المعارضة السورية تستعيد نقاطاً وتوقف انهيار خطوط دفاعها في الغوطة الشرقية

حجم الخط
2

دمشق – «القدس العربي» : بموازاة الحرب العسكرية التي يشنها النظام السوري والروس والإيرانيون على ريف دمشق، يبدو أن ثمة حرباً إعلامية يقوم بها النظام السوري بتوجيه وقيادة روسية، لضخ مواد إعلامية مكثفة تركز عناوينها ضمن حرب نفسية لا تقل شراسة عن تلك التي تدور على الأرض، ولعل أبرزها زعم وزارة الدفاع الروسية ان «بعض مقاتلي المعارضة المتحصنين في منطقة الغوطة الشرقية السورية مستعدون لقبول عرض روسي بمغادرة المنطقة مع أسرهم» دون أي تحديد لأي معلومات أخرى.
النظام السوري وعبر ماكيناته الإعلامية يحاول الظهور بمظهر المنقذ القادر على حماية شعبه واستعادة دور النظام الحاكم في سوريا، حيث ذكر عبر تلفزيونه «الرسمي» «أن سكان منطقة الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة سيعودون إلى «حضن الدولة قريباً جداً» ونقل خلال بث من الجبهات المحيطة بريف دمشق المحاصر على تخوم بلدة مسرابا، عن مسؤول عسكري قوله «تلقينا تعليمات من القيادة العامة بفك الحصار عن أهلنا ضمن منطقة الغوطة الشرقية.
وتابع «إن شاء الله قريباً جداً جداً يتم فك الحصار والرجوع إلى حضن الدولة»، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الأربعاء أن النظام السوري أرسل تعزيزات للمشاركة في معركة الغوطة الشرقية تعزيزاً للجهود الرامية لهزيمة مقاتلي المعارضة في آخر معقل رئيسي لهم قرب دمشق، وقال المرصد إن 700 مقاتل على الأقل من القوات الموالية للحكومة السورية وصلوا إلى الخطوط الأمامية في الغوطة الشرقية، وزعم ان قوات النظام سيطرت على أكثر من 45 بالمئة من الأراضي في الأيام الأخيرة.

قنابل عنقودية

ميدانياً قتل 10 مدنيين وأصيب آخرون بجروح بقصف جوي من المقاتلات الحربية الروسية والسورية على الغوطة الشرقية بريف دمشق، امس، كما لقي اكثر من 30 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال حتفهم في مجازر ارتكبتها القوات المهاجمة في مدن وبلدات الغوطة أخيراً.
وذكر الدفاع المدني السوري ان حصيلة القصف الجوي على الأحياء السكنية في مدينة حرستا ارتفعت إلى 16 غارة جوية وعشرات الصواريخ التي استهدفت الاحياء السكنية، فيما أصيب عدد من المدنيين جُلهم نساء وأطفال جراء غارة قصف بصاروخين محملين بقنابل عنقودية «محرمة دولياً» على بلدتي حزة وزملكا، بالإضافة لغارات جوية على الأحياء السكنية في بلدة حزة. وفي بلدة جسرين التي تتعرض لأشرس الحملات العسكرية، أكدت مصادر أهلية لـ»القدس العربي» إصابة العديد من المدنيين بجروح جراء تجدد القصف الجوي من المقاتلات الحربية الروسية والسورية على الأحياء السكنية في البلدة، حيث ارتفعت حصيلة الغارات إلى اكثر من 30 غارة تحمل كل منها لا يقل عن 5 صواريخ شديدة الانفجار.
من جهته قال الناطق الرسمي باسم «جيش الإسلام» حمزة بيرقدار، أنهم استعادوا نقاطاً تقدمت إليها قوات النظام والميليشيات الأجنبية على محور المزارع الغربية بالقرب من بلدة الشيفونية في الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق، حيث تعرضت القوة المهاجمة لشبكة من ألغام الأفراد ما أوقع 12 قتيلاً منهم وجرح البقية، حيث لازالت العمليات مستمرة والضربات متتالية.
فيما أكد المتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن «وائل علوان» إيقاف الانهيار الذي حصل في خطوط الدفاع على الجبهات الشرقية للغوطة، حيث بدأت المعارك تأخذ طابعاً مختلفاً بعد تثبيت الكثير من النقاط وإحباط الكثير من محاولات الاقتحام، مضيفاً انه «بتنسيق عالٍ مع باقي فصائل الثورة ممن يخوضون معارك كر وفر ومناورات دفاعية على جبهات وأطراف بلدات «المحمدية ومزارع العب وأطراف دوما ومحور مزارع الأشعري» فقد منيت قوات الأسد بخسائر كبيرة على جميع هذه الجبهات، حيث تعتمد قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية المساندة لها على كثافة غارات الطيران الروسي وعلى التغطية المدفعية والصاروخية الواسعة (الأرض المحروقة) وهذا ما جعل الثوار يعتمدون على تكتيك حرب العصابات والكمائن المفاجئة الأمر الذي يستنزف قوات العدو ويوقع خسائر كبيرة في صفوفه» حسب المصدر.
بدورها أكدت الحكومة السورية المؤقتة عبر مديرية صحة دمشق وريفها، برئاسة عماد قباني وصول تقارير تفيد باستقبال بعض المراكز الطبية في الغوطة الشرقية لحالات اختناق يشتبه فيها التعرض لاستنشاق غاز الكلور في بلدة حمورية مساء يوم الاثنين الفائت، وبينت المديرية في بيان لها امس، أنها قامت بمتابعة تلك الحادثة من خلال التواصل مع الدفاع المدني وسماع شهادات بعض المصابين والأطباء الذين استقبلوا تلك الحالات، حيث أشارت النتائج إلى استهداف أحد الأقبية بصاروخ لم ينفجر وأحدث ارتطامه بجدار القبو صوت انفجار بسيط. وذكرت المديرية أن الانفجار تسبب بخروج مواد مخرشة من الصاروخ أدت لأذيات تجلت في سعال واحمرار في العينين واحتقان بلعوم دون علامات عسرة تنفسية لحوالي 29 حالة من أعمار مختلفة، تم نقلهم لبعض المراكز الطبية وتدبير معالجتهم، لافتة إلى أنها تعمل على توثيق الأسماء والصور والشهادات الخاصة بتلك الحادثة لرفعها إلى مركز توثيق الانتهاكات بشكل رسمي.

