المعارضة السورية تبعد قوات النظام عن مطار استراتيجي وتنتزع المبادرة في ريفي إدلب وحماة

حجم الخط
2

إدلب – حلب – «القدس العربي» : تمكنت فصائل المعارضة السورية و»هيئة تحرير الشام» من إبعاد قوات النظام عن مطار «أبو الظهور» العسكري في ريف إدلب (شمال غرب)، بعد معارك ضارية بدأت فجر أمس الخميس، حسب مصادر للمعارضة ومراسل الأناضول. وكانت قوات النظام اقتربت ليلة أمس من المطار لمسافة مئات الأمتار بقصد السيطرة عليه، ما دفع فصائل المعارضة والهيئة إلى شن هجوم معاكس لطرد تك القوات.
وأفادت مصادر للمعارضة في المنطقة بأن قوات النظام السوري تراجعت حتى كيلومترات عدة عن المطار، تحت وطأة هجمات فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام المناهضة للنظام. وأضافت أن فصائل المعارضة والهيئة تمكنوا من السيطرة على عدد كبير من القرى، التي دخلتها قوات النظام، خلال الأيام القليلة الماضية. وقالت مصادر في المعارضة إن المعارك أدت إلى مقتل العشرات من جنود النظام والميليشيات المساندة له، إضافة إلى أسر أكثر من عشرين آخرين، فيما لا تزال المعارك مستمرة.

المعارضة تتقدم

وحققت المعارضة السورية المسلحة تقدماً ملحوظاً خلال الساعات الماضية، في جبهات ريف حماة الشرقي وريف إدلب الجنوبي، خلال معاركها المستعرة مع قوات النظام السوري والمليشيات الأجنبية الموالية له، وذلك بعد إعلانها عن تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة تحت مسمى»رد الطغيان» لصد الهجمات العسكرية لقوات النظام، على مناطق ريفي إدلب وحماة.
وقالت فصائل المعارضة في بيان اطلعت عليه لـ»القدس العربي»، إن تشكيل غرفة عمليات «رد الطغيان» جاء بعد الحملة الشرسة التي شنتها عصابات الأسد، مدعومة بالطيران الروسي والميليشيات الداعمة لها، على المناطق المحررة في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشرقي، وقتلها وتهجيرها للمدنيين، واحتلالها للقرى المحررة، ضمن حملة جوية ومدفعية وصاروخية مكثفة. وأكدت فصائل المعارضة على أن هدف تشكيل غرفة عمليات «رد الطغيان» هو صد الهجوم الهمجي، وتحرير المناطق المحتلة في ريفي المدينتين. حيث تضم الغرفة فصائل: فيلق الشام، جيش النصر ، جيش إدلب الحر، جيش النخبة، والجيش الثاني.
وقالت مصادر ميدانية لـ»القدس العربي»، إن فصائل المعارضة استعادت أكثر من 15 قرية شملت كلاً من قرى وبلدات والزرزور، والخوين، وعطشان، وأم الخلاخيل، وتل مرق، والسلوم، وأبو عمر، ومزارع النداف، وتل سلمو، وتل الخزنة، والويبدة، وحاجز النداف وحاجز الهليل بريف إدلب الجنوبي وحماة الشرقي، وفق إستراتيجية عسكرية تهدف إلى إبعاد النظام عن مطار أبو الظهور العسكري. وأشارت إلى أن الفصائل العسكرية تمكنت من أسر 20 عنصراً من قوات النظام في بلدة الخوين، إضافة إلى اغتنام دبابتين وثلاث عربات «BMB» وأسلحة أخرى متنوعة، وتدمير دبابتين وقاعدة صواريخ كورنيت، أثناء هجومها على مواقع قوات النظام والميليشيات التابعة لها في ريفي حماة وإدلب.

