الرباط ـ «القدس العربي»: تسود صورة قاتمة لدى العديد من الكتاب والمثقفين والباحثين المغاربة إزاء الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في المغرب في الرابع من أيلول/سبتمبر المقبل. ويُعزى ذلك إلى ما يلاحظونه من أنماط سلوك ارتبطت لدى كثير من السياسيين المغاربة الذين جعلوا ـ برأيهم ـ من الاستحقاقات الانتخابية وسيلة لتحقيق المصالح الذاتية المحضة على حساب المصلحة العامة.
وتحفل صفحات شبكات التواصل الاجتماعي الإلكترونية بكتابات وتعليقات يعبّـر فيها أصحابها عن خيبة أملهم من مآل الممارسة السياسية في المغرب، وذلك بأسلوب لا يخلو من سخرية وتندر. وبهذا الصدد، يعتبر الأديب عبدالعزيز الراشدي أن هناك اقتناعا عاما لدى الناخب والمنتخب في المغرب بأن الفوز في الانتخابات يعني الوصول إلى مغنم ما، وليس تحمّل مسؤولية صعبة تقتضي السهر والعمل لأجل التغيير. فيما يرى الشاعر خليد أبو قسام أن «الانتخابات في بلدنا أكذوبة تاريخية يصدقها المغفلون ويستغلها بعض المرتزقة تمكينا لوجاهتهم المزعومة».
ويسجل الباحث أحمد الشهلي أن أحزابا سياسية تتهافت على استئجار «كراجات» لإدارة حملاتها الانتخابية. ويقول الخبير في الصوفية محمد التهامي الحراق إن ما يدعوه إلى الابتسام هو رؤية «جل من يستعدون لخوض غمار الانتخابات المحلية والجهوية يفعلون ذلك بعقلية الأسواق والمزادات الرديئة، بجمل مكرورة وأوجه منتهية الصلاحية وبرامج متناسخة ومتشابهة، بلا يمين ولا وسط ولا يسار».
وفي السياق نفسه، يشير الناشط الحقوقي زهير أصدور إلى وجود «سوق انتخابي بامتياز بما يعنيه من مقايضة وتبادل للمنافع، ليظل الخاسر الأكبر هو جنين الديمقراطية الذي يجهض في المهد بمجرد افتتاح السوق إعلان النتائج».
وينقل الكاتب والمفكر الفلسفي عبدالصمد الكباص عن الإعلامي عبدالواحد الطالبي قوله إن «كثيرا من الذين أودعوا ملفات ترشيحهم هم (هياكل عظمية) في متاحف المجالس البلدية والجهوية… وهم جثث حكومية، يتقنون المراوغة والاحتيال واللصوصية. والباقون محتضرون هم مجرد أرقام في ملفات مصفوفة في ردهات المحاكم والشرطة القضائية بتهم النصب واصدار شيكات من دون رصيد وتبديد الأموال العمومية والاغتناء غير المشروع والتجارة في كل ممنوع والنهب والابتزاز». ويورد الباحث محمد فؤاد الهلالي تقريرا إخباريا نقلا عن موقع «لكم2» جاء فيه: «متابعون ومدانون أمام القضاء يقدمون ترشيحاتهم للانتخابات».
كما يكتب الخبير الاستراتيجي المغربي مراد بنيعيش (المقيم في واشنطن): «أرادوها ديمقراطية على مقاس حساباتهم ومصالحهم الخاصة، وإلا لم التكالب على المقاعد وتوريثها؟ كنا نضحك على حسني مبارك ومحاولة توريث الرئاسة لابنه، فإذا بالمغرب يملك فريقا من «المباركين»، بل أشرس من مبارك وأخبث».
ويرى الشاعر خليل الوافي أن «الأحزاب أكبر كذبة صنعها التاريخ البشري على وجه الأرض» على حد قوله. فيما يلاحظ الإعلامي أحمد جزولي أن «مستوى الحوار السياسي أقل من الصفر. فقر مدقع في الخطاب، عسى أن تكون الأيام المقبلة أفضل. أسوأ ما في تصريحات البعض الكلام المكرور الذي لا يصدقه أحد».
أما الشاعر محمد عبد الفتاح فيعبّر عن موقفه من الانتخابات المقبلة بقصيدة قصيرة اختار لها عنوان «قذارة» يقول فيها: «يحترف السياسة في وطني/ أصحاب التجار’/ شعارهم بالأخلاق لا تكون السياسة/ وأمام الشعب تبحّ الحناجر/ بخطب الحماسة/ ووراء ظهره/ تقترف الأيدي/ كل أنواع القذارة/ عشنا يوماً فرأينا/ ألا فرق ما/ بين السياسة والدعارة!» .
الطاهر الطويل
لن أصوت على خمس سنوات من السرقة ونهب المال العام
لم يسبق لي ان شاركت في – الانتخابات – ولن اصوت في القادمة المزمع اجرائها في شهر سبتمبر القادم ليس لانني ضد الانتخابات اصلا بل ضد الفساد والمفسدين الدين سئمنا من كيدهم ومكرهم وخداعهم وكدبهم وخيانتهم الفاضحة للامانة والثقة التي ينالونها من طرف المغاربة فخيبة الامل تسود الشارع المغربي مما يؤدي بدوره الى ظاهرة العزوف عن مسرحيات انتخابية ثبت بما لا يدعو مجالا للشك انها بوابة للوصول الى عالم المصالح الشخصية بعيدا عن النيات الحسنة والاستقامة والنزاهة والاخلاص والعمل الجاد التي تعتبر شروطا اساسية في كل من اراد خوض غمار الانتخابات ولكن اين نحن من هده الخصال الحميدة والوطنية التي باتت منعدمة ومنقرضة فجل الاحزاب المغربية الم تكن جميعها تمارس اليوم سلوك فتح الابواب امام الرحل والقادمين من كل حدب وصوب لكي ينالوا التزكيات رغم ان البعض منهم اتهموا بالفساد هنا وهناك الا يضرب هدا السلوك مصداقية العمل السياسي ويقوي ظاهرة العزوف؟ الم يتغير كل شيء حيث اضحى خطاب الاحزاب ومنها حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي هو البحث عمن يقوى على كسب المقعد الانتخابي بغض النظر عن ماضيه السياسي؟ الم تصبح هده الاحزاب مجرد دكاكين سياسية تفتح ابوابها كلما هل هلال الانتخابات لكي تغلقه من جديد؟ الم تعد خطاباتهم الباهتة تفتقر الى الحد الادنى من المصداقية؟ كيف لمن يوزع الاموال ويشتري الاصوات ان يكون حافظا للامانة؟ كلام كثير لا يسع المجال لسرده كله يبين بكل وضوح هزالة الانتخابات وضعف الخطاب السياسي الدي لم مقنعا البتة.
على المغاربة ان يرشدوا سياسيا واخلاقيا قبل ادعاء الديمقراطية و تصديرها للغير. يؤسفني ان من ينتقدون الانتخابات اليوم سيتبجحون غدا بالتطور الديمقراطي الذي يعرفه المغرب. هؤلاء مفسدون مع وقف التنفيذ.