الرباط ـ «القدس العربي»: حملت الأيام الماضية ملامح التحالفات الحزبية المغربية، ما بعد تشريعيات الخريف المقبل، تحالفات قائمة على استقطاب يضع المشهد السياسي المغربي تحت رحمة قطبين يخوضان حربا شرسة فيما بينهما.
وبغض النظر عن موقعه المستقبلي في المشهد السياسي، فان حزب الاستقلال، أعرق الأحزاب المغربية، حسم شكل هذه التحالفات بعد الانتخابات التشريعية يوم 7 تشرين الاول/ اكتوبر المقبل، ان كانت هذه التحالفات أغلبية أو معارضة.
ومنذ بداية العقد الثاني من الألفية الثانية، ظهر قطبان للمشهد السياسي المغربي، من جهة حزب العدالة والتنمية، ذا المرجعية الإسلامية والفائز في تشريعيات تشرين الثاني/نوفمبر 2011 ليكون الحزب الرئيسي في حكومة مكونة من ليبراليين ومحافظين واشتراكيين، ومن جهة ثانية حزب الأصالة والمعاصرة (ليبرالي يقوده يساريون سابقون) يقود معارضة تبدلت أطرافها وتباينت المسافات بينها، بعد ان تفرقت الأحزاب الديمقراطية ووهنت وذهبت ريحها.
أثناء تشكيلة حكومته، وضع بن كيران، زعيم حزب العدالة والتنمية، وضع نصب عينيه تشكيلة حكومية تتكون من حزبه والأحزاب الديمقراطية التاريخية، حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية، وهي الأحزاب التي قادت الشارع السياسي المغربي منذ الاستقلال 1956 إلى اندلاع الربيع العربي، الذي كان الموقف المتذبذب لهذه الأحزاب اعلانا للتباعد بينها وبين الشارع المغربي.
كانت طموحات بن كيران ان تشكل هذه الأحزاب سندا له ولبرنامجه المرتكز على محاربة الفساد والتحكم (اشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة الذي يقدم كممثل للدولة العميقة)، أو على حد تعبيره «يسخنو كتافي» ولبى طموحاته حزب الاستقلال الذي احتل المرتبة الثانية في الحكومة وحزب التقدم والاشتراكية وأضاف لهم الحركة الشعبية (محافظ).
وخلال الشهور 18 من عمر الحكومة الاولى لبن كيران، كان حزب الاستقلال معارضا داخل الحكومة، فبقدر ما كان حزب التقدم والاشتراكية حليفا حقيقيا لحزب العدالة والتنمية كان حزب الاستقلال مشاركا مناكفا له، ومع التحولات والتطورات التي عرفتها بلدان الربيع العربي، خاصة بعد الانقلاب في مصر يوم 3 تموز/ يوليو 2013، وذهاب المحللين ان الانقلاب هو اعلان نهاية تجربة الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في تدبير الشأن العام، رفع حزب الاستقلال من مناكفته لبن كيران وتوجها بالخروج من الحكومة. السنوات الثلاث التي مرت كشفت عن خطأ تقديرات أعرق الأحزاب المغربية، اذ استمر بن كيران رئيسا للحكومة وحزبه الحزب الرئيس فيها (ادخل التدمع الوطني للاحرار بديلا لحزب الاستقلال)، واكتشف حزب الاستقلال ان قراءته لحزب الأصالة والمعاصرة لم تكن دقيقة وبدت بداخله تتسرب رؤية ان هذا الأخير لا يختلف عن غيره من الأحزاب التي كان يطلق عليها في ثمانينيات القرن الماضي «الأحزاب الادارية» التي أوجدتها الدولة العميقة لتطويق الأحزاب الديمقراطية ومنها حزب الاستقلال، الا ان ما عرفه المغرب من تطورات واصلاحات منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، لم يعد يسمح للدولة العميقة التحكم بالخريطة الانتخابية، وتأكد ذلك في الانتخابات المحلية والجهوية يوم 4 ايلول/سبتمبر الماضي التي كانت المفصل لشكل التحالفات المقبلة.
في يوم الاقتراع لوحظ وبشهادة جميع أطراف العملية الانتخابية، حيادية الدولة لكن التدخلات التي افرزت مكاتب ومجالس البلديات والجهات، أشارت إلى ان الصراع ذاهب باتجاه فرز واضح بين الأحزاب «التاريخية» بقيادة حزب العدالة والتنمية والأحزاب «الادارية» بقيادة حزب الأصالة والمعاصرة الذي اصطف إلى جانبه الأحزاب «الادارية» حتى تلك المشاركة في الحكومة (التجمع والحركة) وخرجت الأحزاب التي اصطفت إلى جانبه ضد حزب العدالة والتنمية خلال السنوات الثلاث الماضية، (حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي) خالية الوفاض.
من هذه القراءة وشعور عبد الاله بن كيران وحزبه بقلق كبير من عملية التسويق التي تعمل عليها عدة جهات لصالح غريمه السياسي الأصالة والمعاصرة ومع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في 7 تشرين الاول/ أكتوبر المقبل، بدأ غزله لحزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، غزل أوتي اؤكله حتى الآن مع حزب الاستقلال الذي أعلن رسميا قراراه بالتحالف، بعد انتخابات 7 تشرين الاول/أكتوبر، مع الأحزاب الوطنية وهو التحالف الطبيعي.
ورحب عبد الاله بن كيران بموقف حزب الاستقلال الجديد وقال ان هذا الحزب انتبه إلى أن العدالة والتنمية لا يمكن أن يكون خصمه، وهو الآن يصحح المسار الذي سار فيه.
