المغرب: تظاهرات شعبية انتصارا للمسجد الأقصى وصمت رسمي مطبق

حجم الخط
7

الرباط ـ «القدس العربي»: عرف عدد كبير من المدن المغربية الجمعة وقفات وتظاهرات تضامن وانتصار للمسجد الأقصى الذي يتعرض لهجمة صهيونية جديدة بعد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد وفرض إجراءات أمنية على الفلسطينيين بتركيب أبواب الكترونية للمراقبة في مداخل الأقصى ومنع صلاة الجمعة والصلوات المفروضة، كخطوة نحو الاستيلاء على المسجد وتهويد مدينة القدس.
ونددت الحشود أمام المساجد بعد صلاة الجمعة بجرائم الصهاينة تجاه الأقصى وفلسطين مستنكرة الموقف المتخاذل للحكام العرب وسبق التظاهرات تجمعات نظمت في الرباط والدار البيضاء يوم الاثنين الماضي دعت إليها مجموعة العمل الوطني لدعم فلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني وهيئة النصرة ومرصد مناهضة التطبيع رفعت خلالها يافطات تعبر عن التنديد بالسياسة الإسرائيلية في القدس «الشعب المغربي يندد بإغلاق المسجد الأقصى من طرف الكيان الصهيوني ويستنكر هذا العدوان الجديد على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين»، و»دفاعا عن القدس والمسجد الأقصى المبارك.. مع المقاومة وضد التطبيع» و»لا للتطبيع مع الصهاينة» ورددوا هتافات «يا صهيون يا ملعون قدسنا في العيون» و»عهد لن ننسى إخواننا في الأقصى» و»تحية خالدة فلسطين صامدة… مرابطون للأقصى عائدون»، بجانب شعارات أخرى مثل «بالروح بالدم نفديك يا أقصى» و»الشعب يريد تحرير فلسطين» وأيضا «لن نركع أبدا لن نركع لن يرعبنا صوت المدفع».
وعبرت مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين في بيان ارسل لـ»القدس العربي» عن استنكارها «للصمت العربي الرسمي في مواجهة الغطرسة الصهيونية وتكالب قوى الطغيان الدولي ضد حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وتحرير فلسطين»، ودعت كل المؤسسات والهيئات الدولية والإقليمية المعنية بالقضية الفلسطينية وقضية القدس إلى «تحمل مسؤولياتها التاريخية في مواجهة العدوان على الشعب الفلسطيني وعلى المقدسات الدينية في القدس».
وقالت الهيئة التي تتكون من الأحزاب المغربية الديمقراطية وشخصيات وطنية وجمعيات حقوقية ونقابات إن «أبسط الواجبات التي يُمليها دعم الشعب الفلسطيني في كفاحه العادل هو مقاطعة الكيان الصهيوني ومنع أي شكل من أشكال التطبيع معه»، مشددة على ضرورة التعجيل بإصدار قانون تجريم التطبيع، فيما حذرت مما وصفته «خطورة المشروع الصهيوني الهادف إلى التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى كخطوة نحو تهويده والاستيلاء عليه بالكامل».
ودعت جماعة العدل والإحسان، أقوى الجماعات المغربية ذات المرجعية الإسلامية «كل الأمة والشعب المغربي إلى التحرك العاجل والواسع من أجل أقصانا الأسير والمهدد من قبل العصابات الصهيونية بكل ألوانها وأطيافها»، مؤكدة تطلعها إلى «مواقف واضحة من دول وحكومات وهيئات ومنظمات العالم تدين هذا الاعتداء على المقدسات في القدس».
وندد بلاغ لمجلس ارشاد الجماعة «بالاعتداء الغاشم على الأقصى الشريف وأوقافه ومنع الصلاة فيه، والظلم الواقع على كل ربوع فلسطين من قبل العدو الصهيوني» وكذا بالصمت الدولي «تجاه ما يتعرض له الأقصى الشريف من اعتداء، وأرض غزة من حصار، وباقي ربوع فلسطين من احتلال وظلم واستيطان».
واعتبرت أن المسؤولية «كبيرة وجسيمة وعظيمة وثابتة على كل عربي ومسلم»، داعية «الحكومات والدول ومختلف الهيئات والمنظمات إلى التحرك الفوري والعاجل بمختلف الآليات والوسائل من أجل وقف هذا الاعتداء الشنيع، والسعي إلى رص الصف الداخلي للأمة للتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد أرضها وتاريخها ومستقبلها».
