المغرب يعلن إعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا في ظل تواصل التراشق الإعلامي مع فنزويلا

حجم الخط
21

الرباط – «القدس العربي»: تواصل التراشق بين المغرب وفنزويلا، بواسطة البلاغات والحملات الاعلامية الرسمية، بعد طلب ممثل فنزويلا في الأمم المتحدة باعتبار الصحراء الغربية منطقة محتلة، وإصدار المغرب بيانا رسميا يعبر فيه عن قلقه للأوضاع الداخلية في فنزويلا ويتهم سلطاتها بـ»انتهاك الحقوق السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية» للشعب الفنزويلي.
ويأتي هذا التطور في العلاقات المغربية الفنزويلية في وقت أعلن المغرب إعادة علاقاته الدبلوماسية مع كوبا بعد قطيعة دامت 37 عاما على خلفية دعم هافانا للجبهة البوليساريو.
وردت وزارة الخارجية الفنزويلية ووصفت المغرب بـ»الدولة الاستبدادية» التي تحتل أدنى مراتب سلم «التنمية البشرية». وقالت أن «المملكة التي تحتل إقليما يخضع لعملية إنهاء الاستعمار من طرف الأمم المتحدة، تقع فيها ممارسات شديدة القمع ضد المواطنين الصحراويين».
وأضاف بلاغ الخارجية الفنزويلية أنه من «غير المقبول أنّ تقوم هذه الدولة الاستبدادية المصنفة من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أدنى مستويات التنمية البشرية في العالم، بالتدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا والمزايدة عليها»، وأدان البلاغ «تدخل المملكة المغربية ضد سيادة القانون في فنزويلا والنظام الدستوري للجمهورية».
وقال البلاغ أن «جمهورية فنزويلا البوليفارية تكرر رفضها للاتهامات التي لا أساس لها والصادرة عن المغرب». واكد أن «فنزويلا، تعيش على وقع التقدم والتطور، على الرغم من الحصار الاقتصادي والمالي والعدوان الدولي، وتتمتع باعتراف مختلف المنظمات، مثل: منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، والتقرير الأخير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة» وان «نموذجها في التعليم والصحة والثقافة والإسكان والحد من الفقر، من بين أمور أخرى، تشكل دعامات وقائية قوية ومعيشية جيدة للمواطنين في فنزويلا».
وناشدت وزارة خارجية فنزويلا المغرب «عدم الانضمام إلى المؤامرة الدولية التي تسعى لزعزعة الاستقرار وخرق السلام في بلادنا، وانتهاك مبادئ الاحترام لسيادة الدول، وحق شعب فنزويلا في تقرير المصير»، وذكرت بالعلاقات التاريخية التي «ربطتنا أيضا في وقت مبكر داخل حركة عدم الانحياز، على اعتبار أن البلدين عضوان كاملا العضوية في الحركة».
وقال بلاغ لوزارة الخارجية المغربية إنها تتابع «ببالغ القلق» الوضع الداخلي بجمهورية فنزويلا البوليفارية، وأن «المملكة المغربية تأسف لكون التظاهرات السلمية التي شهدتها فنزويلا هذا الأسبوع، خلفت العديد من الضحايا بما في ذلك تسجيل وفيات وسط الشباب الذين شاركوا في هذه المظاهرات.»
وقالت الوزارة في بلاغ لها يوم الخميس الماضي أن «التظاهرات الشعبية الواسعة التي تشهدها فنزويلا هي نتيجة للتدهور العميق للوضعية السياسية، والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وأن هذه الوضعية لا تتناسب مع الموارد المهمة من المحروقات التي يزخر بها البلد، والتي تظل، للأسف، تحت سيطرة أقلية أوليغارشية في ويجدون أنفسهم محرومين من أبسط حقوقهم الإنسانية، مثل التطبيب، والتغذية، والولوج إلى الماء الشروب والخدمات الاجتماعية الأساسية».
وخلص البلاغ إلى أن «المملكة المغربية إذ تندد بشدة بانتهاك الحقوق السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية في هذا البلد، تدعو الحكومة الفنزويلية إلى التدبير السلمي لهذه الأزمة واحترام التزاماتها الدولية».