كما رحب نبيل بن عبد الله زعيم حزب التقدم والاشتراكية بموقف حزب عريق (حزب الاستقلال)، وأعرب عن امنيته «أن يلتحق عدد من الأطراف الأخرى المؤمنة بالمشروع الديمقراطي والحداثي» وقال أن حزبه لا يشعر بأي قلق داخلي بخصوص تحالفه الظرفي مع العدالة والتنمية (الحزب الرئيسي بالحكومة ذي المرجعية الإسلامية).
يبقى التساؤل حول موقع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من هذا التحالف وأهميته ليس من حجم تمثيليته التي تراجعت كثيرا، بل لما يملكه من تاريخ، خاصة بعد استضافة احدى مؤسساته الثقافية الهامة في ليلة رمضانية لعبد الاله بن كيران وتخفيف الهجوم على حزبه وحكومته بداية هجومات مبطنة ضد «التحكم» الذي رمز به لحزب الأصالة المعاصرة.
وفي ظل دعوة بن كيران لأول مرة إلى تأسيس جبهة ضد التحكم، وجه نداءه مباشرة إلى جميع الأحزاب المعنية به، خاصة «الأحزاب التاريخية» و«الأحزاب الأخرى» التي لها غيرة على بلادها ولا تخضع لمنطق «التحكم».
وأعلن نبيل بن عبد الله، عن إن «التحدي الكبير يتمثل في مدى قدرة القوى الديمقراطية واليسارية الفاعلة، وليس التي تقف عند مواقف راديكالية بدون تأثير على المجتمع، أن تستفيق من وضعيتها للدفاع عن المشروع الحداثي الديمقراطي الذي نؤمن به» ودعوته إلى «استجماع كل طاقات، لأن ما يحاك خطير جداً، ومنه ما يتم في الليل ضد رجال الأعمال والصحافة لاستمالتهم بكل الطرق».
محمود معروف
نتمنى الفوز للحزب الذى يضع حدا لتأييد اسرائيل ان كان سيترك بيده شىء
ليس هنالك حزب في المغرب يؤيد إسرائيل. وتاريخ المبادرات المغربية على مختلف المستويات حافل بمساندة الفلسطينيين والمشاركة في الحروب ضدها في سيناء والجولان ونتظيم المظاهرات المليونية الوحيدة في العالم العربي ضد سياسة التوسع والقمع الإسرائيلي وتقديم المساعدات الإنسانية وإنجاز بعض المشاريع الاقتصادية…كما أننا لا نتخذ من الشعارات الثورية الرنانة التي لا تحرر أرضا و لا تجدي نفعا لذغذغة عو اطف الجماهير .
لا ابالغ ان قلت ان كل هده الدكاكين السياسية المغربية المسماة احزابا انما تلهث وراء مصالحها من وراء ما نشهده من تحالفات واصطفافات لا صلة لها البتة بتطلعات المغاربة فهده الدكاكين التي تجمع بينها المصلحة عودتنا في كل مرة مع اقتراب موعد ما يسمى بالانتخابات سواء البلدية او البرلمانية بالنزول الى الشارع واقامة المهرجات والقاء الخطب الرنانة على مسامع الطبقات الشعبية لاطلاق الوعود الكادبة والشعارات الزائفة التي باتت معروفة ومعلومة لدى الصغير قبل الكبير لاستمالة الناس وكسب اكبر عدد من الاصوات لا اقل ولا اكثر فالكلام الممل من طرف بعض هده الدكاكين السياسية عن المشروع الحداثي الديمقراطي انما هو حديث بعيد عن الواقع فكيف يستقيم ان تؤمن – احزاب – بالحداثة والديمقراطية وهي نفسها لا تسمح بتداول السلطة داخلها حيث تسيطر عليها وجوه سئمنا من رؤيتها فهده الدكاكين المسماة احزابا تمارس اليوم سلوك فتح الابواب امام الرحل والقادمين من كل حدب وصوب لكي ينالوا التزكيات ونجحوا في دلك مع العلم ان بعضا منهم متهم بالفساد هنا وهناك. الا يضرب هدا السلوك مصداقية العمل السياسي ويقوي ظاهرة العزوف؟ بالامس كان خطاب الاحزاب هو ان الانتخابات اي انتخابات هي مجرد محطة لاسماع صوتها وان المقاعد ليست هدفا في حد داتها وان التزكيات الحزبية لا بد ان تمر عبر الفروع والمكاتب المحلية اما اليوم فقد تغير كل شيء حيث اضحى الخطاب هو البحث عمن يقوى على كسب المقعد الانتخابي بغض النظر عن ماضيه السياسي لدلك توارى المناضلون وتقدم الاعيان الدين كانت خطوة الانفتاح قد جاءت بهم بالمئات الى هده – الاحزاب – كما غادر عدد من المناضلين بفعل الانحراف الدي ضرب العمل السياسي ومبادئه في الصميم. ان هده الاحزاب التي كان توصف يوما ما بالتاريخية قد فقدت هده الميزة وتحولت الى احزاب كارتونية تفتح ابوابها كلما هل هلال الانتخابات لكي تغلقه من جديد عند نهايتها فخطاباتها لم تعد مقنعة ولكنها اصبحت تحت رحمة ضوابط السوق الدي بات يحكمه البيع والشراء.
كلها جعجعة بدون طحين لوكانت كملكية بريطانيا وبلجيكا وهولاندا لسلمنا بهذه الاحزاب والديمقراطية لكن كل شيء في يد امير المؤمنين الوزاراة السيادية يتحكم فيها الملك ويترك لهذه الارانب الفتات وحسبنا الله ونعم الوكيل في حكام اليوم كلهم بلا استثناء حتى لا يقال عنا منحازين