المغرب: منتدى كرانس مونتانا السويسري يختتم أعماله في مدينة الداخلة

حجم الخط
15

الداخلة – القدس العربي اختتم منتدى كرانس مونتانا السويسري أول أمس السبت بمدينة الداخلة/ جنوب المغرب، وترك خلفه مجادلات حول المكان الذي احتضنه والبعد السياسي لهذا المكان الذي يعرف تنازعا عليه بين المغرب وجبهة البوليساريو.
وغطت المجادلات على أهمية القضايا التي اثيرت بالمنتدى والتي تمحورت حول القارة الافريقية وأزمتها والتعاون بين دولها في إطار تعاون جنوب جنوب تحت عنوان «أفريقيا والتعاون الإقليمي والتعاون جنوب – جنوب» بمشاركة 800 شخصية من ضمنهم رؤساء دول وحكومات ووزراء ورؤساء برلمانات يمثلون 117 دولة، وفق ما قاله مسؤول بوزارة الخارجية المغربية لـ «القدس العربي» 36 بلدا أفريقيا و30 بلدا أسيويا و31 دولة أوروبية و15 دولة من أمريكا اللاتينية، فضلا عن أكثر من 20 منظمة إقليمية ودولية، ليسجل المغرب نقطة قوية في تأمين دعم دولي معنوي للحفاظ على مغربية الصحراء المتنازع عليها.
وناقشت الدورة، في أجواء مدينة الداخلة الهادئة، قضايا التنمية الاقتصادية في أفريقيا وتعزيز التعاون جنوب – جنوب، وسياسة المغرب في مجال التعاون الأفريقي والتدبير الجيد للموارد الطبيعية في أفريقيا وتحديات الثورة الرقمية في العالم وفي أفريقيا وتنمية الصناعات البحرية في أفريقيا والأمراض والأوبئة العابرة للحدود ومخاطرها على الصحة العمومية وتطوير الصناعات الزراعية والغذائية والصيد البحري في أفريقيا وتطوير القطاع المالي والبنكي في أفريقيا والنهوض بالصناعات السياحية في أفريقيا والعناية بالطاقات المتجددة في أفريقيا وتعزيز الحوار بين أفريقيا ودول المغرب العربي وأوروبا وقضايا التربية والشغل والشباب في أفريقيا.
وشهدت الجلسة الختامية تسليم جائزة 2015 للمنتدى لخمس شخصيات دولية وهم الرئيس السابق لإستونيا (2004-2011)، أرنولد روتيل، ورئيس الحكومة الإسبانية السابق، خوصي لويس رودريغيس ثاباتيرو (2004-2011)، ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة، فيليب دوست بلازي، ووزير البيئة والتنمية المستدامة والتخطيط الفرنسي (2007-2010)، جون لويس بورلو، ورئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالسنغال، أمينتا تال.
وتعتبر جائزة مؤسسة (كرانس مونتانا) التي شرع في تسليمها منذ سنة 1989، «أسمى تقدير للفاعلين الكبار في مجالات السلام والحرية والديمقراطية» والعاملين على «النضال من أجل احترام القيم الأساسية للديمقراطية والرغبة الملحة في خلق عالم أفضل» وتم تسليم الميدالية الذهبية للمنتدى لكل من دوغلاس إيتي، نائب رئيس وزراء جزر سليمان (سولومون) وعلي راشد أحمد أوتاه رئيس مجلس إدارة شركة «نخيل» الإماراتية للتطوير العقاري ودومبيا يعقوبا رئيس الحركة الإيفورية لحقوق الإنسان.
وسبق للمنتدى ان كرم شخصيات مثل الزعيم الراحل ياسر عرفات والقس الأمريكي جيسي جاكسون والرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري.
مقابل هذه الاحتفالية وهذا الهدوء الذي طبع المدينة وهي تحتضن المنتدى، كانت عدد من عواصم العالم تشهد صخبا وضجيجا حول تصميم ادارة المنتدى على عقده في مدينة الداخلة كون المدينة جزءا من منطقة متنازع عليها، وايضا على طبيعة الشخصيات المشاركة وما تمثله.
وقامت جبهة البوليساريو مدعومة من دول ومنظمات حليفة لها وتدعمها بحملة دولية واسعة لثني ادارة منتدى كرانس مونتانا عن عقد دورته الـ25 بمدينة الداخلة، لكن تحقيقات إدارة المنتدى وقدرة الدولة المغربية على تامين المنتدى وسير اعماله وأيضا استبعاد البعد السياسي للمكان، ورغم اعلان الامم المتحدة والاتحاد الافريقي عدم المشاركة وأيضا منظمات إقليمية، فإن إدارة المنتدى تمسكت بعقده بالداخلة والتأكيد على مغربيتها بكل الأوراق الرسمية الصادرة عنه.
