المعارضة السورية تواصل صدَّها لقوات النظام المتوغلة في الغوطة الشرقية ومقتل 25 مدنياً

حجم الخط
0

دمشق ـ «القدس العربي» : بعد سماح الإدارة الامريكية للشراكة الروسية – الإيرانية بالتورط والغرق في المستنقع السوري، توجه واشنطن إخطاراً لموسكو لحثها على إيقاف النظام السوري عن ارتكاب المجازر وممارسة الأساليب الوحشية، بعد وصفها بالمتواطئة أخلاقيا، حيث ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية أنه على روسيا التركيز على منع الرئيس السوري بشار الأسد من استهداف المدنيين الأبرياء، وقال المتحدث باسم البنتاغون إريك باهون «نحث روسيا على التوقف عن اختلاق أمور غرضها الإلهاء وحمل نظام الأسد على التوقف عن البطش بالمدنيين السوريين الأبرياء والسماح بوصول المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى سكان الغوطة الشرقية والمناطق النائية الأخرى، مضيفاً «روسيا متواطئة أخلاقيًا ومسؤولة عن فظائع نظام الأسد لتمكينه من ممارسة أساليبه الوحشية».
وأمام اتهامات الإدارة الامريكية، تسعى موسكو، وضمن محاولتها التملص من المجازر التي ارتكبتها في سوريا، اتهام المعارضة السورية بشن هجمات كيميائية على المدنيين، حيث قال رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري جيراسيموف «إن موسكو على علم بأن المسلحين في منطقة الغوطة الشرقية يخططون لشن هجوم بأسلحة كيميائية ضد المدنيين وإلقاء اللوم فيه على القوات الحكومية السورية» جاء ذلك عقب تصريحات روسية بأن الأخيرة لديها معلومات تفيد بتخطيط الولايات المتحدة لقصف الحي الذي تتركز فيه الإدارات الحكومية في دمشق بذرائع ملفقة وأضافت أنها سترد عسكرياً إذا شعرت بأن أرواح الروس في خطر من مثل هذا الهجوم.

