غزة ـ «القدس العربي»: تصاعد التوتر العسكري في قطاع غزة ومناطق إسرائيل الحدودية، بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، وتبادل الطرفان الهجمات، في مشهد كان الأعنف منذ انتهاء الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف عام 2014. وأطلقت المقاومة عشرات القذائف على بلدات «غلاف غزة»، فيما قام الطيران الحربي والمدفعية الإسرائيلية بقصف أكثر من 35 هدفا داخل القطاع، وسط حديث عن تدخل مصري لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه.
وأغارت طائرات حربية إسرائيلية نفاثة على عدة مواقع تتبع للمقاومة الفلسطينية، وتحديدا لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في مناطق متفرقة شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، ما أدى إلى تضرر تلك المواقع ومناطق محيطة، من بينها مدرسة يستخدمها طلبة الثانوية العامة في تقديم الامتحانات، بشظايا قذائف نتيجة قصف الاحتلال.
كما أعلن جيش الاحتلال أنه نفذ غارة على «نفق» مقام أسفل الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر. وقالت مصادر عسكرية إن النفق الذي جرى استهدافه «نوعي»، مدعيا أنه مخصص لتهريب الأسلحة لحركة حماس.
وقامت إسرائيل بتنفيذ الغارات وعمليات القصف المدفعي على دفعات، وقال ناطق عسكري إن الهجمات التي استهدفت أكثر من 35 هدفا وموقعا، جاءت ردا على إطلاق صواريخ من غزة.
غير أن القصف لم يمنع فصائل المقاومة في غزة من إطلاق رشقات صاروخية جديدة بعد ساعات الظهر، في تحد جديد لتهديدات إسرائيل، وذكرت تقارير محلية أن مجمل القذائف التي أطلقت على جنوب إسرائيل فاقت الـ 110 قذائف.
وكان القصف الإسرائيلي العنيف جاء بعد أقل من نصف ساعة على انتهاء اجتماع لقادة الأمن الإسرائيليين ترأسه نتنياهو، وتوعد في أعقابه بتوجيه «رد قاس» ضد غزة. وقال نتنياهو إن إسرائيل «تنظر بخطورة الى الهجمات التي شنت على تجمعاتها السكنية، على يد حركتي حماس والجهاد». وقال إن الرد عليها سيكون بـ «قوة كبيرة». وأضاف «إسرائيل ستجعل من يحاول استهدافها يدفع ثمنا باهظا»، وحمل حماس بحكم سيطرتها على غزة المسؤولية عن الهجمات.
وأعلنت الفصائل الفلسطينية المسلحة جاهزيتها لأي طارئ، ودعت النشطاء لأخذ كل احتياطات الحذر، تحسبا لـ «غدر الاحتلال».
وحمل الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم إسرائيل «المسؤولية الكاملة» عن التصعيد، وقال «إن ما قامت به المقاومة يأتي في إطار الحق الطبيعي في الدفاع عن شعبنا والرد على جرائم القتل الإسرائيلية وعمليات استهداف واغتيال المقاومين المقصودة في محافظتي رفح وشمال غزة».
رد الجهاد الإسلامي
من جهته قال مسؤول الإعلام في حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب «إن دماء أبناء شعبنا ليست رخيصة حتى يستبيحها الإرهابيون دونما رادع»، مؤكدا أن رد المقاومة بإطلاق القذائف يعد عملا «مباركا»، وقال «كرامة شعبنا أغلى ما نملك».
واستنكرت حركة فتح على لسان المتحدث باسمها عاطف أبو سيف، العدوان الإسرائيلي الذي وصفته بـ «البربري»، وقال إن الهجوم يعد «حلقة جديدة في مسلسل الجرائم الاسرائيلية التي تتطلب عقابا من المجتمع الدولي».
وفي السياق طالب عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، كايد الغول، بعقد لقاء قيادي فلسطيني لبحث كيفية توحيد الرد على الاعتداءات الاسرائيلية التي طالت غزة.
جاء ذلك في الوقت الذي ترددت فيه معلومات قوية عن تدخل مصري من قبل جهاز المخابرات العامة، الذي يشرف على اتفاق التهدئة المبرم بين الطرفين عام 2014، من أجل إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، ومنع الوصول إلى حرب جديدة على غزة. وكانت إسرائيل أعلنت صباح أمس عن إطلاق 28 قذيفة صاروخية من قطاع غزة، تجاه مناطقها الحدودية، تصدت منظومة «القبة الحديدية» للعدد الأكبر منها، فيما سقطت قذائف في مناطق مفتوحة، حسب ما قال رونين منليس الناطق بلسان جيش الاحتلال، وذلك قبل انطلاق رشقة ثانية وثالثة من صواريخ المقاومة.
وأكدت مصادر عسكرية في إسرائيل، أنه جرى مع انطلاق الصواريخ من غزة ، تفعيل «صفارات الإنذار» في عدة بلدات بالقرب من الحدود، مشيرة إلى أن الصواريخ أسفرت عن إصابة ستة إسرائيليين بجراح طفيفة.
وهذه هي المرة الأكثر إطلاقا للصواريخ من غزة على بلدات إسرائيلية دفعة واحدة، منذ انتهاء الحرب الأخيرة ضد القطاع صيف عام 2014.
وجاءت عملية إطلاق الصواريخ من غزة بعد تحذيرات عديدة أرسلتها المقاومة الفلسطينية لإسرائيل، على خلفيه تعمدها قصف مواقع المقاومة خلال الأيام الماضية، ما أوقع شهداء، في إطار فشل المنظومة العسكرية الإسرائيلية في التصدي لفعاليات «مسيرة العودة» السلمية، التي تشهدها حدود القطاع، منذ 30 آذار/مارس الماضي.
وأفاقت أصوات انفجارات ضخمة، ناجمة عن تصدي منظومة «القبة الحديدية» الإسرائيلية لصواريخ محلية الصنع أطلقت من القطاع، تجاه عدة بلدات إسرائيلية قريبة من الحدود، سكان قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح أمس.
وكانت إسرائيل هاجمت بعد لحظات من عملية إطلاق الصواريخ عدة مواقع ونقاط رصد للمقاومة قريبة من مناطق الحدود الشرقية بقذائف المدفعية.
وتعود أسباب هذه الموجة من التوتر إلى اليومين الماضيين، حيث قصفت المدفعية الإسرائيلية نقاط رصد للمقاومة يومي الأحد والإثنين، تعود لنشطاء حركتي حماس والجهاد، ما أدى إلى استشهاد أربعة نشطاء وإصابة خامس بجراح، حيث كان من بين الشهداء ثلاثة يتبعون حركة الجهاد سقطوا في القصف الأول، فيما استشهد ناشط من حماس في القصف الثاني.
يشار إلى أن إسرائيل أعلنت ليل الإثنين عن تعرض بلدة سديروت، الواقعة قرب الحدود الشمالية لقطاع غزة، لعملية إطلاق نار من سلاح ثقيل، أدى للتسبب بأضرار مادية في مباني البلدة.
تهديد بالتصفيات
وفي إسرائيل توعد الوزير الإسرائيلي يواف غلانت، بعودة اسرائيل لـ «سياسة التصفيات» محددة الأهداف، ضد مطلقي الصواريخ وقياداتهم، وقال «إن إسرائيل لن تسلم بالمساس بمواطنيها وبانتهاك سيادتها».
وتخلل المشاورات الأمنية الإسرائيلية بخصوص التصعيد، عقد قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال اجتماعا برؤساء مجالس بلدات «غلاف غزة» وضعهم خلاله في صورة التطورات الميدانية، حيث طلب من سكان مناطق «غلاف غزة» البقاء على مقربة من الغرف المحصنة والملاجئ.
يذكر أن عضو المجلس الوزاري المصغر، الوزير زئيف إلكين، كان قد صرح، صباح أمس، أنه يجب الرد بقوة، وإنه يتوقع أن يتخذ وزير الأمن والجيش الإسرائيلي قرارا جديا بشأن رد شديد جدا، داعيا للرد بصورة مؤلمة جدا، والحفاظ على معادلة الردع.
وردا على سؤال بشأن الرد على إطلاق قذائف الهاون، قال إنه يجدر عدم ذكر الأهداف في وسائل الإعلام، لتجنب وقوع أضرار أمنية. وانضم الكين للتهديد والوعيد «القول الفصل في الشرق الأوسط هو الفعل وليس ما يقال. في منطقتنا يحترمون من يعرف كيف يرد الضربة بشكل مؤلم». ورغم التقديرات التي تشير إلى أن حركة الجهاد الإسلامي هي التي أطلقت قذائف الهاون ردا على استشهاد عدد من عناصرها، يوم أمس الأول، إلا أن إلكين حمل حركة حماس المسؤولية، وقال إنه يجب أن تدفع ثمنا باهظا، بغض النظر عمن أطلق النار.
وعلل وزير التعليم المستوطن ورئيس «البيت اليهودي» وعضو المجلس الوزاري المصغر، نفتالي بينيت، الرد الإسرائيلي العشوائي بالقول إن قذيفة كادت تصيب روضة أطفال. وقال رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، إن إطلاق قذائف هاون هو خط أحمر خطير، مضيفا أن إسرائيل لن تسمح بتعريض سكان المستوطنات المحيطة بقطاع غزة للخطر. وقال وزير الداخلية، أريه درعي، في حديث إذاعي إن «إسرائيل سترد، ولكن ليس بقصف مدفعي عشوائي، وإنما على أكثر المواقع إيلاما». وكتب رئيس كتلة «يش عتيد» المعارضة، يائير لبيد، في حسابه على «تويتر» أن «الهجوم على مستوطنات غلاف غزة لن يكون بدون رد، وسترد قوات الأمن بالشدة المطلوبة»، مضيفا أنه يتوقع أن يسمع إدانات دولية واضحة للهجوم على سكان مدنيين. وانضمت بقية مكونات المعارضة للتهديد والوعيد والدعوات لرد قاس من أجل «استعادة الردع».
وفي محاولة للقيام بضربة دبلوماسية استباقية دعت وزارة الخارجية الإسرائيلية كافة السفارات في العالم لمطالبة العالم دولا ووسائل إعلام لاستنكار إطلاق «حماس والجهاد القذائف نحو مراكز مدنية مأهولة بالسكان». وعّبر دافيد منصور، مواطن إسرائيلي، عن مزاج شائع لدى أوساط إسرائيلية في مستوطنات محيطة بغزة بقوله إن سكانها « رهائن وإن كثيرين منهم يكابدون أزمات نفسية بسبب التوتر والخوف ويحتاج 70 ٪ منهم لخدمات الرفاه والشؤون الاجتماعية من سقوط القذائف وإطلاق رصاص من مدفع رشاش». وقال منصور في حديث لإذاعة جيش الاحتلال أمس إن «بلدته سديروت تحولت لمدينة أشباح «.
OUR DIGNITY IS JUST IN OUR RIFLE NO HESITATION ON THIS PRAGMATIC TROTH
YES FOR OUR MILITARY DRASTIC ACTIONS AGAINST HYPOCRISY