وحفز هذا التصميم شخصيات لها مكانتها على الحضور والمشاركة مثل رئيس الوزراء الإسباني الأسبق، خوسي ثاباتيرو ورئيس الوزراء الغيني، محمد سعيد فوفانا، ورئيس الوزراء المالي موديتُو كيتا والوزير الفرنسي السابق، فيليب دوستي بلازي المستشار للامين العام للامم المتحدة ورئيس الحكومة الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيلبان ورئيس مقدونيا جوجي إيفانوف، ورؤساء سابقون لكل من بلغاريا بيتر ستويانوف وكرواتيا إيفو يوسيبوفيتش وجزر القمر عبد الله سامبي وإستونيا أرنولد روتيل والشيلي ريكاردو لاغوس ورئيسة لجنة الخارجية في «المؤتمر الوطني الأفريقي» الحزب الحاكم في جنُوب أفريقيا، والمستشار السابق لدى حكومتها. وأكد الرئيس المؤسس لمنتدى «كرانس مونتانا»، جون بول كارترون، أن المشاركة القوية والمكثفة التي سجلها المنتدى، في دورته بالداخلة «اعتراف بالاحترام والتقدير الكبيرين اللذين يحظى بهما المغرب.
إلا ان وزير الخارجية الاسباني، غارثيا مارغايو، وجه انتقادات شديدة إلى رئيس الوزراء الإسباني الأسبق، خوسي ثاباتيرو، ومن جهته قال استيفان دوغريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في إشارة لفيليب دوست بلازي إن «الأمين العام أو أي من مساعديه لم يشاركوا في مؤتمر «كرانس مونتانا» الذي اختتمت فعالياته السبت بالداخلة» .
وانتقد دوغريك في بيان أصدره مساء أول امس السبت، وصف مدينة الداخلة في الأوراق الصادرة عن المنتدى بأنها مدينة مغربية، لأن «الوضع النهائي للصحراء الغربية هو موضوع لعملية تفاوض تجري تحت رعاية الأمم المتحدة، ووفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة».
وأوضح أنه «لا صحة» لتقارير أفادت بمشاركة المنظمة الدولية أو أي من مسؤوليها في «منتدى كرانس مونتانا»، مضيفا أن «الأمين العام بان كي مون قد تلقي دعوة لحضور أعمال المنتدى، لكنه أبلغ رئيس «كرانس مونتانا» بأنه لن يتمكن من الحضور».
وأضاف «لقد لاحظنا تقارير صحفية مفادها أن الأمم المتحدة تشارك في منتدى كرانس مونتانا بالداخلة، لكن الأمين العام بان كي مون لم يفوض، وهو يشغل منصب المستشار الخاص للأمين العام بشأن التمويل المبتكر، أو أي أحد آخر بالحضور.» وقال «إن حضور فيليب دوست بلازي أعمال المؤتمر يتم بشكل حصري بصفته الشخصية فقط».
ووصف وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار التشويش على منتدى «كرانس مونتانا» الذي اتهم به الجزائر بـ «المؤسف» ولم تجن من وراء كل عجرفتها سوى الشفقة بعدما باءت محاولتها في تأليب المجتمع الدولي ضد الحدث بالفشل. وقال مزوار خلال اليوم الأول من المنتدى إن الجزائر لا تزال تتبنى نهجا بائدا في التعامل مع الأمور «وذاك لا يشرف الجزائر ولا الجزائريين الذين لا حول لهم ولا قوة».
وأردف المتحدث أن مؤسسة «كرانس مونتانا» هي التي اختارت مدينة الداخلة لاحتضان اللقاء بالنظر إلى موقع المدينة وقدراتها «الحدث يشرف المدينة، ثم إن لا فرق بالنسبة إلينا بين أن تنظم هنا أو في أي إقليم آخر في المغرب».
وأضاف أن المغرب يبعث من خلال الحدث رسالة تؤكد كون النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية في المغرب واقعا وممارسة، مع إبراز ضرورة انفتاح المنطقة على محيطها الإقليمي والدولي.
«تنظيم المنتدى بيان للأمور بجلاء لدى من لا يزال يتصور الداخلة كما لو كانت مدينة مطلقة بالسلاح والجنود، في حين أنها منطقة كباقي مناطق المملكة، بساكنتها التي تبني أسس مستقبلها في نطاق الوحدة الوطنية» وأن نجاح الحدث أحسن رسالة إلى العالم وإلى من يشككون في قدرة الأقاليم الجنوبية على الدخول في دينامية التنمية، بعيدا عن محاولات تسميم الأجواء. فنحن سنستمر في خيار التنمية بالجنوب لصالح الساكنة، ولأجل تنمية المغرب بعيدا عن كل الديماغوجيات».
قال مزوار إن ما صدر من انتقادات وجهها وزير الخارجية الإسباني، غارثيا مارغايو، إلى مشاركة رئيس الوزراء الأسباني الأسبق، ثاباتيرو «لا أساس له ولا يشكل إلا مجرد نقاش داخلي وحزبي «ثاباتيرو جاء لدعوة من المغرب في إطار العلاقات التي كانت تجمعه دائما بالمملكة».
وأضاف ان «ما أطلب من مارغايو هو ألا يقحم المغرب في حسابات داخلية الطابع، وسابقة لأوانها، فضلا عن كونها تبعث على الأسف. حتى وإن كانت لا تشكل شيئا يمكن البناء عليه».