وقالت ان الوضعُ الدقيق الذي يعيشه الأقصى المبارك الشريف وأرض فلسطين «يكشف الواقع الدولي المتواطئ الذي صم آذانه عن هذا الاعتداء. كما يضع تحديا كبيرا أمام الأمة الإسلامية، حكاما ونخبا وهيئات وشعوبا، من أجل تحمل المسؤولية وإدراك الخطر الداهم الذي يتربص بها، ويستنهض نخوتها وعزتها وإيمانها لتستنهض طاقاتها وتصرف جهودها تجاه عدوها الحقيقي حماية لأقدس مقدساتها».
وتساءلت الجماعة «أين منظمة المؤتمر الإسلامي؟ وأين الجامعة العربية؟ وأين المنظمات الإقليمية العربية والإسلامية؟! وأين مواقفها العملية مما يجري؟ وأين هي لجنة القدس، التي يرأسها ملك المغرب، وهي منذ مدة في سبات عميق عن المعاناة الكبيرة للقدس والمقدسيين والمسجد الأقصى؟ وهل تفلح هذه الصدمة/ الكارثة الجديدة التي حلت بالأقصى في انبعاثها من رمادها؟!».
هذه المواقف المعبرة عن موقف الشعب المغربي لم يظهر صدى لها في الموقف الرسمي المغربي وهو ما أثار الاستغراب، ان كان للعلاقة التي تربط المغاربة بالقدس الشريف منذ قرون أو مسؤولية المغرب الرسمية منذ 1979 برئاسة العاهل المغربي للجنة القدس المنبثقة عن مؤتمر القمة الإسلامي (منظمة التعاون الإسلامي فيما بعد)، وحتى الآن لم يصدر عن المغرب الرسمي أي موقف أو تعليق.
وقال عبد القادر العلمي منسق مجموعة العمل من أجل فلسطين لـ»القدس العربي» إن «ما يجري في القدس من عدوان على المقدسات وانتهاك لحرمة المسجد الأقصى المبارك وتجاوز القرارات الأممية ذات الصلة ليس جديدا، وإنما يأتي في سياق الهجمة الصهيونية المتواصلة على المعالم والمقدسات الدينية في اتجاه المزيد من التهويد ومحو ما يربط الشعب الفلسطيني بأرضه وتاريخه وتراثه ومعتقداته، ومحاولة التحكم في ولوج المسجد الأقصى هي خطوة من المخطط الصهيوني للتقسيم الزماني والمكاني كمرحلة نحو الاستيلاء عليه بالكامل».
وأضاف العلمي «إذا كان المقدسيون صامدين في مقاومتهم لما يخططه الاحتلال، فإن من المؤسف جدا ألا يجدون الدعم والمساندة من طرف الأنظمة والمؤسسات العربية والإسلامية الرسمية ويبقى صوت الشعوب وحده بجانب الحق الفلسطيني». وحول الموقف المغربي قال «على المستوى الشعبي هناك عدة تظاهرات في شتى مناطق المغرب لإدانة ما تقوم قوات الاحتلال الصهيوني وهذا أمر طبيعي بالنسبة للمغاربة الذين يعتبرون دائما أن القضية الفلسطينية قضية وطنية وان المسجد الأقصى من مقدساتهم، وأما الموقف الرسمي فانه لا يتلاءم مع المشاعر المعبر عنها من طرف المغاربة».
وقال أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، لـ»القدس العربي» ان ما يجري في الأقصى الآن «عرى حقيقة الحكام العرب المتواطئين الذين لم يتخاذلوا فقط وانما تآمروا مع الكيان الصهيوني» ودعا «المسلمين وكل أحرار العالم ان يعملوا كل ما في وسعهم لكي تنتزع الوصاية أو الاشراف على مقدساتنا الإسلامية بما فيها المسجد الأقصى، لأنه ثبت بما جرى وما يجري الآن انهم ليسوا أهلا للاستمرار بالإشراف على مقدساتنا».
وأكد ويحمان حول الموقف المغربي لما يجري في المسجد الأقصى على ان «الشعب المغربي، حسم أمره واعتبر أن هذه القضية، هي قضية وطنية بالنسبة له، والأحزاب والنقابات والجمعيات والاتحادات الطلابية تنص في برامجها وفي أدبياتها على أن هذه القضية هي قضية وطنية، لرمزيتها العقائدية والوجدانية» أما بخصوص موقف الجانب الرسمي فيعتبره ويحمان موقفا «متخاذلا ومنبطحا وعاجزا أمام استفزازات وضغوط تمارس عليه من اللوبي الصهيوني» وقال ان هذا لا يشرف المغاربة في الحقيقة، ونحن نعتبر أنفسنا كقوى شعبية نحمل حكامنا المسؤولية ونقول لهم التاريخ لا يرحم أحدا».