وتعرف العلاقات بين الرباط وكاراكاس توترات منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي بعد اعتراف فنزويلا بالجمهورية الصحراوية التي تعلنها جبهة البوليساريو من جانب واحد منذ 1976 وأدى الى اغلاق المغرب لسفارته في كراكاس 2009 بعد تقديم سفير فنزويلا في الجزائر أوراق اعتماده كسفير لبلاده لدى الجمهورية الصحراوية، الا ان التصعيد الاخير جاء بعد تدخل راميريز كارينيو، سفير فنزويلا لدى الأمم المتحدة، في اجتماعات لجنة الرابعة والعشرين والمفوضية الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء 18 نيسان/ ابريل الجاري، قال فيه «أن الصحراء الغربية آخر مستعمرة بإفريقيا»، وان «المغرب يحتل الصحراء ويستغل ثرواتها الطبيعية»، ويمارس «الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان بالصحراء».
ودعا كارينيو إلى «ضرورة احترام الحلول الأممية، والتذكير بآخرها المتعلق بتحرير الأراضي السبع عشرة المستعمرة ومن بينها الصحراء الغربية»، طالب بتحقيق أهداف التنمية البشرية آخذاً بعين الاعتبار الأراضي المحتلة، كفلسطين والصحراء». ورد السفير المغربي في الامم المتحدة متسائلا عما إذا كان ممثل فنزويلا قد أخطأ الاجتماع أو الأجندة في إشارته إلى الصحراء وقال أن المغرب لم ينتظر المصادقة على أهداف التنمية المستدامة لإطلاق نموذج للتنمية المستدامة في الصحراء بغلاف مالي قدره 7 ملايين دولار، مضيفا أن معدل الاستثمارات بهذه المنطقة يضمن تحقيق تنمية مستدامة بانخراط ومشاركة كافة مكونات ساكنتها. وأكد أن «الحال ليست كذلك بالنسبة لفنزويلا، آخر ديكتاتورية في أمريكا اللاتينية». وسجل عمر هلال أنه في الصحراء المغربية، يتوافر الرجال والنساء والأطفال على كل ما يحتاجون إليه، ولا يعبرون الحدود للحصول على المواد الغذائية، كما هي الحال في فنزويلا حاليا. وقال «لكن الأكثر مأسوية، هو أن الأطفال الفنزويليين يبحثون عن طعامهم في قمامات الأزبال»، معبراً عن الأسف لكون سكان أغنى بلد في المنطقة، بالنظر إلى نفطه وغازه، يعانون من الفقر والبؤس جراء استيلاء الأوليغارشية الديكتاتورية التشافيزية على ثروات البلاد. وأعرب هلال عن استغرابه إزاء الدعوة التي أطلقها اليوم الرئيس مادورو للحصول على مساعدة إنسانية من الأمم المتحدة، والتي يقر من خلالها بالفشل الذريع لنظامه، في وقت تتوافر البلاد على النفط والغاز. ووصف الدبلوماسي المغربي هذا الطلب بالدليل على إفلاس حكومته، وخصوصا دبلوماسيته.
وتابع أنه «في الوقت الذي لا يجد يه شعبه الأدوية للتداوي، ولا الأطعمة للغذاء، ولا الحليب لإطعام الرضع، زد على ذلك إقدام الحكومة على إغلاق المدارس لتوفير الكهرباء، يسمح سفيرها في نيويورك لنفسه بالتجول في طائرتيه الخاصتين بالولايات المتحدة وبلدان الكاريبي».
وشدد السفير المغربي على أنه لا يمكن الحديث عن تنمية مستدامة في غياب الديمقراطية، ومن دون احترام حقوق الإنسان، ودولة الحق والقانون، مؤكداً أن الديكتاتورية والمجاعة تلحقان العار بهذا البلد الكبير بأمريكا اللاتينية، وأنه لا يمكن تحقيق أي تنمية مستدامة في ظل الديكتاتورية التشافيزية الحالية. وطالب السفير هلال زميله الفنزويلي بشكل مباشر بالتحلي بالتواضع، لأنه لا يمكنه أن يعطي دروسا للمغرب في وقت يقوم نظامه بتجويع شعبه، وإطلاق النار يوميا على المتظاهرين السلميين، الذين يتطلعون فقط للديمقراطية والكرامة، والغذاء للبقاء على قيد الحياة.

المغرب يعلن إعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا في ظل تواصل التراشق الإعلامي مع فنزويلا

محمود معروف

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول متتبع قصري:

    الدول التي تحكمها الأنظمة العسكرية مالها الفشل و الفشل و الفشل ؟ و فينيزويلا احسن مثل على ذلك. هذه الدولة المارقة التي تدعي الاشتراكية هي أكبر مكان للفاسدين و الرأسماليين ، يسبون امريكا نهارا ، و يرتمون في احضانها ليلا. الديماغوجيا هي أساس هذه الأنظمة. فلا استغرب من تدعم انفصاليين كجماعة البوليساريو الذين يتماهون معها في نفس الفلسفة و الرؤيا للأمور السياسية.

  2. يقول هلال كرامة:

    من حق فنزويلا أن تتباهى بنفطها وغازها وهوملك شعبها وليس قادم من مستعمرة كالمغرب الذي ثرواته خصوصا الفسفاط والمعادن الأخرى متعلقة بالإحتلال لجارته الصحراء الغربية

  3. يقول طاهر العربي:

    الدول الجنوبية المنتجة، “وا اسفاه”للنفط! لم تستفذ شيأ اقتصاديا من المنتوج الغازي البترولي الموجود في باطن الارض. توجهت مباشرة لإنتاج الأيديولوجيا، استهلاك الأيديولوجيا، بيع الأيديولوجيا….
    النتيجة كارثية على كافة المستويات. ماركس مات منتحرا، انكلز و هيكل سمما بعضهما البعض، كورباتشوڤ تقاضى بعد الدريهمات من اجل اشهار بيتزا كارثي، على كل منظري الفقه اليساري.
    اللهم لا شماتة.

  4. يقول عبد الكريم البيضاوي . السويد:

    أظن يجب فهم الموضوع جيدا, القضية ليس الفقر في فنزويلا أو المغرب أو في تقدم هذا البلد أو هذا أحسن من ذاك. القضية هي أن فنزويلا شرعت في التحضير لعملية ضد مصلحة المغرب, فكان الهجوم من طرف المغرب أفضل وسيلة للدفاع وهذا الشكل في الرد من طرف المغرب على دول أخرى سابقا , إسبانيا , فرنسا, السويد أظنه جديدا في السياسة الخارجية المغربية ربما فقط في العشرين سنة الفارطة. حين يرى المغرب أنه مهاجم دبلوماسيا من جهة ما ترد الدبلوماسية المغربية في مجالات أخرى. العملية هجوم ودفاع على شكل هجوم.
    أما في الفقر والبطالة والأمراض والديمقراطية فهم أخوان توأمان.

  5. يقول مولاي أحمد اسبانيا:

    متى كانت آخر مملكة فى السلم العالمى للنمو والتى تحتل إحدى المراتب الأولى فى الأمية وعدم التمدرس….!متى كانت سلطة يحكمها الدم والسلالة والتوارث….متى كانت هذه المملكةتنعت الثورة البولبارية بالاستبداد….أنها مهزلة القرن

  6. يقول Ahmed HANAFI اسبانيا:

    القيادة الجديدة في هافانا لا تريد ان تبقى كوبا جزيرة شيوعية منبودة في محيطها الإقليمي والدولي، فدشنتت مسلسلا من الانفتاح عنوانه ربط علاقات مع الولايات المتحدة وبدء محادثات مع دول الخليج العربي لاستقطاب الأموال والمستثمرين.
    السياسة الخارجية للمغرب، في عهد محمد السادس، تطبعها الصرامة ( الرد على فنزويلا ) ومد الجسور مع دول تتبنى موقفا غير ودي من قضية الصحراء.
    أعطى هذا التوجه اكله حينما كسبت المملكة اسواقا جديدة وأصواتا كثيرة داخل افريقيا وخارجها. وظهر ان المبادرة إلى فتح قنوات الاتصال والتواصل مع الخصوم خير من المقاطعة. ونذكر هنا حالة / مثالا تعود إلى سنة 2000 ، تتعلق بسوريا.
    كانت دمشق هي اللعاصمة الوحيدة في مشرق الوطن العربي التي تتواجد فيها بعثة ثقافية لحركة بوليساريو. استغل رئيس الحكومة الاشتراكي، عبد الرحمان اليوسفي، زيارته لهذا البلد ففاتح الرئيس بشار الاسد في الموضوع، وكان هذا الأخير في سنوات حكمه الاولى، فاتحه بالقول ان المغرب ساند سوريا في حرب رمضان وأن جنودنا الذين ماتوا في الجولان، لا زالوا يرقدون في مقبرة الفنيطرة. لذلك، فان المغاربة لا يفهمون مساندة حزب البعث ( القومي و الوحدوي ) لحركة انفصالية ضد المملكة.
    بدت علامات الحرج على الرئيس وطلب وقتا للإطلاع على الملف. وبعد يومين، طلبت دمشق من ممثل بوليساريو مغادرة البلاد في أجل 48 ساعة.
    كان ممثل الجبهة في دمشق رجلا هاديء الطبع فصيح اللسان، اسمه احمتو ولد سويلم وهو من قبيلة اولاد دليم.
    عاد هذا الرجل فيما بعد وطنه المغرب وجدد البيعة للملك وعين سفيرا للمملكة في اسبانيا.
    بالنظر لوزن الرجل وماضيه، فقد اغاظت العودة والتعيين الكثيرين في الجوار. جاء صديق قديم إلى السفير الجديد يعاتبه: كيف تنكرت لماضيك ورفاقك، فنكصت وبدلت؟
    اجاب ولد السويلم بلاغته المعهودة: لقد تنقلت في تيندوف وخارجها، وعملت في قيادة الحركة وقواعدها، وحاورت العرب والعجم، واني رايت ما لا ترى وأعلم ما لا تعلم، وستريك الايام ما كنت تجهل.

  7. يقول الصحراوي الحر:

    السلام عليكم
    صدقت يأخ الكروي “شر البلية مايضحك” ا.

  8. يقول Rachid:

    الأسباب التي ادت الى قطع العلاقات الديبلوماسية مع تلك الدول مازالت قائمة وكوبا من الدول التي لا تغير مواقفها بسهولة وهذا ما لاحظناه في علاقتها مع امريكا .

  9. يقول ماء العينين:

    قافلة المغرب تسير وتسير ولن يوقفها أحد ، البولساريو ليست إلا دمية في يد عسكر الجزائر وهي لا تمثل الصحراويين المغاربة ، جل مؤسسيها ومعهم الآلاف من اللآجئين هربوا من جحيم تندوف والتحقوا ببلدهم المغرب ولم يبقى هناك إلى فئة قليلة منهم تنتظر الفرصة للإلتحاق بالمغرب أما بقية اللآجئين فلا علاقة لهم أصلا بالصحراء المغربية وهو ما يفسر الرفض المتكرر للجزائر لإحصائهم كما تنادي به الأمم المتحدة ، المغرب يمد يده للجزائر في كل مناسبة للتعاون والوحدة لما فيه مصلحة الشعبين ولكن للأسف عسكر الجزائر وبعض نخبه مازالوا لم يعالجوا أنفسهم من المغربفوبيا ومازالوا يعتقدون بعد كل ماصرفوه من عشراة المليارات والجهد بدون نتيجة تذكر أنهم سيقسمون المغرب وسيقيمون دولتهم الوهمية على صحرائه ، كل ما أخشاه لا قدر الله أن تنهار الجزائر وتتقسم إلى دويلات للقبائل والمزابيين والطوارق والعرب ، فالغرب يتحين فرصته ولن يتهاون في تقسيمنا وتشتيتنا لنبقى قوما تبعا لهم ، إنني أتأسف لما وصل إليه حالنا وحال مغربنا الكبير وأتأسف للبعض الذي مازال يردد أسطوانة عسكر الجزائر وهو لا يعلم أن التقسيم إذا وقع لا قدر الله فإنه سيشمل الكل .

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية