الرباط – «القدس العربي»: اختار المغرب بعناية فائقة كلماته لموقفه من الاعدامات التي نفذتها السلطات السعودية بحق 47 سعوديا بينهم رجل دين ينتمي للطائفة الشيعية وردود الفعل خاصة الايرانية على هذه الاعدامات، وهو ما اثار استغراب المراقبين، لما حملته الكلمات من موقف «محايد» في قضية السعودية طرف فيها، خاصة وان الطرف الثاني هي ايران.
والمغرب حليف للسعودية في مجموعة الملفات التي تعني الوضع الاقليمي وعضو بالتحالف الذي تقوده السعودية في حربها على اليمن ويشارك بسرب من الطائرات الحربية f16 في الغارات الجوية كما انضم إلى الحلف الذي أعلنت السعودية عن تأسيسه من دول إسلامية سنية لمواجهة «الإرهاب» فيما تمر علاقاته مع ايران منذ 1979 بأزمات وعواصف يتخللها هدوء احيانا دون ان تصل العلاقة للوئام.
وقالت وزارة الخارجية المغربية في بلاغ رسمي إنه «على إثر المظاهرات التي شهدتها المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران، عقب إعدام زعيم شيعي وأشخاص آخرين، أدينوا على خلفية أعمال إرهابية والمس بأمن الدولة، تتابع المملكة المغربية باهتمام كبير تطور الوضع، وتخشى من أن تأخذ التجاوزات الجارية بعداً غير قابل للسيطرة في الساعات والأيام القادمة».
وأضاف البلاغ ان «المغرب يعول على حكمة المسؤولين السعوديين والإيرانيين للعمل على تفادي أن ينتقل الوضع الحالي إلى بلدان أخرى بالمنطقة، تواجه العديد من التحديات، وتعيش أوضاعا هشة». وقال عبد الصمد بلكبير المحلل السياسي المغربي إن المغرب اتخذ قرارا حكيما وشجاعا من خلال موقفه من الأزمة الحالية بين السعودية وإيران بعد إعدام النمر، وأن المغرب بهذه المبادرة، يضع نفسه في موقع الحياد الإيجابي النصوح والواعظ، رغم كونه حليفا استراتيجيا للسعودية. وهو بذلك، وبطريقة غير مباشرة، يعرض نفسه كوسيط بين السعودية وإيران في أزمة إعدام الزعيم الشيعي النمر ببلاد الحرمين.
وأضاف بلكبير أن الخطوة تعد تطورا كبيرا في الدبلوماسية المغربية التي كانت عادة تمشي بجانب الحائط، ولا تبقى معزولة سياسيا، وقال إن مثل هذه المبادرات كان يقوم بها الملك الراحل الحسن الثاني، والتي توقفت بوفاته.
وأوضح أن خطوة المغرب يجب أن تليها مبادرات دول أخرى كالجزائر وتونس وبقية البلاد العربية، قبل أن تندلع الفتنة، «لأنها إذا اندلعت مستنا أيضا، إما أن تحرج الحكومة وستكون في هذه الحالة مع طرف ضد الآخر، أو أن الإرهاب سينتشر لأنه مثل الحشرات والميكروبات السامة، يعيش في المستنقعات، والحروب من هذا القبيل هي المستنقعات التي تشكل بيئة لنمو الشر.. «.
وأشار المحلل السياسي المغربي إلى أن الأمر ليس بالجديد في تاريخ المغرب، في مسألة العلاقة السنية والشيعية، إذ كان الملك الراحل الحسن الثاني قد أحس بخطورة الاستغلال الأجنبي للخلاف المذهبي الفقهي والعقدي بين الشيعة والسنة، بذل مجهودا في ذلك، وفعلا بادرت آنذاك إيران من جهتها بالدعوة إلى حوار الحضارات، وبادرت السعودية إلى تأسيس معهد التقريب بين المذاهب، ولكن المسار سار في اتجاه آخر.وقال بلكبير «اليوم نعيش توتيرا مضغوطا من طرف اليمين الأمريكي المتطرف والذي يعتبر الحكام الحاليون في السعودية من صنعهم، على خلاف التوجه الذي كان يسير عليه الملك عبد الله، ومن قبله وأن ما وقع في السعودية هو انقلاب أبيض على الاعتدال الذي يفرضه المنطق السني، ونحو التطرف الذي يرغب فيه الاستعمار الأمريكي».