المغرب: تظاهرات شعبية انتصارا للمسجد الأقصى وصمت رسمي مطبق

محمود معروف

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Ahmed HANAFI اسبانيا:

    صباح الخير.
    يا كاتبنا المعروف، محمود معروف.
    لقد ذكرت ما ذكرت من كلام الذين تكلموا وصمت الذين صمتوا. لكنك لم تذكر ان إسرائيل تنتج من العلم والمعرفة ( الكتب ) ما لا ينتجه العرب مجتمعين. وتترجم الى اللغة العبرية كل عام، من المراجع والمؤلفات الأجنبية ما لا يترجمه العرب مجتمعين. وناتجها الخام يفوق الناتج الخام للبلدان العربية مجتمعة.

    لم تذكر يا كاتبنا ان الجامعات الإسرائيلية تحل في مراتب متقدمة بين الجامعات الدولية، فيما تتذيل جامعات العرب التصنيف العالمي كل عام.

    لم تذكر يا كاتبنا ان معدل التمدرس في إسرائيل هو 100 بالماية، ونسبة الأمية فيها هي 0 بالماية.

    لم تذكر يا كاتبنا ان حكومة تل أبيب تعمل تحت مراقبة برلمان منتخب فعلا وصدقا. وان المسؤولين في هذا الكيان يخضعون بدون استثناء للمحاسبة والمساءلة أمام القاضي.

    لم تذكر يا زميلنا ان اليهود وعددهم لا يتجاوز 15 مليون شخص عبر العالم، يضخون في مالية إسرائيل ما لا يضخه مئات الملايين من العرب والمسلمين في بيت مال القدس الشريف.

    بالمناسبة ( وحيث ان المناسبة شرط )، نذكر بمقولة اول رييسة للكيان الصهيوني، كولدا مايير:
    ” ليلة احرقنا المسجد الاقصى، لم يغمض لي جفن. خفت ان يهاجم العرب إسرائيل من كل صوب. بعدها أيقنت انه بإمكاننا أن نفعل أي شيء لأننا امام أمة نائمة “.

    يقيني، يا كاتبنا، أنك تعرف هذا وأكثر من هذا، فلا داعي للنفخ في الرماد، فليست الادانات الشفوية والبيانات ا لشعبوية والردود العنترية هي من سيرد الحقوق المسلوبة ويقلب الموازين المختلة.
    عز انا وعزاك واحد.

  2. يقول بلحرمة محمد:

    الكيان الصهيوني الاجرامي خط احمر لدى الانظمة العربية المرعوبة فهي مستعدة فقط لاظهار عضلاتها وشجاعتها على بعضها البعض
    فلا استغراب في هدا الصمت المطبق من طرف الانظمة العربية وضمنها المغرب ما دام الكيان الارهابي الصهيوني اضحى صديقا واخا وشقيقا وما دام هو المفتاح السحري لبوابة البيت الابيض فرضا واشنطن من رضا تل ابيب.

  3. يقول عبدالله:

    الصورة التي ترافق المقال ليست للمسجد الأقصى، وإنما هي صورة مسجد قبة الصخرة. حذاري من هذا الخطأ الجسيم. هذا هو هدف الصهاينة: أن يتعود المسلمون على أن مسجد قبة الصخرة هو المسجد الأقصى حتى يستفردوا بالمسجد الأقصى ويبنوا فوقه هيكل سليمان المزعوم. تحياتي لفريق العمل بالقدس العربي.

  4. يقول سوري:

    إذا كان المغرب رئيس لجنة القدس صامت والسعودية حامية الاسلام تتفهم ومصر ام العرب والدنيا تغط في سبات وما تبقى من الدول فتات فكيف تريد ان ترتدع اسرائيل

  5. يقول tarrasteno uk:

    نريدها تظاهرات شعبية انتصارا للمنسيّين في المغرب و الذين لا زالوا يعيشون حياة الإنسان الحجري. سئمنا مشاكل الشرق الأوسط

  6. يقول علي النويلاتي:

    ماذا يسمى صمت رئيس لجنة القدس ملك المغرب في الوقت الذي يهدد العدو الإسرائيلي المسجد الأقصى يسيطر ويفرض سيادته عليه؟؟ ماذا يعني إهمال الملك منذ سنين طويلة مدينة القدس الشريف ولجنة القدس ومسؤوليته تجاه القدس؟ ماذا يعني محاولات التطبيع الخفي والعلني مع النازيين الجدد في فلسطين المحتلة؟ ماذا يعني كل هذه الإساءات لمشاعر الشعب المغربي الأبي وجميع العرب والمسلمين من قبل الملك المغربي وحكومته؟؟؟

  7. يقول موسى المصلح:

    يا قدس قد وهبتك من شراييني دمي
    والله اكبر أرددها بملء فمي
    وحنجرتي ابت ان تبح وهامتي ان تنحني
    بابي انت وامي يا قدس افديك بروحي ودمي
    يا قدس لبيك وان وهن العضد
    وارتبك الصف وقل العدد
    وتقاعس الاخلاء وضعف المدد
    وطغى ابن صهيون وتمادى وعربد
    ليس لي سوى المقاومة بصبر وجلد
    ونصر الله ات كما وعد
    ومن اوفي بعهده من الواحد الصمد
    موسى المصلح

إشترك في قائمتنا البريدية