مقتل 35 من النظام

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن فصائل المعارضة بدأت هجوما مضاداً على تمركزات لقوات النظام في محيط مطار أبو الظهور العسكري وعدة محاور في ريف إدلب. وقال المرصد، في بيان صحافي أمس ، إن مواجهات ، هي الأعنف ، تدور بين الطرفين، وسط قصف مكثف من الطائرات الحربية ومئات القذائف المدفعية والصاروخية، على تمركزات هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني وحركة أحرار الشام الإسلامية والفصائل المساندة لها في المطار ومحيطه، ومنطقة تل سلمو. وأشار المرصد إلى مقتل 35 على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، وإصابة عدد آخر بجراح، فيما تم أسر 14 آخرين. وحسب المرصد ، لم يتوقف دوي الانفجارات العنيفة خلال الساعات الماضية، نتيجة استمرار القصف من قبل الطائرات الحربية والقصف من قبل قوات النظام على مناطق في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي.
ولم تمنع الطائرات الروسية وغاراتها المكثفة فصائل المعارضة من التقدم في ريفي حماة وإدلب، حيث أكد قائد عسكري لـ«القدس العربي»، أن الفصائل المقاتلة استطاعت أن تستعيد السيطرة على قرى ومناطق عدة كانت قد خسرتها في الأيام القليلة الماضية، رغم كثافة القصف الروسي على نقاط الاشتباك ومساندته الجوية. وقال إن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من التقدم لإبعاد خطر سيطرة قوات النظام على مطار أبو الظهور الإستراتيجي وحصار جنوب حلب، حيث أوضح أن الهدف الرئيسي للمعركة هو وضع حد لتقدم قوات النظام والميليشيات الإيرانية، واستعادة النقاط كافة التي خسرتها الفصائل خلال الأيام الماضية. ويرى أن أهم تطور في هذه المعركة هو تحوّل فصائل المعارضة من موقع الدفاع إلى الهجوم، موضحا أن جميع الفصائل تدافع عن جبهتي ريفي حماة وإدلب، حيث شددا على أن المعارضة لن تتوقف حتى تستعيد كامل المناطق التي خسرتها لصالح النظام والميليشيات المقاتلة بجانبه.
يشار إلى أن معارك ريفي حماة وإدلب تمثل بالنسبة للنظام السوري والميليشيات الموالية له بعداً إستراتيجياً، جوهره الوصول إلى مطار أبو الضهور الاستراتيجي، وفصل مناطق سيطرة فصائل المعارضة في إدلب وحلب إلى شطرين، حيث تمكنت خلال الأيام القليلة الماضية من الوصول إلى مشارف مطار أبو الظهور بعد السيطرة على عشرات القرى والبلدات بريفي حماة وإدلب.
ويقع مطار «أبو الظهور»، المحاذي لبلدة تحمل الاسم نفسه، على بعد 40 كيلومترًا شرقي مدينة إدلب، وسيطرت عليه فصائل المعارضة في سبتمبر/ أيلول 2015.
وتشكل محافظة إدلب مع ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي إحدى مناطق «خفض التوتر»، التي تم التوصل إليها في مباحثات أستانة، العام الماضي، بضمانة من تركيا وروسيا وإيران. واستدعت الخارجية التركية، أمس الأول الثلاثاء، سفيري روسيا وإيران لدى أنقرة، للتعبير عن انزعاجها جراء هجمات النظام السوري على إدلب. ودعا وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أمس، طهران وموسكو إلى الضغط على النظام السوري، وتحمل مسؤولياتهما إزاء مناطق «خفض التوتر» المتفق عليها.

إصابة طائرة

وقال قائد عسكري في غرفة عمليات رد الطغيان ، التي انطلقت فجر أمس، لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) إن «الكثير من عناصر قوات النظام والموالين لهم يفرون من نقاطهم بعد تقدم مقاتلينا في ظل غياب الطيران الحربي فجر اليوم بسبب الأحوال الجوية ، الأمر الذي سهل مهمة المقاتلين في التقدم».
وبين القائد العسكري اطلاق غرفتي المعارك نداء لكافة الفصائل للمشاركة في المعارك ، قائلا « على الإخوة جميعاً قادةً وجنداً التوجه إلى أقرب منطقة في ريفي حماة وإدلب، والنداء موجه للقادة قبل الجنود ، كونوا عوناً لإخوانكم في الجبهات التي تشارك فيها فصائل (فيلق الشام، وجيش النصر، وجيش ادلب الحر، وجيش النخبة، والجيش الثاني ، وأحرار الشام ، والحزب التركستاني ومقاتلي هيئة تحرير الشام ، والكثير من المدنيين) «. وكان مصدر عسكري في غرفة عمليات رد الطغيان أكد لـ ( د. ب. أ) أن « طائرة حربية تابعة للجيش السوري تمت اصابتها بالمضادات الأرضيّة قرب بلدة عطشان في ريف حماة الشمالي الْيَوْم الخميس، واشتعلت النيران بالطائرة التي تابعت تحليقها باتجاه مطار حماة العسكري».

المعارضة السورية تبعد قوات النظام عن مطار استراتيجي وتنتزع المبادرة في ريفي إدلب وحماة
قتلت وأسرت العشرات من جنوده وأصابت طائرة له وشكلت غرفة عسكرية مشتركة وسيطرت على 15 قرية
عبد الرزاق النبهان ووكالات

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    (فيلق الشام، وجيش النصر، وجيش ادلب الحر، وجيش النخبة، والجيش الثاني ، وأحرار الشام ، والحزب التركستاني وهيئة تحرير الشام)
    هؤلاء شكلوا غرفتين واحدة تُسمى : رد الطغيان وهي للجيش الحر والأخرى للفصائل الإسلامية
    الجديد هو بتطوع المدنيين بالقتال دفاعاً عن قراهم
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول مراقب حر:

    إعتقد الطاغية السفاح بشار أن الحرب قد إنتهت بفضل المجرم بوتين و ميليشيات المجوس الطائفية و نسي أن الشعب السوري البطل لايرضى بالضيم و لن يوقف النضال حتى يتخلص من كل تلك الطغمة الطائفية المجرمة الحاكمة للبلاد و على رأسهم الطاغية السفاح الكيماوي بشار مجرم هذا العصر بامتياز!!

إشترك في قائمتنا البريدية