واكد انه لا شك في أن المغرب في موقفه من الاعدامات «نسق مع جهات أخرى، وخصوصا أوروبا لأن الفرنسيين والألمان يحسون بأن أمريكا تريد بالشرق الأوسط شرا، وهم يعرفون بأن أي حرب أو فتنة في المشرق ستمس أوروبا أساسا وليس أمريكا. وهذا بالطبع يدخل ضمن الحروب الخفية بين الرأسماليتين الأوروبية والأمريكية حول من يخرج من أزمته قبل الآخر.
محمود معروف
إن مواقف الدول العربية مائعة ومترجرجة، كيف يمكن الوقوف على الحياد عندما يتعرض بلد عربي لكل هذا العدوان؟ وهل قضى على هذه الأمة إلا الخوف؟ لماذا صرتم مثل ملوك الطوائف أقوياء فيما بينكم أذلاء ضعفاء عند مواجهة العدو؟ لم نعد نستغرب، لأن دولاً عربية تأخذ موقف الحياد بين العرب وإسرائل.
السعودية تجني اليوم ثمار سياساتها الخاطئة المتراكمة منذ عقود . وخاصة منذ ازمة الخليج الاولى و تزعمها الحلف الذي دمر العراق الذي تحول نتيجة ذلك من حصن للامة الى بيدق ايراني …واسترسلت هذه الاخطاء بدعم الديكتاتوريات ومحاربة الثورات العربية…اضف الى ذلك الانغلاق الشديد للنظام السياسي ورهابه الكبير من الانفتاح الديموقراطي و عدم القدرة على تقليم اظافر الوهابية.
اما موقف المملكة المغربية الشريفة فهو موقف سليم يحسب لصانع القرار.فالشعب المغربي لن يرض الزج بابناءه في حرب ضد ايران لاتعنيه لا من قريب ولا من بعيد مقابل حفنة من الدولارات.
في نهاية المطاف سيكون المغرب الى جانب السعودية و المغرب سبق له أن قطع علاقته بإيران من أجل البحرين و كانت الصدمة أن البحرين عادت الى حضن إيران و فقد المغرب شريكا تجاريا مهما و هو إيران , لا نريد تكرار نفس الأخطاء و سنظل محايدين و ذلك لن يمنعنا من إدانة حرق السفارة السعودية في إيران , سنظل محايدين و لكن الحياد سينتهي إذا اندلعت الحرب
السعودية قامت بالواجب في محاربة التطرف الطائفي الذي كان يحرض عليه المتمرد النمر المتشبع بأفكار الصفوية ضد السنة والذي كان يسعى لها هذا الشخص الذي نفد فيه الإعدام إلى إشعال الفتنة الطائفية في موكنات الشعب السعودي المسالم لخدمة أجندة إيرانية وعلى إثر هذا الإعدام ردت عليه إيران بهجومها على السفارة السعودية خرقا لأعراف الدولية متجاهلة القانون الدولي الذي يحمي الدبلوماسية المتبادلة بين الدول العالمية وهذا يدل على تدخل السافر في سيادة السعودية التي تبين لها من سلوك هذا العميل الذي يخدم أجندة أجنبية ويريد زعزعة إستقرار الشعب السعودي الآمن في بلده وأنهت حياته قبل أن تتطور الأمور وتسير في إتجاه لايمكن أي دولة عربيةخليجية تتكهن بعواقبه الوخيمة الخطيرة التي تتعرض لها المنطقة التي تحتضن مقدسات الإسلامية السنية ولمذا النخبة الشيعية الحاكمة في إيران لم تسأل على أهل السنة الذين أعدموا من طرفها ولم يثر هذا الملف التطرف الإجرامي لدى العالم من أجل تحقيق فيه والضحايا كانوا يطالبون بأن تبنى لهم مساجد سنية