محمود معروف

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الفاتحة// الصحراء المغربية:

    للإخوة الذين يعقدون آمالا على إسبانيا لحل أزمتهم القديمة المتجددة مع المملكة المغربية ..الطريق ما زال طويلاً .. وستبكون أكثر إن لم تفيقوا من سباتكم…تراب الصحراء ينطق مغربي…

  2. يقول الفاتحة// الصحراء المغربية:

    للإخوة الذين يعقدون آمالا على إسبانيا لحل أزمتهم القديمة المتجددة مع المملكة المغربية ..الطريق ما زال طويلاً .. وستبكون أكثر إن لم تفيقوا من سباتكم…..والدليل هذا الحضور المميز، رغم التحركات الدبلوماسية المشوشة…رمال الصحراء تنطق مغربي…

  3. يقول مغربي:

    المنتدى كرانس مونتانا الدي اوقيم في مدبنة الداخلة المغربية الجميلة نجح بجاحا باهرا و هذا بشهادة الجميع و حضر اكثر من 115 دولة و منظمات و مجتمع مدني و شخصيلت مرموقة عربية و عالمة و هذا المنتدى بداية لمنتديات عالمية ستقام قريبا في هذه المدينة المغربية الجميلة مدينة الدتاخلة

  4. يقول المغرب:

    الدولة الجزائرية تعرقل مغربية الصحراء لحسابات جيو-استرتيجية مفضوحة ..لو كانت تريد الحق لكشفت عن كيفية مقتل الريس بوضيوف ..ولو كانت تريد الحقيقة والانصاف لانصفت ما يناهز 100000 قتيل في الحرب الداخلية ..ولكشفت عن اكلي اموال الصحراويين المحتجزين في تندوف بتحقيق دولي لا غبار عليه ..

  5. يقول فوكاش:

    منتدى التعاون جنوب-جنوب مهم إستراتيجياً لمستقبل القارة الأفريقية يثير حفيظة البوليساريو !!

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية