المعارضة السورية تواصل صدها لهجمات النظام وحلفائه وتنفي حدوث أي اتفاق معه

حجم الخط
1

دمشق – «القدس العربي» : يواصل النظام السوري وحلفاؤه وروسيا وإيران من الحملة العسكرية الشرسة على ريف دمشق المحاصر، مع ارتكاب المجازر التي راح ضحيتها أكثر من 130 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال خلال الـ 72 ساعة الأخيرة، وإضعافهم من الجرحى والمصابين والعالقين تحت الأنقاض، وبموازاة ذلك يشن الحلفاء حرباً إعلامية تندلع بالشراسة نفسها بين الوكالات الإعلامية الروسية والرسمية السورية من جهة، وبين الاعلام الحربي التابع لفصائل المعارضة من جهة اخرى، حيث قال المتحدث الرسمي باسم اركان «جيش الإسلام» حمزة بيرقدار، انه «لا صحة لما يروِّجه إعلام الأسد الكاذب وحلفاؤه عن خروج مقاتلي جيش الإسلام من الغوطة الشرقية مع قافلة الأمم المتحدة والهلال الأحمر التي دخلت قبل قليل، بل لا زال مجاهدونا صامدين ثابتين على جبهاتهم يدمرون مخططات أعداء السوريين وثورتهم»، وذلك رداً على مزاعم قناة «روسيا اليوم» التي نقلت عن مراسلها قوله «ان عشرات المدنيين خرجوا من الغوطة الشرقية يوم الجمعة، فيما قرر 13 مسلحاً تابعاً للمجموعات المسلحة المتواجدة في الغوطة الشرقية الخروج مع عائلاتهم عبر معبر مخيم الوافدين»، مشيرة الى «أن مسلحين سيخرجون من الغوطة الشرقية عبر معبر مخيم الوافدين إلى إدلب، حيث سيكون الخروج من مزارع دوما إلى نقطة الكشف الأولي وصولاً إلى معبر مخيم الوافدين ومن بعدها إلى الشمال السوري في إدلب».
المحلل العسكري محمد العطار في ريف دمشق نفى خلال اتصال هاتفي مع «القدس العربي» خروج أي من المدنيين او حتى قبول فصائل المعارضة بالعرض الروسي بتهجير أصحاب الأرض من مناطقهم، مؤكدًا تحقيق تطورات عسكرية على الأرض واستعادة فصائل المعارضة معظم ما خسرته خلال الأيام الفائتة وقال ان «فتح المعبر الإنساني هي لفتة إعلامية موجهة إلى دول العالم، وهي رسالة تشعرهم بان العمل الانساني جار من جانب النظام الذي يحاول تمثيل دور الدولة التي تهتم بحياة رعاياها». مضيفاً ان فتح المعبر يمثل خطوة هامة بالنسبة للنظام السوري وذلك في اطار مساعيه الحثيثة لإشاعة البلبلة والخلافات وإيجاد شرخ بين الحاضنة الشعبية وفصائل المعارضة المقاتلة، والاهم من ذلك كله انه لم يخرج في اتجاه المعبر سوى عائلتين وتمت ابادتهما من قبل قوات النظام التي استهدفتهما بقصف مدفعي مباشر. اما عن ادعاء روسيا موافقة عدد من مقاتلي المعارضة الخروج باتجاه ادلب فهو محض افتراء كاذب برأي الخبير العسكري الذي أضاف «لقد عايشنا هذه الخدع سابقاً في ريف دمشق الغربي، فضلاً عن ان جريدة البرافدا الروسية – هي باجماع كل المطلعين إعلامياً – أكذب صحيفة في العالم، فالروس والنظام السوري أبرز من اختلق أحداث عارية عن الصحة، وروجوا لها، ومن يتابع قاعدة حميميم يرى هذا الكذب في كل منشور من منشوراتهم».
وأضاف المصدر «الفصائل المقاتلة في الغوطة قد اتخذت قرارها مسبقاً بأنه لا خروج من الغوطة، وفي حال كان هذا الحل محتماً فسوف يكون الخروج باتجاه دمشق وضواحيها وبالقرب من بلداتهم وقراهم، لا باتجاه إدلب قطعاً» بحسب المصدر.

ميدانياً

قصفت المقاتلات الحربية بعشرات الغارات الجوية والصاروخية مدن وبلدات الغوطة الشرقية، في ريف دمشق، امس الجمعة، وأوقعت اكثر من 30 قتيلاً خلال ساعات النهار، فيما قصفت المروحيات بالبراميل المتفجرة بلدات جسرين وحمورية ودوما وعين ترما، ما تسبب بدمار هائل للمنازل السكنية والمرافق العامة والخاصة والطرق الرئيسية الأمر الذي شدد الصعوبة وحال دون وصول سيارات الإسعاف الى مواقع الاستهداف.

«هولوكست»

وصف الإعلامي محمد بدرة ما يجري في الغوطة الشرقية بـ «الهولوكست» الذي يجري أمام العالم أجمع، مؤكداً توثيق أكثر من 910 قتلى منذ بدء الحملة في الثامن عشر من شهر شباط /فبراير الفائت، فيما وصف الناشط الإعلامي «أسامة المصري» من ريف دمشق المحاصر الوضع الإنساني بأنه من سيئ الى أسوأ، وقال في اتصال مع «القدس العربي» «لا زال الوضع الانساني كارثياً في الغوطة وهو من سيء الى أسوء، فالطياران الحربي والمروحي وطيران الاستطلاع لا تترك سماء الغوطة، الناس في الأقبية لا تستطيع الخروج منها ولا دقيقة واحدة، فكل ثانية هناك صاروخ أو غارة او تمشيط براجمات الصواريخ وصواريخ الغراد». وتابع «المصري» وهو مصور مستقل وناشط في المجال الإعلامي والإنساني قوله «لم يقف النظام عند هذه الانواع المختلفة من الاسلحة بل تعداها للكلور والنابلم والفوسفور كما حدث في سقبا وحمورية وكفر بطنا، أهلنا في الملاجئ منذ أيام وهناك صعوبة بالغة الحياة تحت الأرض، والبحث عن ناجين او شهداء تحت الأنقاض». الدفاع المدني السوري نشر عبر صفحاته الرسمية يوم امس الجمعة، قصة للطفلة سندس وهي الناجية قصف قوات النظام، جاء فيها « بدي ماما، بدي إخواتي، كلمات خرجت من فمها المملوء بالتراب، طفلة صغيرة غطى الركام جسدها بعد ان استُهدِفَ منزلها بغارة جوية،، لكن رجال القبعات البيضاء كانوا بالموعد كما في كل مرة، فشاء الله لها الحياة لتحكي للأجيال القادمة قصة المجرم السفاح الذي قتل الأطفال وحرق الأرض والشجر والحجر».

المعارضة السورية تواصل صدها لهجمات النظام وحلفائه وتنفي حدوث أي اتفاق معه

هبة محمد

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    يقال بأن بعض بلدات الغوطة الشرقية رفعت أعلام بشار تحسباً لإقتحامها من المرتزقة الصفويين !!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية