■ عواصم ـ وكالات: بعد ان استعاد مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية السيطرة على القسم الأكبر من مدينة عين العرب السورية، واصلوا تقدمهم على حساب تنظيم الدولة الإسلامية في محيط المدينة الحدودية مع تركيا، واحتلوا قريتين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون.
وتتواصل الاشتباكات الدائرة بين الجماعات الكردية المسلحة، وتنظيم «الدولة الاسلامية»، في منطقة عين العرب «كوباني»، شمالي حلب السورية.
وبين الفينة والأخرى، تتصاعد وتيرة الاشتباكات الدائرة منذ قرابة أربعة شهور، في الأجزاء الشرقية من البلدة.
وسمعت أصوات الرصاص من الجانب التركي، وشوهد علمان مرفوعان على أعمدة الكهرباء في «تل مشتى النور»، الذي سيطرت عليه المجموعات الكردية مؤخرا.
بدورها واصلت طائرات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، طلعاتها الاستكشافية في سماء البلدة، بينما تتخذ القوات الأمنية التركية على المنطقة الحدودية، تدابير أمنية مشددة.
وقال المرصد في بريد الكتروني الأحد «تمكنت وحدات حماية الشعب مدعمة بكتائب مقاتلة اليوم من السيطرة على قرية ماميد جنوب غرب مدينة عين العرب (كوباني) عقب اشتباكات عنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية».
وجاء ذلك بعد سيطرة المقاتلين الأكراد السبت على قرية ترمك الواقعة بين هضبة مشتى نور وطريق حلب – كوباني، «لتكون أول قرية تسيطر عليها وحدات الحماية» منذ بدء هجومها المضاد على التنظيم الجهادي المتطرف قبل حوالي الشهر.
كما واصلت الوحدات الكردية تقدمها داخل عين العرب، «والسيطرة على مدرسة الشريعة وشمالها وشرقها، وعلى مسجد سيدان»، بحسب المرصد.
وفي مطلع الأسبوع، سيطر المقاتلون الاكراد على قمة هضبة مشتة نور داخل المدينة، ما مكنهم من السيطرة نارياً على طرق إمدادات تنظيم الدولة الإسلامية من حلب والرقة، بالإضافة للسيطرة النارية على كامل عين العرب.
وأسفرت الاشتباكات اليوم عن مقتل 12 عنصرا على الأقل من تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب المرصد، بالاضافة إلى قتلى لم يحدد عددهم في صفوف مقاتلي هذه الوحدات. وأشار إلى ان هذه الأخيرة استولت على «دبابة وسيارة تحمل رشاشاً ثقيلاً».
وذكر المرصد ان «طائرات التحالف العربي – الدولي استهدفت بضربات عدة تمركزات ومواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة عين العرب».
وتحدث الإعلامي الكردي مصطفى عبدي المتابع للوضع في كوباني، عن تحرير ثلاث قرى جنوب وغرب كوباني.
ونشر على صفحته على موقع «فيسبوك» صورا تظهر القوات الكردية وهي «تغنم أسلحة وذخائر من مسلحي التنظيم بعد تحرير المعهد الشرعي» داخل كوباني.
وأوضح المرصد السوري ان التنظيم المعروف بـ «داعش» لا يزال يحتفظ بشريط في شرق المدينة، وهي المناطق التي دخلها في مطلع تشرين الاول/اكتوبر لدى اقتحام عين العرب.
كما أشار إلى مشاركة مجموعتي «لواء ثوار الرقة» و «كتائب شمس الشمال» المقاتلتين ضمن المعارضة السورية المسلحة في المعارك إلى جانب الاكراد.
وبدا تنظيم الدولة الإسلامية هجومه في اتجاه عين العرب في 16 أيلول/سبتمبر، وسيطر على مساحة واسعة من القرى والبلدات في محيطها، قبل ان يدخل المدينة في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر. وكادت المدينة تسقط في أيديهم. إلا ان المقاتلين الأكراد استعادوا زمام المبادرة في نهاية تشرين الأول/اكتوبر.
ويعود الفضل في تغير ميزان القوى على الأرض إلى الضربات الجوية التي يوجهها التحالف الدولي بقيادة أمريكية لمواقع التنظيم، بالإضافة إلى تسهيل تركيا دخول أسلحة ومقاتلين لمساندة المقاتلين الأكراد إلى المدينة. وقتل في معارك كوباني، بحسب المرصد السوري، أكثر من 1600 شخص.
إلى ذلك لقي 10 أشخاص من جنود النظام السوري حتفهم، السبت، في اشتباكات مع جبهة الشام المعارضة، التي سيطرت على منطقة «تل البريج»، بعد أن كانت تخضع لسيطرة قوات النظام في مدينة حلب بالشمال السوري.
وقال ياسر أحمد- أحد المسؤولين الإعلاميين للجبهة المذكورة – ان وحدات تابعة لـ «الشام» شنت اليوم هجوما بالدبابات، على قوات النظام السوري في «تل البريج»، مما أسفر عن مقتل 10 جنود، وتدمير عدد كبير من المركبات العسكرية.
وأوضح المصدر أن المعارضين السوريين استهدفوا قوات النظام بمدافع الهاون وقذائف جهنم، في منطقتي «تل البريج» و «سيفات»، وأنهم تمكنوا من وقف زحف تلك القوات شمال مدينة حلب، وذكر أن طائرات تابعة للنظام، قامت بقصف العديد من المناطق شمال المدينة المذكورة، لوقف تقدم المعارضين بها.
وأضاف «وبعد انتهاء الاشتباكات تمكنت وحدات جبهة الشام، من السيطرة على (تل البريج) نظراً لأهميتها الاستراتيجية شمال حلب».
وأدان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الأحد العمل «الشنيع الذي لا يغتفر» المتمثل في إعدام تنظيم الدولة الإسلامية رهينة يابانيا بناء على فيديو تحققت اليابان من صحته، وطالب «بالإفراج فورا» عن الرهينة الثاني وسط استنكار دولي واسع.
وقال ان «هذا العمل الإرهابي شنيع ولا يغتفر، أنا أدينه بأشد العبارات».
وعبر آبي عن تعازيه لأسرة هارونا يوكاوا الذي خطف في سوريا على ما يبدو في آب/اغسطس الماضي. وطالب مجددا بإطلاق سراح الرهينة الثاني الصحافي الياباني كينجي غوتو الذي خطفه تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية تشرين الأول/اكتوبر الماضي على الارجح.
وعبر قادة الأحزاب السياسية اليابانية الأحد عن استنكارهم الشديد لهذا الاغتيال بينما أعرب والد الضحية في تصريح متلفز عن صدمته.
وأكد رئيس الوزراء الياباني «سنواصل مكافحة الإرهاب إلى جانب الأسرة الدولية».
من جهته، صرح باراك أوباما الذي كان أول من رد على الاغتيال ان الولايات المتحدة تقف «إلى جانب حليفتها اليابان وسنواصل العمل معا لإحالة هؤلاء القتلة على القضاء ولإضعاف تنظيم الدولة الإسلامية حتى القضاء عليه». واتصل الرئيس الامريكي بعد ذلك الاحد بآبي من الهند حيث يقوم بزيارة معبرا له عن «تضامنه مع الشعب الياباني».
من جانبه اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان هذه الجريمة والتهديدات الأخرى التي يطلقها (تنظيم) الدولة الإسلامية «تذكر من جديد بوحشية هؤلاء الإرهابيين».
كذلك ندد وزير الخارجية الألماني فرانك والتر شتاينماير بهذه الجريمة «البشعة» مؤكدا انها تعزز «عزمنا على الاستمرار، مع كل القوات التي تتصدى له، والنهوض في وجه الإرهاب غير الإنساني لهذا التنظيم».
ودان الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أيضا «جريمة قتل همجية» منوها «بالتزام اليابان الحازم في الحرب ضد الإرهاب الدولي ودورها الفاعل من أجل السلام في الشرق الأوسط».
ودانت مفوضية الخارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الأحد إعدام الرهينة الياباني معتبرة ان ذلك يثبت مجددا ضرورة مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية. وقالت في بيان نشره مكتبها ان «قطع رأس هارونا يوكاوا، رهينة المجموعة الإرهابية «داعش» (تنظيم الدولة الإسلامية) يثبت مجددا ان أيديولوجية وأعمال هذا التنظيم تنتهك كل القيم والقوانين العالمية. نطالب بالإفراج فورا عن الرهينة الآخر كينجي غوتو». وعلى الرغم من التشكيك في صحة التسجيل الذي بث على الإنترنت لإعلان مقتل ياكاوا، رجح شينزو آبي صحته، وقال الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا «نواصل التحقق» من صحته.