التحريض الصهيوني أو اليهودي ضد الإسلام ليس له قيمة تفسيرية كبيرة، كما يذهب إلى ذلك الدكتور عبد الوهاب المسيري. فمن منظور المصالح الاقتصادية الأسواق العربية أهم بكثير للغرب من إسرائيل، إضافة إلى البترول الذي توجد النسبة الأكبر منه في العالمين العربي والإسلامي.
ويفهم الدّعم الغربي لإسرائيل ومعاداته للعالم الاسلامي تحت بند مشروع الهيمنة الامبريالي الذي وظّف إسرائيل كأداة له في المنطقة. وهي كيان وظيفي ضمن مخطّط توسّعي استعماري. يبحث الغرب عن دول خانعة وخاضعة ومستسلمة، أمّا الدول الاسلامية المعادية للمشروع الامبريالي الغربي، التي ترفض أن تصبح مادّة استعمالية يوظّفها الغرب كما يشاء فهو يعاديها.
والعداء الغربي للإسلام تحديدا قديم تاريخيا، فهو يهادن العالم الإسلامي عندما يكون قويا، ويصبح عداؤه صريحا وعنصريا مباشرا عندما تضعف الدول الاسلامية. والمثال القريب الذي يؤكّد ذلك هو الامبراطورية العثمانية، فهي التي كان الغرب يخشاها زمن قوّتها ويهاب حضورها العسكري، وهو نفسه الذي قسّم الدول العربية والمسلمة، التي كانت تشكّل هذه الامبراطورية، وذلك إثر ضعفها، الأمر الذي انتهى بإقامة حدود استعمارية بين دولها، مازلنا نعاني أثرها إلى الآن. وقد عرف العالم الإسلامي تقريبا كلّ أنواع الاستعمار الغربي، وإن كان فعل التوسّع متبادلا تاريخيا ووثائقيا، لكن الاختلاف يكمن في طبيعة الهيمنة ومآلاتها، فاتّساع رقعة العالم الاسلامي كانت تتمّ على حساب الغرب، مقابل ذلك كان اتّساع العالم الغربي يُنجز على حساب العالم الاسلامي. أمّا الفرق فيتحدّد في طبيعة التمييز بين الخصوصية الحضارية والمشترك الانساني العام، بمعنى من حافظ على خصوصية الآخر الحضارية، وبحث في الاستفادة من المشترك الانساني العام بما يعنيه من علوم وتقنية وفلسفة وآداب، ومن كان هدفه ولا يزال ضرب الخصوصية الحضارية وتدجين الشعوب وتنميطها، وفق نموذجه هو وتشكيله الحضاري الخاص، وصولا إلى سلب الهوية وطمس المميزات الثقافية والحضارية، من خلال نشر ثقافة الاستهلاك والعمل على الغزو الفكري واستعمار العقول. هكذا هي الحضارة الغربية، تتمركز حول ذاتها تعتبر امتدادها إلى اليونان القديمة، ولا تذكر فضل المسلمين في تحقيق نهضتها عبر الفلسفة والعلوم التي قُدّمت إليها واستفادت منها أيّما استفادة، وذلك في تطوير نمط حياتها النظرية والمادية، وفي الخروج من ظلمات القرون الوسطى التي ساد فيها استبداد الكنيسة الكاثوليكية المطلق في حصار الفكر والعقلانية النقدية.
واليوم تواصل الرؤية الغربية اختزال الإنسان وتسعى إلى تنميطه وفق ثقافة غربية علمانية استهلاكية، هي مضمون التقدّم وفق تقديرها، ومن الطبيعي أن تظهر في العالم الإسلامي، الذي استمدّ في تشكيل وعيه الحضاري مدلولات النص الديني وتعاليمه الإنسانية ذات المضامين القيمية والأخلاقية أشكال متنوّعة في الدّفاع عن الانسان بدرجة أولى بإبعاده قدر الإمكان عن مساعي تشييئه، وبالدرجة الثانية منع إعادة تشكيل الثقافات والحضارات وفق النموذج الغربي الاستهلاكي والمادّي المفرط.
مثل هذه السياسات الخاطئة والمشاريع التوسعية أضاعت إمكان التواصل الثقافي والديني، فالنقاط المشتركة بين الديانة المسيحية والديانة الاسلامية كثيرة، وبدل أن يشكّل ذلك نقطة انطلاق حقيقية للحوار وأساسا للتعاون بين الغرب المسيحي والعالم الاسلامي، تحوّلت نقاط التشابه والتجاور بين العقيدتين إلى مصدر صراع ونزاعات متعدّدة، ترجمت سياسيا ودينيا وثقافيا وحضاريا. فالدّين يجسّد رؤية للكون، وليس مجرّد شعائر متقلّصة ضمن أطر ذاتية وشخصية، ومعانيه الحقيقية اذا ما استوعبت نظريا وطُبّقت عمليا فإنّها توفّر التعايش السلمي والإخاء الإنساني بين مجتمعات تبنى على العدل والإنصاف، والإيمان الديني الحقيقي لا يتحوّل إلى تعصّب ينطلق من كره الآخر، فالقضية هنا قضية تعريف وتمثّل ونقطة انطلاق تدعو للتّجاوز والإنسانية.
كاتب تونسي
لطفي العبيدي
اذا كان التشابه موجود بين الديانتين فكيف يفسر كل هذا الصراع لمدة قرون ثم الان الغرب اصبح علمانيا تقريبا لا يؤمن وثقافته استهلا كية فلما هذا العداء ربما الخوف علي ثقافته مقابل الثقافة الاسلامية العداء قائم الى قيام الساعة بين الغرب المسيحي والاسلام مع ان الغرب اصبح يحمل بذور فنائه العلمانية والثقافة الاستهلاكية فالانسان بطبيعته بحاجة الى الدين لأنه بدون دين يتحول الى حيوان مع التطور اللذين يعيشونه فهم بدرجة حيوانات مفكرة تؤطرها قوانين وضعية وما أسهل علي الانسان ان يتخطى تشريعاته الوضعية فالعقلانية الحقة لا تكنمل ولا تؤطر الا بالدين لأن الانسان العقلاني بدون دين يمكن أن يأخذه عقله الى أبعد ما يمكن حتى لقتل أخيه الا نسان والا كيف تفسر جريمة نا غازاكي وهيروشيما الغرب يحمل بذور فنائه وما انحلاله واندثاره الا قضية وقت.
صِدْقٌ ما قلتَ، و تقول بإذنه و تُصْدَقُ. شكرا