يبدو أن المشهد اليمني يتجه لأن يأخذ منحى تقليدياً مشابهاً لما يحدث في لبنان بكل المقاييس ، فأن الطيور على أشكالها تقعُ ولِم لا إذا كان المدرب والمخطط والممول واحدا. وإذا ماتشابهت الامور وتطابقت فلا هلع ولا أستغراب ولاجزع أواستعجاب، الامور تسير كما رسم وخطط لها ، الحوثيون او كما يسمون انفسهم بأنصار الله واللهُ بريء مما يعملون لم ينزلوا من السماء عبر مظلات إيرانية او يأتوا من البحر عبر زوارق حربية بل ربوا وترعرعوا على مرأى ومسمع كل اجهزة الدولة وبعلم كل دول المنطقة ، الحروب الست التي خاضها نظام علي عبدالله صالح السابق ضدهم لم تكن حروباَ بمعنى الكلمة بل مجرد تدافعات وتحرشات قبض فيها الطرفان الثمن وكما أن الضربة التي لا تكسر تقوّي والحوثيون أستفادوا من تلك المناوشات أكثر من غيرهم فقد وجدوا في تلك الحروب الكاذبة ضالتهم التي ينشدونها وهي الراعية الامينة والام الحنون التي تدر عليهم بلبنها بلا منية وتكون صلة القرابة ببنهم اكثر من صلة الرحم بل تتجاوز إلى حد العبادة والتعبّد ليصبح ليس انصار الله كما يدعون بل انصار اية الله.
مازال الشعب اليمني لم يستوعب ما حدث من قبل تلك المليشيات من استيلاء على كل مفاصل الدولة ومرافقها والاستيلاء على كثير من مدخرات الجيش اليمني من عدةٍ وعتاد وبسط سيطرتهم على كثير من المحافظات الشمالية ربما لاسبابٍ منها – ان الهوة التي خلقتها الحكومة بينها وبين الشعب يجعل من الصعب ان يشعر الشعب بالألم لما حدث بالسرعة الفائقة ، ثانياً ان تسليم الجيش والاجهزة الامنية كل المعسكرات والمقار الامنية للحوثيين وفتح الطريق امامهم احدث صدمة عميقة عند معظم قطاعات الشعب لم يستفق الكثيرون بعد من هولها ، ميليشيات الحوثي يعلمون علم اليقين ان الوقت ليس في صالحهم ولذا فهم يسارعون الوقت في كسب اكثر عدد من الغنائم والمغتنيات قبل ان يفيق الشعب من صدمته ، هم كالضباع التي تسارع الوقت لالتهام اكثر ما تستطيع من الفريسة الملقاة في ارض الاسود قبل ان تقبل الاسود فهي لاتدري ماسيحدث بعد ذلك .
ان ماعمله ويعمله حزب الله الإيراني في لبنان قد نُقِلَ بحذافيره ليُطبّق في اليمن ولكن بطريقةٍ مُثلى واوسع فانصار الله الموالين لإيران اقتحموا كل شيء واستولوا على كل مفاصل الدولة واخذوا معدات وعتاد الجيش خلافاً لنصرالله وجماعته فهم صحبةُ والجيش البناني ربما لاختلاف الانسجة الاجتماعية أو أكتفاء حزب الله الإيراني بما لديه فهو يملك من العدة والعتاد ضعف ما يملكه الجيش البناني ، كما أن القرار السياسي الذي يملكه ً وقوته العسكرية يجعل منه معطلاً دائماً لايجاد رئيس او حكومةً في لبنان ، كذلك الامر في اليمن، فالحوثيون او ما يسمون بأنصار الله يلعبون الدور نفسه من تعطيل و مماطلة وتأجيل، يقولون في الصباح مالايفعلون في عاقبة النهار وينكثون عهدهم في كل يومٍ مرتين.
صالح الدباني ـ امريكا