نواكشوط – «القدس العربي» أعلنت المعارضة الموريتانية أن «المسيرة التي ستنظمها مساء اليوم الجمعة ستكون سلمية، وستقدم مطالب كل الموريتانيين الخاصة بالأمن، وبتخفيض الأسعار، وبوقف الفساد، لكنها في الوقت ذاته ستكون هادئة ومتزنة، وسلمية».
وأكد القيادي في منتدى المعارضة الشيخان ولد بيبه العضو البارز في التجمع الوطني للإصلاح (الإخوان)، «أن من أسباب قيام المنتدى المعارض بتنظيم هذه المسيرة، تراجع وفد الحكومة عن الاستعداد الذي أبداه خلال لقائه بوفد المنتدى الأسبوع الماضي، بخصوص الرد الكتابي على ممهدات المعارضة بعد أن أكد الوفد تأكيداً صريحاً استعداده لتجاوزه عقدة الرد المكتوب».
واستبعد ولد بيبه في تصريحات له أمس «أن تكون المسيرة التي سينظمها المنتدى مساء اليوم الجمعة موجهة ضد أي طرف معارض»، وذلك في إشارة منه للجناح المنشق عن المنتدى بزعامة أحمد ولد داداه والذي «انتقد المسيرة وطالب قيادون فيه بالتخلي عن المسيرات وتطوير أدوات النضال». وحمل ولد بيبه «نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز مسؤولية تعثر الحوار»، مؤكداً «أن المنتدى مستعد على الدوام للحوار».
وقال «بدأ وفد الحكومة ووفد المنتدى مساراً متفقاً عليه في الأشهر الأولى من السنة الجارية، قدم خلالها المنتدى ممهدات، وليست شروطاً، لكن النظام أوقف هذا المسار بشكل مفاجئ، وقرر الدخول في مسار أحادي، كما رفض الرد المكتوب على وثيقة المنتدى، مع أنه كان بإمكان الوفد الحكومي أن يرد ولو بالرفض».
وفي سياق متصل، ندد محمد الأمين الفاظل الأمين التنفيذي المساعد لمنتدى المعارضة في مقالة نشرها أمس بما سماه «الانفلات الأمني الملاحظ منذ الشهر الماضي على مستوى العاصمة نواكشوط».
وتحدث القيادي المعارض بالتفصيل عن جرائم الغصب والسطو والقتل التي اقترفها أصحاب السوابق في العاصمة نواكشوط والتي كان آخرها مقتل السيدة «خدوج» في قلب سوق العاصمة، ومن طرف صاحب سوابق». وقال «إن هذا العدد الكبير من الجرائم البشعة لم تترتب عليه أية ردود أفعال مناسبة، لا على المستوى الشعبي ولا على مستوى الرسمي، ولذا فإن الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها المرحومة «خدوج» ليست بالجريمة العادية، والتحقيق فيها يجب أن لا يكون أيضاً تحقيقاً عادياً، ويجب أن لا يتوقف عند من تولى تنفيذ الجريمة بشكل مباشر، وإنما يجب أن يمتد ليشمل جهات أخرى تتحمل جزءًا كبيراً من المسؤولية، وذلك باعتبار أنها كانت قد شاركت بشكل أو بآخر في ارتكاب هذه الجريمة». وحمل القيادي المعارض السلطات جانباً كبيراً من المسؤولية عن جريمة قتل المرحومة «خدوج» وذلك، حسب قوله، من عدة أوجه أبرزها غياب أي استراتيجية واضحة المعالم لدى السلطة القائمة لمحاربة الجريمة، وعدم اعتبار الجريمة في الداخل من المخاطر الكبيرة التي تهدد أمن البلاد».
وختم محمد الأمين الفاظل مقالته قائلاً «لو أن الشعب الموريتاني خرج عن بكرة أبيه في احتجاجات قوية بعد أي جريمة بشعة من هذه الجرائم لما تكررت مثل هذه الجرائم، يجب ألا يلوم أي مواطن موريتاني يقبل بالسكوت، ولا يندد بهذه الجرائم البشعة، وبالانفلات الأمني الذي تعيشه البلاد، إلا نفسه إذا ما تعرض غدا هو أو أحد أفراد أسرته لطعنة سكين قاتلة من طرف أحد عتاة المجرمين».
عبد الله مولود