أهداف طبية

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 59 حادثة اعتداء وقعت على منشآت طبية حيوية في سوريا خلال شهر شباط الفائت، وذكرت الشبكة في تقريرها، امس أن نظام الأسد وروسيا مسؤولان عن 56 حادثة اعتداء على منشآت طبية، 21 منها وقعت في الغوطة الشرقية خلال الحملة العسكرية الأخيرة، موضحة أن 28 عنصراً من الكوادر الطبية والدفاع المدني ومنظمة الهلال الأحمر، قتلوا خلال شباط الماضي، 78% منهم وعددهم 22 قتلوا على يد قوات النظام وروسيا، مشيرة إلى مقتل 4 من الكوادر الطبية على يد التحالف الدولي، بينما نسبت مقتل 2 إلى جهات مجهولة، وفيما يخص المنشآت، ذكرت الشبكة أنه تم استهداف 34 منشأة، و14 مركزاً للدفاع المدني، ومركزين للهلال الأحمر، واختتمت الشبكة التقرير بمطالبة مجلس الأمن الدولي بإلزام النظام السوري بتطبيق القرار رقم 2139، وبالحد الأدنى إدانة استهداف المراكز الحيوية التي لا غنى للمدنيين عنها.
مفوض حقوق الإنسان شكك في الأساس الأخلاقي والقانوني للحملة على الغوطة الشرقية، حيث قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين في كلمة أمس إن استهداف بضع مئات من مقاتلي المعارضة لا يمكن أن يكون مبرراً للهجوم الذي تشنه الحكومة السورية في منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، حسب رويترز، وأضاف في مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية «المحاولات الأخيرة لتبرير هجمات عشوائية ووحشية على مئات الآلاف من المدنيين بالحاجة إلى قتال بضع مئات من المقاتلين، مثلما في الغوطة الشرقية، غير قابلة للاستمرار قانونياً وأخلاقياً، وعندما تكون مستعداً لقتل شعبك بهذه السهولة فإن الكذب سهل أيضاً. مزاعم الحكومة السورية أنها تتخذ كل الإجراءات لحماية السكان المدنيين إنما هي سخيفة على نحو واضح».

المعارضة السورية تستعيد نقاطاً وتوقف انهيار خطوط دفاعها في الغوطة الشرقية
روسيا والنظام يشنان حرباً نفسية لا تقل شراسة عن العسكرية… وسقوط العشرات بين قتيل وجريح
هبة محمد

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سوري:

    صمت القبور في عواصم العالم وخاصة عواصم انظمة العرب الخائنة والمشاركة في الدم السوري حول ما يجري في غوطة دمشق التي كانت غناء. هذه الغوطة التي كانت جنة من جنان الله في ارض الشام، في مثل هذه الأيام الربيعية ترى فيها الزهور من كل الألوان والأشكال وشذى عطرها يلف عاصمة الأمويين دمشق واليوم لا تشم فيها سوى رائحة الكلور والسارين والبارود ورائحة الدم
    نحن السوريين لن ننسى وسينال كل من أوغل في الدم السوري عقابه مهما طال الزمن أو قصر

  2. يقول فراس - دمشق:

    اضم صوتي للاخ سوري
    التدمير المنهجي لكل ماهو جميل في سوريا عموما وفي دمشق وغوطتها خصوصا هي وظيفة ومهمة حقيقية انجزها نظام الاقلية المجرم

    ومن عبر القدر ان تستعصي الغوطة رمز النقاء والحياة روح الشعب الابي على العصابة الطائفية المسعورة رمز الموت والتدمير وروح حاف ز..

    مالنا غيرك يالله
    منصورين بعون الله

إشترك في قائمتنا البريدية