محاولة التقدم

وفي موازة الأخذ والرد الروسي والامريكي، يواصل النظام السوري عملياته العسكرية شرقي العاصمة، محاولاً التقدم على حساب فصائل المعارضة التي انحسرت رقعتها الجغرافية في ثلاث مناطق من الغوطة الشرقية، بهدف التوغل في عمق الريف المحاصر، بالتزامن مع الغطاء الجوي الذي يوفره الروس عبر قصف مقاتلاتهم الحربية الاحياء السكنية واماكن تجمع المدنيين، فيما تستمر فصائل المعارضة السورية في تنسيقها في محاولة لصد الهجمات المكثفة محاولة منع قوات النظام انتزاع السيطرة على مزيد من المناطق، في وقتٍ وثقت «القدس العربي» بالاستناد الى احصائيات الدفاع المدني امس الأربعاء، مقتل أكثر من 25 مدنياً بينهم أطفال ونساء خلال الأربع وعشرين ساعة الفائتة، في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وارتفع عدد الجرحى ليبلغ نحو 150 جريحاً مدنياً بينهم عشرات الأطفال والنساء، حيث قضى 10 مدنيين وجرح أضعافهم بقصف جوي لقوات النظام السوري وروسيا على مدينتي سقبا وحمورية شرقي دمشق، كما قتل عدد من المدنيين في بلدة حزة، وذكر الدفاع المدني إن طائرات حربية ومروحية استهدفت المدينتين إضافة لتعرضهما لقصف مدفعي وصاروخي، ما أدى لمقتل عدد من المدنيين وجرح العشرات، مضيفاً ان الطائرات استهدفت مركزه في مدينة حمورية بشكل مباشر، ما أدى لخروجه عن الخدمة نتيجة الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمعدات والآليات، منوهاً الى أن فرقه غير قادرة على توثيق كامل الضحايا نتيجة دمار المركز.
وأجلت فرق الهلال الأحمر السوري امس الأربعاء، الدفعة الثانية من المرضى في غوطة دمشق الشرقية نحو العاصمة دمشق، بموجب اتفاق بين «جيش الإسلام» وروسيا، ووفقاً لمصادر طبية من الغوطة الشرقية لـ»القدس العربي» فقد تم اجلاء 25 مريضاً مع مرافقيهم الى مشافي دمشق، فيما كانت قد تضمنت الدفعة الأولى نحو 35 مريضًا. وأضاف المصدر ان مجموع من خرجوا من الغوطة الشرقية يبلغ نحو147 مدنياً، بينهم 60 مريضاً والباقون هم مرافقو المرضى، على خلفية توصل «جيش الإسلام» إلى اتفاق مع روسيا يقضي بخروج مرضى وجرحى من الغوطة الشرقية لتلقي العلاج على دفعات، في إطار القرارين الأممين «2254» و»2401» عازياً السبب الى ظروف «الحرب» والحصار ومنع إدخال الأدوية واستهداف المشافي والنقاط الطبية منذ ست سنوات. على صعيد آخر أكد «فيلق الرحمن» عبر معرفاته الرسمية امس مقتل رئيس أركانه المعروف باسم «ضياء الشاغوري» وذلك بضربات جوية على المنطقة المحاصرة، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي نقل عن مصادر أن طائرات حربية تابعة للنظام السوري قتلت خلال الـ48 ساعة الماضية، عدداً من عناصر وقادة فيلق الرحمن، خلال استهدافها لمحيط منطقة أفتريس الواقعة في الجيب الخاضع لسيطرة فيلق الرحمن بالقسم الجنوبي من غوطة دمشق الشرقية. ووثق المرصد السوري مقتل 12 مقاتلاً على الأقل من فيلق الرحمن، قضوا في هذا الاستهداف الجوي، للمنطقة الواقعة على خطوط التماس مع قوات النظام، وأصيب آخرون بجراح. 25 شاحنة مساعدات الى دوما قال زياد مسلاتي مستشار الشؤون الخارجية في الهلال الأحمر العربي السوري لرويترز يوم الأربعاء إن قافلة مساعدات من 25 شاحنة تحمل غذاء وأدوية ستدخل مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة والمحاصرة اليوم الخميس. وتمكنت قافلة مساعدات تقل غذاء وأدوية من دخول دوما الأسبوع الماضي وسط هجوم مكثف للجيش من أجل استعادة السيطرة على الجيب، وذكر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن أكثر من 1100 مدني لقوا حتفهم خلال العملية التي تنفذها القوات الحكومية في الغوطة. من جانب آخر نقلت وكالة الإعلام الروسية عن ممثل لمركز مراقبة وقف إطلاق النار الروسي في سوريا، قوله أمس الأربعاء، إن أكثر من 300 شخص غادروا منطقة الغوطة الشرقية منذ فتح ممر إنساني هناك، ونقلت الوكالة عن الميجر جنرال فلاديمير زولوتوخين قوله: «منذ بدأ الممر الإنساني بالعمل في منطقة الغوطة الشرقية غادر أكثر من 300 شخص، وأغلب هؤلاء الناس غادروا في الأيام القليلة الماضية». وعلى مدى شهور ناشدت الأمم المتحدة السلطات بالسماح بإجلاء مئات المرضى منهم أطفال مصابون بالسرطان وفقاً لرويترز وقالت إن هناك نحو 400 ألف شخص يعيشون تحت الحصار في الغوطة الشرقية منذ عام 2013 بدون غذاء كاف أو مياه أو دواء، وأصبح هجوم النظام السوري على الغوطة الشرقية واحدًا من أكبر الهجمات خلال سني الأزمة السورية التي دخلت عامها الثامن.

لقاء لافروف – أوغلو

في غضون ذلك، قال البنتاغون ووزارة الدفاع الروسية إن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة تحدثا هاتفياً وبحثا الوضع في سوريا، ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف وتركيا مولود تشاووش أوغلو سيبحثان الوضع في منطقة الغوطة الشرقية في سوريا في اجتماع الأربعاء، ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ممثل لمركز مراقبة وقف إطلاق النار الروسي في سوريا قوله الأربعاء إن أكثر من 300 شخص غادروا منطقة الغوطة الشرقية منذ فتح ممر إنساني هناك، حسب رويترز، ونقلت الوكالة عن الميجر جنرال فلاديمير زولوتوخين قوله «منذ بدأ الممر الإنساني في العمل في منطقة الغوطة الشرقية غادر أكثر من 300 شخص وأغلب هؤلاء الناس غادروا في الأيام القليلة الماضية».

المعارضة السورية تواصل صدَّها لقوات النظام المتوغلة في الغوطة الشرقية ومقتل 25 مدنياً

هبة محمد

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية