي لم يكن أبدا وليد الأربعاء الماضي، فقد كان أحد أهم محاور البرنامج الانتخابي للرئيس الأمريكي، حتى بعد إعلان نتيجة الانتخابات مباشرة، أكد مرارا ذلك الهدف، الذي لم يجد أي رد فعل عربي آنذاك، على اعتبار أن الجميع يخطبون ود الوافد الجديد، المتحفز للنفط العربي والمال العربي، بل لكل ما هو عربي، حتى إنه أصدر قرارا بمنع مواطني 6 دول عربية من دخول الولايات المتحدة، بدون أن يحرك ذلك ساكنا أيضا، ثم بعد ذلك ربط بين الإسلام والإرهاب في معظم أحاديثه، أيضا لم يتحرك أحد».

صديق السيسي يروج لصفقة القرن

«ومن معارك يوم الجمعة تلك التي شنتها «الشعب»: «في هجوم مصطنع، خرج الإعلامي المعروف بقربه من دوائر النظام الحاكمة للبلاد، مهاجما قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن فيه أمس رسميا القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل سفارة بلاده إليها. وحاول أديب بطريقته المعتاده اجتذاب المشاهدين، عبر نبرة صوت عالية، لكن في هجومه أو استنكاره لما حدث، لم يضف أي كلمات أو معلومات جديدة، أو حتى دعا المواطنين للخروج للشوارع من أجل رفض القرار، لكنه حاول تصوير الأمر كعادته، أنه إجبار وعلينا أن نقبله. كما حاول أيضا أن يقول بأن مصر بعد ذلك القرار هي المعنية بالقضية الفلسطينية وبحلها، ويجب أن تجد أرضا بديله لهم، لأن قرار ترامب جعل إسرائيل هي الأحق بالقدس، حسب قوله وقال أديب: «في سؤال محدش بيسأله: لو ضاعت القدس ومبقتش عاصمة فلسطين؟ هتبقى عاصمتها أيه؟ وقتها بقى هنرجع للفكرة الأمريكية الإسرائيلية بتاعت تبادل الأراضي، إن هو عنده وهم أن مصر في لحظة من اللحظات هتقرر تديه قطعة من سيناء تكون بديل عن القدس وأضاف: «وهو من دلوقت بيحط ظهرك للحيط وبيحطك في موقف محرج.. واتصرف وشوفلهم حتة أرض عندك».

أخطاء شفيق

«حاول البعض، كما يشير هاني لبيب في «الوطن»، أن يختلق الأزمات بين مصر والإمارات، لدرجة أن وصل الأمر ببعضهم لاتهام الإمارات بالإساءة للفريق شفيق، واختزال العلاقة السياسية بين مصر والإمارات في شخص شفيق، وكأنه هكذا تدار العلاقات الدولية والدبلوماسية بين الدول. انتخبت الفريق أحمد شفيق، ولم أنتخب محمد مرسي؛ لقناعاتى برفض الدولة الدينية الفاشية لجماعة الإخوان الإرهابية، ولقناعاتي أن الفريق شفيق صاحب خبرة رجل الدولة في نهاية الأمر. وهو الأمر الذي يجعلني أعتب عليه الآن لكونه ترك أتباعه يروجون شائعات تشق الصف الوطني، ما اضطره بعد ذلك لنفي ما روجوا له، سواء تقديرا لدولة الإمارات التي كرمته وعززته على أرضها خلال السنوات الخمس الماضية، ثم تقديرا لمصر التي استقبلته كرمز في صالة كبار الزوار، وأعدت خطة لتأمينه وعودته لمنزله. أعتب أيضا على الفريق شفيق لإعلانه نية ترشحه من دولة الإمارات، بعيدا عن أرض وطنه، لما تسبب فيه هذا الشكل في الإعلان من لغط حول كونه يختبر أمر ترشحه، أم كونه جادا في خوض العملية الانتخابية. كما فتح باب التشكيك في العالم الافتراضي حول كونه صاحب رؤية سياسية لمصر، أو كونه مجرد طموح شخصي لرد الاعتبار لما حدث معه في انتخابات 2012 والارتكاز على كتل تصويتية تحولت للمنطقة الرمادية بسبب ولائها للجماعة المحظورة، أو لتيارات سياسية أخرى.. تضع نصب أعينها رد الاعتبار لنظام ما قبل 25 يناير/كانون الثاني واسترجاع ولاء الدولة العميقة له. تُرى.. هل يتحمل أحمد شفيق أتباعه الذين قدموا أنفسهم خلال الفترة الماضية باعتبارهم وكلاء حصريين للحديث باسمه وعنه؟ وهل يتحمل -بالتبعية – كذبهم وشائعاتهم التي اضطر إلى أن ينفيها ويكذبها بعد أن خسر مؤيديه قبل المختلفين معه سياسيا وفكريا؟».

ماذا لو اطلع على أحوالنا؟

السؤال حول سيد البشر الذي يسرد ناجح إبراهيم في «المصري اليوم» بعض مواقف من سيرته: «نظر الأعرابي إلى وجه النبي قائلا: أنت محمد بن عبد الله؟ فقال: نعم. فقال الأعرابي: أشهد أن هذا الوجه ليس بوجه كذاب، فإذا كان القلب صادقا مع الله انعكس على كل الجوارح، العيون واللسان وكل شيء، كلمة واحدة أو نظرة واحدة، أو موقف واحد من داعية صادق مع ربه قد تؤثر أكثر من عدة خطب من داعية ميت القلب والعزيمة، همه التوقيع في دفتر الحضور والانصراف، أو إرضاء أرباب السلطة أو المال، فالدعوة رسالة وليست وظيفة. قيل لك يا سيدي: «إدع على دوس» فرفضت القسوة ودعوت لهم، وقيل لك «ادعُ على ثقيف» التي قتلت مبعوثك إليهم، وفقأت أعين 14 صحابيا وقتلت آخرين، فأبيت ودعوت لهم «اللهم أهد ثقيفا وأت بهم» وآذاك قومك وضربوك بالحجارة وشتموك فرفضت عرض ملك الجبال أن تطبقها عليهم ودعوت: اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون دعوت للناس ورفضت أن تدعو حتى على من آذاك، أمرتنا أن نعفو عمن ظلمنا، فظلمنا من لم يظلمنا، وقهرنا من لم يقهرنا، وقتلنا الآمنين في المساجد والكنائس والشوارع، أمرتنا أن نصل من قطعنا، فإذا بنا نقطع أرحامنا ونعق أمهاتنا، رغم أن الأمومة فيها شيء من معنى الربوبية في العطاء دون منٍّ ولا أذى ولا انتظار مقابل، وتنكرنا لآبائنا، وأكلنا ميراث شقيقاتنا ونحن نصلي ونحج، عذرا يا سيدي يا رسول الله، بشرت ونفرنا، ودعوت للحب فنشرنا الكراهية والبغضاء، دعوت للزهد في الدنيا وإيثار الآخرة فزهدنا في الآخرة وما عند الله، وطمعنا في الدنيا، والدينار والدولار، بل تصارعنا عليها».

الضحية يتكلم

روى وحيد محمود رفاعي، الشاب المصري المعتدى عليه في الكويت، كواليس الواقعة، لافتا إلى أن المعتدي جاء إلى ورشة إصلاح الدراجات البخارية «الموتوسيكلات» وقت راحة الفنيين، من أجل إصلاح الموتوسيكل الخاص به، وعندما أبلغته بأن الفنيين في فترة راحة قام بالاعتداء عليّ. وأضاف رفاعي، وفقا لـ«المصريون» خلال تصريحات خاصة لبرنامج «هنا القاهرة»، مع الإعلامية بسمة وهبة، على قناة «القاهرة والناس»: «اللي حصل لم يتعد الدقيقتين، الشاب ده جه المحل وقالي عاوز أصلح الموتوسيكل قولتله الناس في فترة راحة بدأ يضرب حاولت أدافع عن نفسي وضربت أيضا ولكن آخر ما أتذكره هو ضربي ببطارية على رأسي ما أفقدني الوعي».وتابع: «أنا شُفت الفيديو بعد ما فوقت شوية في المستشفى، أول مرة أتعامل مع الشخص ده».

المدينة المقدسة تصرخ ولا مجيب والانتفاضة عرفت طريقها للجامعة الأمريكية في القاهرة

حسام عبد البصير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية